الدكتور خضير المرشدي في اتحاد الشغل بصفاقس – تونس

 
 
شبكة المنصور
ابن تونس

* تحية لشعب فلسطين فنحن معهم  و مكملين لجهادهم و لنضالهم

* لقد سقط  المشروع العسكري في العراق بفعل ضربات المقاومة الباسلة

* الاستنزاف مستمر، الآن المقاومة بدأت تركز عملياتها على القواعد العسكرية الأمريكية إضافة إلى ضرب الأرتال

* قريبا سنشهد بعون الله إعلان المجلس الوطني الموحد للمقاومة  و هذا ليس ببعيد أبدا .

* نحن متأكدون بأن العراق سيتحرر قريبا و أن الأمريكان سيرحلون خائبين

 

 

الأخ محمد شعبان :

* من إنجازات المقاومة العراقية أنه  أصبح محرما على أمريكا الحديث عن الديمقراطية و حقوق الانسان.

* المقاومة في فلسطين و العراق و لبنان هي القلب النابض للأمة العربية

 

تجسيما لمبادئ الاتحاد العام التونسي للشغل الداعمة للقضايا القومية في فلسطين و العراق و لبنان و دفـاعا عـن الأقـصى أولى القبلتين و ثالث الحرمين و بمناسبة الذكرى السابعة للعدوان الأمريكي الصهيوني على العراق و إحياء لذكرى انطلاق المقاومة العراقية الباسلة و ذكرى يوم الأرض في فلسطين نظم الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تظاهرة ثقافية اشتملت على معرض وثائقي تم افتتاحه يوم السبت 20/03/2010 و مداخلة ألقاها الناطق الرسمي للمقاومة في العراق الدكتور خضير المرشدي صبيحة يوم الأحد 21/03/2010  بعنوان واقع المقاومة في العراق .

 

و قد ركز  المعرض الوثائقي على ثلاث محاور . أولا: محور النشاط القومي لاتحاد الشغل بصفاقس و الذي احتوى على لوحات تدوّن النضالات و المسيرات التي خاضتها الجماهير العمالية و الشعبية  بصفاقس و التي أطرها الاتحاد الجهوي دعما للمقاومة في فلسطين و العراق. ثانيا: محور فلسطين تم فيه عرض صور تدين جرائم تهويد القدس و التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى و أخرى تدوّن بطولات شعبنا الفلسطيني  و مقاومته الباسلة  في كامل فلسطين و خاصة في غزة. ثالثا : محور العراق الذي تم فيه عرض لوحات تدين جريمة اغتيال القائد الشهيد صدام حسين و أخرى تبرز مناقب الشهيد و سمو مبادئه كما ركزت لوحات أخرى  على بطولات المقاومة العراقية و انجازاتها و ملاحم شهدائها.

 

و في صبيحة يوم الأحد خلال الحصة الرئيسية للتظاهرة استقبل الشغالون بحفاوة و شوق كبيرين ضيف الاتحاد الجهوي و الناطق الرسمي باسم المقاومة الدكتور خضير المرشدي الذي عبر في مستهل جولته في دار الاتحاد عن إعجابه بالمعرض الوثائقي و اعتبر أن اللوحات المعروضة فيه خير اعتراف بالجميل لما قدمته المقاومة في فلسطين و العراق و خير دعم لها. ثم استقبلت جموع غفيرة الضيف الكريم بالهتافات و الأعلام و صور الشهيد صدام حسين و شعارات نصرة فلسطين و القدس كما حرصت فرقة الكرامة التي نشطت الحصة موسيقيا على استقبال الدكتور بأغنية " بغداد يا قلعة الأسود" ثم غنت للشهيد صدام حسين و للعراق و لفلسطين و القدس.

 

افتتح هذا الحفل الكبير الأخ محمد شعبان بتدخل رحب في مستهله بالضيف  العزيز و أكد أن الشغالين في صفاقس أوفياء لمبادئ الاتحاد العام التونسي للشغل المؤكدة على دعم القضايا القومية و ذلك عبر مشاركتهم في المسيرات  التي عبروا فيها عن دعمهم للمقاومة في فلسطين و العراق أو من خلال مواكبة التظاهرات الثقافية الوطنية أو من خلال إصدار نشرية " يوميات المقاومة" التي تصدر بشكل دوري و تمد الشغالين بالإعلام  الحقيقي حول المقاومة من أجل كسر الحصار الاعلامي المسلط على الاعلام المقاوم .

 

ثم شكر الأخ محمد شعبان فرقة الكرامة التي ما فتئت تسهم من موقعها الفني  و الثقافي في دعم المقاومة العربية .

 

ركز الأخ الكاتب العام بعد ذلك على انجازات المقاومة العراقية مبينا أنه كان لها الفضل في إيقاف تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير . و اعتبر أنه بالتصدي البطولي للقوى العدوانية الأمريكية في العراق تكون المقاومة العراقية قد أوقفت زحف القوات الأمريكية نحو بقية الأقطار العربية و حتى الآسيوية و أفشلت مخطط تفتيت الوطن العربي . و استنتج بأن المقاومة في فلسطين و العراق و لبنان هي القلب النابض للأمة العربية. و في معرض حديثه عن انجازات المقاومة العراقية أكد الأخ الكاتب العام أن هذه المقاومة هي التي أدخلت أمريكا في أزمة اقتصادية خانقة . و خلص إلى القول بأنه بفضل هذه المقاومة البطلة فشلت أمريكا عسكريا و اقتصاديا و سياسيا و أخلاقيا و من أكبر الانجازات هو كشف الوجه الإجرامي لهذا الطاغوت المقنع فقد أصبح محرم على أمريكا الحديث عن الديمقراطية و حقوق الانسان. و في المحور الأخير من تدخله  استنكر جريمة التهويد التي ينتهجها العدو الصهيوني و ما تتعرض له القدس من انتهاكات  و أكد بأن الاتحاد و الشغالين في صفاقس  لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه المخططات . و ختم الأخ محمد شعبان بتأكيده أن كل المعطيات تِؤكد أن المقاومة ستنتصر لأنها سلكت الطريق الصحيح ،طريق الاستشهاد و التضحية دفاعا عن الأرض و الكرامة.

 

ثم أحيلت الكلمة إلى الذكتور خضير المرشدي الذي استقبله الحضور بالزغاريد و الأناشيد المتغنية بالشهيد صدام حسين و بالعراق هاتفين " بالروح و الدم نفديك يا عراق" و " يا صدام يا شهيد على دربك لن نحيد " كما استقبلته فرقة الكرامة بأبيات شعرية تعبر فيها عن الشوق الذي تحمله روابي قرطاجنة لبغداد. ثم ألقى ممثل المقاومة العراقية كلمة قيمة تفاعل معها الحاضرون بحماس كبير و إليكم نصها الكامل.

 

مداخلة الدكتور خضير المرشدي

 

في البداية لا بد أن أهنئكم و أهنئ كل شعب تونس العزيز بمناسبة يوم الاستقلال و يوم الشباب مع خالص الأمنيات و من القلب و باسم كل شعب العراق و مقاومته الباسلة أمنيات خالصة لشعب تونس البطل المناضل الصامد الداعم لقضايا أمته القومية على مر الزمن ، أمنيات بالتقدم و الازدهار و الاستقرار على طريق المجد و العزة و الكرامة . فألف تحية لشعب تونس بكل مكوناته .

 

أيتها الأخوات أيها الأخوة ، لا بد لي في هذا اليوم أن أحيي فلسطين العزيزة شعب الجبارين في تلك الأرض التي باركها الله و جعل منها فعلا شعب أسطورة شعب صمود و جهاد و تضحية . قد علّم كل الأجيال معنى الصمود و معنى التضحية و معنى التمسك بالأرض و معنى التمسك بالحقوق فألف تحية لشعب فلسطين و نحن معهم ، و نحن مكملين لجهادهم و لنضالهم و ما جهاد أخوانهم في العراق إلا هو بالتأكيد قد يصب في مواجهة عدوّنا المشترك ، ذلك العدو المجرم العدو الصهيوني و كذلك العدو الأمريكي الداعم و المساند لهذا العدو في احتلال أرض فلسطين الحبيبة فتحية لشعب فلسطين و للقدس و لغزة و لكل منطقة في فلسطين.

 

القضية الأخرى التي أريد أن أؤكد عليها ، جئت المرة السابقة و هذه المرة بدعوة من الاتحاد الجهوي  للشغل بصفاقس فلا بد لي أن أحيّي أولا و أشكر أخي و رفيقي المناضل محمد شعبان على الاستقبال و أحيي فيه هذه الثورة العارمة من النضال و الجهاد و من المقاومة و من الدعم المتواصل لقضايا الأمة و أسأل الله أن يمنحه الصحة لأنها هي العنوان الأساسي لكل فعل مقاوم. و أشكر أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد و كل أعضاء الاتحاد العام التونسي للشغل كل مكوناته و في كل أرض  قطر تونس العزيز هذا الاتحاد المعروف بمواقفه الوطنية و القومية المساندة لقضايا الأمة فتحية لكم جميعا أيها الأخوة و لشعب صفاقس العزيز و أقول أنه من الصعوبة عليّ الآن أن أتحدث عن قضية هي تعتبر قضيتكم بالدرجة الأساس و أنتم المتابعين لها ، يعني من  الصعوبة على المرء أن يتحدث عن العراق أمام شعب تونس.

 

أقول حتى ندخل في المباشر في قضية العراق و المقاومة ، أقول أيها الأعزاء لقد سقط  المشروع العسكري في العراق بفعل ضربات المقاومة الباسلة  ، فشلت أمريكا عسكريا في العراق  بعد أن تكبدت خسائر مادية و بشرية و اقتصادية كبيرة و هائلة  لم يعد الاقتصاد الامريكي و المجتمع الأمريكي  قادرا على تحملها مطلقا و بشهادة من الامريكان أنفسهم أن المقاومة العراقية الباسلة  قد حققت 164 ألف عملية عسكرية ضد القوات الامريكية . و هذه الإحصائية لحد بداية عام 2008  حققت خلالها 224 إصابة بين صفوف القوات الامريكية أي بمعدل 70 عملية في اليوم ( طبعا في بعض الايام يرتفع عدد العمليات إلى ما يفوق 100 أو 200 ) و هذه الإحصائية نشرتها جمعية قدامى المحاربين الامريكان موثقة و رسمية و لعل الكثير من حضراتكم قد اطلع عليها .و هذه الجمعية الامريكية تدفع رواتب و تعويضات لهؤلاء  و لهذا فكلهم  مسجلين لديها . و هم يفترضون أن كل واحد من سبعة من هؤلاء في عداد القتلى  فيصبح عدد القتلى الأمريكان طبقا لهذه الحسابات  33.418 قتيل . الأوساط الرسمية الأمريكية تعلن بأن عدد قتلاهم بلغ 4500 قتيل  و 52 ألف جريح  و 10 آلاف منتحر و أيضا عددا من الآلاف من المصابين بالعاهات النفسية و غير ذلك . طيّب ، نحن نقبل هذه الأرقام . إذا جمعنا 4500 + 52000 + 10000 + آلاف المصابين بالعاهات النفسية فإننا  نتحصل على رقم يتجاوز الـ70 ألف  و هو رقم يفوق نصف عدد الجيش الامريكي في العراق ، إذن المقاومة أخرجت أكثر من نصف الجيش الامريكي من الخدمة  وهذا باعترافهم الرسمي أما الاعتراف الغير الرسمي فقد ذكرته لكم و الذي يقترب من إحصائيات المقاومة التي تقول بأن عدد القتلى عدد كبير جدا.

 

أما على صعيد الاقتصاد و الخسائر الاقتصادية فإن مستشار البيت الأبيض جوزيف ستيغليتز و هو الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد قال أن كلفة الحرب على العراق بلغت تريليون و 800 مليون دولار و الكلفة الحقيقية بما فيه البنى التحتية للجيش الامريكي  بلغت ثلاثة تريليون و هي السبب الرئيسي في الأزمة الاقتصادية  في أمريكا و في العالم . الاستنزاف مستمر و ضرب القوات الأمريكية مستمر . الآن المقاومة بدأت تركز عملياتها على القواعد العسكرية الأمريكية  إضافة إلى ضرب الأرتال في مختلف مناطق و شوارع بغداد و بقية محافظات العراق . هذا هو الذي أجبر أمريكا على اتخاذ قرار الانسحاب من العراق و ليس الاتفاقية الأمنية التي يدعون أنهم وقّعوها مع العميل المالكي. المالكي عميل موظف لديهم ، هو عميل صغير. فكيف يمكن أن يوقّع اتفاقية مع أناس هم الذين أتوا به و أعطوه سلطة في العراق؟ هذا لا يمكن . إن هذا الاستنزاف و هذه الخسائر و إن هذه المقاومة هي التي أجبرت الأمريكان على اتخاذ قرار الانسحاب و وضعوا له جدولا و قالوا أنه في شهر أب المقبل يبقون 50 ألف جندي و في نهاية عام 2011 ينسحبون بالكامل. بغض النظر سواء انسحبوا بالكامل أم لم ينسحبوا فإن المقاومة مستمرة مهما طال الزمن .

 

أيها الأخوة الأعزاء ، البارحة في قناة الجزيرة قال الجاسوس إياد علاوي  بأن الجيش الأمريكي ضائع في العراق. نعم أمريكا أهينت في العراق ، الجيش الأمريكي أهين في العراق ، تمت إهانته بالكامل . لم يبق أمامهم في العراق إلا ما يسمى  بالعملية السياسية ، هم يعملون على إنجاح العملية السياسية  لأنها تمثل المشروع الأمريكي الصهيوني الفارسي الصفوي في العراق ، إيران قد اشتركت مع أمريكا و الصهيونية في تدمير العراق . هم يحاولون من خلال أربعة محاور و اتجاهات إنجاح العملية السياسية .

 

 أولا ، حاولوا أن يحثوا كثير من الناس و يدفعوا كثير من فصائل المقاومة  للاشتراك في العملية السياسية ، و لكنهم فشلوا فشلا كبيرا.  نعم لربما هنالك بعض الفصائل قد اشتركت بشكل أو بآخر لكن الفصائل الوطنية القومية الاسلامية  الحقيقية و التي يشكل البعث طليعتها الأساسية قد رفضت العملية السياسية .

 

 ثانيا ، بدأوا يحثون الدول العربية  للاعتراف بالعملية السياسية  و بحكومة الاحتلال و سلطته و بدأوا يضغطون على الدول العربية و دول العالم ليبعثوا سفرائهم و يفتحون سفارات و وفود و استقبال العملاء و تنصيبهم في مقعد العراق في الجامعة العربية و في مجلس الأمن و إلى آخره. و لكن إلى حد الآن عدد السفارات التي فتحت في العراق لا تتجاوز 16 سفارة بين 188 سفارة . أيضا هذا المحور قد فشلوا فيه.

 

ثالثا ، محاولة إنجاح العملية السياسية من خلال ما يسمى بملء الفراغ بل زعموا أن هناك فراغا سوف يحصل بعد انسحاب القوات القوات الأمريكية على أساس أنه فراغ أمني و سياسي  و بدأ الأمريكان بإعداد ترتيبات مع دول المنطقة  و خاصة إيران و تركيا ( رغم الموقف الإيجابي للأتراك و هو أحيانا موقف متقدم على الموقف العربي في مساندة قضية فلسطين و غزة و الموقف من الكيان الصهيوني إلى حد يوم أمس من خلال تصريحات رئيس الوزراء أردغان). لكن أقول فيما يتعلق بالعراق بدأ الأمريكان يتحدثون مع إيران و تركيا  و بعض الدول العربية للأسف لملء ما يسمى بالفراغ ، الفراغ السياسي و الأمني الذي سينشأ كما يقولون بعد انسحاب القوات الأمريكية المقرر في نهاية عام 2011 . نحن نقول لهم باسم المقاومة و باسم البعث :

 

1 – نرفض أي تدخل إقليمي في شؤون العراق

 

2 – المقاومة التي أجبرت الأمريكان على أن ينسحبوا من العراق قادرة على ملأ الفراغ و قيادة العراق . و الموقف المعادي لهذا نحن نتصدى له و نتابع شؤون هذا الموقف بشكل تفصيلي و يومي ، يعني أن جميع  الفصائل بكل توجهاتها الوطنية و القومية و الاسلامية  في العراق هذا هو موقفها ، هذا موقف نحن متفقين عليه و لن نسمح بأي تدخل ن بل إن الذي يتدخل في شؤون العراق يعتبر محتلا بغض النظر عن هوية الدبابة المحتلة أو الجندي المحتل. سوف تستمر المقاومة في مقاتلة أي دبابة  أو جندي مهما كانت جنسيته. هذا هو الهدف الأساس.

 

رابعا، موضوع الانتخابات التي جرت في 7 آذار من هذا العام. و هنا لا بد أن أقول الحقائق التالية أيتها الأخوات أيها الأخوة.

 

هذه الانتخابات أريد منها أن تكون ديكورا أي واجهة ، المهم أن يقول الأمريكان بأننا قد أجرينا انتخابات في العراق ، هذا هو المهم. و هم قاموا بإعداد كل الترتيبات التفصيلة مسبقا أي أنهم حددوا من سيكون رئيس الجمهورية و من سيكون رئيس الوزراء و رئيس البرلمان.كل هذا تم تقسيمه و الحصص تم توزيعها. المهم هو أن تجري الانتخابات و لهذا رأيتم و تابعتم حضراتكم كيف سارت الانتخابات . لقد قامت على التزوير و الإقصاء و التهميش و الاجتثاث و الاغتيالات في ظل أجواء يقولون عنها ديمقراطية . أي ديمقراطية هذه التي تحمى بالدبابات الأمريكية ؟ الناس يكرهون و يجبرون على الانتخاب و القنابل تسقط على رؤوس المواطنين و هم يقولون بأننا نمارس الديمقراطية ، نقيضين لا يجتمعان . لا يمكن أن تجتمع الحرية مع الاحتلال . و مع ذلك أقول إن شعب العراق الذي تعرفونه  لم يشترك في هذه الانتخابات إلا بنسبة 35 بالمائة و هذا هو الرقم الحقيقي. و بلاتالي فإن العراقيين عندما لم يشتركوا في الانتخابات رغم التضخيم و الترويج الاعلامي و رغم الملايين و المليارات من الدولارات التي صرفت من أجل الدعاية الانتخابية الرخيصة التي حصلت ، رغم هذا كله و رغم التعبئة العالمية لهذه الانتخابات و التطبيل فإن 35 في المائة فقط اشتركوا في هذه الانتخابات . و بذلك فإن شعب العراق رفض العملية السياسية شرعا و قانونا . و حتى الـ35 في المائة الذين اشتركوا في الانتخابات و من خلال المؤشراتفقد أبرزت لنا ثلاثة حقائق. فإضافة إلى حقيقة أن الانتخابات باطلة و غير شرعية و غير قانونية في ظل الاحتلال فإن شعب العراق أسقطها بمشاركة 35 في المائة فقط  أي بمعنى أنه اختار طريق المقاومة و إسناد المقاومة و مشروعها لكن مع ذلك فإن الذين اشتركوا في الانتخابات أكدوا ثلاثة حقائق:

 

-  الحقيقة الأولى أنهم أسقطوا الطائفية ، أنهم رفضوا المشروع الطائفي في العراق

-   ثانيا ، أسقطوا المشروع الفارسي في العراق أي التمدد الإيراني في العراق

-  الحقيقة الثالثة أن العراقيين لو توفرت لهم حرية حقيقية و ديمقراطية نزيهة و بعد تحرير العراق و بعد رحيل القوات الأمريكية  فإنهم سيختارون الخط الوطني  العروبي الاسلامي الحقيقي و ليس الطائفي.

 

نحن في المقاومة و في قيادة البعث المجاهد هذا العنوان الكبير في المقاومة العراقية نؤمن الآن بعد رحيل المحتل و بعد طرد الاحتلال و آخر جندي على أرض العراق  بأن النظام في العراق يجب أن يكون نظاما ديمقراطيا تعدديا يؤمن بحرية الانسان و يحترمها و يقيم أفضل العلاقات مع كل دول العالم . إذن هذه العملية السياسية  التي هي مشروع الاحتلال هي مشروع الأمريكان و الصهاينة و الفرس  و لهذا فإن شعب العراق بأغلبيته  التي لم تشترك في الانتخابات  و أقليته التي اشتركت فيها حارب هذه الانتخابات . طبعا كل هذا بفعل المقاومة و بتأثير المقاومة  على فكر المواطن  و الشعب في العراق . أي أن ثقافة العراقيين هي الثقافة الوطنية العروبية  الاسلامية الحقيقية  و ليست الطائفية أو الارهابية  و العنصرية و غيرها من هذه المسميات التي جاؤوا بها من مختلف القواميس و الكتب. هناك العديد من المصطلحات المرفوضة و نحن لا نعرف من أين أتوا لنا بهذه المصطلحات التي هي غريبة  عن ثقافة و توجهات العراقيين. أصدقاؤنا الذين عشت معهم  لا نعرف من أي طائفة هم  لا نسأل إن هم  من الطائفة السنية أو الطائفة الشيعية  و ما شابه ذلك  ، كلنا نعيش أخوة  عبر مئات السنين في هذا البلد و لم نشعر في يوم من الأيام أن هذا سنّي  و هذا شيعي و هذا كردي  و هذا عربي أبدا . العراقيون تجمعهم الوطنية العراقية . إن من دافع عن العراق و قدم الشهداء ، مئات من الشهداء ضد العدوان الإيراني طيلة ثماني سنوات هم أبناء الجنوب . هذه حقيقة معروفة .

 

المقاومة العراقية أيها الأخوة، مثلما ذكر أخي محمد شعبان ، لم تتوقف منذ أن وطأت أقدام الغزاة أرض العراق . بل إنها أنجزت أول عملية عسكرية في صيغة المقاومة الشعبية .أنتم تعرفون أن الجيش العراقي ظل يقاوم الجيش الأمريكي  لمدة 13 سنة طيلة فترة الحصار ، كان يوميا هناك هجوم على العراق ، كانت الطائرات الأمريكية تضرب العراق  و تحرق حتى المزارع ، مزارع الحنطة  و القمح  و الشعير ، كانت تقوم الطائرات الأمريكية برمي المشاعل و تحرق حقول القمح  في العراق و حقول الرز و  غيرها من الأشجار و النخيل و كانت يوميا هناك غارات أمريكية طيلة 13 سنة من الحصار الجائر إضافة إلى الضرب العسكري. مع ذلك فعندما قرروا غزو العراق فالجيش العراقي بدأ يقاوم بإمكانياته التي أنهكها الحصار و قاوم إلى أن دخل الأمريكان أرض العراق . أول  عملية فدائية  ضد القوات الأمريكية  وقعت في ساحة اللقاء في بغداد  قرب السفارة الأردنية  و  قامت المقاومة آنذاك  بتدمير ثلاثة دبابات  و بإنجاز تلك العملية أصبح أول يوم لانطلاق المقاومة هو 10/04   . و استمرت المقاومة في التصاعد و تشكلت فصائل و جبهات و جيوش وطنية و قومية و إسلامية اعتمدت في تسليحها على مخازن السلاح التي هيأها نظام البعث  و نظام القائد الشهيد صدام حسين . و قد كان لي لقاء مع أحد الأخوة المجاهدين في الجيش الاسلامي القائد العسكري ( فنحن متواصلين مع بعضنا ) فقال لي و الله إني سلفي ، أنا من الناس السلفيين و كنت من الناس المعارضين لنظام البعث و لنظام الرئيس صدام حسين  و لكن لولا السلاح الذي وفره الرئيس صدام و نظام البعث لما استطعنا أن نقاتل الأمريكان. و هكذا الحال بالنسبة لبقية الفصائل . المقاومة الوطنية العراقية الآن هي امتداد لذلك الجيش البطل ، جيش العراق الوطني . كل قادة المقاومة الآن و أمراء الفصائل و الجبهات و الجيوش  هم من ضباط الجيش بكل الاتجاهات سواء كانت فصائل اسلامية  أوفصائل وطنية بعثية عروبية هكذا هو واقع الحال. على كل فإن  كل الفصائل في العراق هي شرف العراق و عنوان كرامته  . المقاومة الآن بعد هذا الانتشار الواسع  و التنوع بلغ عدد فصائلها أكثر من 60 فصيلا  الآن و الحمد لله بدأت حوارات بين هذه الفصائل للتوحد. و الآن نجحت المقاومة في أن تكون في أربع جبهات رئيسية. أي أنها توحدت مع بعضها البعض في الجبهات التالية:

 

-  جبهة  الجهاد و التحرير و الخلاص الوطني و تضم أكثر من 40 فصيلا  بقيادة المجاهد الكبير عزة ابراهيم الدوري و هذه الجبهة تمثل وحدة العراقيين فيها عرب و أكراد و تركمان  فيها السنة و الشيعة  و فيها مسيحيين ، كل مكونات الشعب العراقي موجودة في هذه الجبهة ، هي نموذج  لوحدة العراق  و منتشرة في كل أرض العراق و هي امتداد لدولة العراق الوطنية المعروفة بكل امكانياتها العسكرية و المدنية .

 

- جبهة الجهاد و التغيير و تضم 13 فصيلا

- المجلس السياسي للمقاومة و يضم 4 فصائل

- الجماعة الاسلامية و هي جبهة جديدة تضم أربعة أو خمسة فصائل

 

الجبهات الثلاثة كلها جبهات ذات طابع إسلامي .

 

وبالتالي أستطيع أن أقول أيها الأخوة أن التقدم و النجاح الذي حصل في توحد المقاومة تجسد في تشكلها في أربع جبهات و الحمد لله فإن هذه الجبهات الأربعة  بدأت حوارات مع بعضها البعض للتوحد تحت لواء المجلس الوطني للمقاومة العراقية  ويعتبر  هذا تطورا. قريبا سنشهد بعون الله إعلان المجلس الوطني الموحد للمقاومة  و هذا ليس ببعيد أبدا .

 

نقول لكم أيها الأخوة أن لا تفاوض و لا حوار مع الاحتلال إلا إذا قبلت شروط المقاومة المثبتة في البرنامج السياسي للمقاومة. فإما أن تقبل قوات الاحتلال تنفيذ شروط المقاومة و تجلس معها لتنفيذ تلك الشروط و إلا  فإن المقاومة ستستمر مهما طال الزمن و مهما  غلت التضحيات  متمسكة بحقوق العراق كاملة  غير منقوصة إلى أن ننتزعها بالكامل . و هذا الموضوع أصبح قرارا و المقاومة  أصبحت جزءا من حياة الشعب  و لا يمكن التراجع عن هذا مطلقا . و نحن متأكدون بأن هذا سيحصل قريبا  و أن العراق سيتحرر قريبا و أن الأمريكان سيرحلون خائبين و سيرحلون معهم عملاؤهم الصغار و جواسيسهم و الخونة من هؤلاء الذين يحكمون العراق الآن.

 

دمتم و دامت تونس و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ٠٨ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور