اللاهثون وراء الشُهرة !

 
 
شبكة المنصور
ميثم علي
تعتمر النفس البشرية عنصري الخير والشر ، ومتى ما غلب أحدهما عل الآخر فقد تميز به ، والإنسان طموح وفضولي ومتعجل والكثير من الناس غير مقتنع بالنعم التي أنعم الله تعالى عليه ، وكان أكثر جدلا ، { ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا } ، سورة الكهف / 53 .


البعض من البشر يلهث وراء شُهرة كاذبة ، ويصطنع لنفسه القصص والروايات ، ويتبجّح بأعمال لم يقم بها هو بنفسه ، ويضع أسمه على مؤلفات لم يجهد نفسه فيها ، ويدعي النضال في سوح القتال وهو متناضل ، ويتسلق المناصب بأسلوب ناعم ، ويدعي ما هو ليس فيه ، ويكون شديدا مع الأدنى وسلساً مع الأعلى منه ، والكثير من السلوكيات التي قد تنطلي على الناس البسطاء ، لكنها واضحة للآخرين ، وحتى إلى أقرب الناس إلى هذا الذي يبحث عن الوجاهة والشهرة الزائفة ، في حين نجد آخرون عكس ذلك تماماُ ، هم أصحاب الفعل ، وهم ذو العقلية المبدعة ، وهم الذين ينقشون التأريخ رسوم فعلهم الإنساني ، لكن دونما صخب إعلامي وجعجعة فارغة ، وهؤلاء هم الذين تسعى إليهم القلوب والعقول والأقلام تريد توثيق أعمالهم النيرة ، ونرى هؤلاء يعملون في صمت رومانسي ، فيما الصنف الأول يعمل وبكل ما أوتي من أساليب وطرائق تصل حد الخُبث إلى أن يستغل الآخرين لتحقيق إنجاز زائف ، يكشفه التأريخ عاجلا وليس آجلا .


يتميز هذا " اللاهث وراء الشُهرة " بصفات كلها سلبية ، ومن أبرزها :


1. التناقض في التصرفات :

تجده يتصرف مع زملائه ومن هو أدنى منه إذا كان في منصب حكومى تصرفا يكاد يتصف بالشدة أحيانا ، لكنه يختار عدد قليل من هؤلاء لتيعامل معهم بطريقة ليّنة ، والهدف أن لديه مصلحة يريد التوصل إليها ، أما سلوكه مع الأعلى فيكون مغايراً تماماً، فنجده يكون مأموراً مطيعاً لكل ما يطلبه آمره منه ، وتصل أحيانا إلى أمور مخالفة للقانون .


2. باطني :

بمعنى أنه يظهر شيء ويظمر شيئاً مخالف ، فتراه ظاهريا هو إنسان مؤدب ، خلوق ،ويتظاهر بالمودة مع من يستقبله ، لكن ما أن يتوارى هذا الشخص عن الأنظار ، نجد " اللاهث " يبدي رأياً مخالف تماماً لما ظهر عليه ، كما انه لايتوانى من هذا السلوك الشائن حتى إذا كان أحداً حاضراً لهذه السلوكية الباطنية .


3. لا مبدأي :

رغم تفاخر هذا النوع من البشر كونه على " مبدأ " معين ، تجده يغيّر إتجاهه بما ينسجم وتأمين سلامته ، وأحيانا يكون هذا التغيير علني وأحايين أخرى يكون في السر .


4. غير شجاع :

بمعنى أنه يريد أن يضمن سلامته في حالة الخطر ، وفي بعض الحالات نجده يرمي بسهام هذه الصفة على أقرب شخص منه ، ليبرر صفته الأصلية وهي عدم الشجاعة.


5. ممثل بارع :

تتصف هذه الشخصية بأنها تجيد التمثيل ، ويتقمص الدور المطلوب في الوقت والمكان المناسبين ، بحيث يجعل الآخرين وخاصة البسطاء منهم التصديق بالدور الذي يلعبه .


6. غير قنوع :

تتميز هذه الشخصية كونها غي قنوعة بما تصل إليه ، وكلما وصلت إلى هدف معين تم رسمه من قبلها ، تتوخى المزيد .


7. غير مستقل :

أي أن هذا الشخص غير مستقل بتصرفه وأفكاره ، لذلك نجده يتخذ من " شخصية قوية نافذة " ليكون تحت عباءتها ، ولكي تحميه من السلبيات التي يتعرض إليها .


8. مُدّعي :

أمثال هكذا شخصية غالبا ما تدعي لنفسها أفعال غير صحيحة ، وتحاول إفهام الآخرين بأنها قد حازت على إعجاب الأعلى مرتبة .


9. التظاهر :

يتظاهر في أنه يعلم بكل شيء ، ويتفاخر بأشياء لا يعرفها .


10. حرباء :

تتلون هذه الشخصية مع الظرف الذي تراه ملائماً لها ، لذلك نجدها تغير لونها إذا تطلب الأمر ذلك .


هذه أبرز ملامح الشخصية اللاهثة وراء الشُهرة ، وقد توجد أخرى ، ورب سائل يسأل عن أي شخص تتحدث ؟ ، الجواب هو أنه كل واحد منا يعرف في محيطه الإنساني مثل هكذا شخصية تنطبق عليها المواصفات آنفة الذكر ، وعلينا مجابهة مثل هؤلاء وعدم إحترامهم، لأنهم خطر على المجتمع الذين يعيشون فيه ، وأن لانكون ساكتين ونصبح شياطين.

 

 

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٢ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور