حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي

 

أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة

قيادة قطر اليمن

 

وَحْدَة   حُرِّيَّة  اشْتِرَاكِيَّة

مَكْتَب الِثـقَافَة وَالّاعـلَام

   
 

ميلاد البعث عنوان فجر عربي جديد

 
 
شبكة المنصور
 
أيها المناضلون البعثيون
يا أبناء شعبنا في اليمن


هاهي الذكرى الثالثة والستون لتأسيس حزبكم العظيم – حزب البعث العربي الاشتراكي – تطل علينا بعبقها التاريخي الحي لنستذكر معها اللحظات الأولى لانبثاق فجر الأمة الجديد ، تلك اللحظات التي أشع منها نور البعث الخالد ليضيء سماوات العروبة والعالم بأمل متجدد يذكي أمل التحرر والانعتاق والعدل، ليس في نفوس العرب فحسب، بل في نفوس وعقول كل الشعوب والأمم المقهورة المناضلة التواقة للحياة الحرة الكريمة.


لقد مثل يوم السابع من نيسان 1947 أكثر من مجرد ميلاد حزب، - إنه ميلاد أمة – تأبى أن تموت ، وتأبى أن تضام، فكان السابع من نيسان بمثابة ثورة عربية ضد التخلف والرجعية والتبعية والتمزق والقطرية، وثورة ضد التمايز والطبقية، في الوقت الذي مثل ثورة ضد الفئوية والطائفية والمذهبية، والعرقية والسلالية، لذا التفت الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي الكبير حولها، وحول حزبها الوليد لأنها وجدت فيه تعبيراً عن كل آمالها، ومنقذاً لها من كل آلامها.


ايتها الجماهير العربية المناضلة ... ايها الاحرار في الامة

أن المتتبع لحركة الحزب ومجمل المتغيرات في الساحة السياسية العربية، يدرك منذ الوهلة الأولى أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الزهرة الأينع التي نبتت في صحراء العرب لتملأ الدنيا بعبقها وأريجها الفواح، فغدت تجربته تجربة إنسانية تدرسها وتنهل منها الشعوب والأمم، وأصبحت مثلاً يحتذي به في النضال والمطاولة والصمود.وهنا كانت بداية التواصل بين الطموح والممكن بين القائد المؤسس و القائد المجدد ،بين الامس واليوم وغدا... ويحق لنا هنا ان نستدعي التاريخ البعثي كله من خلال استحضار العلاقة التاريخية التي شكلت فعلا نقطة البداية في التجربة البعثية التي كانت بمثابة معجزة تاريخية في حياة الامة تحققت من خلالها ثورة بعثية في قطر من اهم اقطار الامة العربية ،تحشدت كل قوى البغي والعدوان ضدها لانها كانت وليدة((تواصل فكري بين القائدين التاريخيين، احمد ميشيل عفلق وصدام حسين،وهو ثمرة من ثمار التواصل الروحي بينهما،وهو تواصل يستند الى موقف مصيري مشترك من حالة الانبعاث في الامة،وحركة نضالها، وحاجات نهضتها وتحقيق مشروعها الحضاري الإنساني الجديد....تواصل يعني الصيرورة المبدئية والتاريخية،اي التكامل والترابط المصيري،والتأصيل والتجديد والتواصل مع ينابيع الابداع، والمتمثلة بالتراث وبالنضال وبالواقع القومي وبروح العصر)) ، والاهم في التواصل انه إرتبط بالنظرة (الى الحزب من خلال البعث ،والى الوطن من خلال الامة، والى الامة من خلال الرسالة،بقيت القاسم المشترك المميز لهما.وكلاهما نظر الى "السلطة "نظرة شك وامتحان واداة لخدمة الشعب والمبادىء وكلاهما كان يضع تجربة الرسول العربي كمصدر ومنبع وقدوة ومثال.) من اجل هذا التواصل الروحي ظلا وسيظلا يشاركاننا احتفائنا بذكرى ميلاد الحزب ويذكران العالم كله بتجربة الحزب في العراق العظيم الذي تكالب عليها كل الحاقدين على الثورة والوحدة والتقدم والنهضة والمشروع الحضاري الذي ولد في عراق القائد المجدد صدام حسين وفكر القائد المؤسس كتعبير عن ((حيوية الفكر ودقته وأصالته،وضبط المعادلات الفكرية المبدئية مع حركة الواقع والنضال)).


ايها الرفاق في ارض الرافدين ايها البعثيون في كل مكان

ولأن البعث العربي الاشتراكي عنوان الأمة في حاضرها ومستقبلها، كما هو خلاصة تاريخها العريق المشرق، فقد تكالبت عليه قوى التآمر منذ اللحظات الأولى، فقد استشعر أعداء العروبة والإسلام بمقدار الخطر الذي يشكله البعث على مخططاتهم المريضة، إلا أن البعثيين الأماجد استطاعوا بصبرهم وثباتهم ونضالهم الدؤوب أن يتجاوزوا كل التآمرات والمتآمرين عبر مسيرة البعث الطويلة وما يزالون في صفحة الحواسم بالرغم من كثافة مخططات المتامرين والحاقدين .


أيها الرفاق المناضلون
يأ ابناء أمتنا العربية المجيدة

إن القوى التآمرية التي أقلقها ميلاد البعث ومسيرته الظافرة، ماتزال تواصل حملاتها المسعورة لمحاولة النيل منه، في سياق محاولاتها التآمرية على الأمة العربية، مدركة مدى الترابط بين مشروع الأمة ومشروع البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية، لذا وبعد أن ارتكبت تلك القوى الشريرة جريمتها النكراء، باحتلال العراق وتدميره وقتل اكثر من مليون ونصف المليون من شعبه واغتيال اكثر من مئه وسبعين الف من خيرة كوادر الحزب ومن ذوي الكفاءات العالية بمختلف التخصصات ، أفصحت -تلك القوى- بشكل سافر عن مشاريعها الاستعمارية الرامية إلى تفتيت الوطن العربي، وتحويل أقطاره إلى أشلاء ممزقة يسهل ابتلاعها وهضمها، وفي هذا السياق ركزت القوى الامبريالية والصهيونية كل جهدها لتمزيق قطر السودان، ونهب ثرواته والسيطرة على موارده الإستراتيجية، والتآمر على شعبه ومحاولة فصله عن محيطه العربي بذرائع مختلفة شتى، في الوقت الذي خلطت الأوراق على الساحة اللبنانية، لتبقى ساحة انفجار متوقع بين اللحظة والأخرى، يساندها في ذلك الدور الإيراني الفارسي الصفوي، الذي بدأ يمد أذرعه الاخطبوطية الخبيثة إلى باقي الأقطار العربية، فمن دعواته الطائفية والمذهبية في مصر ودول المغرب العربي والسودان والسعودية، إلى تدخله السافر في الشؤون اليمنية ودعمه المادي والعسكري واللوجستي لعناصر التمرد الحوثي التي تخدم مصالحه وأهدافه المتماهية مع الأهداف الأمريكية الصهيونية الرامية إلى تمزيق أقطار الأمة وتحويلها إلى مناطق نفوذ وهيمنة اقتصادية وسياسية تابعة تدور في فلك الإمبريالية الأمريكية والصهيونية الاستيطانية.


يا أبنا شعبنا في يمن الوحدة والديمقراطية

إن خطر التمرد الحوثي، الذي ثبت أنه مدعوم إيرانياً، يستهدف تمزيق اليمن أرضاً وإنساناً ، وتحويله إلى ساحة صراع بين قوى خارجية تصفي حساباتها على الأرض اليمنية، كما يهدف لتحويل اليمن إلى ورقة مراهنة وضغط في لعبة التجاذبات الأمريكية الإيرانية كما هو الحال في لبنان.. وهو لا ينفصل في دوره وأهدافه التآمرية عن لعبة مايسمى بـ(الحراك الجنوبي) الذي تحول من حالة مطلبية تنادي بحقوق أصحاب المطالب، إلى دعوة تشطيرية تتآمر على وحدة اليمن وحاضره ومستقبله، وقد اتضح أيضاً أنه يدور في فلك الدعم الخارجي الرامي لتمزيق اليمن وإعادة الاستعمار من جديد، ذلك الدعم الخارجي الذي أخذ يوظف كل حاقد على الوحدة والجمهورية والثورة، مستدعياً الجيف التي لفظها شعب اليمن من توابيتها لتصبح دُماه ومطيته التي تحقق مآربه.


إن الدور التكاملي الذي تلعبه إيران الصفوية، وطموحاتها التوسعية التدميرية الحاقدة على العروبة والإسلام، مازال يحلم بالتهام الخليج العربي بدوله وشعبه وأرضه ومياهه، متجاوزاً في ذلك كل حقائق الجغرافيا والتاريخ، وحتى الإسلام الذي يتستر به لتحقيق ثاراته الفارسية الصفوية الخبيثة.


وفي الوقت الذي يستشري خطر التحالف الأمريكي الصهيوني الإيراني، للقضاء على كل أمل للعرب في الاستقرار والتوحد، تبرز القضية الفلسطينية على السطح، ولكن بوجه مغاير لما هو مؤمل من فصائلها، إذ أن الخلافات والتناحر فيما بين تلك الفصائل أصبح هو السمة الغالبة على أدائها، وطغت تلك الخلافات على مشروع المقاومة والتحرير، فأصبحت مدخلاً لقتل القضية الفلسطينية والقضاء عليها نهائياً – لا سمح الله –


أيها المناضلون البعثيون
يا أبناء أمتنا العربية

في وسط كل ذلك تبرز المقاومة العربية الثائرة، المؤمنة بحق الأمة في التحرر والانعتاق والتوحد والرقي، لتكيل الصفعة تلو الصفعة على وجه الاحتلال والاستيطان في فلسطين والعراق، فيتلازم مشروع الأمة النهضوي التحرري مع زغردات البنادق وتكبيرات الجهاد.
إن الفعل الجهادي المقاوم وهو يُركع العنجهية الاستعمارية ، يمزق أحلامها، يثبت يوماً بعد آخر أن أمتنا حية وأنها لاتموت..


أيها المجاهدون على أرض الرافدين

ها أنتم اليوم تعبِّرون عن امتكم، بل أنتم صورة هذه الأمة مصغرة، في حركتكم وجهادكم اليومي لتحقيق الهدف الأول والأسمى في هذه المرحلة، ذلكم هو هدف تحرير العراق تحريراً شاملاً وناجزاً من ربقة الاحتلال الأمريكي الصهيوني الإيراني، وتطهيره من كل المخلفات العميلة وربائب الصفوية والمجوسية، لتعيدوا له وجهه العروبي الحضاري المشرق، فيأخذ دوره التاريخي كطليعة متقدمة في الأمة العربية، هذه الأمة الموجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح كما قال القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق(رحمه الله).


إن أمتكم العربية، وحزبكم العظيم – حزب البعث العربي الاشتراكي- ينظران إليكم بكل فخر واعتزاز وتقدير وأنتم تزلزلون الأرض تحت أقدام المحتل وأذنابه، وتبشرون بفجر عربي قادم تزفه تكبيرات الأبطال في سوح الوغى، ليصبح مدخلاً للمستقبل الحر الكريم، ولوحدة عربية أنتم طليعتها، وأنتم حداتها.. فشددوا ضرباتكم، وأيقنوا – كما نحن موقنون – بأن النصر الحاسم لا ريب فيه ( وما ذلك على الله بعزيز) وهو القائل جل شأنه (إن النصر إلا من عند الله).


أيها البعثيون في كل مكان
أيها الأحرار

إن حزب البعث العربي الاشتراكي القومي، وهو يحيي هذه الذكرى الغالية العزيزة على قلوبنا وعلى كل حر شريف في الوطن العربي ليؤكد على الآتي :


1 – إن الدفاع عن الأمة مسؤولية كل القوى الحية فيها، وإن التصدي للمشاريع التآمرية التي تستهدف الأمة، يستوجب وحدة الصف ووحدة الموقف، وعليه فإننا نجدد دعوتنا إلى قيام جبهة عريضة من القوى الوطنية والقومية والإسلامية على مستوى القطر الواحد، كخطوة أولى على طريق قيام الجبهة على المستوى القومي.


2 – ندعو فصائل المقاومة الفلسطينية إلى ضبط النفس، والابتعاد عن المنغصات، التي من شأنها إلهاء شعبنا في فلسطين الحبيبة وأمتنا العربية عن الهدف المركزي، وهو تحرير فلسطين، فالتناحر لا يخدم سوى الكيان الصهيوني ومشاريعه وأهدافه، التي تريد القضاء على الجميع بدون استثناء، لتحقيق حلم صهيون :(أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)..


3 – إن الوحدة اليمنية الخالدة مفخرة كل العرب، ومهماز نضالهم الوحدوي التحرري، لذا فإن الدفاع عنها والحفاظ عليها، واجب وطني وقومي يقع على عاتق كل عربي.


4 – إن المقاومة العراقية الباسلة عنوان شرف وفخر لكل الأحرار، وهو ما يحتم على الجميع الوقوف في صفها، ودعمها بكل الوسائل الممكنة، التي تساعدها على دحر المشروع الأمريكي الصهيوني الإيراني، الذي أثبتت الأحداث أنه استهدف العراق كمقدمة لاستهداف الأمة في أقطارها، وفي هويتها العربية والإسلامية.


5 – دعوة الأنظمة العربية ولاسيما الخيرة منها، إلى الاعتراف بالمقاومة العراقية ودعمها مادياً ومعنوياً وإعلامياً.


أيها المناضلون البعثيون

إن إحياءكم للذكرى الثالثة والستون لميلاد حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي، تأكيد على استمرار مسيرتكم الظافرة، ووفاءكم للمبادئ، وهو محطة تأمل نستذكر فيها تضحيات رفاقنا عبر ثلاث وستين عاماً لنستلهم من تلك التضحيات دروساً وعبراً في الصمود والاستبسال في سبيل الأمة .. فنرسم من خلالها ملامح المستقبل البعثي المناضل.


- الخلود في عليين للرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق مؤسس الحزب وأستاذ الأجيال.
- المجد والخلود في عليين للرفيق القائد صدام حسين سيد شهداء العصر بأني نظرية العمل البعثية.
- الرحمة والخلود لشهداء الثورة العربية، شهداء البعث العظيم.
- تحية تقدير واعتزاز للرفيق المجاهد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب القائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني.
- تحية إكبار واعتزاز لأبطال البعث وهم يذودون عن أمتهم وتاريخها ومستقبلها على أرض الرافدين.
- تحية تقدير واعتزاز لكل فصال المقاومة العراقية الوطنية والقومية والإسلامية.
- تحية لكل بعثي قابض على المبادئ كالقابض على الجمر.
- الخزي والعار والهزيمة والخذلان لكل متآمر على البعث والأمة وكل متخاذل جبان.

والله اكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
وليخساْ الخاسئون


مكتب الثقافة والإعلام
لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي
قطر اليمن
صنعاء في السادس من أبريل / نيسان ٢٠١٠ م

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٢٣ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٨نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور