العراق والاسلام في مهب تخاذل العرب و المسلمين    
تعليقا على مقالة الكاتبة المجاهدة الماجدة كلشان البياتي (الثقافة في مهبّ العنوسة)

 
 
شبكة المنصور
نصري حسين كساب

اسئلة وايضاحات وتفسيرات واستنتاجات ادبية تضمنت الاجابة   في مقالة الكاتبة كلشان البياتي :

( بغداد تبدو غائمة رغم الشمس المشرقة، تبدو حزينة، متوجعة تئنّ من إلف آه واهٍ. من خلف زجاج السيارة، يتسنى لي أن أتطلع إلى بغداد التي تحتضر من الألم والدمار والفوضى. كل شيء يشوه منظرها. الجدران والحواجز. رتل الهمرات الأميركية، أرتال أفواج الشرطة، مواكب النوابّ، مواكب الوزراء. سحنات رجال الشرطة تثير الرعب، توقظ فيك ألف سؤال وسؤال: هل أنت رجل شرطة حقيقي أم أنت مليشية؟ وجه شاب، وجه شابة توقظ فيك العشرات من الأسئلة: هل أنتم (بغاددة) أم متسللين من الحدود، غرباء ) .

 

هذه الاسئلة وامثالها تطرح اليوم في الساحة العراقية بل في الساحة العربية و الاسلامية حول العدوان الصهيوني  الصفوي الفارسي  على العراق و  الاسلام .

 

والسبب فيما يعانية العراق على يد البعض من  ابناءه قبل اعداءه مع الاسف ، لأن بعض المعارضين للغزو والاحتلال مشتتين مفرقي الصفوف يقيسون الامور وفق قيم ومباديء سائدة في ديار العروبة التي يعيشون فيها من ضياع وفراغ وجهل وتهتك وفجور ، يعتقدون ان لا سبيل الى  تحرير العراق الا بمباركة هذا النظام العربي أو ذاك ، وكثيرون يدعون معارضة الغزو والاحتلال انجرفوا في تيار الشبهات والاكاذيب والتبعية ، لم يعوا بعد ثمانية سنوات ان   تراثهم التاريخي الذي لايقدر بثمن يتطلب  ايمانا حقيقيا بوجوب الدفاع عن هذا التراث   وعندها  ينتصرون على التحالف الاميركي الصهيوني الفارسي المجوسي و يحررون وطنهم  العراق . و يعيدون القدس تلك الدرة في وجودنا .

 

اما الحقد الصليبي الصهيوني الصفوي الفارسي   على  العراق و الاسلام ، تتلون اشكاله كالحرباء في نفوسهم ودوافعهم استعمارية مبنية على الهوس الديني المنحرف عن مساره الصحيح . و ان مشكلة التبعية والانبهار بالثقافة الغربية خيرها وشرها التي تعانيها مجتمعاتنا ودولنا وحكوماتنا الجاهلة اليوم ، مردها الى انه عندما هزم الدين في اوروبا ، برزت النزعات القومية العرقية ، خاصة وان حركة الاصلاح الديني كانت مشبوبة بالروح الوطنية ، وانتقلت العدوى بعد الاستعمار الى الشرق ، فتمزق العالم الاسلامي والامة الاسلامية الى كيانات قطرية و  اقليمية محدودة ، وأصبحت شعوب الوطن العربي  المواجهة للفرس واوروبا اشتاتا لا يؤلف بينها رابط ولا يجمع شملها شعار .  وحتى القومية العربية ضاعت في ضجيج الكيانات العربية الهزيلة ، ولا استبعد ان نرى في المستقبل القريب  ، أمة مصرية ، وأمة عراقية واخرى سورية ورابعة لبنانية صفوية وفينيقية ، وعلوية ودرزية الى اخر ذلك وهو ما تعمل على تحقيقه الصهيونية والصفوية الفارسية  !

 

معركة  الصهاينة واليمين  المتطرف في  اوروبا ، والصفويين المجوس في العراق و  الجزيرة العربية  ضد الوجود العربي و  الإسلامي ستشاهد  تصاعد في الايام القادمة   و كلنا قرأ وسمع تصريحات الصفويين الاخيرة بشأن جزر الامارات العربية المتحدة  طنب الصغرى والكبرى وجزيرة ابو موسى  ، وتصريحاتساركوزي فرنسا ودعوته لمنع الحجاب ، وقبله نجح اليمين الاوروبي  المتطرف  في حظر بناء المأذن بما لديهم من سلطات عالمية ضخمة خافية وظاهرة . ونذكر هنا  ان  البابا  بندكت في خطاب القاه في قداس اقيم في النمسا    بضرورة تاكيد الهوية المسيحية لاوروبا في العصر الحديث خاصة وأنها تعاني من هجر الطقوس الكنسية وقلة المواليد وثقافة تجاوزت السيطرة.  وقال البابا مخاطبا الاوروبيين : (  إن مستقبل اوروبا المسيحية كئيب وينذر بالخطر خاصة إذا لم تنجبوا الاولاد وتقيموا شريعة الرب) ، مضيفا أن هذا هو سبيل أوروبا اذا ارادت ان تكون حضارتها في مستوى تحديات الالفية الثالثة. متجاهلا ان الاسلام توأم المسيحية وانهما دين سماوي انزل على انبياء الله المرسلين لهداية البشرية .

 

الاديبة كلشان بوصف ادبي عبر عن اهمية وحدة الصف والتكاتف والتسامي على الجراح :

(  تكاتف وتعاون واهتمام عاصي  و هند وبسام وسراج  ولقاءهم في المستشفى  ) .

 

كاني بها تقول ان تحرير العراق لن ولم يكون الا بوحدة الصف الوطني وبالجهاد والتحرير والمقاومة ،  لا على نحو ما يروج له السفهاء الكذابين و المنافقين . و الدين دين الله ، وهو دين واحد في الاولين والاخرين ، لا تختلف الا صوره ومظاهره ، اما روحه وحقيقة ما طولب به العالمون اجمعون على السن الانبياء والمرسلين فهو لا يتغير : ايمان بالله وحده ، واخلاص له في العبادة ، ومعاونة بعضهم لبعض في الخير ، وكف اذاهم بعضهم عن بعض ما قدروا ، ونعتقد ان دين الاسلام جاء ليجمع البشر كلهم على هذه الاصول : لانه خاتم النبوات والرسالات ، ومن اهم وظائفه ازالة الخلاف الواقع بين اهل الكتاب وفي هذا يقول الرسول الاعظم : ( الانبياء اخوة امهاتهم شتى ودينهم واحد ) .

 

وصف  الكاتبة كلشان : (  بغداد مثل المرأة الحبلى في شهرها الأخير، تخشى على جنينها من الإجهاض. لكنها صامدة، تقاوم الريح الصفراء التي تهبّ من كل حدب وصوب ) .

 

 دعوة صادقة من مجاهدة رابضة على ارض العراق  ليستقر في اذهان ابناء العراق من مسلمين ومسيحيين ، اهمية استبعاد التفتت و الفرقة ،   التي يثيرها الاستعمار وعملاءه وجواسيسه . ودعوة  لمن يريد ان يفهم ان تحرير العراق هو كل واحد لا يتجزا ، فاما التحرير ، واما الذلة ، لا وسطية ولا اعتباطية ولا مزايدات ومساومات ، فكل قول بالعملية السياسية التي يتاجر بها الصهاينة والصفويين هو قول جاهل باول بديهيات الوطنية والاسلام والمسيحية . وهذا سفه الخاصة وجهل العامة ، ولا خيار الا المقاومة والجهاد . والا كما وصفت الاديبة  كلشان حال العراق  واختارت  بتفوق قصة النبي يوسف رمزا للعراق  كوطن غدر به الاخ وابن العم  ، واهل الكهف لحال المعارضة العراقية : (   جثة هامدة يتمدد على السرير، فاقداً القدرة على الكلام، على الحركة، غارقاً في سُباتعميق، نائماً نوم "أصحاب الكهف )  .

 

اتقدم بالشكر للاخوات  والاخوة القراء الذين راسلونا مستفسرين عن غياب كتاباتنا على موقع البصرة . والسبب  يعود الى ما واجهته وجها لوجه بالحقيقة المرة  الواضحة لاخفاء فيها ولا تلبيس عن حقيقة بعض المتاجرين بالدين السياسي على الساحة العراقية كمتأمرين مضللين خونة لوطنهم وامتهم ودينهم غارقين في مهاوي الضلالة والجهالة والفساد والالحاد اكثر من الصفويين الفرس . مما وضعني على مفترق طريقين لا ثالث لهما : اما الكتابة عنهم وفضحهم بجرأة المؤمن او الكتابة بغلاف من الضباب وهذا ما أكرهه ، واحب الى نفسي  وفكري الله أو الدمار !

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١١ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٥ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور