قراءه تحليليه في الواقع السياسي بين فترتي الانتخابات لعامي ٢٠١٠ و ٢٠١٤ لسهل نينوى

 
 
شبكة المنصور
المهندس معن باسم عجاج
باحث اكاديمي في شؤون سهل نينوى عضو اتحاد الكتاب الكلدان العالمي
يتصارع السياسيون من اجل التمكن بالفوز في سهل نينوى من خلال كسب الأصوات لتحقيق سبق انتخابي والفوز بما يمكن أن يحقق في البرلمان من خلال هذه الأصوات الفضية الهامة . بينما يبقى التنافس على ثلاث مقاعد أساسيه في البرلمان أساسا مهما وفاعلا في تحقيق كسب لا فقط انتخابي بل إعلامي بل يتعداه على مستوى العلاقات الدولية لما لهذا السهل من دور أساس مهم على المستوى العالمي سياسيا وفكريا وثقافيا .


نعم إن تمركز المسيحيون في هذا السهل والايزيديه والشبك ربما له دورا أساسيا في الساحة السياسية على المستوى الأوربي والأمريكي ودول الجوار خصوصا بعد فشل العديد من الجهات تغير الطبوغرافية السكانية له لفترة ما بعد الاحتلال . فحيث نرى اهتمام دولي أوربي بشؤون المسيحيين والايزيديين وخصوصا في الفاتيكان وايطاليا وفرنسا وسويسرا وهولندا والسويد وألمانيا فإننا نرى اهتمام أمريكي واضح بهاتين الاقليتيين المهمتين أضافه إلى الاقليه الشبكية وعلى الاهتمام ليأخذ بالتزايد بشؤون الاقليه الشبكية من بعض دول الجوار ومنها إيران .


وعلى الرغم من التكالب الملعون والمسعور لبعض الأحزاب السياسية في الهيمنة على هذا السهل لما يحتويه هذا السهل من خصوصية عالميه وإقليميه إلا أن الأمر يبقى مهما من خلال الاهميه ألاستراتيجيه ألعسكريه لهذه المنطقة ولأهميتها الطبوغرافيه وامكانيه استغلال المناطق الزراعية ألكبيره لهذا السهل ولما يمكن من تنفيذه من مشاريع زراعيه وري وصناعية انمائيه وحقول دواجن وحقول العجول أضافه إلى السياحة الدينية العالمية وخصوصا للايزيديه والكلدان والسريان . وحقيقتا أن ما تقوم به الاداره المحلية لمحافظه نينوى خلال خطتها السنوية لهذا العام فيما يخص تنميه الأقاليم آو الاستثمارية وما تم طرحه في ألخطه ألخمسيه القادمه إنما يعتبر تقدم فعلي في المجال الفكري والسياسي والاقتصادي وبالتالي سيكون تأثيره واضحا في العلاقات ألسياسيه الخارجية كما ذكرت في أوربا وأمريكا واستراليا والدول الاقليميه المجاورة وخصوصا بعد الكم الهائل من المهاجرين لأهالي هذه ألمنطقه من مسيحيين وايزيديه وشبك.


إن ما أفرزته الانتخابات الحالية لانتخاب البرلمانيين العراقيين كانت محيره للفكر السياسي التحليلي وبالرغم من عدم استغرابي من هذا الأمر إلا إن هذا رد الفعل أكد فشل كل المحاولات السياسية التي استنجدت بالدعم الاقتصادي الانتخابي المؤقت أو فرض الهيمنة العسكري او التسلط الحزبي والفكري أو اللعب بالورقة الطائفية أو العرقية والحقيقة كانت النتائج كبيره ومشجعه لكل الأطياف ولعل فشل المجلس الشعبي أو ممثليه في تحقيق ما يجب أن يتوازى مع ما قدمه يعتبر فشل ذريع لهذا المجلس وعدم مقدرته في استيعاب الفكر الراقي لأبناء هذه المنطقة. فالبر غم من كل الإغراءات ألماديه ألمقدمه إلا انه لم يتمكن من الوصول لما حققه الممثل المستقل في قرة قو ش أو العراقية وقائمه السيد يونادم كنا في تللسقف وباطنا يا وتلكيف بينما نجد أن هناك تصويت جيد للقائمة الكردستانية مقارنه للتمثيل الطبوغرافية لسكان هذه المدن والقرى وايضا للحزب الشيوعي العراقي ولعلنا نستنتج من هذا الرفض الواضح للطائفيه المقيتة التي تحاول بعض الأحزاب أو المرشحين إبرازها في هذا السهل العظيم بأهله لأننا وبحق يجب أن نعترف أن أبناء هذا السهل أناس وطنيون يرفضون الطائفية ويتمسكون بالعراق الواحد وببغداد عاصمة له.


من خلال المعطيات الانتخابية فإننا نستقري رفض ضمني وواضح وشامل على عدم رغبه أبناء هذا السهل من الاستقلال باقليم مستقل أو أقامه حكم ذاتي بحسب ما يطمح إليه المروجون هذا الفكر الانفصالي أو شبه الانفصالي .ولعل السياسة الفاشلة للسيد سركيس ومن استخدمهم في استقطاب أهالي المنطقة وعمليات الطرد لبعض عناصر الحراسات بسبب عدم انتخاب قائمه المجلس الشعبي إنما هو دليل واضح على ضعف التكتيك السياسي للقائمين على تطبيع أهالي هذا السهل على مايرمون إليه .


أما أهلنا الأكراد فان لأهالي هذا السهل علاقات مميزه لهم وان حسن الضيافة للعوائل المسيحية من قبل إقليم كردستان نابعة من التعايش والترابط الكبير بين أهالي السهل وأهلنا الاكرد في اربيل ودهوك وان ما يتمتع به أهلنا في شمال العراق ليس مكرمه من لدن سركيس جان كما يحاول المجلس الشعبي تصوير ذلك وإنما هو دعم واضح من أموال الإقليم وبتوجيه حكومي من الإقليم وليس سركيس صاحب قناة عشتار وموقع عينكاوه الذي يروج لما يطمح له بأموال لم يأتي بها من بيت أبيه .


أما قائمه ألعراقيه فقد كان لها الدور البارز في الانتخابات لان ما تم ائتلافه من أطياف سياسيه كانت جامعه ومنتخبه وكانت مرضيه لأبناء السهل كما أن العوائل ألمسيحيه ألموصليه أصرت على انتخاب مرشحيها من هذه ألقائمه وهذا ما يدلل على الرغبة الحقيقة بوحدة أراضي نينوى مع الإبقاء وبإصرار في الإبقاء على العلاقات ألمميزه مع أهلنا الأكراد في إقليم كردستان وكذلك التمسك في وحده العراق.


إن القراءة للانتخابات القادمة ستشير إلى معطيات أوسع واكبر واشمل لان ما سيحصل هو تراجع كبير في قائمه سركيس في سهل نينوى لعدم اكتفائه في تقديم ما قدمه خلال السنوات القادمة أضافه إلى رد فعله السريع في طرد عدد من الحراسات التي أوضحت نواياه التي لم تكن إلا نوايا انتخابيه لا علاقة لها بمحبة المجلس الشعبي لأهلنا في سهل نينوى بينما أجد على صعيد إقليم كردستان أن السياسة العلمية والراقية للدكتور برهم صالح تجاه أهالي سهل نينوى سيكون لها دور بارز في تطوير العلاقات لا مع السهل بل مع الحكومة ألمحليه في نينوى . كما أني أجد نفس الرؤية في سياسة الأستاذ رئيس مهندسين حقوقي اثيل النجيفي وما يطمح إليه في إدارته للمحافظة حيث أني استقري بين طيات سياسته رغبه حقيقية في تطبيع العلاقات السياسية والثقافية والفنية مع إقليم كردستان ولربما قد يكون هناك تغير كبير وشامل في علاقات الحكومة المحلية لنينوى مع حكومة إقليم كردستان بعد اختيار الحكومة المركزية الجديدة لان كلا السياستين تتعامل بمنطق الفكر والعقل السليم خدمتا لاهل نينوى والاقليم.


ولعل لقائمه السيد يونادم كنا توجه قوي وجديد في الانتخابات القادمة ولربما ستكون المنافس الأقوى لقائمه اعراقيه في السهل .


إن هذه القراءة معتمده على ما يتم استنباطه من الشارع في سهل نينوى الذي حدد من دور الكنيسة سياسيا والزامها في دورها ونشاطها الديني ولربما هذا ما كان يطمح له السادة المطارنة في نينوى بمعنى إبعاد الكنيسة عن خطر السياسة . حيث لعب البعض من رجال الدين دورا في الشؤون السياسية ربما لغياب الشخوص السياسيين الاكادميين وربما اثر هذا سلبا في تطبيع العلاقا للشعب المسيحي مع المكونات الاخرى. ولكن اليوم ستكون القراءة مختلفة لاختلاف المعطيات في ظل تلاشي والانسحاب لقوات الاحتلال والإرهاب المتأتي معه.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠٤ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور