اذا تخاصم هرّ وهرّة عبثا بدكّان البقّال

 
 
شبكة المنصور
ججو متى موميكا  - كندا
قديما قال اجدادنا الحكمه ( اذا تخاصم هرّ وهرّة عبثا فى دكان البقال ) وهذه الحكمة تنطبق تماما على الوضع العراقى الحالى المتدهور منذ الاحتلال وحتى يومنا هذا ليزداد سوءا يوما بعد آخر حيث المأساة تزداد أسى والدماء تكثر سيلانا والخراب يعم البلد من اقصاه الى ادناه ليحطم البلد عن بكرة ابيه والفقراء يموتون بالجمله ...والسياسيون متربعون فى المنطقه الخضراء يحصون حساباتهم ويتمتعون بملذات الحياة من متاع الدنيا ومن السحت الحرام والمخصصات وحمايات الافراد والعربات المصفحة والنهب والسلب الذى ليس له مثيل فى كل دول العالم هذا ماافرزته عملية احتلال العراق ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) .


نعم الهّرتان تتخاصمان وتتشاجران والواحده تفترس الاخرى بغضب وعنفوان تقفز من رف الى رف وتصرخان وتزمجران بغضب شديد بدافع الايقاع ببعضهما من اجل منفعه او فريسه لتغرزا مخالبهما واسنانهما ببعضهما من اجل قطعة لحم او شحمه او كسرة خبز او لغاية فى نفسيهما لكن اين تحدث المعركه ؟. وكل هذا الصخب..داخل دكان البقال هذا المسكين الذى غدا محلّه خرابا وتبعثرت بضاعته بفعل هجمات القطط وقفزاتها من فوق الرفوف وبين البضائع والزجاجيات لتحولها هشيما وتبعثرها وتحطم كل ما تصادف لتقذفه ارجلها ...هذا البقال المسكين بعد ان تهدأ معركة الهرره وتولّى هاربة وتنسحبا من المعركه يعود صاحب الدكان خائفا مذعورا من شدة الصدمه ليحص خسائره ويعيد تنظيم محلّه يحصى خسائره فيتفاجأ بحجمها واثمانها لا لسبب او لخطأ ارتكبه لكن حظه العاثر كان سبب بلوته ... دكانه كان ارض المعركه بين القطط وهكذا دفع الثمن غاليا .


اعزائى القراء :
مايحصل اليوم فى العراق لم يحصل فى كل بلدان العالم وما جرى لشعبه وبلده ينطبق تماما على الحكمه اعلاه فالسياسيون العراقيون يتخاصمون ويتشاجرون فى سوحه وعلى ارضه وبين بيوتاته والضربات والطعنات القاتله تفتك بأبنائه والدماء الطاهرة تسيل وزعماء الاحزاب العميله لاتهمهم ارواح الناس لامن بعيد ولا من قريب المهم يفوزون بالسلطه والمناصب وكرسى الرئاسه ...انهم كذابون ودجالون همهم الوحيد مصالحهم وما يأمرهم المحتل .الخصومات بلغت اشدها واصبحوا مسخرة للعالم بمهازلهم وتصرفاتهم عراكا وشتما وتشهيرا وقذفا بشتى انواع الاهانات تصاحبها احيانا عمليات تصفية حسابات وانتقام كما حصل فى هور رجب والخالص والصويره واخيرا فى بغداد هذا الاسبوع المواطن وحده يدفع الثمن والذوات والامعات يتربعون فى مناطق آمنه يحتمون بالمحتل ...


ألم يقولو لنا بأن الانتخابات ديمقراطيه وهى ممارسه تسعد الشعب وتعيده الى محافل الدول المتقدمه . لان الشعب يمارس حقه ويعبر عن ارادته ؟ اذا اين تكمن الحقيقه..لماذا زاد الصخب وكثرت الفوضى وبدأت المزايدات بين الاحزاب والمطالبات التعجيزيه على حساب الوطن والمبادىء ةحقوق الشعب ؟


زاد الارهاب والقتل والتفجيرات بعد الانتخابات ...هل هذه هى ديمقراطية بوش الملطخة بدماء الابرياء والى متى ينتظر العراقيون الفرح ومتى تنجلى الغمامه وتقبر الفتنه والشباب والاطفال والنساء يدفعون دماءهم ؟


فالعراق يشهد حملة شرسه لتصفية ابناءه ومشهدا كارثيا فى القتل الجماعى لكن من الذى يقتل ؟ المواطن الذى لاحول ولا قوة والسياسيون يتبادلون الاتهامات ويدفعون بالحجج الواهية والمبررات السخيفه التى ملّ منها المواطن وكالعاده يعلقون بشماعة العنف على القاعده وعلى البعثيين وعلى التكفيريين والارهابين من دول الجوار هروبا من الواقع المر الذى فرضوه على الشعب بدعم واسناد المحتل . ..اذا فاتورة الحساب يدفعها المواطن الفقير فهو اما قتيل او جريح او هارب ومطرود ومهجر او خائف ومختفى خوفا من الارهاب والقتل والتصفيه على الهويه والمسلسل لانهاية له.


لان العراقيين كلهم يقتلون دون استثناء السنى والشيعى , المسلم والمسيحى , العربى والكردى والتركمانى, الصابئى واليزيدى والشبكى ...اختلطت الاوراق ولم يبق وطنى فى هذا البلد الا الزمرة الحاكمه والاحزاب العميله وميليشياتهم التى تعبث بالبلد .فالذين يموتون بدم بارد .

 

انهم الفقراء والمعدمين وابن السبيل والعاطل عن العمل والمستأجر الذى لايملك شبرا من الارض وسكنة الصرائف وبيوت الطين والصفائح ومن نصب خيمته هربا من العنف الطائفى كذلك يقتل المواطن المغلوب على امره ونزيل الفنادق الحقيره والباحث عن العمل ولقمة العيش والباعة المتجولين وغيرهم من البسطاء والمحرومين الذين حررهم بوش وتونى بلير ونظام ايران .


عزيزى القارىء :
نريد ان نسأل بوش واوباما وبراون وتونى بلير وحكام طهران ...هل شاهدوا مايحصل فى العراق ام وضعوا غشاوة على عيونهم ؟


هل سمعوا انين الجرحى وبكاء المفجوعين ام صمّوا آذانهم ...ام ان حرية بوش وديمقراطيته التى منحها للعراقيين هذا لونها وهذا شكلها هل هو راض لتحريره العراق ثم هزيمته بعيدا عنما يحصل فى ساحات بغداد والبصره والموصل وكل مدن العراق؟ اذا كان شكل تحرير العراق هكذا فتبت لكم فعلتكم الشنيعه وبئست من ديمقراطيه لعينه ليلعنكم الله فى دنياكم وآخرتكم لما فعلتم ببلدنا وشعبنا فيتمتم ابناءه ورملتم نساؤه وقتلتم رجاله وشيوخه دون استثناء وبلا هواده ونشرتم الفقر والجوع بين ابنائه بعد ان خربتم كل بنيانه وهدمتم كل صروحه ليصبح اول دوله فى الفساد واللصوصيه والجريمه المنظمه وكما يحلو لبوش وزمرته عندما شنّ هجومه البربرى وهو يصرح بان العراقيين سيستقبلونه هو وجنوده بالورود فهاهى ورودهم وهذه روائحها وعطرها دماء واشلاء ضحايا متناثره وخراب مدن .


الم يصرح بانه سيجعل نفوس العراق 4 ملايين فقط وهاهو يطبق شعاره ...
هل انهزم من مواجهة الحقيقه وقبع فى مزرعته هو وبطانته وكل من شارك فى تدمير هذا البلد ...هل حقا يشاهد دماء الضحايا تنزف بغزاره ولايحاسب نفسه ليقول ويعترف بأنه هو المسبب لهذه الفتنه الكبيره التى مزقت نسيج العراق وجعلت الاخوة يتقاتلون فيما بينهم والاخ يقتل اخاه ومن يدعى عكس ذالك ليدل بدلوه اذا من هو القاتل ومن هو المفجر والمفخخ بين احياء المدن وبيوتاتها وبين المقاهى والاسواق ...هل هم كوريين ام من موزمبيق او من مثلث فرمودا او من الكوكب ...هل ينكر بان الفتنة التى زرعها فى بلدنا كان لها اول وليس لها نهاية لاننا لانرى فى النفق ضوءا يبشر بنهاية المسرحيه ...يوم جديد وتفجيرات جديده يوم جديد واهداف منتخبه تختلف عن سابقاتها وهكذا دواليك الارهابيون يتفننون بقتل العراقيين بدم بارد .


اذا المعركه الان فى اروقة السياسيين وبين الاحزاب كل حزب يريد ان يتسلق الى السلطه ومهما كانت التضحيات ...المالكى لايسلمها الا على بحر من الدماء والاحزاب الاخرى تريد نصيبها من الكعكه وزارات سياديه رئاسة الوزراء رئاسة الجمهوريه وليقتل من يقتل وليدمر البلد ولتخرب بنيته ويهشم كيانه وتسرق ثرواته وليذهب الشعب الى الجحيم المهم جلوسهم على الكرسى .


عزيزى القارىء :
المشاهد المأساويه المروعه ومسلسل التفجيرات بدأ يأخذ منحى خطرا ويتجه نحو خلق فتنة طائفيه وما التصريحات البهلوانيه للسياسيين والمسؤولين الا صب الزيت على النار وعملية دفع وشحن الناس للانتقام وللمزيد من اعمال العنف لان المصالح الشخصية والمنافع الذاتيه اصبحت السمه الغالبه والشغل الشاغل لتجار السياسة من اجل المنصب والكرسى والمواطن المسكين يدفع الاتاوات ويدفع ثمن اخطاء زعماء الاحزاب لانهم يتحركون وفق اجنده اجنبيه مستورده بعد ان يملى عليهم اسيادهم من خارج الحدود ولاشأن لهم برأى الشارع العراقى ...فهم آمنون فى جحورهم ارتال من العسكر والعربات تحمى مواكبهم وعروشهم وهم بعيدون عن المفخخات او قد لايخرجون من قصورهم محميون فى دوائرهم والا هل سمعتم بأن نائبا فى البرلمان السابق او اللاحق قد تعرض لسيارة مفخخه او لحزام ناسف فمن الذى يسيل دمه غير المسكين والفقير وطالب المدرسه وبائعة الخضرة والعامل الكادح وغيره من البسطاء.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٢٣ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٨نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور