في ضوء الخطاب التأريخي لقمة سرت العربية - المعتز بالله عزة العرب لا يعتز بغير الله

 
 
شبكة المنصور
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي

لا يعتز بغير الله ولا ينتخي بغير العروبة والشعب العربي, لايريد عونا ولا يستجدي دعما ولا يخاطب غير العزيز القوي الجبار المتجبر .. غير انه يمارس واجب التنوير والاضاءات الواجبة أمام الله والاسلام والعروبة لمن وضع في آذانه الوقر أو أصابه الصمم .. انه يبين بوضوح لا يرتقي اليه أدنى شك بأن العراق وعروبته .. الارض والانسان .. مهددة بالفناء بين الموت وبين التمزيق العرقي – الطائفي بعد أن قدمته أميركا الغازية هدية للتوافق الايراني معها على الاجندات الصهيونية من جهة ورديفة الصهيونية, أي الطائفية والعرقية من جهة أخرى .. انه يقولها بلغة عربية سليمة مئة بالمئة لا تشوبها لكنة بأن ايران قد ابتلعت العراق وأنها ستكون في حالة تهيؤ لتنفيذ قرار الوثبة الفارسية الكبرى باتجاه الاقطار العربية الاخرى فور الانسحاب الامريكي الوشيك إن لم تتمكن الامة من إيقاف ايران عند حدودها وترغمها على الخروج مع أميركا لتترك للعراقيين ومقاومتهم الباسلة مهمة إعادة العراق الى حاله الطبيعي, حرا سيدا عربيا موحدا.

 

فواتير الاستحقاق العراقي: يُذكر علّ الذكرى تنفع!

 

في السياسة, كما في العلاقات العائلية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها, تؤسس وتقام العلاقات على ركني الاخذ والعطاء وتبادل المصالح والفوائد. وحين تتعامل الشعوب وكياناتها السياسية وفقا وطبقا لهذه الاسس فان الصلات القانونية والعرقية تقتضي أن تفي جميع الاطراف بالتزاماتها التعاقدية والاّ فان مقومات التعاقد ستُفنى تدريجيا إن لم تتهاوى وتسقط دفعة واحدة. ومعروف ان عدم الايفاء بالالتزامات التعاقدية هذه قد يكون مظهرا من مظاهر الخضوع لتآمر خارجي هدفه تقويض أسس ومقومات الوحدات الجمعية للامم والشعوب لصالح أطراف وقوى ودول تجد مصالحها متعارضة ومتقاطعة بالكامل مع هكذا وحدات.

 

اذن .. كان على النظام الرسمي العربي أن يفي باستحقاقات العراق الذي لم يتعرض لكل ما تعرض له لولا موقفه القومي العروبي الثابت, وهي استحقاقات سياسية واقتصادية وعسكرية لأن العراق:

 

1.  شارك في كل معارك الامة منذ عام 1948 دفاعا عن الكيانات القطرية العربية وعن الارض العربية وعن الخيار والمشروع القومي العربي القومي الاشتراكي التحرري الديمقراطي المنبعث من رسالة الامة الاعظم الاسلام الحنيف، و استخدم العراق جيشه بكل صنوفه في هذه المعارك فضلا عن الدعم المالي والاقتصادي والاعلامي والدبلوماسي.

 

2.  وضع موارده المادية والبشرية تحت تصرف الامة وخاصة الاقطار الضعيفة الموارد ونفذ مئات المشاريع التنموية في مختلف قطاعات التنمية البشرية.

 

3.  تبنى المشروع القومي التحرري وعقيدته، ونفذ برامجه في تحرير الانسان وقواه الطليعية والبناء الحضاري له وبما يمكنه من الانقلاب على الذات وعلى الموضوع كشرط لا مناص منه لتحقيق الثورة العربية الشاملة للتحرير والنماء.

 

4.  لعب دورا اعلاميا رسميا يستند على المنظومة الفكرية والثقافية وبما أدى الى نهوض غير مسبوق للقومية العربية وقواها الطليعية على كل الساحة العربية وعلى المستوى الدولي فأعاد للامة بعض هيبتها وحضورها الانساني.

 

هذا بعض من بيادر العطاء للامة وأقطارها التي أقامها العراق في حقول عطاء غير متناهية الحدود عبر حقبة الحكم الوطني البعثي، ومن حق العراق والعراقيون أن يطالبوا الأمة وشعبها وأنظمتها برد بعض الدين أو الايفاء ببعض الاستحقاقات بعد أن سقط العراق بين أنياب الوحوش من الغزاة والخونة والعملاء واطماع ايران والامبريالية والصهيونية التي قاتلها العراق ببسالة على مدى اكثر من ثلاتين سنة. ومن حق القوى الوطنية والقومية الرافضة والمقاتلة أن تطالب بحقوق واستحقاقات العراق وتذكير الزعامات العربية بها وخاصة على لسان القائد المقدام وأحد رجالات العطاء العراقي وشاهد حي من شهوده ويد من الأيادي الكريمة الشجاعة التي أعطت دونما طلب او رجاء بالرد أو المقابل يوم كان العراق نخلة تجود برطب جني, ألا وهو قائد الجهاد والمجاهدين الرئيس الشرعي للعراق الرفيق عزة ابراهيم الدوري حماه الله ...غير اننا اليوم أرضا وشعبا بحاجة الى رد ديوننا قولا وفعلا لأننا كما قدمنا أعلاه نفهم العلاقات الانسانية التعاقدية على انها نسغ متبادل بين الوالد وولده والزوجة وزوجها وبين العائلة وعشيرتها وهكذا وصولا بين الدول والمنظومات الاجتماعية المختلفة. واذا كانت بريطانيا مثلا ترى ان مشاركتها في غزو العراق هو فعل طبيعي(أخلاقي) يقع في اطار العلاقات التعاقدية بين الدولتين .. فان من حق العراق اذن ان يطالب باستحقاقاته على اشقاءه ومن بينهم من لم يوفق قط ليس في رد الحق  العراقي فحسب، بل انه سقط في براثن الخيانة والتحشيد المعادي للعراق قبل وبعد الغزو والاحتلال  متنكرا لأبسط مبادئ الاخوة وتعاقدات الشراكة الوطنية والقومية.

 

ثم اننا نرى ان التذكير بحقوق العراق على الامة في مناسبة كهذه هي ليست موجهة الى الزعماء فحسب، بل هي جزء من عملية التعبئة والتوعية والتنوير الشعبي العام الذي نعول عليه كثيرا في الزام الزعامات العربية على اداء دورها رغم انه زخم مغيّب الآن الا ان اعادته الى سابق ادواره الحيوية المؤثرة قد آن أوانه باستخدام تاثيرات الفعل البطولي المقاوم. القائد هنا كما عرفه العالم عموما والعرب خصوصا لا يعتز بغير الله ولا يمد يد الدعم والاسناد الا لمن قدم لهم العراق عبر سنوات حكم البعث كل حقوق واستحقاقات العقد القومي من دماء عزيزة وغزيرة حمت الامة واقطارها واموال ودعم اقتصادي غيّر وجوه مدن كاملة ومسارات حياة مختلفة فصار رد الدين أمر لا مفر من المطالبة به كاستحقاق للعراق وللشراكة القومية.

 

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر..

إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمناً لمواقفه من حرية الأمة واستقلالها وتوحيد جهدها وجهادها ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا لموقفه البطولي ضد الهجمة الفارسية الصفوية على الأمة فحطمها وحفظ للأمة عزتها وكرامتها ، إن ما قدمه العراق كان ثمنا لموقفه الشجاع من قضية فلسطين الحبيبة ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا لهويته العربية الإسلامية الإنسانية ومشروعه الحضاري النهضوي ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا للتصدي البطولي للأطماع الامبريالية المتصهينه ومشروع الصفوية الفارسية في الأمة

  

ايران: على المكشوف ومن غير رتوش

 

مازال بعض الرسميين العرب يجادل وكذا بعض المثقفين والاعلاميين العرب ويشاكسوا العديد من كتاب المقاومة في حقيقة موقف ومشروع ايران التمددي في العراق باتجاه الغرب العربي. ورغم ان المقاومة الباسلة و كتاب المقاومة الأحرار لم يتركوا شاردة أو واردة تخص المشروع الفارسي وأدواته في العراق المحتل الاّ وأشبعوها نقاشا وأدلة وحقائق غير ان البعض لا زال يتعكز على موقف ايران الاعلامي المتاجر بدعم بعض فصائل الجهاد الفلسطينية وعلى الدعم الذي تقدمه ايران الى ذراعها الطائفي في لبنان حزب الله وما زال البعض يظن للاسف الشديد بان المواجهات الجزئية التي نفذها هذا الحزب مع الكيان الصهيوني والتي هي في حقيقتها  محض ذر للرماد في العيون, واعتقادهم واهمين, على انها تمثل منهج ايران الذي سيحرر فلسطين نيابة عن العرب النيام إن هو الاّ سقوط في بحور التقدير الخاطئ. ايران الان في صريح التعبير وواضح الموقف و على لسان قائد الجهاد والمجاهدين الرئيس الشرعي للعراق الرفيق عزة ابراهيم الدوري هي التي تحتل العراق شريكا منافسا لأمريكا وان أميركا هي التي جلبت ايران للعراق كطرف من أطراف الغزو والاحتلال. وعلى العرب جميعا أن يتعاملوا مع ايران على انها طرف في احتلال العراق وتدميره  كحقيقة واقعة على الأرض وليس تقديرا او تحليلا او استنتاجا. كما ان ايران لن تغادر العراق الاّ بعد أن تغادره أميركا بالكامل فالعلاقة الاحتلالية كشراكة واضحة لا غبار عليها هي التي تحكم الاجندتين الامريكية والايرانية على أرض العراق الجريح، الامر الذي يتطلب أجبار أميركا  بالبندقية المقاومة وبالفعل السياسي المقاوم على اكمال عمليات هروبها في أسرع وقت ممكن ومن غير أن تعرض نفسها الى مزيد من الغوص في وحل العراق ولعنته. كما ان على العرب أن يدركوا قبل فوات الاوان ان الغول الايراني سيبتلع العرب قطرا بعد آخر ان تمكن لا سمح الله من ابتلاع العراق اثناء وبعد انسحاب أميركا خاسئة خاسرة تجر اقدامها من وحل الانهيار الكامل على أرض العراق المجاهد البطل بعد ان صارت صنما تتلاعب به ايران وأعوانها.

 

لم يعد أمر المشروع الفارسي في العراق وجهة نظر او تحليل لكاتب او أعلامي مقاوم، بل هو هنا في خطاب الرئيس العراقي الشرعي عزة الدوري اعلان رسمي وانذار للحكام وللشعب العربي. انه القول الفصل الذي لا يُعلا عليه والذي لايتجادل فيه الا المنتفعون وأهل الاقلام المأجورة والفكر المباع في سوق المهاترات.

 

أيها الأشقاء أعضاء المؤتمر لقد سقطت الامبريالية الغازية وحلفاؤها وعملاؤها وإدارتها المتصهينة في وحل العراق ، وستسقط الإدارة الجديدة بإذن الله إن لم تتعظ بسابقتها حتما تحت ضربات الشعب العراقي العظيم ومقاومته الباسلة طال الزمن أم قصر ، لقد انتصر شعب العراق ومقاومته الباسلة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا وأخلاقيا ولم يبق لدى المحتل اليوم في بلدنا إلا عمليته السياسية المخابراتية وعملاءه وأذنابه وعلى رأسهم إيران الصفوية وعملاؤها الأذلاء ، وإنكم ترونها اليوم فهي لم تعد القوة العظمى والقطب الأوحد كما دخلت العراق غازية ومحتلة ومستعمرة ، إنها صارت تستجدي ما تطمح إلى تحقيقه اليوم سياسيا ومخابراتيا في العراق من إيران وعملائها ، وإيران في كل يوم في العراق تصفعها على خدها الأيمن فتدير لها خدها الأيسر ، واعلموا ن الخيار العسكري قد سقط وانتهى وسوف لن تعود الامبريالية الأميركية لمثله لا في العراق ولا خارج العراق إلا لزمن بعيد جدا ، واعلموا إن أمريكا اليوم لا تملك تحريك حجر في العراق يتعارض مع مصالح إيران ومشروعها في العراق وفي الأمة ، واعلموا إن أمريكا قد قدمت العراق إلى إيران على طبق من ذهب حسب إستراتيجية تقاسم المغانم والمصالح في العراق والمنطقة وهي قد سلمت إلى الأمر الواقع واستسلمت لشريكها في الجريمة مكتفية بما ستحققه لها عمليتها السياسية وعملاؤها بالاتفاق مع إيران وعملائها .

 

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر إن هدفنا الأول اليوم المشروع المقدس وانتم وشعبنا العربي والخيرين في العالم معنا هو تدمير الغزاة الذين جاءوا بإيران وغيرها وطردهم من بلدنا وأؤكد لكم جازما سوف لن تخرج إيران من بلدنا بل ستبتلعه وتتوجه إليكم إن لم تطرد أمريكا من العراق فهي رأس الأفعى وهي التي أطلقت يد إيران في العراق ولا زالت ، واعلموا أن المشروع الإيراني اليوم وتحت المظلة الأمريكية قد أصبح يدق أبوابكم الداخلية جميعا بدون استثناء إن لم تتجاوزوا عقدة أمريكا القوة العظمى التي سقطت في وحل غزوها وعدوانها وجرائمها ولم تعد إلا صنما لايضر ولا ينفع..

 

ان على العرب الرسميين أن يبلغوا أيران بوضوح لا لبس فيه بأنها تلعب بالنار العراقية التي تعرف ايران جيدا لهبها واتساع رقعة الاحتراق بها وأن ينصحوها بالتخلي عن فكرة ملئ الفراغ التي تحلم بها وهي تشارك الاحتلال الامريكي تشكيل ما أسموه بالعراق الجديد الطائفي والعرقي المتصهين. وعلى أصدقاء ايران والموالين لها لأي سبب من الاسباب  وتحت اية حجة من الحجج أن يحافظوا عليها بالارشاد واعادة الوعي المازوم في عقل الطيش والنزق الفارسي قبل أن يقع المحذور وتشتعل المنطقة كلها لاننا الى الان نركز جهدنا المقاوم ضد أميركا ونعطيها أولوية وأرجحية لتعميق وتثخين جراحها قبل أن تجر أذيال هزيمتها وترحل .. وان لم ترحل ايران وبكل تشكيلاتها من حزب الدعوة الى المجلس الحكيمي الى مؤتمر الجلبي وصولا الى مقتدى فان قادسية أخرى تتشكل عناصرها على حدود العراق وفي عمق مدنه الجنوبية قبل الغربية وعندها سوف لن يكون هناك من خاسر في خط الخسارة الاول الاّ من ستطالهم الحرائق واؤلئك الذين ستطالهم شرور ربما لايدركون حجمها كما ندرك نحن.

 

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر إن هدفنا الأول اليوم المشروع المقدس وانتم وشعبنا العربي والخيرين في العالم معنا هو تدمير الغزاة الذين جاءوا بإيران وغيرها وطردهم من بلدنا وأؤكد لكم جازما سوف لن تخرج إيران من بلدنا بل ستبتلعه وتتوجه إليكم إن لم تطرد أمريكا من العراق فهي رأس الأفعى وهي التي أطلقت يد إيران في العراق ولا زالت ، واعلموا أن المشروع الإيراني اليوم وتحت المظلة الأمريكية قد أصبح يدق أبوابكم الداخلية جميعا بدون استثناء إن لم تتجاوزوا عقدة أمريكا القوة العظمى التي سقطت في وحل غزوها وعدوانها وجرائمها ولم تعد إلا صنما لايضر ولا ينفع..

.
aarabnation@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢٠ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور