الشهيدة الطفلة عبير الجنابي

 
 
شبكة المنصور
نصري حسين كساب

بسم الله الرحمن الرحيم

( وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير )

 

انا أقرا  بعض مما ينشر على موقع كتاب من اجل الحرية ، وليس من طبعي كتابة التعليقات العابرة . الا ان واقعة الشهيدة  العفيفة الطفلة  عبير الجنابي ، اعادتني ليوم وقوع الماساة ، كتبت عنها في موقع أوروبي وثارت ثائرة السفلة من رعاع الكرد المتصهينين والصفويين الفرس وهددوا وارعدوا  ولكن بدون مطر ولا كماة . ولفت نظري عنوان مقالة الكاتب عبدالله الفقير  (شعب حي, هدية الى اهالي الموصل!: )  واردت ان استوعب هدف الكاتب بالربط بين واقعة الشهيدة عبير الجنابي واهل الموصل ! وللاسف فشلت .  

 

معركة اهل العراق ( شيعة وسنة ومسيحية  ويزيدية  وغيرهم ) مع الكفرة المارقين الصهاينة والصفويين الفرس . وكل مدينة وقرية وزقاق عراقي يئن بألف أه وأه ، والخيانة ليس لها دين ، والخونة في كل الاديان موجودين ومنتشرين . والمعاناة التي تصلاها الامة العربية من نيسان 2003  ، هي أكبر وأخطر مأساة  تواجهها في تاريخها الطويل .. و على الاقلام الشريفة ان تدعو لوحدة الصف وتشخص الداء .  والداء بين : فليسأل كاتب لماذا لم تتم وحدة وطنية عراقية فعلية ؟ كل زعيم باسم الدين السياسي او القومية اليعربية  او الوطنية العمومية صار  يحلم ان يصبح رئيسا ولو على خراب العراق !  

 

كم كنت اتمنى على الاخ كاتب المقال ان يستهدي لمواجهة الحقائق المرة ، ويشخص ان الشهيدة عبير قاتليها ومغتصبيها الحقيقين  هم  العراقيين الرافضين لوحدة الصف و الاخوة وابناء العم من العرب والعربان .

 

واقع دويلاتنا من (  المحيط الهادري الى الخليج الثائر ) أوتار لا تشفى كلومها ، واحقاد تستشري وتمتد .. شعوب مضللة ، وقادة خائبون ..  قوى وطنية عراقية معارضة للغزو والاحتلال تسمعنا ( امان ياليل و على دلعونا وعلى اللوما اللوما ) وهم  متفرقين مشتتين يعتذرون بغير العذر من قعد به صدقه ، نهض به كذبه . من أبطا به جهده ، ركض به نفاقه . واقفين عراة من امضى اسلحتهم ، فلا أيمان ، ولا تاريخ ، ولا وحدة ، ولا خطة ، ولا قيادة موحدة ، ولا أعداد !!!

 

رحلت الشهيدة عبير الى ربها وهي طفلة مثواها الجنة ان شاء الله  ، والعرب والعربان بائوا بخزي الدنيا ، وعار الاخرة . لم تهزهم قصة عبير ولا اكثر من مليون ونصف اخت و  اخ وابن عم عراقي هدر الكفرة دماءهم  بلا ذنب !  والله اني لا ارى  في امتي  الا طاقات مهدورة ، ونفوس ممرورة ، واحزاب ومنظمات تعشش فيها الكراهية واموال ينفقوها في المواخير ! 

 

عراقي في الجنسية  بلا حياء وبلا خجل  يقيم حفلة في فندق 5 نجوم في عمان  بترف فاجر يقابله حرمان للملايين تعيس ، ويصرخ متحدثا عن الوطنية مخمور .

 

لنكن صرحاء :  لم ارى على المسرح الا المهرجون واشباه الرجال  وصفة الانتهازية لهم لا تكفي ، متامرين ومزايدين ومساومين على قدر العراق واهله وشرفهم ومصيرهم .

 

و في يقيني ان الكاتب اذا كان صادق النية ، مؤمنا مستنيرة البصيرة ، فهو رسول المعاناة المبرحة الى قومه اللاهين .. والرائد الحق يصدق أهله ، فيواجه الحقائق مهما كانت مرة باعلى مستويات النزاهة . وفي يقيني كذلك ، ان الفكرة الموحية لا تحدث أثرها المتوخى ، ثم الاستجابة المنشودة الا أذا كانت انفعالا صادقا او تعبيرا أخاذ ، فتكون لا ذعة مثيرة في وقت معا .. واذا كان القلم في يد الكاتب هو ريشة ووتر ، وهو رؤيا وتخاطر واستشفاف ، لنعترف .. لنكن صرحاء فقد افتقدنا ذاك كله من نيسان 2003  حين أفقدنا القدرة عليه بسبب الجدب الفكري والعقم النفسي ، وانحسار الاصالة ، وفقر الاداة ، والركض وراء النفايات !

 

ان الايمان بالله هو مظهر انسانية الانسان ولذا هو مرتبط ارتباطا عضويا بالنضال والجهاد في سبيل الله والارض والعرض والشرف والمقدسات .. وهي كل مترابط لا يتجزأ ، فمن فرط في أيمانه بربه هان عليه ان يفرط في أرضه وفي عرضه وشرفه وحريته .. ونحن احوج ما نكون اليوم الى قادة و مفكرين يفهمون حال اهلنا في العراق . وان  ظل حال القيادات العراقية المعارضة للغزو والاحتلال الفرقة والتشتت وكل همه الرئاسة والزعامة على نكبات العراق وهو جالس في الفنادق والمقاهي وعلى اعتاب السفارات يعزف ما يحلو له سيطول الظلام الذي نحن فيه وتتساوى جميع الالوان .

 

ليسمح لي القاريء الكريم ان اقول : لا يحق لاحد يعيش خارج العراق ان يزايد على من هو رابض على ارض العراق يقاتل ولو بكلمة . وعلينا ان نستدرك ان الضمير العربي يعاني الاختناق المرير ، والسلوك العربي أزمات نفسية وانفعالات أنية مزروعة في مؤسسة زيف ! و للصهاينة والصفويين وكالات متصهينة معنية بتدمير العراق وابادة اهله واثارة الفتنة والطائفية ونشر الرذيلة والمباديء الرديئة والنحل الهدامة . واية قذارة بعد هذا ؟

 

الدواء والشفاء للحال العراقي  ان يتجاوب  الاخوة الافاضل  الشيخ حارث  الضاري واية الله الخالصي و الشرفاء والاحرار العراقيين  مع نداء شيخ المجاهدين الرابض على ارض العراق والمعتز بالله عزت الدوري  لوحدة الصف والمحبة  والتسامي على الجراح  .  وكل ما عدا ذلك من اقوال وتنظيرات وكتابات وتبرير ولغط وهراء هو باطل الاباطيل . و كل عراقي يرفض الوحدة الوطنية المعارضة للغزو والاحتلال هو من الافاقين المائقين ، سواس المقاهي وأحلاس المواخير ، وستظل صورهم مهترئة مترهلة عفنة لا تفرز الا القيح والصديد . 

 

القائد و المفكر  العراقي الحقيقي هو الذي يؤمن ان الحرية والمسؤولية امران متلازمان . هو الذي يحول التحجر والتبلد الى انفتاح وانطلاق ووحدة صف ويحول التزمت الى محبة والتعصب الى حوار . وهو الذي يؤمن بقدسية الحرف المضيء ، وبأن الكلمة الصادقة لا تقتلها الف قذيفة ، هو الذي يؤمن ان من يرتكب الرذيلة لا يحق له ان يتحدث عن الفضيلة ، لو ارتطم رأسه بالسماء .

 

اطراف المؤامرة على العراق كثر ، لايقتصرون على الصفويين والمتصهينين الذين يتلهون بمأسي اهل العراق يحركون الرعاع كما يشاؤون !  ليسوا وحدهم ، بل معهم فئات من ابناء العراق المنبوذين بين ظهرانينا يؤججون الفرقة وهم عملاء للعدو وعيونا وأذانا .. ليخلوا الجو للتحالف الاميركي الصهيوني الصفوي الفارسي ، هؤلاء هم الخراصون المزيفون المتأمرون ، هم  من يطلقون على تنظيمانهم  ( الجيش الاسلامي  والحزب الاسلامي ) وهم بالامس القريب كانوا في السفارة الاميركية يتلقون التعليمات والاموال !!  والاسلام منهم براء .

 

ليقف القادة والزعماء العراقيين الرافضين للغزو والاحتلال والمسرحية الهزلية السياسية  ويقولوا للعالم  اجمع : هانحن وحدنا الصفوف ..  لقد  استدار الزمان كهيئته يوم بعث الرسول الاعظم ،ها نحن  العراقيين اجمع نقف اليوم   صفا واحدا نعلن للعالم اجمع  اما تحرير العراق  او الدمار !

 

فلتكن  واقعة استشهاد   الطفلة   عبير الجنابي حافزا لسلوك انساني اخلاقي .. لتكن قصة الشهيدة عبير الجنابي حافزا لوحدة وطنية عراقية  ، وليكن الاسلام منهج الحياة المتكامل  للجميع ، والدين الاسلامي هو دين الانسانية كلها ، وهو يلح على ضرورة جمع شمل المؤمنين على اختلاف كتبهم وشرائعهم وانبيائهم على اساس الوحدة الانسانية الجامعة للمؤمنين بالله . ولتكن مقولة عمر بن الخطاب الى سعد بن ابي وقاص منهاجا  لمستقبل العراق  :

( والله ما وليتك لقرابة أو نسب ، ولا يغرنك ان يقال خال رسول الله ، فان الله ليس له باحد قرابة او نسب ).

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٢ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور