تعلموا طبخ الفسنجون

 
 
شبكة المنصور
بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

خلال فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين (رحمه الله) شُيدت أكثر من خمسة ألاف مدرسة، جامعات في كل أنحاء العراق، مراكز بحوث علمية، مستشفيات، فنادق، مطارات، محطات توليد طاقة، طرق، جسور، مصانع ومعامل، ورغم هذه الأنجازات يفاجئنا شخص (موالي لإيران) على قناة البغدادية يقول بكل ثقة "لماذا تطالبون المالكي ان يبني لكم صرح في أربع سنوات وصدام حسين لم يبني مدرسة واحدة خلال خمسة وثلاثون عام"!!، لابد أن يكون هذا الشخص جاهل (تنقصه المعلومات) أو يقصد ما يقول، لكن في الحالتين الاجحاف والنكران موجود، وأغلب الظن أنه متعمد (لأسباب طائفية)، وإلا كيف نفسر هذا الأجحاف مقابل التمجيد للسيستاني الذي يتقاضى (الخمس) ليعمر المباني في إيران!!،

 

أذن هناك رسالة واضحة يريد (الموالون) أن تصل للجميع، وستكون الرسالة أوضح أذا ما أخذنا كلام (الموالي) صولاغ على محمل الجد عندما قال "على كل شخص أن يعرف حجمه الحقيقي" (الكلام كان موجه لاياد علاوي بعد ظهور ما تسمى بنتائج الانتخابات)، والحجم الذي كان يقصده صولاغ في كلامه لايقاس بعدد الاصوات التي حصل عليها المرشح في الانتخابات، بل يحدده رضا الولي الفقيه عنه وبالتالي رضا وقبول (الموالين) للولي الفقيه، ورغم أن أياد علاوي من الذين ساهموا بفعالية (حسب أعترافه) في التآمر على النظام الوطني في العراق وجلبوا الاحتلال والقهر للشعب العراقي، إلا أن ذلك لم يجعله صاحب أمتياز لدى طهران ولا حتى مقبول لديهم، فالولاء الذي يدين به الدعوجية والبدرية وأمثالهم إلى إيران هي الورقة الرابحة التي يحتفظ بها علي خامنئي وجلاوزته، فهؤلاء قد شربوا من نهر الكارون وملئت بطونهم من الطعام الفارسي، فكلنا نتذكر عندما أراد (إبراهيم الاشيقر) أن يقدم لسيده بريمر وجبة من الطعام، أختار له الفسنجون الإيراني بدلاً من الطعام العراقي (كل واحد يرجع إلى أصله)!!،

 

والمالكي عندما ذهب لزيارة الخامنئي دخل عليه بدون ربطة عنق (لأنها محرمة وممنوعة إيرانياً)، وعندما تعصف بهم مشكلة يقبلون بأي حل يخرج من تحت عمامة الخامنئي أو من جيب الجاكيت اليتيم لأحمدي نجاد (ماشاء الله على الزهد!!)، أذن صاحب السلطة في العراق (الجديد!!) يجب أن يكون إيراني القلب والقالب، وعليه أن يقدم فروض الطاعة والولاء للولي الفقيه، ويقسم على خدمة إيران ويشترك في تحقيق أهدافها التوسعية، عندها سيكون راضياً مرضياً عليه، أما البناء والتعمير والتعليم ووعود الرفاهية والقضاء على البطالة وتحقيق الأمن والأمان فقد باتت غير مجدية ولا يهتم لها (الموالي الحقيقي) ولاتحسب لصاحبها انجازاً أو خطوة للأمام، ولهذا نجد أن الرئيس الراحل صدام حسين (رحمه الله) أنكروا له أكثر من خمسة ألاف مدرسة شيدها خلال فترة حكمه، والسبب أنه جعل الجندي العراقي يضع بسطاله في عمامة الخميني بعد ان جرعه السم طيلة ثمان سنوات، وهذا في نظر (الموالين) يذهب بالانجازات مهما كانت، على هذا الأساس لن يستطيع أحد كسب (الموالين) من دون أن ينبطح للولي الفقيه ويقدم له التنازلات، ويعمل وفق سياسة (التخلي) أبتداءاً من ربطة العنق وأنتهاءاً بحقول النفط، ويدعم موقف إيران في أمتلاكها رؤوس نووية (سلمية!!) كما فعلها (تشرشل زمانه) هوشيار زيباري، بأختصار أن الرسالة التي أراد (الموالون) أيصالها للجميع هي ،،، تعلموا طبخ الفسنجون!!.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٩ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور