قمـــــــه عــــربيـــــة شــريعتهــا المقـــــــاومــــــــة

 
 
شبكة المنصور
الـــوعـــي العـــربـــي
كان الله في عون الرئيس الليبي الأخ العقيد معمر القذافي بصفته رئيساً للقمة العربية الدورية وهو صانع المواقف التي كان يعبر بها الأخ العقيد عن رفضه لهذه القمم العربية عديمة الجدوي فمن منا ينسي ما قام به الرئيس القذافي في القمة المصرية بشرم الشيخ التي أخذ ينفث فيها دخان سيجارتة الأمريكية دون أن يكترث لتلاوة البيان الختامي و ما حدث من تلاسن حاد بينه وبين الأمير عبدالله ولى عهد السعودية حينذاك وعلى أثره تغيبت ليبيا عن حضور القمة التالية المنعقدة في الرياض وكأن الأخ العقيد يأبى ألا يكون حاضراً في هذه القمة فأخذ يشن هجوما لاذعا على الحكام العرب عشية إنعقاد القمة بالرياض في حديث خاص" لقناة الجزيرة الفضائية وعبِّر عن رثائه للقادة العرب لأنه لاحول لهم ولا قوة ، و أن قرارات القمة مُعده سلفا وليست سوى حبر على ورق ،

 

الأخ العقيد أقترب بكلامه من رجل الشارع البسيط الذي لم يشاهد للقمم العربية أي أثراً ايجابيا في حل أي قضية عربية وإن كان مع كل قمة تزداد القضايا وتنعدم الحلول من فلسطين للعراق ولبنان والسودان والصومال و....جميعها ملفات مفتوحة لم يتم إغلاق أيا منها وجاء كلام القذافي وأنكأ الجراح وصب الزيت على النار وكأن الأمة في حاجه لتثبيط المعنويات والهمم وكذلك ما حدث منه في قمة قطر العام الماضي عندما حاول أمير قطر أن يقاطعه أثناء كلمته وبدأ معاتباً الملك عبدالله مسترسلاً حديثه واصفا نفسه بعميد الزعماء العرب وهكذا يفجر الأخ العقيد الموقف تلو الآخر في جميع القمم التي يحضرها الي الدرجة التي تفقد القمة طرافتها بدون الرئيس القذافي وهذه هي الحسنه الوحيده ، إذن ماذا تقدم هذه القمة الي الشعوب العربية التي لا تتنظر من هذه اللقاءات اي شئ سوي مزيداً من الخلافات في الوقت الذي تعيش فيه الأمة العربية اسوأ وأسود لحظاتها من التردي العربي ليس من قلة او ضعف بل لانهم أصبحوا غثاءاً كغثاء السيل ، هانوا علي أنفسهم فهانوا علي الشعب العربي الذي أصبح لا ينتظر منهم خيراً ، لقد أصبح الجميع بلا إستثناء داخل بيت الطاعة الأمريكي والصهيوني ، هذا هو المشهد التعس لحكام الأمة العربية من أصحاب الفخامة والجلالة الرؤساء والملوك والأمراء أصحاب العروش والكروش تشرزم ،صراعات ، ضعف ،انكسار ،تخاذل الي الدرجة التي أصابتنا بحالة من الفتور واللامبالاه لهذه القمة بعد أن تمزقت الكرامة العربية وجاس أعداء الأمة باقدامهم أرضنا العربية في فلسطين والعراق ولبنان ومن سلم من اعتداءاتهم العسكرية لم يسلم من تدخلاتهم ومؤامراتهم الدنيئة في شئوننا الداخلية ،أما الكارثة الكبري كل ذلك يدور من حولنا والخلافات العربية العربية تزداد وتتسع الي الدرجة التي بات فيها الكيان الصهيوني علي قناعة تامة بعدم فاعلية تلك القمم العربية او جدواها بل أنها تراها تصب في صالحها أكثر ما تصب في صالح العرب أنفسهم فهي تدرك بان القمم العربية لن تخرج قراراتها عن شجب او إستنكار ثم الأنتقال الي جدول الأعمال وعلي رأس هذا الجدول الوقت الذي يتبادل فيها الحكام والرؤساء العرب ضرب بعضهم البعض باطباق الطعام ،ولمن يشكك في ذلك يراجع القمم السابقة ، أما القمة الليبية القادمة فلن تكون أوفر حظاً من القمم السابقة ولكن ربما تكون الأسوأ من حيث زيادة التمزق العربي فالخلافات بين الجماهيرية ولبنان تتسع الي الدرجة التي ربما لاتوافق لبنان علي حضور القمة القادمة ،أما العلاقات بين المملكة السعودية وليبيا ليست علي مايرام وربما لا يوافق الملك عبد الله علي الحضور والخلافات الليبية الفلسطنية بدأت تطفو علي سطح الأحداث ناهيك عن العلاقات المصرية السورية والسورية السعودية والمصرية الجزائرية والجزائرية المغربية،

 

أما العلاقات العربية العراقية فحدث ولاحرج لانه لا توجد اي علاقات اليوم مع العراق لخروج العراق من دائرته العربية ويعيش تحت إحتلال أمريكي مرير، أما السودان رئيسه مطلوب ضبطه وإحضاره للمحكمة الجنائية الدولية وبلاده مهدده بالتقسيم والتمزق شمالاً وجنوباً ، هذا وهناك دولاً عربية تم اسقاطها من حسابتنا العربية مثل اليمن السعيد الذي لم يعد سعيداً والصومال التي تزداد الحروب الأهلية فيها إشتعالاً ،فالعالم العربي يعيش اليوم حالة من التردي والإنقسام ومن الصعب الوصول إلي إتخاذ أي موقف عربي موحد لكل القضايا التي تمر بأمتنا في هذه المرحلة الفاصلة فالوضع والنظام الرسمي العربي يعاني من حالة موت سريري و إكلينيكي وتعبر عن إنعكاس الوضع العربي عامة فالأحداث الجارية من خطط ومؤامرات صهيوأمريكية علي الساحة العربية تستهدف المنطقة العربية برمتها وكل هذا يحدث علي مرآي ومسمع من أصحاب الفخامة والمعالي قادة الأنظمة الرسمية العربية الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا متوسلين و تابعين أذلاء ومنكسرين ومنبطحين للهيمنة الأمريكية والصهيونية عن العيش في كرامة وكبرياء ، فماذا يقدم هؤلاء المنكسرين العاجزين والتابعين لامتهم ؟ وماذا ننتظر أن يقدموه لنا بعد كل هذا العجز والخضوع والخنوع ؟

 

فمن قمة إلي قمة يا قلبي لا تحزن ومنذ أن فرطنا في حقوقنا ومكاسبنا بالاتفاقيات والمعاهدات والسلام المنشود وسلام الشجعان والسلام خيار إستراتيجي وبدأنا نفقد كل سمات الشرف والعزة والكرامة إلي الذل والمهانة ،وإذا لم يتمكن النظام العربي من العودة إلي وحدة الصف القومي والعربي ورفض الهيمنة ووقف كل ما يقدمه لخدمة المشروع الأمريكي وتطويق الخلافات والأنقسامات والتواطؤ العربي الذي لا يخدم إلا المحتل والغاصب والطامع فلا قيمة لقمة عربية أو أي قمم بدون قيم ومبادئ أخلاقية ، ففلسطين يتم ذبحها كل يوم من الوريد الي الوريد وأقصانا مهدد بالهدم والتدمير، أما أسرائيل فهي علي قناعة بان قممنا العربية لن تأتي إلا بمزيد من الخلافات وخروج قرارات لا تتجاوز مداها الحبرالذي تكتب به ، أمريكا وأسرائيل لا تعرفان إلا لغة القوة فالعالم لا يعرف لغة الضعفاء المتفرقين ، والأقوياء فقط هم الذين يفرضون حقوقهم وياخذونها بالقوة والقوة ليست بالضرورة حرباً او سلاحاً فقط ولكن من الممكن أن يكون لدينا أوراقا للضغط أقوي من لغة السلاح ومن أهم هذه الأوراق هي ورقة المقاومة الشعبية ،فلماذا لا يكون شعار قمتنا القادمة هي المقاومة ودعمها ورعايتها من خلال الأنظمة العربية بدلا من محاربتهم لها وتصفيتها لصالح أعداء أمتنا العربية ؟

 

فالحل يكمن في المقاومة ودعمها والإعتراف بشرعيتها ولماذا لا توجه الدعوة الي رموز فصائل المقاومة الفلسطينية بوصفهم المعنيين اليوم بقضيتهم الفلسطنية بعد أن تخلي الجميع عنها ؟ ورموز فصائل المقاومة العراقية من بعثين وقوميين وأسلاميين وغيرهم ، ورموزالمقاومة اللبنانية بكل أشكالها لحضور هذه القمة العربية وتكون هذه رسالة الي أعدائنا بان خيارنا القادم هو المقاومة وليست المفاوضات و سلام الشجعان ، إذن ليكن شعار القمة العربية وعنوانها وجدول أعمالها فقط هي دعم المقاومة في كل مكان علي الأرض العربية عندها فقط من الممكن أن تأتي القمة العربية ثمارها ونثق بها وإلا سوف تكون دخان في الهواء.

.
http://www.alarabi2000.blogspot.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ١٠ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور