مهرجان مركزي في ذكرى تأسيس ''البعث'' وانطلاقة المقاومة العراقية

 
 
شبكة المنصور
حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

الرافعي: لإحياء رابطة دول الطوق العربي واستعادة مصر لدورها القومي، ولن يكون العراق إلا عربي الموقع والدور والانتماء.

 

أقام حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي مهرجاناً جماهيرياً مركزياً قبل ظهر الأحد بتاريخ 11/ 4/ 2010، في قاعة سينما اريسكو بالاس في بيروت، في الذكرى الثالثة والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، والسابعة لانطلاقة المقاومة الوطنية العراقية.

 

وقد حضر المهرجان الذي غلب عليه الحشد البعثي المميز من مختلف الأعمار والمناطق اللبنانية، ممثلون للأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ووزراء ونواب سابقون وشخصيات سياسية من لبنان وفلسطين والعراق والسودان ورجال دين ونقابيون.

 

وبعد أن استهل بالوقوف للنشيد الوطني اللبناني ثم دقيقة صمت على أرواح شهداء الأمة العربية، اعتلى المنصة الشاعر عمر شبلي الذي قدم بعضاً من قصائده الشعرية الوطنية والقومية ثم قدَّم الدكتور عبد المجيد الرافعي، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي.

 

أبو العردات : لا بد من إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني بعد ذلك، أعطي الكلام لممثل منظمة التحرير الفلسطينية ومسؤولها في لبنان الأخ فتحي أبو العردات الذي حيَّا في كلمته مقاومة العراق الوطنية والشعب العراقي الذي اقتسم رغيف الخبز وحبة الدواء مع أشقائه في فلسطين في أحلك سنوات الحصار، معتبراً أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو أول من وضع القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياته النضالية منذ وجود الخطر الصهيوني على فلسطين عام 1948، مطالباً بتوحيد جهود كل المناضلين العرب من أجل إفشال المشروع الأميركي- الصهيوني في منطقتنا العربية، وحول الوضع الفلسطيني قال: لا بد من إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وحقن الدماء الفلسطينية والتمسك باتفاق القاهرة لتوحيد الصف الفلسطيني.

 

طرابلسي : اجتثاث البعث هو اجتثاث لكل روح وطنية وقومية

 

ثم تكلم نائب رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الأستاذ سمير طرابلسي مستذكراً في بداية كلمته رصاصات المقاومين العراقيين ضد الاحتلال الأميركي، هذه الرصاصات التي تمجدِّ شعباً عمد بدمائه وأرواح مجاهديه وشهدائه طريق التصدي البطولي للمستعمر الأميركي الذي اعتقد أنه باجتثاث البعث، يستطيع أن ينهي الحالة الجهادية للعراقيين، وإذا بمخططاته ترتد عليه وليتبين أن البعث متجذرٌ في العراق والأمة وفي كل روح وطنية وقومية وكل طريق ونهج قومي يسعى لمواجهة أعداء الأمة ويقاوم الظلم والاستعمار.

 

معن بشور: جل ما تمناه صدام الالتحاق بقافلة الشهداء

 

ثم تكلم الأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي العربي الأستاذ معن بشور متناولاً حكاية البعث مع المقاومة منذ قبل أن يتأسس هذا الحزب وما حققه من دورٍ ريادي قومي في تصعيد التصدي للاستعمار سواء في دول المشرق العربي أم مغربه ام في الخليج، كما أنه لا يمكن لأحد أن ينكر ما قدمه البعثيون في العراق الذين يقاومون المحتل الأميركي اليوم، من شهداء وعلى رأسهم الرئيس صدام حسين، مستذكراً كلاماً سمعه من الرئيس صدام قبل شهر تقريباً من الغزو الأميركي للعراق عام 2003 عندما قال:

 

"يريدون مني أن أوقف الدعم لعائلات الشهداء الأبطال في فلسطين، وأنا جل ما أتمناه أن التحق بقافلة هؤلاء الشهداء".

 

ممثل البعث والمقاومة العراقية : المقاومة أسقطت المشروع العسكري الأميركي

 

وألقى كلمة المقاومة العراقية، الممثل الرسمي للبعث والمقاومة في العراق الدكتور خضير المرشدي الذي نقل تحيات قائد الجهاد والتحرير في العراق والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي المجاهد عزت إبراهيم الدوري إلى الحضور معاهداً على عدم ترك السلاح حتى انسحاب آخر جندي أميركي من العراق ومبشراً بأن المقاومين العراقيين قد أسقطوا فعلاً المشروع العسكري الأميركي في العراق ولم يبق سوى ما يسمى بالعملية السياسية المرفوضة من الشعب العراقي الذي أثبت أن لا مكان للطائفية السياسية بعد اليوم في العراق ولا مجال للتدخل الإيراني وأن البديل لحكم العراق هو التيار الوطني العروبي المؤمن والذي يمثل البعث طليعته الأساسية. مؤكداً في ختام كلمته، أن البعث قد خرج سالماً من تحت أبشع مؤامراة لاجتثاثه مقدماً 127 ألف  شهيد في معارك الفخر والاعتزاز، وان الحزب قد كسر الطوق الذي فرض عليه بعد الاحتلال وهو اليوم يتواصل مع الجميع سواء في العراق أو الأقطار العربية والإسلامية أو العالم الحر، بعد أن تم تدمير المشروع العسكري فيه ولم يبق سوى بعض الفلول المرعوبة المنهارة وهذا ما أعاد حال النهوض القومي إلى نفوس الذين أصيبوا بالإحباط واليأس، مشيراً إلى أن البعث في العراق يستكمل إعادة تنظيمه في كل محافظات العراق مسقطاً في نفس الوقت التيار الطائفي المذهبي الذي بات مرفوضاً من كل العراقيين.

 

بشرى الخليل : لتوحيد المقاومات الثلاث في مقاومة واحدة:

 

واختتم المهرجان بكلمة المحامية بشرى الخليل التي اعتبرت أن استنهاض المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان عززت من صمود سوريا ومناعتها أمام من حاولوا تركيعها، وأن المأمول في العام القادم أن تتوحد المقاومات هذه في مقاومة واحدة فالنصر قريب وفي العراق نلتقي.

 

 

نص كلمة الدكتور عبد المجيد الرافعي رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

في ذكرى الـ ٦٣ لتأسيس "البعث" والسابعة لانطلاقة المقاومة الوطنية العراقية – بيروت في ١١/٤/٢٠١٠

 

أيها الرفاق والرفيقات

أيها الأخوة والأصدقاء

أيها الحفل الكريم

في ذكرى التأسيس لحزب البعث العربي الاشتراكي نعود بالذاكرة لثلاث وستين سنة خلت إحياء لمناسبة عزيزة على قلوبنا، كما على قلوب جماهير أمتنا على امتداد الوطن العربي الكبير من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه.

 

وعندما نحيي هذه الذكرى، وبقدر ما نحيي المدلول النضالي لولادة حزب الأمة بأهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية، فإننا بالقدر نفسه نكبر في رفاقنا الأوائل الذين يعود لهم  شرف التأسيس في الاستشراف المبكر لطبيعة الأخطار المحدقة بالأمة بوجودها تاريخاً وتراثاً وقيماً وأهدافاً. ولقد أثبتت الأحداث المتلاحقة صوابية النظرية التي صاغها البعث بأن صراع الأمة مع أعدائها هو صراع وجود لا صراع حدود.

 

ولقد أعطى حزبنا الأرجحية المعنوية، لهدف الوحدة، وهو يصيغ نظرية الربط الجدلي بين أهدافه، لأنه بدون هذه الوحدة لا يمكن للأمة أن تحقق حريتها في بعديها القومي والاجتماعي، وبدونها لا يمكنها أن تقيم نظاماً للعدالة الاجتماعية يكون قادراً على حماية نفسه في مواجهة النظام الاستعماري الجديد،

 

هذا الاستعمار الذي أدرك منذ البداية بأن سيطرته على الوطن العربي لن تستقيم إلاَّ بالحؤول دون تحقيق وحدة العرب.

 

أيها الأخوة والأخوات

إن مخطط تقسيم الوطن العربي، الذي شق طريقه للتنفيذ عبر اتفاقية سايكس بيكو، يندفع اليوم عبر تقسيم المقسم، متناولاً الكيانات الوطنية من جهة والمكونات الشعبية والمجتمعية من ناحية أخرى، وكلما كانت تتعرض الأمة لأزمة استعمارية جديدة كان الحزب يدخل مجرى الصراع المفتوح في كل انتفاضة شعبية وانطلاقة ثورية ضد المعتدين مقدماً لأمته نموذجاً ثورياً من خلال وفائه وإيمانه بقضايا أمته. وأن تتزامن ذكرى تأسيس الحزب مع انطلاق المقاومة الوطنية في العراق، فهذه ليست مصادفة، بل ملاقاة نضالية بين حركة ثورية معبرة عن طموح وطني وقومي وبين أهداف أمة تواقة للتحرر والتقدم والوحدة.

 

فمقاومة شعبنا  في العراق، وان فاجأت كثيرين، إلا أنها لم تفاجئنا، لأننا نعرف دور الحزب فيها مقدمات وجهوزية وممارسة، ولأنها لم تنطلق من فراغ بل جاءت في سياق مسار نضالي طويل تراكمت إنجازاته وتفاعلت، إن على صعيد التصدي لمخاطر التهديد الخارجي وإن لجهة التحولات الداخلية والتي بفعلها تحول العراق وأصبح واحداً من أهم مرتكزات العمل القومي العربي المناهض للاستعمار والصهيونية والشعوبية الجديدة.

 

وان تأتلف قوى عديدة ضده وتتقاطع مصالحها على أرض العراق، فلأن هذا القطر بات يشكل مصدر خطر فعلي على مصالح القوى الطامعة بالأمة العربية.

 

وأن يكون البعثيون طليعيون في التصدي للاحتلال، فهذا ليس جديداً على تاريخهم، الحافل بالعطاء والفداء، وهذه معادلة ثابتة في مسيرة حزبنا وانه ما كان  بحاجة لأن يختبر على أرض العراق، لأنه سبق واختبر على أرض لبنان وأرض فلسطين.

 

لقد كان البعثيون في مقدمة من حمل السلاح لمقاومة الاحتلال الصهيوني للبنان، وكان البعثيون المبادرون للانخراط في صفوف الثورة الفلسطينية وهم سيبقون على هذا العهد، لأنه عهد القسم وعهد الانسجام مع النفس على قاعدة أن أمتنا موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح وأن كل أرض محتلة لا يمكن أن تتحرر إلا بالكفاح الشعبي المسلح.

 

أيها الرفاق، أيها الأخوة والأصدقاء

وإذا كنا في هذه الذكرى المجيدة، ندعو للارتقاء بالعمل النضالي العربي إلى مستوى التوحد وأقله على قاعدة برنامج الحد الأدنى، فلأننا نرى أن الظروف مؤاتية لبلورة مشروع عربي للمقاومة بالاستناد إلى مرتكزاته الأساسية والعملانية في العراق وفلسطين ولبنان، لأجل تأمين موقع ارتكازي لقوى حركة الثورة العربية. ولأنه بدون هذا الموقع الارتكازي، عبثاً كل حديث عن استعادة الحركة الوطنية العربية لدورها الفاعل والمؤثر في مجرى الأحداث.

 

إن وحدة القوى العربية المقاومة للاحتلال، هي ضرورة لهذه القوى كما هي حاجة للأمة، لأنه بالاستناد إليها يمكن استقبال كل جهد نضالي عربي متاح لتوظيفه في اتجاه تحقيق أهداف الأمة في الوحدة والتحرر.

 

إن وحدة القوى المقاومة هي ضرورة وحاجة للعراق لتمكينه من استعادة وحدته وحماية عروبته، والحؤول دون تمكين قوى إقليمية من الانقضاض عليه بحجة ملء الفراغ الأمني والسياسي الذي سينتج عن الانسحاب الأميركي.

 

وهي حاجة وضرورة فلسطينية، لتمكين الحركة الوطنية الفلسطينية من الخروج من مأزقها، وهي ضرورة للبنان كي لا توظف التضحيات التي بذلت على أرضه في خدمة مشاريع قوى إقليمية ترفع شعارات سياسية مدغدغة لعواطف الجماهير، وتمارس كل أشكال التخريب في البنى المجتمعية العربية.

 

إننا في هذه المناسبة، مناسبة الذكرى الثالثة والستين لتأسيس حزبنا، حزب الوحدة العربية، نقول أن العراق وبفضل مقاومته وتضحيات أبنائه، لن يكون إلا عربياً في الموقع والدور والانتماء، وكما استطاع مقاومو العراق أن يتصدوا لأعتى الإمبراطوريات ويفرضوا عليها الانسحاب فإنهم سيتصدون لمشروع فرسنة العراق، كما سيتصدون لكل محاولة لإقامة كيان انفصالي في شماله والذي تعد خطواته التنفيذية في المطابخ السياسية للصهيونية العالمية.

 

في هذه المناسبة، ندعو كل فصائل الثورة الفلسطينية، لأن تعود للتوحد على قاعدة البرنامج الوطني وبما يُمَّكن جماهير شعبنا في الأراضي المحتلة من الصمود ومقاومة صهينة الأرض والمقدسات، والقدس في طليعتها، عبر انتفاضة جديدة ينخرط فيها كل الشعب لإفهام العدو وكل المتحالفين معه بأن الحق الفلسطيني والحق العربي في فلسطين هو من الحقوق القومية الثابتة وغير القابلة للتصرف.

 

وفي هذه المناسبة أيضاً، نقول بأن التصدي لأطماع المشروع الصهيوني في لبنان لا يكون إلا بفعل وطني شامل، لأن العدو لا يستهدف فئة دون الأخرى، ولا منطقة دون الأخرى، بل كل اللبنانيين هم ضمن دائرة الاستهداف الصهيوني، وهذا يتطلب أن تكون إستراتيجية التصدي للعدو، هي استراتيجيه وطنية شاملة منفتحة على العمق القومي وعلى قاعدة أن يكون الخطاب السياسي المقاوم، خطاباً وطنياً في المضمون، وأن تكون الأداة، أداة وطنية أيضاً، وبدون ذلك سيبقى لبنان يدور في دوامة أزمة لم تعد آثارها تنعكس على الوضع السياسي وحسب، بل أصبحت ترخي ظلالها الثقيلة على كل جوانب الحياة فيها،

 

أيها الحفل الكريم،

إن تكوين مركز عربي جاذب، هو حماية لمكونات الأمة في مقاوماتها وحاجة ماسة لمواجهة التحديات الجديدة التي تتعرض لها، سواء في اليمن والسودان والصومال وغيرها، والحرص على توفير كل الجهود الرافدة لذلك دون أن يغيب عن ذهننا استعادة مصر بثقلها السياسي والعسكري كبداية لاستعادة قرارها الوطني. وإنه في ظل هذا الغياب الكلي لمصر بموقعها القيادي والريادي  ستبقى الأمة تشعر بفراغ سياسي يدفع القوى الإقليمية لأن يسيل لعابها على ملء هذا الفراغ. وأنه في هذه المناسبة، فإن المطلوب ليس العمل لتأسيس رابطة لدول الجوار الإقليمي للعرب، بل المطلوب وبسرعة هو العمل لرابطة فعلية بين دول الطوق العربي، والتي يجب أن تكون مصر ذات دور محوري فيها على قاعدة الموقف القومي الرافض للاحتلال ولكل أشكال التفريط بالحقوق القومية.

ختاماً وفي هذه المناسبة المجيدة وحول الإرهاصات، التي تعيشها الساحة اللبنانية، نقول أن الطبقة السياسية الحاكمة والمحكومة بالتكاذب السياسي لا تريد إصلاحاً سياسياً، ولا تريد إنماء وطنياً متوازناً، وأكثرهم أكلة جبنة، ولذا فإنه لا ثقة بهم، ونقول لأخوتنا في فلسطين، بأن وحدة على قاعدة برنامج نضالي بحده الأدنى أفضل من خلاف على برنامج بحده الأقصى، ونقول لأهلنا وجماهير شعبنا في العراق، بأن العملية التي سُميت سياسية هي عملية لا تستند إلى أية مشروعية لأنها جرت في ظل الاحتلال وحرابه، والفائزون فيما سُميت الانتخابات هم خاسرون بالمقاييس الوطنية، و المعبر الحقيقي عن أهداف الشعب العربي هي مقاومته الوطنية.

 

أخيراً نعاهدكم بأن نبقى أوفياء لدماء الشهداء الذين سقطوا على دروب النضال في لبنان وفلسطين والعراق وفي الطليعة منهم شهيد الأمة الرفيق القائد صدام حسين، وإليه كل التحية وإلى الرفاق الذين قاوموا الاحتلال على الأرض وعلى قوس المحاكم الصورية.

 

تحية إلى روح القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق الحي الدائم في نفوس رفاقه وأمته.

تحية إلى شهداء العراق وفلسطين ولبنان وكل أقطار العروبة.

عشتم وعاشت أمتنا.

 

والسلام عليكم

الدكتور عبد المجيد الرافعي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 
.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢٧ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٢ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور