في يوم ميلاده الميمون
جوانب انسانية ودينية في شخصية شهيد الحج الأكبر

 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

يوم الثامن والعشرين من نيسان ... يوم مشهود في حياة العراقيين الأشراف النشامى ...  أصحاب النخوة والرجولة والشهامة والتضحية والفداء وحب الوطن ...  ذلك أنه في مثل هذا اليوم ولد ابن العراق الأغر ...  ولد ابن النخوة والرجولة والشهامة والبطولة والفداء ...  ولد ابن الأرض التي عشقها وهام بها ودافع عنها واستشهد واقفا فيها واحتضنته تربتها الطاهرة ...  ولد الرجـل الصادق الكريم بن الأكرمين.. والشريف بن الأشراف ...  ولد أشرف وانزه وأطهر حاكم عربي عرفته الأمة العربية في تاريخها الحديث ...  ولد الرجل الذي جعل من العراق بفضل من الله ...  ثم منه ومن اخوانه ...  قوة عظمى مرهوبة الجانب يحسب لها الأعداء ألف حساب ...

 

حين كان العراقيون يحتفلون بيوم ميلاد الشهيد رحمة الله عليه كانوا يفعلون هذا بملء إرادتهم وبكل محبة وعفوية ووفاء للرجل الذي كان منهم وفيهم ...  وفاء للرجل الذي كان يزورهم باستمرار ويتفقد احتياجاتهم ويلبي طلباتهم ...  يحتفلون بميلاد من ولد في العراق وعاش فيه وتجول في أرجاءه وحفظ القرى والمدن والبلدات والعشائر واحدة واحدة ...  وكان يقول أن العراق بلد ماكو بالدنيا بلد مثله ...  فمثل هذا يستحق الاحتفال كل عام بيوم ميلاده الميمون ...

 

واليوم وفي كل يوم ...  يرنو العراقيين بحنين وشوق ولوعة إلى اليوم الذي كان فيه الشهيد يقود العراق ...  اليوم يبكي العراقيون أياما فقدوه ...  ربما ما عرفوا قيمتها في وقته ...  وهذه هي سنة الحياة ودستوره ...  حين يكون الشيء بين أيدينا نتكبر عليه ...  وحين نفقده، نتحسر على فقدانه ...

 

يبكي العراقيون اليوم الأمن والأمان وفرص العمل، والحاكم الحازم الحاسم الذي كان جيشه سياجا منيعا يحمي الوطن من الحثالة والارذال وأبناء المتعة والعهر ...

 

اليوم يتحسر العراقيون على رجال الشرطة الأوفياء الذين كانوا عراقيون أبا عن جد، ولم يكونوا غرباء عنهم ...

 

اليوم والأيام الذي سبقته يتألم العراقيون على ما كان ...  ويتذكرون بشوق ولهفة الايام التي كان فيها الشهيد يقود العراق مع رجاله الأوفياء ...  ففي زمن العار هذا لم يعد هؤلاء الرجال موجودون ...  فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ...  ومنهم المرابط في عرين الشرف ...  تحاكمه ثلة من الصفويين الخمينيين المجوس على أنه كان أحد المدافعين عن العراق العظيم ...  تلك هي التهمة ...  تخيلوا المهزلة بالله عليكم ...  شخص يحاكمه الأعداء لأنه دافع عن بلده بوجههم.؟؟ في أية دولة من دول العالم حصلت المهازل التي تحصل في أرض الرافدين حاليا؟؟

 

أمور كثيرة يتحسر عليها أهل العراق فقدوها في ظل الاحتلال والاذناب الذين جاؤوا تحت بساطير المحتل الصهيوصفوي مغولي ...  وأمور كثيرة خسروها.. فلا ديمقراطية ولا أمن ولا أمان ...  ولا بلد مثل سنغافورة كما وعدوهم كذب ...  ولا جنة من جنان الدني ...  ولا بلد أنموذج في محيطه ...  يكون مختلفا عن غيره بالاقتصاد وفرص العمل و ... و ... و ...  بل ويا حسرة ...  بلد انموذج في السرقة والفساد والمحسوبيات وكثرة ميليشيات الغدر والسرقات والنهب ...

 

وفاءا للشهيد القائد صدام رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء ...  في يوم ميلاده الميمون ...  دعونا نقرأ سوية عن هذا "الدكتاتور" الذي كان يقود العراق ...  لنتعرف على حياته أكثر ...

 

سنقرأ بعض من جوانب حياة الشهيد وكيف كان ...  هذا ما أخبره للاستاذ خليل الدليمي، حين كان يلتقي به في عرينه ... 

 

يقول الشهيد ما يلي:

 

كنت أحب تربية المواشي والابل والحيوانات الاليفة، وذات يوم اثناء زيارة لمحافظة صلاح الدين كانت فرصة لتفقد الاغنام وكان الوقت ربيعا، وكانت الارض مغطاة بالعشب، لكن الراعي وضع الاغنام في مكان ليس فيه إلا القليل من الاعشاب، فتأثرت لمنظر الأغنام الجائعة والمتروكة هكذ ...  وكانت بيدي عصا أتوكأ عليها وأنبش بها الارض لجني الكمأة ...  فوكزت الراعي قليلا بشكل لا يؤذيه على كتفه منبها إياه لايفعل ذلك مستقبلا وأن يترك الاغنام ترعى فوق الاعشاب ...  ولكني تلك الليلة حين عدت الى بغداد فكرت في أني يمكن أن أكون قد جرحت مشاعر الراعي أو آذيته حين وخزته بالعص ...  فاستدعيت السكرتير في اليوم الثاني وطلبت منه احضار الراعي إلي ...  فجاء الرجل خائفا، فقد كان يظن أنني سأعاقبه ...  لكني استقبلته وعانقته واعتذرت منه ...  ثم كرمته ...  وانصرف غير مصدق ما حصل ...  عندها شعرت براحة الضمير ...

 

ذات يوم كنت أتجول في بغداد فرأيت متسولا.. وكنت أكره هذه الظاهرة ...  وأشدد على دور رعاية الايتام والعجزة ...  وإعطاء الرواتب لكبار السن وكذلك لمن يعيل العجزة ...  فطلبت من السكرتير جمع كل المتسولين في بغداد وتناولت الطعام معهم وقمت كذلك بتكريمهم وتمنيت عليهم عدم مزاولة تلك المهنة ...  وحصل ذلك أكثر من مرة ...

 

كنت أفتح مكتبي لمقابلة أبناء شعبنا، بل حتى من العرب المقيمين في العراق ...  وكنت اقابل المواطنين حتى أوقات متأخرة من الليل تصل الى الفجر أحيان ...  ثم أواصل عملي في اليوم التالي ...  وكنت اشعر بالراحة حين اقابل عددا كبيرا منهم وأحل مشاكلهم ...  وحين أخلد للنوم أشعر أن ضميري مرتاح وأنني أديت خدمة للمواطن ...

 

توفي والد الشهيد رحمة الله عليهما قبل خمسة أشهر من ولادته ...  حصلت له مضاعفات نتيجة تمزق احدى كليتيه حين كسرت أحدى أضلاعه ...  إذ أنه انتخى لامرأة عراقية من الاقارب كادت أن تضام ...  فلم يحتمل الموقف، فقفز من أعلى حائط الطين المرتفع لكي يحمي تلك المرأة وحاول اللحاق باللص ولكن حصل ما حصل ...

 

وكان المرحوم ابراهيم الحسن زوج امه قاسيا عليها وعليه أحيانا بعض الشيء ...  بسبب طبيعة الريف وصعوبة الحياة والفقر ...  ولم يكن يفرق بالقسوة بينه وبين أولاده الباقين، وطبان، سبعاوي، برزان ...  وحتى ولده الآخر إدهام من زوجته الثانية ...  وكان قاسيا معه كثير ...

 

كان الشهيد ينهض في الصباح الباكر يجمع الحطب ...  رغم قسوة الجو شتاءا.. وصيف ...  كذلك كان يرعى البقرات والنعجات وكان ينفذ أوامر الحاج ابراهيم لحبه له ...  وكان يزرع ويسقي ويرعى باقي المواشي ...  وبسبب حبه للتعليم انتقل الى بيت خاله خير الله طلفاح رحمة الله عليه ...  "وعلى ولده الشهيد عدنان" ... 

 

"عشت حياة قاسية سواء في طفولتي أو شبابي.. وحينما كنت في سدة الحكم، كنت حريصا على خدمة أبناء شعبن ...  ولم أفرق بينهم ...  وكنت أفرح لمن يعود منهم إلى جادة الصواب بعد الخط ... "

 

وحين خرج من بغداد في يوم 11.4.2003 طلب من جميع أفراد الحماية الذهاب الى عوائلهم وشكرهم على مواقفهم، وكان يستفسر منهم عن أحوالهم وأوضاعهم الاجتماعية ويسألهم أن كانوا متزوجين أم ل ...  وكان الشهيد يعيل مجموعة من الاطفال اليتامى ...  وحين كبر هؤلاء الاطفال كانوا ينادونه "بابا" ...  وبعد احتلال بغداد كان الشهيد يجلس مع قصي وثلاثة من أفراد الحماية ...  فقال قصي لأحدهم، وكانت تربطه به رابطة قوية، : يا فلان أنت تبقى مع عائلتي تحرسه ...  فرد ذلك الحارس: أنا لم ولن أبقى إلا مع عمي ووالدي الرئيس ...

 

كان الشهيد رحمة الله عليه إنسانا ملتزما بدينه ...  قال للمحامي خليل الدليمي: إننا لم نتصرف يوما أو نقف في موقف حيادي بين الدين والالحاد حتى في ايديولوجيات حزبنا نحن مع الدين وضد الالحاد ونحترم حقوق الاخرين ...  كل مسجد بنيناه أو ضريح جددناه إنما هو واجب علينا خالص لوجه الله ...

 

كان الشهيد كثير الاستغفار يصوم بعض من أيام الاسبوع تقربا الى الله تعالى ...  وكان دائما ما يردد: الحمد لله.. هذه ارادها الله ليغفر لنا ويكفر عنا ذنوبنا ويكثر حسناتنا.. وكان يوصينا بعمل الخير والعفو عند المقدرة وعدم الحقد على الاخرين ...

 

أقول ... 

 

أنتا أيها العراقي الذي قرأت هذا الكلام ...  أسألك بخالق السموات والأرض ومن فيهن ...  طوال هذه السنوات السبع العجاف من عمر الاحتلال البغيض ...  هل رأيت يوما ما من عينه المحتل رئيسا لأعظم بلاد الدنيا يتجول في أحد شوارع بغداد ؟ هل رأيت من عينه المحتل رئيسا لوزراء المزبلة الخضراء يتفقد منطقة من مناطق العراق؟ هل رأيت واحدا من رؤساء الاحزاب الطائفية الصفوية البغيضة يمشي وحده بدون الف خنزير خميني يحيط به ؟ هل رأيت وزيرا ممن يسمون بـ "الوزراء" قد تفقد ولو مشروعا صغيرا ؟ هل رأيت نائبا وحده في الشارع ؟

 

هل تدري أيها العراقي كم راتب النائب الواحد في البرلمان "الامعة" ؟

هل تعلم كم راتب الوزير في حكومة المزبلة الخضراء ؟

هل تدري شيئا عن العقارات الهائلة التي يمتلكها هؤلا الأوغاد في لندن وباريس وباقي بعض مدن أوروبا ؟

هل علمت أن في لندن حي اسمه حي "الآيات" نسبة إلى المعممين الفرس الذين يدعون أنهم عراقيون؟؟ مروجي الرذيلة والفساد وزواج المتعة وآكلي الخمس من البسطاء ؟

 

كل هذا اشتروه من أموال العراق التي سرقوها ولا زالو يسرقونها حتى هذه اللحظة ...

 

أخي العراقي ...

 

ربما من نافلة القول التكرار أننا نحن الصداميون لم نقل يوما ما عن الشهيد أنه كان ملاكا طاهرا بدون أخطاء، ولا كانت الحكومة التي يقودها حكومة من الملائكة أو النبيين والصحابة والتابعين ...  لكن دعني أقول لك أنهم بالفعل يعتبرون مثل الصحابة والتابعين أمام ما نراه اليوم من شراذم حقيرة تسلطت على عراقنا العظيم ...  هل يمكن أيها العراقي أن تقارن مسؤولا ما كان في حكومة الشهيد بواحد من هؤلاء الحثالة المتسلطة حاليا ؟

 

أخي العراقي ...

 

في يوم ميلاد الشهيد رحمة الله عليه وعلى اخوانه ...  ضع لنفسك جدولا وقارن بينه مع رجاله الأوفياء الكرام، وبين هذه الشرذمة الحقيرة الصفوية المتسلطة على العراق ...  قارن بأمانة ...  لارقيب عليك سوى الله عز وجل ...

 

اكتب عن حال العراق من كل الجوانب وكيف كان ...  وعن الوضع الحالي وكيف صار ...  تحدث عن الشهيد ورفاقه وماذا قدموا للعراق والعراقيين ...  وتحدث عن هؤلاء الأوغاد وما الذي استفاده منهم العراق والعراقيين على مدى سبع سنوات عجاف ؟؟

 

إذا كتبت بأمانة عن كل هذا ولا رقيب عليك سوى الله ...  اختر لنفسك بعدها موقعا وأين تكون؟؟ وأجب عن هذا السؤال بأمانة ؟

 

هل كان، ولازال، الشهيد رحمة الله عليه يستحق منا أن نتذكره بالخير ونترحم على أيامه ونقول: سقى الله أيامك يا صدام.؟ وهل يستحق منا الاحتفال – الرمزي – بيوم ميلاده الميمون؟؟

 

إلى سيدي الشهيد الكبير ...

لقد اشتاق لك العراق والعراقيون شوقا لايجاريه شوق ...  لقد سئموا الحال والأحوال ...  كثر بعدك الجياع والأرامل والأيتام والمظلومين ...  لقد مسح الأوغاد الحقراء حسنة واحدة من حسنات حكمك الميمون ...  وهي بطاقة الحصص التموينية التي وزعته ...  ولا أحد ممن جاء تحت بسطار المحتل يأبه الا بما سيملك من السحت الحرام ...  ولا أمن من بعدك ...  فان الامريكان وأذنابهم الصفويين الخمينيين ابناء ابن العلقمي النجس جربوا كل مايسيء إلى كرامة الشرفاء النجباء النشامى واعراض الحرائر ... ولا كهرباء ولا شوارع مرصوفة ...  ولا أبنية نظيفة ولا حدائق عامة يذهب اليها العراقيون أيام الاجازات ...  و لا جسور ولابنية تحتية ...

 

لقد دمروا العراق الذي بنيته ورجالك بعرق جبينكم ...  والشيء الجديد الذي جاؤوا به هو كثرة فضائيات اللطم والتطبير والشتائم والخزعبلات والترهات والسفاهات ...  فهذا هو دينهم الجديد ...  الدين الصفوي الخميني الطائفي الكسروي ...  القائم على الكذب والافتراءات ...

يحق لصدام أن يقول وبكل فخر:

سيذكرني قومي إذا جد جدهم ...  وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

 

رحمة الله عليك وعلى اخوانك يا صدام ...  وإن شاء الله جميعا في مقعد صدق عند مليك مقتدر ...

 

 

الثامن والعشرين من نيسان الفخر والخير والنصر المبين على المجوس الخمينيين الكسرويين الكفرة ...

٢٠١٠

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٤ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٨ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور