بغداد ... ياقوتة ابو جعفر المنصور

 
 
شبكة المنصور
حسين الربيعي / العراق - البصرة
سبع سنوات من الخيبة والفشل والعمالة والفساد والافساد والدمار وقتل الابرياء مرت على الاحتلال الامريكي –الايراني للعراق . مدعين (تحريره ونشر الديمقراطية فيه)! . متذرعين انه كان يعمل على انتاج اسلحة دمار شامل . واجرى صفقة لشراء اليورانيوم الخام من النيجر . وهناك مخيمات لتدريب فصائل القاعدة في اراضيه!! . ورصدوا مختبرات متنقلة لانتاج الاسلحة المحرمة . ولديه طائرات مستعدة لمهاجمة السواحل الشرقية لامريكا وغيرها من الافتراءات . !!—لقد نفذ العراق كل مايسمى قرارات (الشرعية الدولية) وتحمل وطأة حصار اقتصادي وسياسي وصحي وثقافي قرابة 12 عاما ومع ذلك(احتل) بدون موافقة مجلس الامن والامم المتحدة والشرعية الدولية التي ينادون به . فوقف العالم خاويا كئيبا امام عنتريات بوش ومستقبلا هذا الاحتلال بصمت القبور . موافقين على التحدي البوشي لمجلس الامن في احتلال بلد امن مستقر عضو في الجامعة العربية والامم المتحدة ومؤسس لهم . واعتقال رئيس البلاد وقيادته وثم اعدامهم!! .

 

وبفضل هذا الاحتلال دمرت البنى التحية والصناعية والاقتصادية والثقافية والحضارية للعراق . بعد ان كان قوة اقليمية معروفة في المنطقة وتحول بعد الاحتلال الى قوة واهية مفككة وحقل تجارب للمخابرات الاجنبية تسرح فيه على هواه . وتشريد قرابة 2 مليون عراقي داخل العراق وخارجه . وتمزيق وحدته الوطنية وكيانه السياسي والعسكري . مشعلأ(الفتنة الطائفية بين ابنائه) . ومهيجأ الاكثريات على الاكثريات والاقليات على الاقليات!! . يقول اوباما(لقد غزونا بلدا لم يشكل خطرا وشيكا علينا وليس له صلة بهجمات ايلول) . وكانت نتائج ديموقراطية بوش الموعودة استشهاد اكثر من مليون عراقي واعداد كبيرة من الجرحى والمعاقين واكثر من مليون ارملة عراقية فجعن بقتل اولادهن او ازواجهن او اقربائهن! . وقرابة 3 مليون يتيم عراقي . وارتكب المحتلين واعوانهم الصغار مجازر في مدن(حديثة- الفلوجة البطلة ام المساجد- الصينية—الاعظمية—المشاهدة – الطارمية—سامراء-ابو غريب)وغيره . وكانت جريمة سكان هذه المدن انهم رفضوا هذا الاحتلال ومن جاء معه وقاوموه .

 

لقد غزا الامريكيون العراق من اجل النفط وموقعه الاستراتيجي والاجهاض على المشروع النهضوي الحضاري الذي يقوده حزبنا القائد حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة الرفيق المناضل شهيد الحج الاكبر(صدام حسين)رحمه الله وقيادته التاريخية . وبفضل التعاون الامريكي—الفارسي عادت الاحزاب الطائفية العميلة لايران مثل حزب الدعوة- المجلس الاعلى-وبقية العناوين الاخرى للعراق معتمدة على الدعم السياسي والعسكري والعملياتي الايراني فارضة فتاويها وقراراتها الدينية والسياسية والطائفية والاجتماعية والاقتصادية على المواطنين بالقوة . فكان حكام العراق الجديد! من اعضاء احزاب وكهنوتات وجمعيات ودهاليز سياسية وعسكرية وحوزات ومقاطعات وبنوك واجهزة مخابرات دولية عديدة . وعمل المحتلين على تحويل الطوائف والمذاهب والاثنيات الى (نمور جريحة وقطارات ملغومة بلا كوابح ) . وقسمت الازقة والاحياء والشوارع الى (سنية) واخرى(شيعية)!!بعد فصلها بحواجز كونكريتية مسلحة عالية . واصبحت الجوامع والحسينيات(بيوت الله)ملكيات خاصة للاحزاب والمليشيات الطائفية واغتيل المئات من اساتذة التعليم العالي والاطباء والكوادر الهندسية ورجال جيش قادسية صدام الابطال والعلماء والادباء والصحفيين .

 

ولم يرس المالكي وقبله الجعفري واياد علاوي والحكيم والطالباني مع اسيادهم المحتلين دعائم الامن والاستقرار والديمقراطية وتوفير الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء والبطالة وتشغيل المصانع المتوقفة منذ 7 سنوات .

 

وبفضلهم وصل العراق الى مصاف الدول التي ينخرها الفساد الاداري والمالي والسياسي . اما المليشيات التي يرتبط اسمها في اغلب دول العالم بكونها حركات تحرر تحافظ على دماء شعوبه . فانها في العراق الجديد!(خاضت) بدماء العراقيين الابرياء والوطنيين الرافضيين للاحتلال الامريكي- الصفوي- الصهيوني والعمل بالاجرة الملوثة حين تصافحت اياديهم وتعانقوا لتدمير العراق وقتل ابنائه الابرار . وصار المواطن العراقي يضرب به المثل على صبره وجلده وتقديمه التضحيات الجسام . (بغداد العظيمة)لم تسقط لان السقوط يعني الهزيمة والاستسلام والاندحار . وانما (بغداد محتلة) تقاوم المحتليين واذنابهم الانجاس بعد ان انحنت هامة الزمان والتاريخ وغاب الضمير الانساني العالمي والعدالة معلنأ انكسار الجناح الشرقي للامة العربية . سبع سنوات لم يستطعْ المحتلون ومن جاء معهم خلف الدبابات والطائرات التحكم بعاصمة الرشيد بالرغم من سيطرتهم على كل العراق بدليل اختبائهم في المنطقة الخضراء خلف اسوار الكتل الكونكريتية المسلحة العالية ويدق عليهم رجال المقاومة العراقية الوطنية والاسلامية(الحمم النارية)على رؤوسهم العفنة . (بغداد)عظيمة باهلها ورجالها الاشاوس الرافضين لكل انواع الاحتلال . هبوا هبة الاسود يوم ١٠-٤-٢٠٠٣ .

 

(بغداد)خرجت من مفردات انوثتها مكفكفة دموعها قبل ان تباشر ذرف دموعها . بعد ان التقطت المقاومة العراقية الباسلة انفاسها واعادت ترتيب اوراقها مستردة معاني الشجاعة والرجولة والكبرياء والشموخ ومسترشدة بتوجيهات شهيد الحج الاكبر(صدام حسين رحمه الله) ومن بعده قائد جبهة الجهاد والتحرير شيخ المجاهدين الرفيق المناضل عزت ابراهيم الدوري . (فبغداد ياقوتة ابو جعفر المنصور)لها يومان مشهودان يوم (كبوتها) في 9-4-٢٠٠٣ ويوم (انطلاق مقاومتها الوطنية المسلحة)في ١٠-٤-٢٠٠٣ وليس الفاصل بينهما سوى ليلة واحدة ارتدت فيه السواد على احتلالها (ثم مالبثت ان خلعته)في صباح انطلاق مقاومتها الباسلة التي لها الفضل الكبيرفي(اسقاط وفشل وهزيمة مشروع الشرق الاوسط الكبير)!

 

الذي بشرت به ادارة بوش . اما الاصنام القابعة في النجف الاشرف اصبحت(حاضنة دافئة لتمرير الاحتلال والاستقواء به والتبشير له والتجاهل عن الحث بدعم المقاومة العراقية الباسلة بل ساهمت في اعطاء المحتلين وعملائهم الصغار(المسوغات)!لمحاربتها سياسيأ واعلاميا وعسكريا . هذه المقاومة الباسلة (جندلت) الالاف من جيش الاحتلال الامريكي واضعافهم من الجرحى والمعاقين . فاصبحت بحق حركة تحرر وطنية وقومية تتصدى وتقاوم اكبر قوة عسكرية في العالم . بادائها الرائع وصولاتها الجريئة . ويكفي رجالها فخرا وعزا وكرامة انهم يقدمون للتاريخ درسا في الصبر الجميل والتحمل الرائع . (بغداد العظيمة) التي تقاتل اعدائها في كل زاوية وشارع . اسقطت رموز وعناوين اعدائها في واشنطن وبغداد ولندن امثال رامسفيلد –كولن باول—توني بلير—الجلبي الجعفري وغيرهم تحت اقدامها ولم ترضخ لشروطهم .

 

وهم اليوم نادمون على احتلالها(تتقيؤهم بغداد على صورة توابيت طائرة وعاهات مستديمة)! . (بغداد) لايمكن ان تخضع او تستسلم وتعطي سرها لجنود الاحتلال الامريكي او لاحفاد ابن العلقمي والتي جعلت بوش وباقي المسؤولين الامريكان لايدخلون العراق او يخرجون منه الا في جنح الظلام كما يفعل السارق ولا يتم الاعلان عن هذه الزيارات الا بعد هروبهم ومغادرتهم العراق! . يقول الكاتب الامريكي توماس فريدمان في صحيفة النيويورك تايمز(هناك اقتراب لنهاية الورطة الامريكية في المستنقع العراقي على الطريقة الفيتنامية)! بغداد تعيد كتابة التاريخ بازهى صوره لانهاتقاوم الاحتلال والعدوان والظلم وذات قدرة على المواجهة وانها اعادت الثقة بالروح العربية والنفس والامل . . . . .

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ٢٤ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٩ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور