احتلال العراق في عامه الثامن .. ماذا بعد .. والى متى ؟ ولماذا

 
 
شبكة المنصور
سعد السامرائي
توقفت أياما عديدة دون قرار وأنا أحاول إيجاد ماذا اكتب عن هذا الحدث الجلل , ليس لأني لم أجد ما اكتبه أو عن أي شي اكتب فهو موضوع متشعب وكبير يغرق الباحث والكاتب في خضم أحداثه , ولكني كنت ابحث عن التركيز في نقطة واحدة أدرجها باختصار كي تصل للقارئ ولا يمل القراءة فأقف ونقف عندها فوجدت قصورا فيما لو أخذت فقرة أو حدث معين واحد ثم وصلت إلى نتيجة تحديد عنوان المقال في ثلاث نقاط وهي : ماذا بعد الاحتلال وهو يدخل عامه الثامن؟! ثم إلى متى يمكن أن يستمر الاحتلال ؟! , ثم لماذا قد يستمر الاحتلال ؟؟؟

 

قيادة ثم قيادات مقاومة تكونت قبل الاحتلال أو بعده أو بعد بعده .. القوى السياسية في العراق على اختلافها, الشعب بعمومه واختلاف مذاهبه وقومياته , الجميع مشترك ويتحمل الأسباب والمسئولية والنتائج التي آلت إليه حال العراق ,


الشعب إخواني هو شعبنا ونحن أفراد فيه وإذا ما قلنا بالسوء عنه فإننا سنذم أنفسنا ولكن لا يجب أن نكون كالنعامة ما دام بحثنا يقصد منه إبراز الحقيقة وإيجاد الحلول ,نقول للأسف هناك خصائص غير حميدة اتصفت بها قطاعات واسعة متعددة قد تربت على الولاء الطائفي كقمة تعلوا ثم تنحدر أسفلا ليكون الولاء للوطن في مرتبة متدنية .. فبينما يفترض أن تكون الأولويات المقبولة كالتالي فالولاء وباعتبار الغالبية مسلمون أن تكون للدين ثم للوطن والشعب إلا إننا قد وجدنا فرضية الولاء للدين تتجزأ لتعلوا عليها الولاء للطائفة بينما الطائفة هي جزء مجموعها يكون الدين فحدث الخلل هنا ثم حدث الخلل في الوطن حين تم تفضيل جزء منه كالشمال او الجنوب أو الغرب والوسط .. في الوقت الذي يكون فيه صحيحا أن تنتصر الإرادة الجماعية للوطن لا للأجزاء التي تكونه , ثم انتقلت الطامة الكبرى لتفرق بين الشعب وتجزئه,, نحن, أي واحد فينا لم يختار ليكون سنيا شيعيا كرديا تركمانيا عربيا في الولادة وإنما هي مشيئة الخالق عز وجل ثم نمت القناعة والاختيار فلو كنا نحترم ونقدر ديننا ونطبقه كما ينبغي لما علت الطائفية على الأصل ولما انتصرت الأفكار الانفصالية المتقوقعة فينا ولما انحازت فئات الشعب لتنصر الأعداء أو غير العراقيين على العراقيين .!


ما أريد أن أشير عليه بعجالة هو وجود قصور في التربية –بيتية – أكاديمية – وعقائدية لا أريد أن احمل أحدا أو حزب معين المسئولية لأني كما قلت نحن جميعا نتحمل مسئولية نمو هذه الأسباب ونتائجها ولكني اطرحها للجميع لنعمل سويا على إصلاح الحال كل حسب تأثيره وإمكانيته في التغيير مدركين أن الأمر هذا قد يحتاج لعقود من الزمن كي يتم الإصلاح ولكن الطريق إلى روما يبدأ بالخطوة الأولى وهي المهم والمهمة الأولى للجميع . نحن نقرأ كغالبية في مواقعنا والآخرون يكتبون ويقرؤون في مواقعهم وهكذا فلن تصل أقوالنا لهم ولن تصل أقولهم لنا ..فأين الحل المشترك ..؟ وكيف سنعيد الشعب ليكون موحدا وكيف يتنقى الدين من مخلفات الطائفية وكيف تتوحد الأحزاب لتجعل خيار الوطن هو الأعلى ؟ وكيف ستتوحد فصائل المقاومة أين دور المتخصصين في التثقيف و التغيير في كل مكان ؟


إذن أسباب احتلال العراق إضافة لأطماع المحتلين ونواياهم تجاه ديننا وبلدنا وشعبنا تكمن فينا وهي الجواب في لماذا استطاع المحتلين أن يحتلونا .. ولماذا يمكن أن يستمر الاحتلال ..


• إلى متى سيستمر الاحتلال ؟: في بقاء حال الشعب مقسم طوائف وأحزاب مذاهب ومناطق وأجزاء وكل يغني على ليلاه ,فان الاحتلال سيستمر ولن نرى نهاية النفق المظلم هذا قريبا ., هذا ما يعمل عليه الاحتلال وهو حفر أنفاق مظلمة عديدة وهذا ما يجب أن تقاومه كل نفس تنتمي لهذا الوطن .


• سيستمر الاحتلال فترة أطول لان شعبنا لا يقاوم باجمعه ,لان المقاومة أصبحت ضعيفة لأنها لم تتوحد كما اتحدت قوى الشر ضدنا ..


• سيستمر الاحتلال إذا بقينا نعامله بشرف المقاتل الشهم ! .,ربما سأتعرض لانتقادات شديدة في طرح هذه الفقرة لكن إيماني بضرورة طرحها وتسليط الضوء عليها أقوى من أي انتقاد يوجه لي , دعوني أوضح أكثر ما أريد أن أقوله : في حرب تخريب الكويت وفي اكبر معركة دبابات في العالم التقى فيها جيشنا البطل والغاصب الأمريكي أخطأنا في التعامل بشرف مع العدو حين رضينا بإيقاف الحرب وكان الصواب أن نبقى نضرب بيد من حديد وندمر العدو كيفما استطعنا لكن ذلك لم يتم وجاء شرف القتال واحترام الكلمة والتعهد حين رضينا بإيقاف الحرب أن انقلب الدمار علينا فعاملنا العدو بكل خسة ونذالة شاهدناها في أبشع جريمة حرب عرفها التاريخ من خلال تدمير قواتنا المنسحبة من محافظة الكويت وبذلك فوتنا فرصة الانقضاض على العدو, كما أننا يوميا نشاهد المحتلين لا ينفكوا يستعملون أقذر أسلحتهم التدميرية من فتنة طائفية فحرب شعبية فاستعمال أسلحة محرمة اغتيالات اعتقال وقتل تهجير .. يا سادة لم يبقى أعدائنا أي شيء من القذارة لم يستعملوه ضدنا فعليه نرى أن نعطي شرف وأخلاقيات القتال إجازة


مفتوحة بدون راتب . ولتذهب الأخلاقيات إلى غير رجعة في حربنا مع اعدائنا لتحل بدلها العين في العين والجار بعاشر جار – قولوا لي بالله عليكم أيهما اكبر تأثيرا أن نبقى نقاتل أعدائنا كما يريدون فوق أرضنا وهم يمتصون خسائرهم بالتعتيم الإعلامي وتقليل خسائرهم بأخبارهم الكاذبة أم ننقل القتال إلى داخل أرضهم , لا افهم الإصرار على مقاتلة العدو فوق أرضنا فقط ؟!! هل هو الخنوع أم خطة ذات هدف معين لا نعلمه , إذا كانت كذلك فسنين عمر الاحتلال تثبت عدم صحة هذه الإستراتيجية , ما الضير من التخطيط المرحلي والاستراتيجي لانتقال الحرب إلى ارض العدو ؟ ما سيفعلون أكثر فهم يحتلون بلدنا !. عملية واحدة مدوية فوق ارض العدو حتى لو اخذ التخطيط والتنفيذ سنة كاملة ستفعل الأفاعيل وستعوض عن سنين القتال .. ولتكن العين بالعين, ماذا فعلوا بنا ؟, من قتلوا؟ نفعل بهم ونقتل منهم مثل ما قتلوا منا وسحقا لأصحاب السعير. وهذه هي نقطة التركيز في كتابتي هنا .


وماذا بعد .. سيبقى العراق يستنزف تقتيلا وويلات في شعبه وفي ثروته وفي مكانته التاريخية وفي حضارته فأما آن الأوان لجميع الخيرين أن ينسوا خلافاتهم مهما كانت ليتوحد الجميع ولو على أدنى قاسم مشترك من اجل القاسم المشترك الأكبر وهو تحرير العراق من دنس الأعداء صرخة نطلقها فهل ستجد لها آذان واعية .؟ الله المستعان .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٨ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٢ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور