في مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم سحقنا الفرس لوحدنا  ...  واليوم نقاتل لوحدنا

 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

بكل بساطة وعفوية، يقول كل عراقي ولست وحدي، لوكانت هذه الشرذمة المتسلطة على رقاب الشعب العراقي المجاهد الصابر ...  تحمل ولو واحد بالالف من الوطنية ومن الانتماء، حقيقة، لا قولا إلى العراق ...  لاحتفلت بهذا اليوم العظيم – ولو احتفال رمزي – الذي شهد تحرير أرض الفاو العزيزة الغالية بنصر عربي مبين ...  من الاحتلال الفارسي الكسروي الخميني البغيض ...

 

لكن أنى لعدونا وأذنابه الاحتفال بيوم هزيمتهم النكراء المنكرة ...  أنى للمهزوم أن يستذكر هزيمته وأنى للمدعوس على رأسه أن يتذكر أنه بمثل هذا اليوم قام جيش عظيم يقوده قادة أبطال أشراف كرام أبناء كرام بالدعس بالبساطير العراقية على رؤوس ورموز الكفر والضلال الفارسي المجوسي ...

 

في يوم النصر العراقي المبين على رأس الكفر والضلال المجوسي، الخميني النجس، وزبانيته الانجاس الارجاس ...  جن جنون الفرس لهذه الهزيمة المنكرة، وطارت عقولهم من أمكنته ...  ولم يصدقوا ما حدث ...  فراح الجبناء الرعاديد يهربون من أرض المعركة وساحات الوغى كالمجانين ... لا يلوون على شيء سوى الاحتفاظ بالروح النجسة على قيد الحياة ...  وكان نائب كبير السحرة فيهم، العاهري الهمجاني الرفسنجاني، أول الهاربين لينجو بنفسه القذرة خوفا من أن يقع تحت بساطير العراقيين فيدعسوا على رأسه النجس ...

 

والله إنني أطبع هذا الكلام وكلي شعور بالفخر لما تحقق في ذلك اليوم على أيدي رجالنا الابطال الاشراف الكرام ...  ذلك أن ما تحقق يشبه المعجزة ...  هذا هو النصر الالهي المبين الذي من الله به سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين ...  وليس هو ذلك النصر المزعوم، الذي ادعاه زعيم عصابة حشاشين تدعي أنها تقاتل الجيش الاسرائيلي ...  بينما هي شوكة في خاصرة الامة العربية ...  وربما سيعلم بعض العرب متأخرا عن هذه الشوكة مثلما علموا متأخرين عن شوكة الخميني وثورته البائسة الصفوية الكسروية ...

 

اقول، إنني أشعر بالفخر لما تم إنجازه في ذلك اليوم ...  ولازلت أذكر والله والمشهد أمامي، كيف خرج علينا مذيع التلفزيون في هذا اليوم ليزف البشرى لأبناء الشعب العراقي بتحقيق النصر العراقي المبين ...  فعلت صيحات الفرح والسرور في كل مكان من أرجاء الوطن ...  وارتفعت معنويات الشعب العراقي بأكمله من الكبير إلى الصغير الى السماء بهذا النصر المؤزر ...

 

بنفس الوقت ...  يصاحب هذا الفخر ألم شديد ولوعة في القلب ...  ذلك أن الاحتفال في هذا اليوم العظيم لايجب أن يكون مقصورا على العراقيين وحدهم ...  بل يجب أن يعم على – إذا لم يكن على كل العرب من المحيط إلى الخليج وفي هذا الوقت بالذات، فعلى الأقل– أهل الخليج وحدهم دون غيرهم ...

 

ففي هذا اليوم سقطت ثورة الخميني التي كان يريد تصديرها إلى العالم العربي ...

وفي هذا اليوم بانت لكل ذي بصر كسروية هذا الشخص ومجوسيته على المل ...  حذر منها العراق مبكرا ولم يستمع أحد إلى تحذيراته ...

 

وفي هذا اليوم انهزم الجيش الذي كان ينوي اجتياح الخليج بأكمله ...  بحجة أنه أرض فارسية ...  حرر ضفة منه الشاه المقبور ...  وترك تحرير الضفة الثانية لمن سيأتي بعده ...  وهكذا هم الفرس ...  يتفقون على أمر يتوارثونه فيما بينهم حتى ولو اختلف مسمى الحاكم عندهم ...  سواء كان شاه أم ملك أم رئيس أم مرشد ...  أم حتى عامل نظافة فارسي ...  فالمهم تحقيق الهدف الكسروي الساساني الازلي ...

 

وفي هذا اليوم أدرك العرب جميعا أنهم بدون العراق لايساوون شيئ ...  مع الاحترام الشديد لكل جندي عربي حر شريف يرابط على الحدود ويذود عن حمى وطنه ...  لكن الحق يجب أن يقال أيها العرب جميع ...  فبدون الجيش العراقي، أنتم ...  اللبيب من الاشارة يفهم ...

 

هذه ليست كلمات تكبر ...  وإنما كبرياء وفخر ...  فمن يريد أن يحاجج، فليدلنا على جيش عربي قاتل لمدة ثماني سنوات متواصلة قوات فارسية كانت معدودة بأنها خامس قوة في العالم من حيث العدد والعديد ...  ولا يجادلن أحد القول في أن الجيش الفارسي فقد الكثير من ضباطه قتلا على أيدي الخميني وجلاوزته ...  فالذين قتلهم الخميني هم في معظمهم ضباط من أهل السنة ...  ولا أعتقد أن قتل بضعة ضباط سيؤثر على جيش تعداده مئات الالوف ...

 

وفي هذا اليوم اتضح أيضا لكل ذي بصر أن هؤلاء الفرس لايفهمون إلا لغة القوة، وأن العراق كان منذ بداية وقوع العدوان قد استجاب لقرارات وقف اطلاق النار حقنا للدماء مع جارة – مسلمة – كما تدعي، إلا أن هذه الجارة – المسلمة كما يحلو لبعض الجهلة أن يطلق عليها – لم تكن تريد وقف العدوان وانما الاستمرار فيه من أجل تحقيق هدف كسروي مجوسي فارسي قديم ...

 

قلت ...  كان يجب على الاقل على أهل الخليج استذكار هذا اليوم ولن أقول الاحتفال فيه كي لا نثقل عليهم، فهم يحتفلون بقدوم بوش ورايس وتشيني وابنته – السحاقية النجسة – التي تجلس لتعلمهم ما يجب عليهم فعله!!

 

تخيلوا المشهد المأساوي ...  فتاة سحاقية تتشرف بذكر هذا الفعل المشين وتفخر به وتصطحب معها صديقتها حيثما ذهبت ...  تجلس مع أشخاص يضعون العقال العربي على رؤوسهم وفي وجوههم شوارب ولحى ...  وليس هذا فحسب، بل تملي عليهم ما يجب عليهم القيام به ...  ويصغون اليها صامتين وكأن على رؤوسهم الطير!!

 

كان عليهم استذكار هذا اليوم لأنه لولا الله ثم لولا هذا الجيش وهذا القائد وهذا اليوم الاغر في تاريخ الامة العربية ولولا هذا النصر العظيم الذي تحقق بمعونة من المولى سبحانه وتعالى لتحول الخليج بأكمله إلى ضيعة فارسية يعيث فيها الفرس فسادا ونهب ...  ولتحولت نساء الخليج إلى سباي ...  ولتحول رجالهم إلى طباخين (ودريويل) في مطابخ الملالي ...  ولتحولت المساجد في الخليج إلى أماكن للتدخين واللطم والتجمعات الغوغائية والصور والشعارات الكسروية الفارسية الهمجية ...  لكن إرادة الله عز وجل شاءت أن ينتصر العراق في هذا اليوم العظيم وأن يكسر شوكة الفرس ويجعلهم أثرا بعد عين ...

 

في ذلك اليوم العظيم قبل اثنان وعشرون عاما قاتلنا الفرس في ساحة الوغى لوحدنا، واليوم بعد مرور ذلك الزمان لازلنا نقاتل لوحدنا، ولازال رجالنا الابطال الاشراف الميامين في ساحات البطولة والشرف يقاتلون المحتل الصهيوصفوي صليبي لوحدهم ...  ولازال العرب يتفرجون على المشهد في بلاد الرافدين وكأن الامر لايعنيهم، وكأنهم خارج هذا الكوكب ...  فهم مشغولون بشراء الاندية الرياضية، والعلو في العمارات والبنيان، والبورصة، واستقبال المندوبين من الادارة الامريكية، واقامة المهرجانات والافراح والليالي الملاح ...  بينما العدو الفارسي المجوسي الخميني يعد العدة مع ويتآمر مع الصهاينة والامريكان ... 

 

لنرى إلى متى سيبقون في غفوتهم ...

 

على أية حال ...

 

استذكارا لهذا اليوم العظيم، ووفاء لرجالنا وابطالنا وشهداءن ...  نعيد ما كتبه الفريق رعد الحمداني عن هذه المعركة ...  في كتابه الذي تحدث عن بطولات الجيش العراقي المقدام الذي كان يقوده الشهيد صدام رحمة الله عليه وعلى اخوانه الشهداء الابرار ...  فوالله إن القراءة عن بطولات الجيش العراقي لايمل منها المرء مهما أعاد قراءته ...  فعلى الاقل تشعرنا بالفخر والزهو في هذا العصر الذي نشهد فيه الخنوع والمذلة والمهانة والهوان من قبل بعض الحكام والجيوش العربية ...

 

 ...  في الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم 17/4/1988 أطلقت أكثر من ألف فوهة نيران القصف التمهيدي المركز ...  ومن ضمنها ضربة بالسلاح الكيماوي ...  وبدءا من الساعة السادسة شاركت الدبابات المخصصة لتدمير النقاط الحصينة الامامية من على منصات صنعت له ...  وشاركت القوة الجوية وعدد من زوارق البحرية في مرحلة القصف التمهيدي ...  وفي تمام الساعة السادسة والنصف انطلقت وحدات الصولة لاقتحام الحاجز النفسي الكبير ...  سرعان ما بدأنا نستمع من خلال الاتصالات البشائر الاولى للنصر ...  لم تتأخر القطعات المعقبة الاخرى من زف أخبار النصر الواحد تلو الاخر ونحن غير مصدقين من سرعة ذلك النجاح ...  وبعد مرور ست ساعات كانت كل التشكيلات الامامية في أهدافها عدا قاطع لواء القوات الخاصة السادس عشر حرس جمهوري، الذي كان بإمرة العقيد الركن طلال القيسي ...  حيث كان المانع المائي كبيرا وعميق ...  وقد تركزت أمامه قوة معادية كبيرة جد ...  ومن خلال مواطيء النجاح الاولى، تم دفع القدمة الثانية من الصولة، ومن خلال قاطع اللواء السادس بقيادة العقيد الركن رعد رشاد تم الالتفاف حول مقاومة اللواء السادس عشر ...  فتم تدميرها بالكامل ...  وانطلقت الالوية المدرعة بالاندفاع نحو العمق ...  ومع حلول ليل ذلك اليوم اكملت كافة تشكيلاتنا اهدافها للصفحة الاولى بكل مراحله ...  كذلك وردتنا أخبار النصر في قاطع الفيلق السابع الذي كان يقاتل في القسم الشرقي ...

 

 في ليلة 17-18/4/1988 وبعد أن اكملت فرقتنا احتلال أهدافها وكذلك فرق الفيلق السابع، قام آمر مدفعية هذا الفيلق اللواء نايف قصب جنديل بزيارة مقرنا على ضوء توجيه الشهيد صدام بضرورة تكثيف اجراءات التنسيق ...  فاطلع على موقفنا واطلعنا على مواقف قوات فيلقه ...  كان هناك تنافس شديد لكسب شرف دخول الفاو بين الفيلق السابع وقوات الحرس الجمهوري ...

 

بدأت الصفحة الثانية بقصف تمهيدي ونار ساترة، فدارت معركة شديدة ...  وفي تمام الساعة الثانية عشرة أعلن اللواء 20 حرس جمهوري تتقدمه كتيبة دبابات الفارس التي يقودها المقدم ركن سالم حافظ من اللواء السابع عشر المدرع حرس جمهوري دخول الفاو ...  وتم رفع العلم العراقي ...  وتداخل ذلك أيضا مع دخول قطعات اللواء 30 المدرع من الفيلق السابع ...  فزفت البشرى الكبرى..

 

 وهنا أمر الشهيد صدام حسين بدمج وتداخل الصفحة التالية دون انتظار مرحلة ترصين الهدف، حيث اندفعت فرقة حمورابي حرس جمهوري لتحقيق واكمال الصفحة الثالثة ...  فواصل لواء المشاة 23 حرس جمهوري بقيادة العقيد الركن صالح يوسف الى رأس البيشة ...  فأمر الشهيد صدام بالسماح للعدو المهزوم بعبور شط العرب على جسر الانابيب المقام من قبلة لاشاعة روح الهزيمة في قطعات العدو في الضفة الشرقية لشط العرب ...  ثم وبناء على رجاء أعضاء القيادة العامة، وخاصة الطيار الحكم التكريتي، اكتفينا بتدمير ذلك الجسر بالقوة الجوية ...  ذلك أن الشهيد تساءل فيما لو كان لنا امكانية العبور الى الاراضي الفارسية لتأكيد الاقتدار العراقي ...  وفيما بعد كتب الشهيد صدام بيان النصر العربي المبين وأملاه بالهاتف على وزير الاعلام يومها لطيف نصيف جاسم، واذيع البيان على الشعب العراقي العظيم.. فكانت البشرى عظيمة والفرحة أعظم وكان حدثا عربيا عراقيا عظيم ...

 

 قلب هذا النصر موازين القوى، فارتفعت معنويات قواتنا وشعبنا الى عنان السماء، وحصلت الصدمة بالعدو الفارسي، وكأنه لم يصدق ما حدث ...  وعصر ذلك اليوم حلق الشهيدان صدام وعدنان بالمروحية فوق الاراضي المحررة ...  وكانت آثار القصف المدفعي والصاروخي احدى الملاحظات التي تحدث عنها الشهيد صدام فيما بعد ...  لقد تفوق مركز الثقل العراقي الذي نفذ الهجوم على قدرة الخصم ...  فلم تبد منه ردة فعل نظرا لبعد مركز ثقل قواته المتواجد في أقصى الشمال ...  وكانت تضحياتنا مقبولة نوعا م ...  فلم تتجاوز الف شهيد.. في حين عند احتلال الفاو خسرنا حوالي الخمسين الف شهيد ...  ولا شك ان العدو خسر الالاف المؤلفه من جنوده في تلك المعركة الميمونة المظفرة ...  لقد دلت هذه المعركة على حب الوطن وقدرة قواته المسلحة وعلى استعداد الشعب للتضحية من اجل كرامة الوطن وطهارة ترابه ...

 

لقد حدث ما توقعه الشهيد صدام في أن معركة تحرير الفاو هي بوابة النصر الكبير، وانها معركة المنعطف لكسب الحرب ...  وهنا ادعى الاعداء الفرس ان كسب معركة الفاو كان نتيجة تحالف امريكي عراقي، وان جنودا امريكيين شاركوا بالمعركة الى جانب الجنود العراقيين!!!! وذهب بعض التافهين والناعقين والمتفلسفين والمستعربين والمدعين أنهم محللين الى الزعم ان تخطيط هذه المعركة يعود الى ضباط ركن مصريين!!!! وفي الحقيقة كان كلا الادعائين باطلين ...  فمعركة تحرير الفاو من الالف الى الياء كانت معركة عراقية مائة بالمائة ...  لم يتدخل فيها لا الامريكان ولا المصريين ولا غيرهم ...

 

المجد لضباط وقادة الجيش العراقي الأبرار الأطهار ...  وعلى رأسهم الفريق عدنان ...

المجد والعلا لكل شهيد عراقي ارتقى إلى السموات العل ...

المجد والعلياء لكل فرد من أفراد الجيش العراقي كائنا ما كانت رتبته دافع عن العراق والعرب ...

المجد والخلود لشهيد العراق الغالي، الامام صدام، رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء الابرار ...  طه، عواد، برزان، محمد حمزة، علي حسن المجيد، وكل شهيد عراقي ارتقى الى العل ...

المجد لرجالنا وضباطنا الاشراف الاطهار المرابطين في عرين الشرف ...  المجاهدين الصابرين على ايذاء الشرذمة الصفوية الكسروية الخمينية النجسة ...

 

سحقا وتبا لعمائم الشيطان الكسروية القابعة في مواخير قم وطهران النجستين ...

سحقا لكل عميل باع لنفسه لشياطين الخميني وصار عونا لهم على العراق وأهله ...

تبا لكل عميل مالت نفسه إلى الشياطين الفرس وأذنابهم وعملاءهم ...

 

والله أكبر وعاش العراق.. وعاشت أمتنا العربية المجيدة ...  وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر.. وعاش الجهاد والمجاهدون ...

 

والله أكبر وليخسأ الخاسئون ...

 

 

السابع عشر من نيسان الفخر والعز والنصر العراقي المبين على الفرس المجوس

في مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم ...

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠٣ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٧ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور