من المحيط الهادر الى الخليج الثائر لبيك يا عراق

 
 
شبكة المنصور
نصري حسين كساب

بسم الله الرحمن الرحيم
( ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انا لانضيع اجر من احسن عملا )

 


علم الثورة العربية بألوانه الاربعة هي الابيض والاسود والاخضر والاحمر ، جسد تطلعات الثورة العربية الكبرى في السلم والحرب على السواء و يرمز الى تاريخ شامخ صنعته امتنا ، و الى قيم واهداف وتطلعات نلزم انفسنا بتحقيقها . و العالم العربي امتداده من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي ، يقطنه اكثر من ثلاثمائة مليون نسمة كل واحد منهم يدعي عروبة اصيله ، ووراء هذا العمق عمق العالم الاسلامي المترامي الاطراف . وعندما نمعن النظر لا نرى سوى بضعة اقطار صغيرة تتصارع من اجل البقاء بينما غالبية ما يطلق عليه بالعالم العربي غائبة عن الساحة غيابا كليا ، وكان ما يجري في فلسطين والعراق يجري في القطب المتجمد من الكرة الارضية .


الخطر الصهيوني الصفوي الفارسي الاستعماري موغل في دمائنا والمستنزف لثرواتنا والعاصف بقوتنا نتيجة تفككنا وتمزقنا ورفعنا شعارات سياسية كاذبة مثل ( تنقية الاجواء العربية ) وكأنها تلوث بيئة وتحتاج لفلترة ! نتحدث عن وفاق وطني ونحن ننزلق الى حروب اهلية ونحمل غبائنا على هذا الجانب او ذاك ، بدلا عن تحملنا المسؤولية كاملة !


اجتمع الزعماء العرب في قمة سيرت – ليبيا . تحت شعار حماية القدس ودعم اهلها ، وبعد يومين من توزيع الابتسامات الصفراء اتفقوا على بقاء كل شيء على حاله دون اي قرارات فعلية من اجل القدس ، وغابت القدس بسبب خلافاتهم وصراعاتهم ، و ( عمرو موشيها ) الامين العام لجامعة الدول العربية يغني على ليلاه و يشتر ذات التصريحات والكلمات والمهم عنده يبقى بوظيفته وحصل على وعد بذلك ! واين هم اساسا يجدون مثله مزورا ومروضا ومنافقا يخدمهم ؟ وغالبيتهم انا على يقين لايعرفون شيء عن تاريخ القدس . وغالبيتهم هدفه ان يبقى هذا الوضع المغلوب الشاذ ! و لذا من الطبيعي جدا ان يتجاهلوا المقاومة العراقية الشجاعة في مقاومة التحالف الاميركي الصهيوني الصفوي الفارسي ، ويتنكرون للعراق واهله في اصعب الظروف وأدقها ، ويتعاملون مع عملاء وجواسيس الغزو والاحتلال وسلطتهم الشريرة ودعمها .


يا ابناء العمومة دعوا القادة في أهوائهم تتفانى في خسيس المغنم ! رب واعرباه انطلقت ملء أفواه بنات العراق اليتم .. لامست اسماعهم ولم ينتخوا . وتاريخ العراق منفردا او ضمن تاريخ الامة العربية يفوق ما جاء عن تاريخ اية امة اخرى . والعراقيون قدموا للاخوة وابناء العم كل ما ينهض بهم وما اتبعوا الا نهجا قوميا عربيا .. قاتلوا مع الاخوة وابناء العم في 1948 و1956 حطموا انابيب النفط البريطانية على ارض العراق وفي 1967 قاتلوا على كل الجبهات وفي 1973 قاتلوا في سورية وطائراتهم اول رف قصف اسرائيل من ارض مصر العربية . و العراق لم يحظى عبر سبع سنين عجاف الا بنخوة حفيد الشيخ الجليل الفارس الهمام عمر المختار . و دجلة الخير ينادي بردى توأمه .. والفرات ينادي النيل توأمه .. وسهول العراق تنادي ابناء العم .. وبساتين النخيل واشجار الفواكه الباسقة تنادي أرز لبنان .. وروابي تقف كالحصون الحارسة ، ومن ورائها سلاسل من الجبال العالية تمتد متوازية حينا ومتلاقية حينأ اخر ، تداعبها الغيوم ، وتتوج بعض هامتها الثلوج ، وتكسو سفوحها الخضرة وهي تقف شامخة الى العلا ، راسخة كالحارس القوي الامين ، لتحمي ارض العراق وحضارته .. تصرخ اين اهلي وابناء عمومتي .. في الاردن .. في ليبيا .. في جزيرة العرب .. في اطهر ارض .. في السودان .. في مراكش .. في اليمن .. الجزائر بلد المليون شهيد ..


بغداد الحضارة والتاريخ تناشد الاخ وابن العم : حركوا زناد الموت يا لأرض العراق تستعر وتطبق جفنها الدامي على اشلاء قتلاها ، ويكاد الدمع يهمي عابثا ببقايا كبرياء ألمها ! متى تعقدون وتتوكلون ؟ اليس من العار تسمعون نوح الحزاني وتطربون ، وترون دمع اليتامى فتبتسمون ؟ !


صدام فارس العرب لم ينثني عن زهوه ولم يقل استرحم .. مات وهو يبتسم . وبسمات العراق سخية وجراحه مضمدة وهيهات ما لانت عقيدة عراقي مؤمن مهما تحدتها غواية كافر . وطال انتظار العراق للاخ وابن العم .. اما أن للعرب والمسلمين ان يتململوا يا مليء ابصار لهم وبصائر ، العراق وحده واشباح السنين السبع ما ثلة الوعيد كم حطمت منه ومن زهوه ومن مجده التليد .


يا ابناء العمومة : العراق شامخ بالنجم معتصب وبالمجد متشح ، بالمعتز بالله قائد الجهاد والتحرير مؤتزر ، وملء الساح فتية الى الردى والفدا ارواحهم نذروا ، والماجدات ما باعن اساورهن الا لشراء سلاح او تجهيز كتائب بالحق مؤمنة . والعراق يا ابناء العم كطائر العنقاء كلما تعرض للنار المحرقة ، خرج من جمرها ورمادها أقوى جناحا . و تروى قصة ادم ابي البشر ، انه عندما خرج من الجنة وانزل من السماء كان اول ما وطئت قدماه ارض العراق . والمعتز بالله اعلنها صرخة جهادية سيسجل لكل من انتخى للعراق بنور موقفه الشجاع ، وسيسجل تاريخ العراق بعزة مواقف الاخوة و ابناء العم في الاردن و ليبيا وتونس الشعب ولبنان الشعب لمناصرتهم للمقاومة والجهاد في العراق ، ولعلها تكون دلالة وعمقا لمعنى الاخوة وابناء العمومة .. وتكون نبراسا لينتخوا ويصرخوا من المحيط الهادر الى الخليج الثائر لبيك يا عراق .


الله اكبر .. الله اكبر .. سينتصر العراق سينتصر .

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٣ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور