من هو الحاكم الشرعي للعراق
شرعية حاكم .. أتجوز لغير خليفة الرئيس صدام كبير شهداءها

 
 
شبكة المنصور
غفران نجيب / عنه
في خضم الحمى المصطنعة والمفروضة لما سميَّ بالانتخابات التي نعايش ، والتي أراد منها المحتل وعناوين عمالته ولها ومن خلال العرض الهوليودي لما يجري باسمها ، أن تشكل البديل المقبول جماهيريا للوضع المأساوي الناتج عن احتلالهم العراق ، وما منيَّ به وطننا العزيز من تدمير لأهله وبناه وتجريده من كل إمكانياته وقواه ، كمسعى شديد الحاجة لفرض نظام حكم يكون واجهة للمحتل بغطاء نسبوه زورا للعراق ، على خلفية حجم خسائره الهائل جراء فعل أبطال المقاومة الوطنية ، بالمعدات والأشخاص وقيمة خسائره المادية التي باتت خياليه ارتفاعا مستمرا أنهك الاقتصاد الأمريكي ، وغيرها من الخسائر التي لحقت به ، يتولى نيابة عنه جميع الوظائف التي تحقق له أهدافه التي ساقته للغزو ، وتجنبه أية خسائر مهما ضعفت ، وان تفرض شرعية زائفة تعطي المبرر لكل من اهتز أيمانه وضعفت روح المواطنة فيه ، وانعدمت بالكامل عنده أية بارقة أمل في العودة إلى شيء من صدق النفس والمنطق ، وبحجج وأعذار غالبا ما اتكئوا فيها على الشرع والدين (والشرع والدين منها براء ) ، بتبني مشروعه والترويج له تحت عناوين المصلحة الوطنية وتجنيب المواطن ثقل المآسي الناتجة عنه وإيقاف تواصلها واستمرارها ، والتي لشديد الأسف نجد بعضا ممن ادعى الوطنية وتحدث باسم المقاومة قد تجاوب معها إيحاء أو صراحة ، والتي لا تعدو ومهما اختلفت التسميات من أنها الوجه الآخر للاحتلال والواجب الوطني والشرعي التصدي لها وإجهاض نواياها .


منذ بدايات الاحتلال والكتابات تترى عن شرعية النظام الوطني العراقي الذي اغتالته الإدارة الأمريكية ، جهارا نهارا تحت مرأى الجميع دون أن ينبس أي منهم ولو ببنت شفه تزعجه ، مؤكدة على شرعية الرئيس صدام حسين كحاكم شرعي للعراق ، وتصدى الأخيار من رجال الدين ( من الذين لم يحترفوه تجارة لخير الدنيا ومكاسبها ، بل ممن ملأ الأيمان قلوبهم وعدوه متاعا لحسن الخاتمة والفوز بالجنة بإذن الله ) ، للزيف الأمريكي وآلته الإعلامية الجبارة بالحجة والمنطق وإصدارهم العديد من النشرات والمقلات والكتيبات التي تؤكد على تلك الشرعية لنظامنا الوطني وعلى شرعية زعيمه صدام حسين حاكما شرعيا للبلاد وفقا للأدلة العقلية والنقلية ( من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلوات الله عليه وسلامه الطاهرة وأقوال الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين إليهم بإحسان إلى يوم الدين من العلماء العاملين والفقهاء والمحدثين والمفسرين رحمة الله عليهم أجمعين ) ، وانه الحاكم الشرعي للعراق الذي كان على عموم المسلمين فيه ، تمسكهم بالبيعة وجوبا والجهاد بمعيته وتحت إمرته لنصرة الدين والدفاع عن الوطن العظيم العراق ، ومن بينها كتيب نشر تحت عنوان [ من هو الحاكم الشرعي للعراق ] ، وبحكم الظرف الموصوف والمعلوم بعد الاحتلال وتقطّع السبل ووسائل الاتصال ، فان هذا الكتيب (وغيره مما نشر) لم يأخذ نصيبه من سعة الانتشار رغم نفاد كامل المطبوع منه ، وبغية تجنب الانزلاق إلى الخنوع مرضاة للمحتل وعملائه على حساب القيم الشرعية والمبدئية والاجتماعية التي جبلنا عليها كعراقيين مؤمنين وتجاوزا لأية اصطفافات يدفع بها المحتل وأدواته تحت أكثر من عنوان ومنها عنوان الانتخابات وما روجوا له بمسمى العملية السياسية ، للخروج عن شرع الله ومصلحة الوطن ومد اليد للشيطان والائتمار بأوامره ، مع من عادى الله ورسله وتخلى عن ما أمرت به الأديان السماوية من وجوب حب الوطن والدفاع عنه وطاعة أولي الأمر .

 

وللشرعية التي تمثلت بالنظام الوطني العراقي وشرعية قائده الرئيس صدام حسين رحمة الله عليه ورضاه ، والتي قضى مجاهدا في سبيلها شهيدا بإذنه تعالى وفي عليين مع الأنبياء والصالحين ، ولما كان المعتز بالله عزة إبراهيم قد سميَّ نائبا بحياة الرئيس الشهيد رحمة الله عليه ورضاه ، وبويع على هذا المنصب وشهد على البيعة أصحاب الشأن ووفقا للشرع ، ولما كان الاحتلال قد أودى بحياة الحاكم الشرعي للبلاد غدرا رحمة الله عليه ورضاه ، وخارج كل الأطر القانونية والسياسية ، دون أن يعني ذلك تمكنه من سلب شرعيته التي اجمع عليها الخلق ، فأن شرعية الحكم لا تصح إلا لخليفته المسمى من قبله وبحياته والتي حصلت عليها البيعة ، وبصرف النظر عن حجم الجعجعة التي راهن عليها المحتل محاولة منه ترويض وتطويع البعض للسير وفقا لما يريده ظاهرا كان أم باطنا ،

 

فأن الثابت وفقا للشرع أن نقض البيعة تعد من كبائر الذنوب وتؤدي بصاحبها إلى سخط الله تعالى ، وان كان البعض قد غرر به وللأسف باسم الدين زورا للتنكر لبيعته للرئيس الشرعي للعراق صدام حسين ، وسار مع من سار ولأسباب عديدة ليس من بينها بالتأكيد التزام الشرع والحرص على الوطن والدين ، وبعد الذي بات واضحا ما افرزه الاحتلال من مآس بحق الدين والوطن وأهلة ، وما أقدم عليه عملاء الاحتلال وبتوجيه ورضا منه من جرائم يندى لها الجبين ، وبعد انفضاح زيف الادعاءات التي ساقوها للنيل من كرامة شعبننا ووطننا والتي اتضح للقاصي والداني أهدافها الخبيثة ، فأن الفرصة ما زالت قائمة لتصحيح الموقف وما اعتراه من أخطاء فادحة بحقهما ، وذلك من خلال رفض الاحتلال ( لبطلانه شرعا ووطنيا وإنسانيا ) وبطلان كل ما ترتب عليه ( كمحصلة طبيعية لفساد الأصل ) ، وما مجموع الأدوات التي استخدمها المحتل لانجاز مخططه ألتدميري للعراق وشعبه والرهان عليهم في تنفيذ مآربه إلا جزء من الاحتلال ، وبالتالي هم شرعا لا يجوز لهم طاعة ، وان يقاتلوا كمقاتلة المحتل ذاته ،

 

وان نجاهر وبإيمان عميق تمسكنا بشرعية النظام الوطني والتعبير عن ذلك وفقا ليس فقط للمتيسر من وسائل وأساليب ،ولكن وككل الشعوب المناضلة التي انتزعت حريتها من بين يد أعداءها ، بخلق البديل القادر على دحر المحتل ، واستمرار تصعيد حالة الرفض والتصدي له بكل الوسائل بما يوفر عناصر رفض شاملة للمحتل وأدواته لا تقف عند حد طالما بقيَّ جاثما على ارض العراق ، وان كنا نتلمس الحرص واضحا في عدم المناداة عاليا بالسيد عزة إبراهيم رئيسا شرعيا للبلاد ، ليس تنكرا أو ترفعا عنها أو خشية محتل( حاشاه ) ، بل رغبة حقيقية لا شبهة فيها وحرصا لا يدانيه حرص في العمل على توحيد أدوات العمل المقاوم ، وهو ما لا يَخلّ قطعا من أحقيته في إعلان مناداته رئيسا شرعيا للعراق ، بيد ولشديد الأسف إن ما نراه من مغالاة البعض في المراهنة على كسب الوقت حينا لأسباب عمد أن تبقى غير مفهومة ،

 

ولا علاقة لها على ما يبدو بجهاد المحتل وعملائه وليعطي لها الأسبقية على الجهاد لدحره ، أو قيام البعض مد خطوط التفاهم مع العدو وأدواته حينا آخر ( تحت عناوين مشاغلته )أملا في كسب مغنم ، أو خلق المبرر تلو المبرر للحيلولة دون إعلان موقف يتسم بالصدق والصراحة من مجمل ما يجري على ارض العراق ، وما يتطلبه من شد اليد باليد وتضميد الجراح ، وإعداد القوة المؤهلة لدحر العدوان والتي عنوانها الاعتصام بحبل الله أولا ودائما ، كل ذلك لا يغير من حقائق الأمور قطعا والمحسومة شرعا وهو ما تدركه اغلب العناوين لكنها تعمل جاهدة لتجاهله . إن محنة شعبنا الصابر وحجم معاناته تحتم علينا وضع النقاط على الحروف ، وأن يأخذ كل استحقاقه حسب الشرع والجهد الوطني المبذول ، وتقديرنا ، انه لابد من أن تحدد فترة زمنية مناسبة تكون حاسمة للانتهاء من هذا التسويف لما يترتب على إطالته من استحقاقات كارثية تصيب المجتمع والجهد المقاوم ، والتوجه ومع القوى المنضوية في مجاهدة العدو فعلا ودون هوى أو مقابل يقيد حركتها بانطلاقة ساطعة الوضوح دحرا للمحتل وعملائه ، تسهل على شعبنا الصابر فرز الغث من السمين وإدراكه لحقيقة ما يجري كونه الغاية والأداة ، ومن جانب آخر ولكون المعركة شديد الوطأة والتعقيد مع محتل غادر متمكن متعدد الوجوه والإمكانات ، فان الحذر والحيطة واجبان وبقوة وأولاهما وبعد عمر طويل بإذن الله تعالى ، ولإحباط أي تطلع خبيث قد يراهن على مثل ذلك أو مسعى مريض لا قدر الله ، نقترح على رئيس العراق الشرعي المعتز بالله السيد عزة إبراهيم ، تسمية أكثر من نائب له (( على مستوى قيادته للدولة )) ضمانا لامتداد الشرعية ووفقا للشرع ، وهذا ما عمد له الأولون ، إدراكا منا أن من بين أوليات تكثيف المحتل وعملاءه جهدهم على استهدافه ، هو الشرعية التي يمثلها امتدادا لشرعية القائد الرمز صدام حسين شهيد الوطن والأمة والمبادئ ، وان هذا الإجراء حتماً لا يغير من شروط تفاهمات التوحد وتدبيب التوجه نحو العدو إنشاء الله لمن صدقت نواياه وهم كذلك بإذن الله ، إذ أن كل شيء جائز بالاتفاق وكي لا نؤخذ غيلة وغدرا ، وإذ ما وفق الله قادة الجهاد على التوحد بما يتمناه كل مواطن أصيل وشريف ، فان لكل حادث حديثه وبما يمهد السبيل لنصر يعز المؤمنين ويغيظ العدو وعملائه .


وبغية تعميم الفائدة وتوسيع دائرة الاطلاع أو إعادة التذكير ، استأذن السادة معدّي الكراس المشار إليه في أعلاه بإعادة نشره لأهميته في الظرف الذي نحن فيه ووفقا لما أسلفنا عسى أن يكون عونا في أن يستدرك من حافظ على بعض من قيم الإيمان والوطنية ، وانساق خطأ أم خوفا ضمن ما أراده المحتل ،ولنؤكد من ناحية أخرى لإخواننا وأبنائنا المجاهدين سلامة مسارهم الذي انتهجوه رفعة للوطن والدين وان هذا الطريق لا مناص منه لكل وطني مؤمن غيور. لذا أضع هذا الكتيب بين يد من كان للوطن حاميا ومدافعا ، ومن كان لرفعته ساعيا ومساهما ، وقطعا لن اغفل من غرر بهم عسى أن ينالنا شيئا من اجر هدايتهم والله على كل شيء قدير، ومني ومن كل مؤمن بأحقية انتمائه نتوجه بالشكر والعرفان لمن ساهم بإعداده ونشره .


اللهم أحفظ العراق وأهله وانصرهم على عدو الله وعدوهم من محتل غاشم وأدوات له ارتدوا لباس الإسلام والوطنية زورا ودجلا ووفقهم لما ترضاه ولما فيه عز الدين والأمة .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ٢٠ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور