الإنتخابات المزورة لا يمكن أن نجملها بعبارة رنانة

 
 
شبكة المنصور
حاتم عبد الباقي - الخرطوم

عضو هيئة تحرير صحيفة وعي الطلبة – مكتب الطلاب حزب البعث العربي الإشتراكي

لقد أدرك حزبنا توجه النظام من خلال إقامة إنتخابات مفصلة على مقاسات أهل الإنقاذ ، لكسب مشروعية ذائفة من خلال مسرحية الإنتخابات الإنقاذية ، ومن خلال هذا الوعي المكبر الذي توجه حزبنا بمقاطعته للإنتخابات الذائفة ، ومنذ إجتماع قوى الإجماع الوطني في جوبا ، ومن خلال التنسيق المشترك مع القوى الوطنية المعارضة ، وبإعلانه بمقاطعة الإنتخابات الإنقاذية لعدم توافر الشروط الموضوعية لقيام إنتخابات حرة ونزيهة في ظل نظام دكتاتوري قمعي أكد البعث بأن دائماً حزب المبادئ والمواقف ، كما جاء إعلان موقف حزبنا الرسمي في بيان قيادة الحزب بتاريخ 10/2/2010 م ، والذي أكد (لا يمكن إجراء إنتخابات بلا تحول ديمقراطي وبلا دارفور ، وأن الإنتخابات بصيغتها الإنقاذية تكريس للدكتاتورية بإسم الديمقراطية، والمشاركة في الإنتخابات تعني إعطاء مصداقية وشرعية لمسرحية الإنتخابات الزائفة ،ولا إنتخابات حرة ونزيهة في ظل القوانين المقيدة للحريات ، والإنتخابات بصيغتها الإنقاذية تكريس لحكم المؤتمر الوطني ) ، وأكد الموقف من خلال عدد من البيانات واللقاءات الصحفية مع الرفاق في قيادة القطر ، والفعاليات السياسية في الأحياء والأسواق والجامعات بمختلف مدن السودان ، لذلك تميز موقف حزبنا بمبدئيته التاريخية بإعتبار أن هذه المسرحية ليست المراد منها غير كسب مشروعية شعبية لنظام غير شرعي ، بالتالي أصبح الموقف الشعبي لدى الجماهير هو أن الإنتخابات مراد بها تكريس نظام المؤتمر الوطني لخمسة سنوات قادمات وأصبح موقف المقاطعة هو الموقف الشعبي الذي يزداد يوماً بعد يوم ، ولابد أن أشير هنا إلى أن حزبنا وموقفه الرافض لخوض الإنتخابات ، جاء تتويجاً لموقفه الثابت من النظام ومنذ مجيئه في 30/6/1989م ، وسلسلة الأزمات التي تعيشها بلادنا بفضل سياسات هذا النظام التي فاقمت من الأزمة وجعلتها أزمة وطنية شاملة .


لقد كان حزبنا وفياً لما أقرته قوى الإجماع الوطني في جوبا ، كشروط وطنية ومطلوبات لإقامة إنتخابات حرة ونزيهة والتي حددتها بالآتي :


{1} الغاء القوانين المقيدة للحريات.
{2} الحل السلمى العادل لمشكلة دارفور
{3} ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب
{4} الإتفاق علي معالجه مقبوله لمشكله التعداد السكانى .
{5} تحقيق قوميه أجهزة الدوله الإعلاميه .


والشاهد في كل ذلك أن هذه الإشتراطات لم تتوفر أي منها ، فهي كانت (جس نبض للنظام ) من قبل القوى الوطنية ، مع علم حزبنا التام بأن النظام لا يمكن أن يوفر متطلبات التحول الديمقراطي (لأن فاقد الشئ لا يعطيه) بالتالي أصبح قدر حزبنا والقوى الحية في المجتمع النضال من أجل تحقيق التحول الديمقراطي .. ولأن التحول الديمقراطي بإلغاء القوانين المقيدة للحريات ( الصحافة – الأمن – النيابات الخاصة – النظام العامة) ، وعودة دولة الرعاية الإجتماعية ، وتأكيد وحدة السودان شعباً وأرضاً وخلق تنمية متوازنة في كل أنحاء القطر ، مع الحل الوطني لأزمة دارفور . هو إعطاء الديمقراطية معناه الأصيل وهي إرتباطها بالإنجاز لمصلحة شعبنا والكادحين من أبنائه والذي ظل رفيقنا المرحوم بدر الدين مدثر يؤكد على هذا المضمون التقدمي للديمقراطية .


لقد أكدت مسرحية الإنتخابات الإنقاذية ومن خلال الوقائع التي بدأت من السجل الإنتخابي مروراً بالدوائر الإنتخابية المفصلة حسب ثقل المؤتمر الوطني ، وصولاً لنهاية المسرحية وفي فصلها الأخير ( عملية الإقتراع ) والتي أكد على حجم التزوير الكبير الذي صاحب هذه العملية من خلال ( بطاقات الإقتراع ، رموز المرشحين، الحبر الإنتخابي ... الخ ) ، والشاهد في ذلك إنسحاب عدد كبير من المرشحين لعدم نزاهة العملية الإنتخابية .. بالتالي العملية الإنتخابية وبرمتها وبشهادة الجميع ، جاءت كما فصلها المؤتمر الوطني وهذا يذكرنا بما يحدث في إنتخابات أتحادات الجامعات ، فأصبح النظام وممثليه الرسميين الناطقون بلسان المفوضية، وهذا نفسه يطعن في إستقلالية المفوضية القومية للإنتخابات وقد سمعنا ذلك بأذاننا من مرشح الحزب الحاكم في إجراءات تأجيل الإنتخابات والتي رفضها رفضاً مطلقاً ، فقد كان متلهفاً لكسب الشرعية الذائفة والتدخل السافر من الحزب الحاكم في قرارات المفوضية . وصدق تحليل حزبنا حينما أكد أن النظام من خلال هذه الإنتخابات يسعى لتخفيف الضغوط الدولية عليه ، ففي أول لقاء له بعد المسرحية أكد السيد غازي صلاح الدين في لقاء مع جريدة الشرق الأوسط والذي قال فيه :( أن الفاعلون الدوليون "وبإشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية " أكد نزاهة الإنتخابات) ، كما شهدنا إصرار الإدارة الأمريكية على إجراء الإنتخابات وبالرغم من إعترافهم بعدم نزاهتها ، وأخيراً مراشقات النظام للمعارضة بإشراكهم في الحكومة الجديدة في الشكل القديمة في المضمون والسياسات .


لقد أكدت القوى الوطنية المقاطعة للإنتخابات أو المنسحبة منها عدم إعترافها بشرعية النظام، وتاتي هذه النتيجة الحتمية لعدم الشرعية ، لأنها أتت في ظل نظام وأجواء مفتقدة للتحول الديمقراطي مع بقاء مؤسسات النظام كل ألياته ، بالتالي وكل من يحاول أن يقول لنا بأنه لم يحصل تزوير في هذه العملية المسخ عليه أن يحدد لنا ماهية ومعنى التزوير كمصطلح ومفهوم وممارسة . لقد أكدت الوقائع والممارسات أثناء سير العلمية الإنتخابية هذا التزوير الذي يمكن نجمله بعبارات رنانة .

 

 

 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ٠٦ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور