فعلٌ شنيع وأخلاقٌ أشنع

وأنا أشاهد الجريمة الأخيرة التي اقترفتها زمرة المالكي بتعذيبهم لمواطن عراقي بصورة بشعة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى الموت، عادت ذاكرتي إلى مشهد (القاضي) الذي يُحاكم اليوم رموزنا الوطنية من رجال القيادة العراقية الفذة، وهو (يهتف) باسم الغيرة والحمية والشرف، عندما عرض عليهم تسجيلاً لعملية إعدام قام بها فدائيو صدام بقطع رؤوس مجرمين تمت إدانتهم بتهمة اغتصاب المحارم بعد عدة تحقيقات أثبتت فعلاً أن هؤلاء المجرمين قاموا باغتصاب أمهاتهم، فاستحقوا جزاءهم العادل شرعاً وقانوناً بالإعدام.

(القاضي) العميل (انتفض) يومها لهذا المشهد وخاطب رجال القيادة الوطنية بأنكم كيف ترتضون أن تعملوا ضمن نظام هذه أعماله؟!

من حق هذا العميل أن (يثور) يومها، لأن قيام النظام الوطني بإعدام المجرمين والخونة أمثاله لا ينسجم مع أفكاره وأفكار قادته العملاء الذين جاءوا به قاضياً يحاكم رموز العراق، على الرغم من أن المجرمين الذين تم تنفيذ حكم الإعدام بهم قد تمت إدانتهم فعلاً، وتم تنفيذ الإعدام دون تعذيب.

هل سيستقيل (القاضي الشهم) بعد أن علم ورأى (الحكومة الديمقراطية) كيف تقتل أبناء العراق، بل كيف تعذبهم ببشاعة لتجعلهم يتمنون الموت كي يرتاحوا من شدة ألم التعذيب وقسوته؟!

أجيبكم سلفاً بأنه لن يفعل، لأنه من ذات الشاكلة التي عذّبت وقتلت ذلك المواطن، لأنه مجرمٌ أيضاً كأسياده المجرمين، ولذلك أزعجه مشهد إعدام المجرمين الذي تم عرضه في قاعة ما تُسمى بالمحكمة.. أزعجه ذلك المشهد لأنه رأى فيه مصير المجرمين وبأنه سيطال نفس المصير بسبب خيانته وعمالته وتلقيه للأوامر من حكومة مجرمة.

النظام الوطني في العراق كان يطبق العدل في القصاص، بعد التحقيق والمحاكمات، ولم يقترف يوماً من الأيام جريمة بحق شخص بريء، بل حتى المجرمين الذين تثبت إدانتهم لم يكن يعذبهم حتى الموت، بل كان ينفذ بهم حكم الإعدام الصادر بحقهم نتيجة ما اقترفته أيديهم دون أن يلحقهم أذى قبل الإعدام.

أما المجرمون اليوم في الحكومة المجرمة، فهم ذاتهم الذين قلبوا الدنيا ولم يقعدوها عندما تعرض سيدهم المجرم الأكبر بوش إلى ضربة حذاء، بينما يستبيحون دماء مواطن عراقي ركلاً بالأحذية.. هذا هو ديدنهم الدائم ألا ساء ما يفعلون، عليهم لعنة الله يوم ولدوا ويوم يموتون ويوم يُبعثون.