العراق المحتل والقمة العربية رقم ٢٢ ... الى أين؟!!!

 
 
شبكة المنصور
دجلة وحيد

عقد ما يسمى بمؤتمر القمة العربية رقم 22 في مدينة سرت الليبية في ظل الذكرى الثامنة للإعتداء على العراق وإحتلاله وتدميره ونهب خيراته. ثلاث ملاحظات جعلتنا نكتب هذه المقالة القصير على الرغم من أنه لم يكن في حساباتنا أن نكتب شيئ عن هذا المؤتمر لأنه وحسب توقعاتنا لم يتمخض عن شيئ ذات أهمية لمستقبل وطموحات الشعب العربي وأجياله القادمة ولا حتى التطرق الى إيجاد صيغة حد أدنى لأرض مستوية يقف عليها المجتمعون بصورة جدية من أجل توافق الأراء وحل المشاكل الملحة للأمة العربية، ولا ندري لماذا تعقد مثل هذه المؤتمرات التى تزيد من حنق وحقد المواطن العربي الواعي والشريف على حكامه المارقين، والتي أيضا تزيد من عمق شرخ الخلافات العربية - العربية وتجعلنا إضحوكة أمام شعوب العالمين المتحضر والبدائي. النتائج التي تخرج بعد إنتهاء مثل هذه المؤتمرات هي مجرد كلمات وخطابات جوفاء تخديرية لعقول الجهلة من هذه الأمة المغدورة وتزيد من إحباط الواعين من أبنائها.

 

الملاحظات التي حفزتنا على كتابة هذه المقال القصير هي: 

 

الملاحظة الأولى : عدم تطرق المشاركين في المؤتمر الى مسألة إحتلال العراق وتدميره ومعاناة شعبه الجمة على الرغم من تبني معمر القذافي لهذه المسألة بعد لقائه مع مجموعة من العراقيين قبل إنعقاد مؤتمر القمة في مدينة سرت الليبية، وبعد الإعلان عن محتوى الرسالة الموجهة من قبل المجاهد عزة إبراهيم الى المؤتمرين من الملوك والرؤساء العرب والتي ذكر وركز فيها على خطورة الإحتلال الإيراني الذي سمح بوجوده الإحتلال الأمريكي المجرم للعراق وإحتمال قضم العراق من قبل نظام ملالي قم وطهران وضمه الى الإمبيراطورية الفارسية المقبلة. لقد عول الكثير من العراقيين وغيرهم على مبادرة القذافي خصوصا بعد الإعلان عن رسالة المقاومة المسلحة العراقية الباسلة التي أرسلها المجاهد عزة إبراهيم، إلا أن القذافي لم يوفي بوعده ولم تقرأ الرسالة في المؤتمر وبذلك خيب أمال الكثير ممن توقع بأن المؤتمر قد يسمح لممثل للمقاومة أن يشارك في جلسات المؤتمر أو في أبسط الحالات طرح مسألة إحتلال العراق على أجندات المؤتمر. لقد تركت مسأله إحتلال العراق ومعاناة شعبه كما هي وكما توقعنا وكما حدث سابقا في المؤتمرات السابقة لأن الكثير من المؤتمرين أنفسهم كانوا قد شجعوا وشاركوا في عملية إحتلال وتدمير العراق بصورة مباشرة وغير مباشرة. إضافة الى ذلك أن المؤتمرين يعترفون بحكومات الإحتلال المتعاقبة في العراق والعملية السياسية المخابراتية التي فرضها الإحتلال على العراق وشعبه، وليس غريبا أن نرى أن العراق المحتل قد مثل في هذا المؤتمر العقيم بوزير خارجية حكومة الإحتلال الرابعة الكردي هوشيار زيباري الذي لا يرعى مصالح العراق سوى أجندات الأحزاب الكردية الإنفصالية العميلة التي تطمح ببناء دولة مسخة على حساب العراق وشعبه. وليس غريبا أيضا من ترحيب المشاركين في المؤتمر بعملية الإنتخابات المزورة المعروفة النتائج التي عقدت في السابع من الشهر الجاري.

 

رسالة المجاهد عزة إبراهيم الى المؤتمرين رغم عدم التطرق إليها في المؤتمر قد قامت :

 

1- بتذكير المشاركين في المؤتمر بأن المقاومة العراقية المسلحة الباسلة مازالت حية ومستمرة في فعالياتها القتالية الجهادية ضد قوات الإحتلال وعملائه على الرغم من التعتيم الإعلامي الكامل على فعالياتها ونشاطاتها.

 

2- حصر المؤتمرين في زاوية المسؤولية التاريخية وجعلهم عرضة لمحاسبة الأجيال الحاضرة والقادمة لهم على ما فعلوه من عار وشنار ضد شعب العراق الأبي.  

 

الملاحظة الثانية: إمكانية تولي عملاء الإحتلال الصهيوأمريكي والفارسي الصفوي رئاسة المؤتمر المقبل للقمة العربية في مصر بإعتبارها دولة مقر الجامعة العربية وليس في العراق المحتل. على الرغم من أن قرار عدم عقد المؤتمر القادم في أرض العراق يعتبر خطوة في محلها قد تكون إما بسبب إحتلاله أو بسبب عدم وجود الأمن الكافي لضمان سلامة المؤتمرين، إلا أن مجرد الموافقة على أرجحية هذا الإعتبار أو الإقرار به بالسماح لعملاء الإحتلال إدارة المؤتمر هو جريمة بحق الشعب العراقي وكل القوانين الدولية وميثاقي الجامعة العربية والأمم المتحدة وبهذا قد أطلق المؤتمرون العنان لإستباحة اي قطر عربي مستقبلا وتنصيب عملاء وخونة على إدارته من قبل الإحتلال دون إكتراث. في الحقيقة لم نتوقع أكثر من ذلك من عبيد الإمبيريالية الأمريكية الذين باعوا كل القيم العربية والإسلامية والإنسانية بسعر بخس من أجل مصالحهم الأنانية الخاصة بالتشبث بكراسي الحكم الزائلة.  

 

الملاحظة الثالثة: مبادرة عراب الإحتلالات والخنوع العربي المزري عمرو موسى المسماة برابطة الجوار العربي والتي ينوي فيها تشكيل رابطة إقليمة تربط ما يسمى بدول إقليمية صديقة والدول المنظمة في جامعة الدول العربية. من من بين هذه الدول الإقليمية الصديقة وحسب تعبير عمرو موسى هي إيران وتركيا وتشاد وإثيوبيا. عمرو موسى ركز على إيران بإعتبار أن العرب مشتركون معها في التاريخ والجغرافية ونسى أن هذه الدولة المارقة سببت أكبر الكوارث الإنسانية على مدى التاريخ الى العرب والدين الإسلامي الحنيف ونسى أيضا جرائمها في عملية إحتلال وتدمير العراق ونهب خيراته وإثارة النعرات الطائفية المقيتة فيه وفي دول عربية أخرى من أجل زعزعة أسس الكيانات العربية المعاصرة في أقطارنا المشتتة ومن ثم بناء الإمبيراطورية الفارسية الجديدة على حساب العرب وخصوصا على حساب عراقنا المحتل. لقد وافق المؤتمرون في سرت على البدأ في تشكيل هذه الرابطة وتوجيه الدعوة الأولى الى الجارة تركيا والثانية الى تشاد فور قبولهما لهذه الرابطة ولا نفهم لماذا تشاد من دون الدول الإفريقية الأخرى المجاورة للشمال الإفريقي من وطننا العربي الكبير. الفكرة التي إقترحها عراب الخنوع العربي تذكرنا بنشوء حلف السنتو الذي كان يضم كل من العراق وإيران وتركيا والباكستان وبريطانيا الذي أقبرته ثورة 14 يوليو/تموز عام 1958. المشكلة هنا هي الغياب الظاهر لطرف عالمي قوي عسكريا وإقتصاديا يساند هذه الرابطة، ولا نعرف هل أن هذه الفكرة نبعت من فطحلة تفكير عمرو موسى أم أنها جاءت ضمن الأوامر التي أصدرتها له وزارة الخارجية الأمريكية للقيام بذلك لترعى من بعدها هذه الرابطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة؟!!! نترك الجواب لحركة التاريخ ونافخي الصفارات من المخبيرن والصحفيين الإستقصائيين الأمريكان وغيرهم.   

 

النقاط البارزة التي خرجت في البيان الختامي لهذا المؤتمر السائب والفاشل بكل المعاني والجمل كسابقاته من المؤتمرات المذلة والذليلة وحسب ما ذكر في وسائل الإعلام هي:

 

1- رفض سياسة الإستيطان الصهيونية وطرح مسألة تهويد القدس غير المشروعة على المحافل الدولية. تعليقنا وسؤالنا هنا هو ما هو الجديد في هذه النقطة؟!!! ألم تكن قد طرحت سابقا ومنذ إحتلال القدس عام 1967 وقبل ذلك بعد قيام الكيان الصهيوني عام 1948؟!!! ماذا عمل الحكام العرب من أجل ذلك، ماعدا خطاباتهم الفارغة والمذلة؟!!!

 

2-  أقر المجتمعين خطة دعم صمود القدس بتخصيص 500 مليون دولار أمريكي لصندوقي القدس والأقصى! علما أن الكويت تبرعت لوحدها 500 مليون دولار لضحايا إعصار كاتيرينا في الولايات المتحدة أثناء حكم إدارة المجرم جورج بوش الصغير. كيف ستساعد هذه الـ 500 مليون دولار على صمود القدس ومنع تهويدها من دون التوصل الى ألية لعمل ذلك والإلتزام بخيار المقاومة بدلا من إلتزام محمود عباس بخط الحل السياسي الذي تتبناه إدارة أوباما الصهيونية ؟!!!  

 

3-  أدان المؤتمرين جريمة إغتيال محمود البحبوح في الإمارات العربية المتحدة. من حقهم أن يدينوا هذه الجريمة الصهيونية النكراء لكنهم لم يتطرقوا أبدا الى الجرائم التي يقوم بها الإحتلال الصهيوأمريكي والفارسي الصفوي وعملائهم بحق الأبرياء من أبناء الشعب العراقي. لماذا؟!!! السبب قد يكون مدفون في مكان ما كضمائرهم الميتة.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٥ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٣١ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور