البعث العظيم مفجر طاقات الأمة لابد أن ينتصر

 
 
شبكة المنصور
داود الجنابي
البعث يبقى علامة مضيئة في سماء الأمة العربية لا لكونه حزب سياسي ذو أهداف وشعار فحسب.بل لكونه الوليد البار لهذه الأمة انبثق من رحم معاناتها واستمد قوته من صلابتها وتعشق في تطلعاتها وغدى جزاء لا يتجزأ من صيرورتها التاريخية. لذلك بان البعث ومنذ ولادته ظل يصارع قوى الاستعمار والرجعية والعملاء وهؤلاء جميعا لا يتوانون عن إعلان عدائهم للبعث صراحةً لكونهم يجدون فيه القوة التي تهدد مصالحهم ،والقوة التي تريد للأمة النهوض والانتفاض على الواقع الذي تعيشه اليوم والذي تستوطن فيه كل عوامل الضعف والوهن الذي بات ينخر جسم الأمة العربية. وهنا السؤال الأبرز بعد سبع سنوات من الاحتلال الأمريكي للعراق، لماذا ساند بعض الحكام العرب سراً وعلناً المحتل الأمريكي في العدوان على العراق ومن ثم إطاحة بنظام البعث.؟ نقول بعد إن تسلم البعث السلطة في ثورته المجيدة في السابع عشر من تموز عام 1968 اتجه البعث ومن خلال قيادته للعراق إلى الانفتاح الكامل على الأمة العربية جماهيريا وحكومياً ،

 

وهذا أمر طبيعي ومنطقي لما يحمله البعث من فكر قومي وحدوي راسخ منذ ولادته،في ذات الوقت سعى البعث من خلال قيادته للعراق إن يكون قلعة العروبة المتحررة لتكون مثلاً يحتذي بت على الصعيد العربي، وسعى إلى بناء دولة قوية معتمدا على الإمكانات المتوفر في العراق الغني بموارده الاقتصادية والبشرية ,لذلك شرع في انجاز المشاريع وتحرير البلد اقتصاديا من تبعيته لشركات النفط الاحتكارية فكان قرار تأميم النفط، هذا القرار الذي اعتبرته القوى الاستعمارية والصهيونية بالخروج عن القانون كما اعتبر بهذا القرار دولة تسعى للتطور والنمو في المنطقة التي تعج بالمصالح الحيوية لقوى الاستعمار والامبريالية العالمية، إلا أن تلك القوة لم تتمكن من شن حرب على العراق وضربة لكون الوضع الدولي نتيجة لوجود قطب دولي أخر فضلا عن وجود حركات تحررية لها تأثير دولي يفرضه القانون الدولي والشرعية الدولية، ومنذ ذلك القرار وضع العراق في حسابات القوى الاستعمارية وتوبع من الأنظمة العربية العملية والتي تسير في فلكها، في ذات الاتجاه سعى العراق إلى إن يكون دولة مركزية في المنظومة العربية تحمل توجهات مختلفة عن مصر والسعودية والدول الأخرى التي تتنافس أيضا في إن تكون دول مركزية في تلك المنظومة،

 

إلا أن إصرار العراق على لعب دورة القومي التحرري مع بناء قوة اقتصادية عربية تستثمر كل طاقات الوطن وهذا ما لا يروق للدول الكبرى كما لا يروق للدول التي تريد إن تحتل الصدارة في المنظومة العربية، لذلك عمدت تلك الدول الكبرى إلى بدء مرحلة إعاقة التوجهات التي يقودها البعث في العراق ووضع العراقيل إمام تقدم العراق، وهنا لا يمكن إن نغفل دور الكيان الصهيوني الذي كان ومازال يعتبر فكر البعث مهددا لوجوده، وفي السنوات التي تلت قرار التأميم ومن ثم القرار الذي صممه العراق وقيادته وإقناع السعودية بالمشاركة فيه ،القرار المتمثل باستخدام النفط سلاح في المعركة حيث أوقف العراق والسعودية 5% من صادراتهم النفطية إثناء حرب 73 هذا القرار الذي اثأر أيضا حفيظة الغرب، نقول بعد تلك القرارات بدأت القوى الاستعمار بوضع العراقيل إمام العراق فأسهمت في تصعيد التمرد في شمال العراق إلى إن تمكن العراق في عام 1975 من القضاء علية وتلت ذلك سلسلة من المؤامرات التي أفشلها البعث وقيادته بحكمة نادرة، ومنذ قرار التأميم استطاع العراق إن يحقق فائق نقدي كبير بدء العراق في استخدامه في بناء جيش قوي وبناء دولة تعتمد على الكفاءات العلمية ومتطورة بكل المقاييس ووفق خطط تنموية متعددة الجوانب هذا الأمر اثأر استغراب ولعاب الدول الكبرى وفي خضم ذلك دفع الغرب فخميني الذي استلم السلطة بمسرحية واضحة المعالم ومن رسم القوى الاستعمارية والامبريالية دفعت الخميني إلى إشعال الحرب مع العراق والتي استمرت ثمان سنوات من القتال الضاري بين العراق وإيران المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وتحقق النصر للعراق في تلك الحرب، وخرج العراق قويا يمتلك قوة عسكرية هائلة إلا أن الحرب استنزفت الفائض النقدي كما أنها أثرت على الجوانب الاقتصادية للدولة العراقية بالكامل، في المقابل القوى الكبرى ومعها الدول العربية لم يرق لها إن ترى العراق دولة قوية لذلك عمدت بعض الدول إلى إلحاق الأذى بالعراق اقتصاديا وبالأخص الكويت التي كانت رأس الحربة في ذلك، وحصل ما حصل في قضيته الكويت ،

 

وبدأت فيما بعد اخضر جريمة ترتكب بحق العراق إلا هي جريمة العقوبات والحصار الاقتصادي الذي فرضته القوى الامبريالية على العراق ، وهذه الجريمة كانت بداية العدوان على العراق بشكل مباشر من قبل الولايات المتحدة وبريطانية وتساندهما بعض الدول العربية والغربية،هذا الحصار الظالم الذي استمر أكثر من 12 سنة لحق بالعراق خسائر فادحة أثرت بشكل واضح على الحياة الاقتصادية والبني التحتية لكثير من المشاريع ،كما ألحقت خسائر بشرية من خلال موت أكثر مليون ونص المليون من الأطفال بسب نقص الأدوية والحاجيات الأخرى ، وفي عام 2003 شنت الولايات المتحدة ومعها بريطانية العدوان على العراق بحجج كاذبة وواهية ، مما تقدم فان العراق الذي كان قويا بجيشه وتلاحم شعبة شرع في عام 1990 إلى إعداد برنامج سياسي مبنى على الأسس الديمقراطية بشكل تدريجي من خلال دستور عام 1990 الذي لم يترك المجال لتنفيذه بسبب المؤامرات المتلاحقة من قبل قوى العدوان والشر،فأن خطة احتلال العراق كانت معروفة ومعلومة لحكومات الدول العربية التي قدمت تعاونا وإسناد لقوات الغزو الأميركية بحيث فتخت أجوائها وأراضيها ومياهها للجيوش العدوان ، من خلال هذا يمكننا إن نستدل على إجابة السؤال الذي طرحنها ، بحيث أصبح بحكم المؤكد بان الأنظمة العميلة العربية لا يمكن إن تسمح بتحرير الأمة العربية والاستفادة من قواها الكامنة ومعالجة مواطن الخلل الذي طالما كشفها البعث العظيم للجماهير العربية ، من هنا نرى إن تجربة البعث الكبيرة في العراق وانجازاتها الهائلة ومكاسبها الكبرى التي حققها كانت تتوافق مع نظرية البعث والتي ومازالت تؤمن بضرورة تفجير كوامن وطاقات آلامه من اجل تحررها وانطلاقها ونهضتها ،وكان العراق في طل حكم البعث دولة يشار لها بالبنان والتطور وكانت قاعدة أساسية للانطلاق الأمة العربية نحو المجد والحضارة.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ١٥ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور