ديمقراطيــة الســجون الســـرية في حكومـــة المـــالكي اللوطيـــة

 
 
شبكة المنصور
نبيل ابراهيم
طيلة سنوات الاحتلال لم يعرف الشعب العراقي الأمن والطمأنينة حيث تبطش به قوات الاحتلال، والمرتزقة،والقوات الموشحة باللباس الحكومي،والمليشيات الطائفية والحزبية، وعصابات الجريمة المنظمة،والعصابات المحلية والسبب الرئيس هو وجود قوات الاحتلال والمفاصل الشبحية التابعة له والتي تسعى لتحقيق الأمن السياسي لقواتها في العراق , فالشعب العراقي يعاني اليوم من إرهاب الأحزاب المليشياوية وإرهاب السلطة الطائفية وإرهاب القوة اللاشرعي لقوات الاحتلال. وهذا المثلث الدموي شكل ركائز المشهد الامني الدامي في العراق، وبات إرهاب الأحزاب نهجًا سياسيًا مسلحًا تستخدمه كافة مليشيات الأحزاب ومفاصل السلطة في العراق ناهيك عن ممارسات قوات الاحتلال عبر العمليات العسكرية المشتركة بنمط معين وضد مناطق محددة وكذلك فوضى المخبر السري الذي جعل من العراقيين كافة إرهابيين دون تمييز وبالتأكيد من يدفع فاتورة هذا الارهاب الدموي هو الشعب العراقي


ويوما بعد يوم .. تتكشف فظائع جديدة في مسلسل الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون العراقيون علي يد زبانية الأحتلال الامريكي الصهيوصفوي داخل السجون العراقية ولقد ثبت بالدليل العملى والوقائع المرعبة التى شهدت أحداثها سجون الاحتلال الأمريكى فى العراق أكذوبة الشعارات التى روجتها الولايات المتحدة الأمريكية حول حقوق الإنسان و سعيها نحو فرض الديمقراطية ومارست قوات التتار الجدد (( القوات الحكومية الطائفية برئاسة المالكي )) أبشع أنواع التعذيب وقامت بانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وتفوقت على اعتى قوى الشر في هذا المجال فلم يتوقف الأمر عند الضرب والإهانة بل تجاوز ووصل إلى حد التفنن فى ممارسة التعذيب سواء بالتعليق من الأيدى والأقدام أو السحل والتلذذ بمشاهدة السجناء العراقيين من النساء والرجال وهم عرايا و ممارسة الجرائم الجنسية بحق المعتقلين , بل وصل الامر الى استخدام الدريل الكهربائي ضد السجناء الابرياء و اجبارهم للرجال على ممارسة اللواط و اللواط بهم , وهذا ان دل على شئ فيدل على وضاعة وحقارة و دناءة مرتكبيها خصوصا وانهم تابعين لحزب يدعي الاسلام واسمه حزب الدعوى , وبتنا لا نعلم هل حزب المالكي هذا دعوى الى الاسلام ( والاسلام منهم براء), ام هو دعوى الى للواط .


في جميع دول العالم توجد هناك سجون ومعتقلات. وهذه السجون والمعتقلات تكون معلومة من قبل كافة مفاصل الحكومة وحتى المواطن. حيث نلاحظ ان ادارات هذة السجون والمعتقلات تكون تابعة الى وزارة العدل ووزارة الداخلية وتشرف عليها ايضا وزارة حقوق الانسان والمنظمات الانسانية المعنية بحقوق الانسان.


فعندما نتحدث عن زمن النظام الوطني الشرعي السابق في العراق. نلاحظ وجود ثلاث سجون رئيسية (سجن بادوش – سجن ابي غريب – سجن الهارثة) وهذه هي الرئيسية وهناك اخرى وقد تم اغلاقها مثل سجن ما يسمى نكرة السلمان.. بالاضافة الى المعتقلات الموجودة في مديرية الامن العامة وجهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية.. وجميع هذة السجون والمعتقلات كانت معلومة ورغم وجود بعض الدعاوى الكبيرة وخاصة قضايا الخيانة العظمى والقتل وغيرها من قضايا كبيرة.نلاحظ بأن اهالي وذوي المعتقلين يقومون بزياراتهم المنتظمة. ونلاحظ ايضا وكما ورد اعلاه ان جميع هذة السجون والمعتقلات تحت رعاية وزارة العدل والداخلية .


ومنذ نيسان عام 2003 والى يومنا هذا نسمع ونشاهد بما يسمى السجون الملونة والسجون السرية والسجون الخاصة والسوداء وغيرها من اشكال ومسميات اخرى.. فلكل وزارة امنية يوجد عدة معتقلات خاصة بها وفي جميع محافظات العراق وهذة المعتقلات تتفرع الى معتقلات اصغر واصغر الى ان تصل الى المعتقل الصغير جدا والموجود لدى نقطة السيطرة في الشارع .


فمنذ ان احتل العراق وتتوالى على العراق الحكومات تلو الحكومات وحكومة تلعن الحكومة التي سبقتها.. فنلاحظ في زمن حكومة اياد علاوي لم تكن هناك سجون خاصة بالحكومة او القوات العراقية في حينها وانما كانت القوات الامنية عندما تلقي القبض على متهم يتم تسليمه الى قوات الاحتلال.


واما في زمن حكومة الروزخان ابراهيم الجعفري فقد بدأت مرحلة تأسيس السجون الملونة والخاصة وكذلك السجون السرية وتم تغيير تسمية الغاية من السجون والتي هي الاصلاح والتهذيب وتحويلها الى سجون ازدياد الحقد الطائفي, فتم تأسيس السجون الملونة في ما يسمى بقوات حفظ النظام فتوجد هناك القاعات الحمراء والصفراء والسوداء والبيضاء. وكانت هذة المعتقلات يشرف عليها شخصيا قائد فرق الموت اللواء الركن مهدي صبيح الغراوي ويتم تعذيب المعتقلين على يد الايراني العقيد الركن ثائر (ابي تراب) وهو كان برتبة نائب ضابط في ايران, وكان هناك سجن أخر تم تأسيسه داخل ما يسمى بلواء الذئب التابع الى وزارة الداخلية والذي كان بأمرة العميد الركن محمد محسن زيدان, ومن ثم تم استلام اللواء من قبل السفاح الاصفر وكما كان يلقب حينها العميد سلام اكرم شهوان وكانوا معه مشرفين على تعذيب المعتقلين كل من العقيد علي والمقدم فلاح والرائد علي ابو فهد والنقيب محمد قمصلة والنقيب شاكر و هولاء مازالوا موجودين في حكومة المالكي اللوطية .


بالاضافة الى هذة المعتقلات كانت هناك معتقلات اخرى كمعتقل لواء البركان والذي بأمرة اللواء الركن باسم الغراوي ولواء الكرار الذي بأمرة اللواء الركن حامد الطويل ولواء الاسد الذي بأمرة العقيد أمن بشار عبدالله وغيرها من الوية الداخلية . بعدها تم الكشف عن سجن سري وهو سجن الجادرية والمعروف بالانتهاكات التي ظهرت من خلال شاشات التلفاز والتي كان يشرف عليها الايراني احمد المهندس. بالاضافة الى ما تم ذكره اعلاه فهناك معتقلات مراكز الشرطة ايضا وكذلك معتقلات الاحزاب كافة والمرتبطة بالدولة كمعتقل الحزب الكردستاني في منطقة العلاوي ومعتقل جامع براثا ومعتقلات المجلس الاعلى قرب مطار المثنى وساحة وهران في منطقة الثورة ومعتقل كراج عجلات الوقود التابع الى وزارة النقل وغيرها من معتقلات اخرى ومعتقل حزب الله تنظيم العراق في منطقة الحاكمية بالاضافة الى المعتقلات الموجودة داخل الحسينيات.


أما في زمن ما يسمى برجل دولة الفالتون نوري اللوطي، فقد قام بأول شيء وهو تحويل وزارة الدفاع الى وزارة مسيسة طائفيا حيث قام بأخراج مجموعة من الضباط السنة بعد ان قام بتعميم كتاب الى جميع الوحدات التابعة الى وزارة الدفاع والذي كان عنوانه التوازن الطائفي حيث تم من خلاله معرفة عدد الضباط السنة الموجودين داخل وزارة الدفاع.. وبعد ذلك قام بأصدار امر ديواني تحت الرقم 134 لعام 2009 بدمج افراد حزب الدعوة والمجلس الاعلى والذين كان عددهم 1600 شخص ومنحهم رتب عسكرية ما بين ملازم الى عقيد وتوزيعهم على جميع وحدات الجيش وحصرا في قسم الاستخبارات. وكذلك قام بتأسيس لواء خاص او ما يسمى بلواء بغداد والذي اشرفوا على تأسيسه كل من الدكتورة باسمة الساعدي واللواء عدنان المكصوصي وبأشراف مباشر وشخصي من قبل الفريق الاول فاروق الاعرجي مدير مكتب مايسمى بالقائد العام للقوات المسلحة والذي كان بأمرة العميد الركن عماد... ابو شوارب.

 

وكانت مهام هذا اللواء هي الاعتقال العشوائي وكذلك ترهيب وتخويف التجار والمتعاقدين مع الوزارات العراقية وبأوامر مباشرة من قبل السكرتير الشخصي للمالكي كاطع مهودر والملقب ابو مجاهد. وبعد تأسيس هذا اللواء السيء الصيت تم تأسيس معتقل خاص بهذا اللواء وبما ان مقر اللواء داخل المنطقة الخضراء ومداخل ومخارج المنطقة مؤمنة من قبل قوات الاحتلال فقد اضطر المالكي الى وضع هذا المعتقل خارج المنطقة الخضراء وبما ان قيادة الفرقة السادسة التابعة الى الجيش كانت بأمرة اللواء الركن عبد الامير يارالله الساعدي والذي كانت له صلة قرابة بالدكتورة باسمة الساعدي وابو مجاهد. فقد تم وضعه داخل مقر الفرقة وكان المعتقل بأشراف مباشر من قبل مدير استخبارات مكتب القائد العام اللواء حسن كوكز وبأمر من الفريق الاول فاروق الاعرجي..ولايتم مراجعة هذا المعتقل من قبل اي شخص وحتى أمر موقع مطار المثنى نفسه.. ومن الجدير بالذكر فقد تم احتجاز الصحفي البطل منتظر الزيدي فيه .


ومن السجون السرية الاخرى هو سجن أمن واستخبارات وزارة الدفاع والذي بأشراف اللواء جمال الفيلي والذي هو داخل المنطقة الخضراء وغير معلن لاي جهة ولاحتى قوات الاحتلال وهذا المعتقل تحت الارض وكل المعتقلين بداخله من هم مدد اعتقالهم لاتقل عن السنة. هذه نبذة مختصرة عن واقع بعض السجون الملونة والخاصة والسرية والسوداء، وما خفي كان اعظم.


ان وجود سجون سرية يشير إلى أنه من المسموح به للوحدات العسكرية في العراق دولة الفالتون بانتهاك حقوق الإنسان دون رادع. وان ادعاء المالكي بأنه لا علم له بالانتهاكات لا اساس له من الصحة ولا يمكن أن يعفيه من هذه الجرائم اللااخلاقية ،لان هذا يؤدي إلى تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب المتفشية على نطاق واسع، ولكن ثمة تساؤل مهم جدا يطرح نفسه, وهو من سيحاسب المالكي وحكومات الاحتلال على هذه الجرائم؟ هل ستقوم الحوزة مثلا بمحاسبتهم باعتبارهم احزاب دينية شيعية وهم منضوون تحت لواء وطاعة الحوزة؟ ام ان علاوي المرشح لرئاسة الوزراء في حكومة الاحتلال القادمة سيحاسبهم؟ وهل ان علاوي سيحاسب وزرائه السابقين الذين اختلسوا الملايين وهربوا خارج العراق؟


حقيقة لم استغرب من انكشاف امر هذه السجون السرية ، في عراق ما بعد الاحتلال وعراق حكومات نصبها الاحتلال , حكومات طائفية وعميلة ، لم اشعر بالاستغراب وانا اسمع واشاهد التقارير التي تتحدث عن وجود سجن سري يديره المكتب العسكري التابع للمالكي. فعلى الرغم من بشاعة هذا السجن وبشاعة ما يجري فيه من عمليات تعذيب ادت الى وفاة احد المعتقلين، الا انها تبقى جزء من الحقيقة المرة التي يعيشها العراق منذ الساعات الاولى للاحتلال الاميركي، والحكومات الطائفية التي تم تشكيلها, فالسجون السرية في العراق اكثر بكثير مما يمكن ان يتصوره البعض، فلقد تحولت احزاب ذات نفوذ وميلشيات، الى دول داخل جسد الدولة، تأمر وتنهي وتقتل وتعتقل، وتنقل الى ايران ايضا.


الله يكون في عونك يا عراق والله يكون في عون الشعب العراقي
اللهم انصر مقاومتنا الباسلة ويتحرر العراق ونحاسب كل من اعتدى على العراق
اللهم حرر كل سجين وكل اسير عراقي و عربي في سجون الاحتلال وسجون عملاء الاحتلال

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ١٠ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٤ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور