من يقف وراء تفجيرات بغداد الأخيرة ؟..

 
 
شبكة المنصور
الدكتور محمود عزام

منذ يوم الإحتلال في التاسع من نيسان 2003 ولغاية هذا اليوم شهد ويشهد الوضع الأمني العراقي بالتدهور والتردي والإنهيار وسيستمر شيوع ظواهر العنف المبرمج وتوقع السكان والموظفين بحدوث تفجيرات مدمرة في أي ساعة وفي أي مكان من بغداد المقسمة والمجزئة ومعزولة المناطق بالكامل بالجدران الكونكريتية العالية ونقاط التفتيش الكثيفة والتي يصعب مرور العجلات والأشخاص من خلالها..

 

إن هذا يعني في كل الأعراف والمباديء الأمنية والعسكرية أن بغداد (ساقطة عسكريا وأمنيا )!..

ويعني ذلك وببساطة عدم قدرة السلطة على توفير مستلزمات ومتطلبات منع ذلك والذي سيؤدي حتما في يوم من الأيام القادمة الى (إحتلال بغداد!) من ذات العناصر والجهات التي تتحرك بمرونة وحرية وتفجر السيارات المفخخة بعمليات نوعية وبتخطيط ميداني متقن!..

 

أغرب حلقة في كل ما يجري في العراق هو الموقف الأمريكي الصامت والمتفرج رغم كل مسؤولياته القانونية والأخلاقية وبكل قدراته وإمكاناته ومجساته!..

هل هو العجز الفعلي عن معرفة الفاعلين ؟..

أم هو عدم وجود الأمر بكشفهم وإعتقالهم ومحاكمتهم وإنزال القصاص بهم؟..

أم أن ما يجري يتم بمعرفتهم؟..

أم إن الأمر برمته لايعنيهم؟..

 

ولكي نعرف من الذي يقف وراء تفجير السيارات المفخخة في المناطق السكنية في بغداد علينا أن نؤمن بشكل مطلق بأن المقاومة العراقية وبضمنها مقاتلي حزب البعث والوطنيين بعيدة كل البعد عن هذه الأعمال الإجرامية ..

 

ولو كان هؤلاء هم الفاعلين (لقاموا بإحتلال بغداد فورا)!.. ونقول ذلك بمهنية ضمن المفهوم الأمني والعسكري والعملياتي..

 

ورب مغرض يعقب بالقول : ( بأن إحتلال بغداد سيكلف المقاومة كثيرا وستتدخل القوات الأمريكية بشكل مباشر لذلك سيكون من الأفضل الان إستخدام هذا الإسلوب لإحداث الفوضى وإرباك العملية السياسية والإدعاء بعجز السلطة)!..

 

وردا عليه نقول:

إن المقاومة العراقية ولو أنها تدخل يوميا وعدة مرات الى أماكن حساسة جدا في بغداد على الرغم من هذه المناطق يحيط بها أربعة أو خمسة أطواق أمنية مختلفة  فهي تضرب هناك بشكل متكرر ويوميا  قوات المحتل وتحشداته ومواقعه وبعشرات العمليات العسكرية والفدائية وهي لاتستخدم السيارات المفخخة والإنتحاريين لتفجير أنفسهم وسط عامة الناس..

 

والمقاومة ماضية بعزم وقوة وإقتدار في مشروع التحرير وسيأتي اليوم الذي تحرر به بغداد وقريبا جدا وهي تؤمن بأن الأرض والقرية والمدينة التي ستحررها سوف لن تتمكن أي قوة غاشمة من إعادتها مهما إستخدمت من أسلحة وفنون التدمير..

 

لذلك فالذي يقف وراء هذه التفجيرات والتي سبقتها لايريد أن يحتل بغداد لسبب بسيط !..

لأنه يحتلها فعلا ..

ويحكمها..

ويسيطر على مداخل ومخارج أجزائها المقسمة..

ويحيطها بقبضته وسلطته وسمومه وكراهيته لها..

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢٠ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور