عفن العقول أم عفن الضمائر !

 
 
شبكة المنصور
ذكرى محمد نادر
ليس من عادتي ان أرد على مقال كٌتب, أو رأي طُرِحَ, من مبدأ احترام الرأي المقابل, ولكن حينما يصل الأمر حد تسويغ الجرائم التي يقترفها القتلة والموتورون في الساحة العراقية ويلقونها على عاتق المقاومة العراقية، على طريقة (رمتني بدائها وانسلت), وتحريف عمليات القتل اليومية التي تعصف بالساحة العراقية, بسفك الدم الطيب فيها يوميا في أرض خطيئتها أنها تقف عائقا أمام مشروع أمريكي متصهين بأدوات ايرانية أتفقت فيها ألاطراف كلها, على إبادة شعب كامل تحول منذ التاسع من أبريل عام 2003 إلى كتل بشرية تعيش وحشة واقع مر, يفرقها, الذبح, واللجوء, والهجرة داخل الوطن وخارجه يحاول فيه مواطنوه دفع الأذى عنهم وعن أبنائهم الذين تفرقت دماؤهم بين مصالح الدول الكبرى المتصارعة على نفطه وأرضه وشعبه, ويخرج علينا أحدهم ممن سوغ للاحتلال الهمجي على العراق ليكيل التهم جزافاً بحق مقاومين يقفون طوعا كسد أمام مشروع تفتيت الأمة العربية بدأ من العراق انطلاقا إلى باقي الدول العربية فهذا أمر يحتاج إلى وقفة ضرورية نكسر بها حاجز الصمت المترفع عن الرد لأن الرد هنا هو بمنزلة إحقاق حقٍ لكل من سفكت دماؤهم, لكل من بعثرتهم الريح السوداء التي حملتها أمريكا في عدوانها ضد العراق وشعبه..

 

فهل يجوز أن تكال التهم للمقاومة العرقية التي تنتصب طوداً عصياً أمام الغزاة ومن جاء اثرهم لترسيخ مشروع الاحتلال وتدفع لهذا الأرواح الغالية, ثم ينبري شخص بضمير بارد, ليس فقط لتسفيه مشروع المقاومة العراقية وإنما لتسليط تهم إلى نحرها مدعيا أنها تقف خلف عمليات القتل اليومي الممنهج الذي يعتمده أصحاب هذا المشروع القذر في تطويق العراقيين لتمرير حلم أمريكا بتنفيذ ما تسميه بمشروعها الشرق أوسطي الجديد كحاضن لأمن إسرائيل أولا، ونهب خيرات المنطقة ثانيا، وإبادة شعبها وتحويله إلى قطيع سهل الانقياد, ولم توفر الدول المحتلة بدءاً بأمريكا مروراً ببريطانيا ومن خلفهما إيران التي غدت المخلب الأكثر انغراسا في ظهر أوطاننا, وينبري بعبقرية عقل تعفنت فيه الأفكار حتى نحُلت ليَصم المقاومة العراقية ومشروعها التحريري ويكيل لها التهم بعد التهم ويلبسها لبوس القتلة ويحملها خطيئة هذه الدماء الزكية التي يحاول رجال المقاومة العراقية الدفاع عن وجودها وأرضها ومستقبلها, فلمصلحة من يتبنى حازم صاغية صاحب المقال المنشور في جريدة الحياة التي يفترض أنها جريدة رصينة, ويسمح لنفسه أن يقول بضمير متقرن: إن رجال المقاومة العراقية هم من يتسبب بعمليات القتل والتصفيات اليومية، في وقت نجد فيه اثر كل حالة قتل جماعي أو فردي من يصف عمليات دخول أجهزة أمنية, سواء تابعة لإيران صاحبة اليد الطولى اليوم في الساحة العراقية, أم من أفراد يعودون لأجهزة الدولة الأمنية التي تعتليها اليوم أحزاب هي صناعة إيرانية بامتياز, بينما تعلن المقاومة العراقية على الدوام, وتفتي بحرمة الدم العراقي على أسلحتها التي تصوبها في وجه المحتل وصدور أعوانه وحسب, فكيف يسمح لنفسه أن يجاهر بمشروع مظلم يجر المنطقة إلى ابتلاء لا حد له غايته سحق الهوية العربية محولا الانتباه بعيداً عن الحقيقة ومتباكيا, بدموع التماسيح على الضحايا التي تقتل بأدوات محلية ومشاريع أجنبية, ألا يستحق مثل هذا الموقف البشع من أمثال "حازم صاغية": أن نسأله سؤالاً بسيطاً: كيف أستطعت أن تصل إلى تأكيد أن عمليات القتل اليومي هي بفعل رجال المقاومة العراقية؟, وما الغاية التي تكمن خلف تسفيه منظر الدم اليومي الذي لو نهضت فيه الأرواح لأشارت إلى قاتليها لكن حسبه أن الموتى لا يتكلمون وهذا ما يسوغ لأمثاله أن يطعنهم حتى في موتهم, ليقتلهم مجددا بتحويله أنظار العالم بعيدا عن أيدي القتلة وتحويلها لصالح مشروع احتلال غاشم هو واحد من أدواته بلا شك.


لكني أؤكد لصاغية ومن هم خلفه, أن الشعب العراقي والعربي لم يعد ذلك الساذج الذي خدع ذات مرة بدعوى تحريره وأنه أنضجه الأسى المفروض عليه بما فيه الكفاية, ليعرف من هم القتلة وما هو المشروع المقبل الذي يجرد هو وأمثاله أقلامهم دفاعا عنه, نحن الآن نعرف أن بحور الدماء التي نغوص فيها إلى الأعناق هي بسبب الاحتلال وأعوانه، وأن رائحة الدولارات المبتلة بدماء أخوتنا وأبنائنا بتنا نعرفها من صنف دماء الضحايا ممن يقتلون يوميا بأيدي من يدافع عنهم.


فلينظر صاغية وغيره إلى أرتال القتلى وقد تجاوز المليونين, وبرقم يضاهيه من المعاقين والأيتام ويضاعفه من أعداد الأرامل والراقدين تحت التراب وممن هم خلف السجون وزانزينها يعانون حفلات الشواء اليومي على أجسادهم, لينظر إلى الأعراض التي تنتهك من حرائرنا الطيبات اللائي يستغثن ولا من مجيب, لينظر داخل قلبه، إن تبقى له بقية عله يتذكر أنه انسان لا ذئباً.. ليتك تحدق بوجه طفل عراقي يتيم جائع لتشرب فيما بعد كأسك قربانا للأسياد..


الا فهل هناك من حرمة لاوطاننا؟ ألا من حرمة لضحايانا, تبا لزمن عاهر يجاهر به سفلته مباهين بخستهم وخيانتهم... أيا أمتي هل ضاع الحق فيك حقا؟ لتعلم أنت وغيرك أننا نفخر برجالنا, بمقاومينا، رفعة رؤوسنا ومن سيمرغون وجوه أسيادك بالوحول.


ألا تباً لقلم رخيص مأجور يتاجر بدمائنا..

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢٧ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٢ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور