في ضوء بيان حزب البعث العربي الاشتراكي

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 
 
شبكة المنصور
خليل السلماني

خلال مسيرته الطويلة الممتدة لأكثر من ستة عقود ، تعرض حزب البعث العربي الاشتراكي لمؤامرات كبيرة استهدفته فكريا وتنظيميا وشاركت فيها أطراف محلية وأقليمية ودولية ، وفي كل مرة يتخلص الحزب من بعض ماعلق به من أدران وينهض أشد تماسكا وأكثر قوة وصلابة وشموخا . حتى جائت المؤامرة الصهيوفارسية الاخيرة التي قادها اليمين المتصهين في أمريكا ودعمتها كل قوى الشر في العالم وكان هدفها بالإضافة الى تدمير العراق ونهب ثرواته والمباشرة بالمشروع الأمريكي في المنطقة ، إستهدفت أيضا إنهاء حزب البعث العربي الاشتراكي كونه الحزب الوحيد في الوطن العربي الذي يمتلك فكرا قوميا ومشروعا حضاريا نهضويا شاملا وله إمتدادات واسعة في عموم الساحة العربية ، وها هي المؤامرة تتلاشى شيئا فشيئا والمشروع الأمريكي يفشل ذريعا على صخرة صمود البعث العظيم وحلفاءه من القوى والشخصيات الوطنية . وها هو البعث ينهض قويا عزيزا شامخا يقود النضال الوطني في العراق في مواجهة أطراف المؤامرة الأمريكية الفارسية الصهيونية وهي تجر أذيالها بعد أن ضربها فرسان البعث والمقاومة الوطنية في الصميم .

 

على الطرف الآخر تجمع كل دعاة الرذيلة وأولاد سقط المتاع ابتداء من مؤتمر لندن وحتى الوقت الحاضر وتحالفوا مع كل أعداء الله والانسانية ومهدوا وسهلوا وساهموا في مهمة المحتلين ضد العراق العظيم والبعث الخالد ، وتسللوا برعاية أمريكية صهيونية فارسية الى السلطة ولكنهم اليوم يواجهون الفشل الذي يواجه اسيادهم ،  فتتشظى أحزابهم الكارتونية وينفرط عقد تحالفاتهم الشريرة ، ذلك لأنهم الباطل وكان الباطل زهوقا . إنظروا كم تشظى حزب الدعوة العميل ، وكم تشظى العملاء في الشمال الحبيب ، وكم إنقسم التيار القذر وحزب الرذيلة ، وأين هو المجلس الادنى وأين هم الشيوعيون المتحالفون مع الشيطان ، وأين هو الحزب اللاإسلامي العميل لقد أصبحت كل تلك الاحزاب والكيانات العميلة هباءا منثورا تذروه الرياح ذلك لأنهم تحالف الشيطان وتحالف الباطل . في حين يبقى البعث حرا عزيزا شامخا قويا صلبا لأنه وحلفاءه مع الحق وبالحق استعصموا وعلى الحق توكلوا ، وتركوا كل مغريات الدنيا خلف ظهورهم والتفوا حول شعبهم يشاطرونه الهموم والألم ويثأرون لشهداءه ودماءه وكرامته ويقاتلون من أجل حريته ووحدته وإستقلال العراق فأحتظنهم الشعب وساندهم وركبوا جميعا في سفينة النجاة التي تجري نحو التحرير.

 

بسم الله الرحمن الرحيم " فأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض "

 

الانتخابات الأخيرة رغم ماسبقها وما رافقها من عمليات إجتثاث وإقصاء وقطع للأرزاق وتهجير وتزوير لإرادة الشعب  أفرزت جملة من الحقائق المهمة في مقدمتها الرفض الشعبي الكبير للمشروع الاحتلالي الفارسي في العراق والشراكة الصهيو أمريكية الفارسية ونبذ للمشروع الطائفي التقسيمي الخطير الذي تتبناه أحزاب العملية السياسية المأفونة . وما إن ظهرت نتائج الانتخابات رغم مارافقها من تزوير مثلما أشرنا حتى بدأت الرؤوس العفنة تدور حول نفسها وينطح بعضها بعضا ولا تدري ماذا تفعل وهي باتت تشعر جديا بأن نهايتها الموعودة قد اقتربت وأن حساب الشعب لها على جرائمها المنكرة التي ارتكبت بحق العراق قد اصبح قاب قوسين أو أدنى .

 

فحملوا أثقالهم وأفكارهم المشوشة والمضطربة وأتجهوا شرقا الى أوكار الشر والشيطان علهم يجدون مخرجا لورطتهم الكبرى . وهناك بدأت تحاك الجرائم الجديدة ضد العراق العظيم وشعبه الكريم ، مستهدفة اعادته الى ما يسمونه المربع الاول في حالة عدم تشكيل الحكومة من قبل أصحاب المشروع الطائفي التقسيمي البغيض . وهاي التفجيرات التي تشهدها اليوم شوارع وأحياء بغداد والمحافظات الاخرى والدماء العراقية البرئية التي تذهب ضحية ذلك العنف الإجرامي الأعمى الذي تنفذه مليشيات الاحزاب الطائفية العميلة وهي تترجم المخطط الاجرامي الذي حيكت خيوطه في طهران بأشراف قاسمي وزندي وسفيرهم في بغداد .

 

لقد وعى الشعب العراقي العظيم هذه المخططات والألاعيب القذرة ولن تزيدة الى تماسكا والتفافا حول قيادته الوطنية وستجد الرؤوس العفنة للهالكي والقذر واللاحكيم والصغير والغير أديب وأشيقر والمعتوه ومن سواءهم  ستجد نفسها تصادم صخورا قوية في جبل أِشم هي صخرة الصمود العراقي  وصخرة الوعي الوطني للشعب وصخرة المقاومة الوطنية الباسلة وصخرة حزب البعث العربي الاشتراكي والتحالف الوطني معه  ، وستفشل تلك المؤامرات الصهيوفارسية وستنتصر ارادة الحق ارادة العراقييين وينكشف الظلام عن صبح جميل يطرد كل خفافيش الليل .

 

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت . . وكنت أظنها لا تفرج

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢٠ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور