محطات أنتخابية  - اللقطة الثانية – استدراد العطف المحدث !

 
 
شبكة المنصور
ضياء حسن
التحديث المبتكر ورد في غمرة الدعاية الأنتخابية التي اعتمدتها أحدى القوائم المتنافسة في العملية الأنتخابية الأخيرة , لأستدرار عطف المصوتين في منطقة تسكنها أكثرية من أهلنا الشيعة , سعيا لكسب أصوات الطيبين من المواطنين المتعلقين بآل البيت (رضي الله عنهم) والمتطلعبن لشفاعتهم , ومن هنا تسارعت خطى هؤلاء لأستمالة حجم أكبر من أصوات الناس وهو تصرف لا شائبة عليه ,ولكن من غير ألجائز والمقبول ان يدمج أسم أمامنا الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء وحفيد رسولنا العربي محمد ( صلى ) في الشعارات الأنتخابية التي تجري تحت خيمة المحتل الأميركي , وحتى من دون وجود مثل هذه الخيمة .


فقدسية الأمام وجهاده العظيم ووقفته البطولية في مقارعة الظلم , أجل وأكرم من أن يستثمر ذكره صراحة في دعاية أنتخابية مهما كان مستواها , فكيف وهي مريبة ويراد من تمريرها خدمة أهداف المحتلين الأجانب ,وهي معروفة جيدا لكل من شارك في اللعبة !! .


ولكي نتعرف على حقيقة من هموا  الى تطليق شعارات عرفوا بها في السابق أو جرفهم تيار الطائفية فوضعوا مبادئهم على الرف واصطفوا مع المحتلين وبوعي واضح , لأن للضرورة من الأحكام ما يبرر في حساباتهم المصلحية أنتهاج هذا السلوك غير الوفي لتأريخم النضالي في الساحة الوطنية , وأقول هذا وأنا بعثي وأعني ما أقول .


فتعالوا نقرأ معا هذه الشعارات لنتبين بعض السفه الذي زرعه الأحتلال في غزوه للعراق وليس كله ,فما خفي كان أعظم, فتلك الشعارات تقول التالي ومعها ما نقول تعليقا على ما قالوه:


* الشعار الأول: كونوا مع الناس ومع مطالهم , تكونون مع الحسين .
"ترى أين كانوا من الناس وهم قادمون مع المحتل وهو يحمل المرت للشعب والخراب للبلاد ؟؟ ,وأين موقعم من ألألتزام بمبادئ أمامنا الشهيد وتضحياته من أجل خير الناس ؟؟


*الشعار الثاني :كونوا مع المظلومبن والمهضومين تكونون مع الحسين .
"ماهو موقفكم من المحتلين الذين تعاونتم معهم وكانوا سادة في ظلم العراقيين ودفنهم احياءا, وفي هضم حقوقهم بصورة مكشوفة ؟؟


*الشعارالثالث :أنصروا الفقراء والمحرومين تقفون مع الحسين .
"هل وقفتم مع الفقراء لتقليل نسبتهم أوالحد من الحرمان الذي ساد في زمن أصدقائكم المحتلين وصنائعهم القتلة الطائفيين؟؟


*الشعار الرابع :أمدوا العمل للعاطلين والمستشفى للمعلولين والمدرسة للجاهلين تنالون رضا الحسين .
"ونسأل بعض قادتكم الذين تمتعوا بكرسي الوزارة الوثير وكراسي ما سمي خطأ بالبرلمان المدرة بالملايين عليهم وعلى حراسهم الأجراء


فهل أطلعوا على الأرقام التي وصلت اليها العطالة في بلاد الخير وهي مخيفة وهل أثارت أهتمامهم مستويات التدني في التعليم والتدخل الطائفي لقلب المناهج الدراسية وتدني مستوى المدارس ولا اعتقد لم يغمضوا العين عن مشاهد الصرايف وبعض الحوضيات التي قلبت لتكون مدارس لصغارنا التلاميذ وهم نساء ورجال المستقبل وسأعفيكم عن أيراد أعداد المعلمين الذين أغتيلوا أو أعتقلوا من قبل أصدقائكم الأميركان والبريطانيين ورفاق اليوم الصفويين , وهم في قراهم ومدنهم , ولا غرابة فهؤلاء شملهم قرار الأجتثاث الذي روج له بريمر ووضع له دستورا كنتم من بين باصميه يشفافية عاليه, فأين كنتم وماذا فعلتم غير تلك البصمة الملعونة بخصوص المدارس والمستشفيات التي دمرت بفعل قصف حلفائكم الأجانب ونهبت وأحرقت من قبل الرعاع أصدقائكم المليشياويين في وضع صار فيه ما تبقى من تللك المواقع المتصلة بحياة الناس أمكنة مستباحة من الميليشيات والأرهابيين أتخذت مواقع خاصة لأعتقال المواطنين بشكل عشوائي وأغتيال الصفوة الكريمة منهم,فماذا فعلتم انتم للعاطلين والمعلولين والجاهلين, فيما تدعون الأخرين لفعله كسبا لرضا الأمام؟؟


* الشعار الخامس:أرفعوا رابات الحرب على الفساد والمفسدين وعلى سارقي قوت الشعب وناهبي ثروات البلاد ,ترفعون رابات الحسين .


"هل أمتنعتم عن مجالسة أهل السوء الطائفي في مجلس النواب وهو يضم صفوة المفسدين و(يغلس) عن قصد على سارقي قوت الشعب ولهم قادة بين السراق , أما ناهبوا الثروات فقد مارسوا النهب براحة أستثمارا لصمتكم المريب وأقدموا على أرتكاب جريمة مفضحوة ألغت تلقائيا قرار تأميم الثروة النفطية الخالد , عندما منحت ابرز الشركات ألنفطية الأحتكارية العالمية حق استثمار غاز حقول نفط الجنوب وهي ثروة بكر منحت الى شركة (شل) البريطانية-الهولندية مباشرة ومن دون خضوع للأشتراطات النظامية التي تعتمد في مثل هذه الصفقات , يعني خارج مبدأ المناقصات وما يرافقها من عروض تتنافس في تقديمها الشركات المتخصصة , ولايعلم بتفاصيلها غير الشهرستاني وشلة السراق في الحكومة والمجلس وأحزابه المؤتلفة تحت ظل العملية السياسية الأميركية وأنتم تساهمون فيها , والحديث عن الصفقات المانحة وحق التصرف بأنتاج النفط من حقول الجنوب العملاقة وتسويقه فهو يشكل خرقا وتجاوزا مفضوحين على الثروة الوطنية التي يتوقف عليها مستقبل الأجيال القادمة ،فنحن لا نتحدت عن سرقات مكشوفة ساهمت فيها الدولة وبحسب ما أمتدت أليه أياديهم الوسخة بعلم من الحكومة وبتستر من النواب ناقصي الذمة ,ولن نتوقف عند سرقة وزير التجارة وهي بالمليارات فهي واحدة من سلسله النهب المنظم الذي مارسه جميع خدم المحتلين المنتشرين في أروقة الدولة ومجالسها الثلاثة ,فماذا فعلتم لوقف ذلك كله ,وعلى الأقل تقربا لأمام المسلمين نصير المظلومين قبل ان تحثوا الناخبين على فعل ذلك ؟؟


* الشعارالسادس : حاربوا رذائل الكذب والنفاق والطمع والأحتيال والتزوير والكيد والغدر تصونون ذكرى الحسين .


"هل تنكرون أن الرذيلة والكذب والنفاق والأحتيال والكيد هي صفات رئيسة للعهد الجديد الذي روج له بوش وهي أذا كنتم تتذكرون من طباع ألأمبرياليين الثابته ,وان الغدر والتزويرهما من ادواتهم لتبرير تصرفاتهم العدوانية وتمرير مخططاتهم في غزو الشعوب وفرض قيود الأحتلال ونسأل من باب الفضول ليس ألا , كيف تصرفتم لمنع تمرير الأتفاقية الأمنية التي شرعت الأحتلال وكانت حافظة لأمن قواته المجرمة , لم تفعلوا شيئا ملموسا يذكر لكم وانما لجأتم لأضعف الأيمان , وأكتفيتم بدغدغة معارضة , شفافة باللسان , وفاتكم أن تتذكروا كيف أسقط العراقيون محاولة صالح جبر رئيس الوزراء في العهد الملكي لفرض معاهدة بورتسموث على العراق رغم أنه قام بالتوقيع عليها مع بريطانيا قبل ان يحمل مسودتها الى بغداد فأسقطها فعل الشعب وهي في مهد الخيانة قبل أن ترى النور, وأعتقد أن ذكرى وثبة كانون ستبقى محفورة في الضمير الوطني العراقي معطرة ومؤطرة بوقفة البطولة لشعب العراق الذي سطرت تفاصيلها معركة الجسرالتى روتها دماء الشهداء وفي مقدمتهم جعفر أبن الكرخ والألوسي أبن الرصافة , مجسدين شعارا وطنيا عراقيا كان وسيظل من ثوابتنا ,فهل تتذكرون فعل الحركة الوطنية الموحد الرافض لأي مظلة الأجنبية ؟؟


* الشعارالسابع :لاحقوا الأرهابيين وسافحي دماء الأبرياء وحلفائهم من رؤوس الجريمة والفساد وأقطعوا دابرهم تحفظون أرث الحسين.


" ليس لدينا ما نقوله سوى أن ما تدعون اليه الأخرين يبدا بخطوة منكم تميزكم عن باقي الرهط المتورط بالعملية السياسية التي أفرزها الأحتلال الذي فتح أبواب العراق أمام الأرهابيين وجعل حدودنا متاحة لأدامة حركتهم من العراق واليه وبما وفر لهم السلاح والعتاد والأموال من جميع الأتجاهات لأبقاء العراق ساحة مهتزة وضعيفة تبرر ديمومة وجود المحتل . كما نصت على ذلك أتفاقية بوش –المالكي فهل بادرتم للمطالبة بطرد المحتلين ,وهم أصل البلاء ومسببوه ,فهل كان للأرهابيين ولسفاحي دماء الأبرياء أي محط لقدم في العراق قبل الغزو الذي صفقتم له وباركتموه بالقول والفعل وما تزالون لا تدعون لمقاومته , فكيف نفهم صدق دعوتكم لقطع دابر الأرهابيين وسافحي دماء الأبرياء . في وقت لا تحركون فيه ساكنا على من يمثل حاضنة لهم وهو اليانكي الأميركي ؟؟


*الشعار الثامن :عملوا من أجل أن يسترد الوطن الغالي استقلاله وسيادته الكاملتين ,تعظمون مآثر الحسين
"لا ندري كيف يسترد الوطن الغالي أستقلاله وسيادته الكاملتين من وجهة نظركم وأنتم تتجاهلون ايضاح كيفية النهوض بهذه المهمه الوطنيبة الكبيرة,هل بتخليص العراق من محتليه الأميركيين , وكذلك بمواجهة من يجهرون بنيتهم ملء الفراغ قافزين من وراء الحدود , كما ورد على لسان أحمدي نجاد في تصريح معلن و صلف ؟! وهل يمكن أن يتم ذلك بالأسترحام أم بالمناهضة وخصوصا بعد أن أتمت واشنطن ربط العراق بأتفاقية تضمن أستمرار وجود أميركي لحماية – الديمقراطية!- التي توفربالحقيقة حماية لمصالح أميركية فرضت على العراقيين بالغزو.


وهل تستوي السيادة الحقة التي يدعون الى أستردادها بقبول التحالف مع من يسعون لتجزئة الوطن ,تحت هذا أو ذاك التبرير!! أو القبول بشطر العراق طائفيا او قوميا أومذهبيا , أي هل تقوم السيادة الوطنية للعراق على قاعدة وحدة الأرض والشعب أم بالتفريط بهما , كما يسعى لذلك قادة الحزبين الكرديين المتنفذين بتشجيع من الأميركان , وليس عموم أهلنا الكرد ,وهناك شواهد على هذا التوجه تؤكد أصرارهم على ان تكون مليشياتهم نواة جيش خاص بكردستان تتحمل الأنفاق عليه الحكومة المركزية من دون أن يكون أرتباطه الأداري والتعبوي بالمركز كجيش واحد تقوده قيادة واحدة , وكذلك بالأنفراد في منح أمتيازات التنقيب عن النفط للشركات الأجنبية مباشرة وعقد أتفاقيات انتاجه وتسويقه بتجاهل مقصود للحكومة الأتحادية .وبخلاف القوانين المرعية وحتى بتقاطع مع نصوص الدستور الذي سن أصلا بأنحياز لهم , ولا تفوتنا الأشارة الى سيطرتهم على الموارد التي تدخل أقليمهم من الرسوم الكمركية في حبن هي موارد مركزية يفترض ان تدخل تفاصيلها الى الخزينة المركزية , في وقت يتولى فيه البنك المركزي العراقي. تخصيص المبالغ التي توفر كميزانية خاصة للأقليم سنويا وحسب تخمينات تقترحها حكومة الأقليم وتصرف بقرار أتحادي , فهم يتجاوزون على ما لا حق لهم فيه ويستلمون في ذات الوقت حقهم كاملا .. وأخيرا وليس آخرا هل يتحقق استقلال العراق في ظل دستور واحد أم بوجود دساتيرعديدة ولمن تعود مرجعية ألمواطنين اذا تعددت الدساتير , كما هو حادث الأن , فبأى مرجعية دستورية يلتزم أهلنا الكرد الأن وفي المستقبل هل بالدستور العراقي أم بدستور الأقلبم ؟؟


وربما يتساءل القراء من هي الجهة
التي كانت محور أعتراضي لأنها استخدمت اسم امامنا الشهيد ألحسين (عليه السلام) في شأن دعائي أنتخابي ,فأقول أنها منشورة في موقع طريق الشعب يتأريخ الرابع والعشرين من كانون ثاني 2010ومذيلة بأسم أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي لا أجد داعيا لذكر أسمه لان ما نقصده الأسم ,انما نقصد النهج , فلا يجوز أن يدعو الناس لفعل أشياء هو نفسه أغمض العين عنها أو سكت عليها ,هو وجماعته
عندما كانوا في موقع المسؤولية ؟!


والى لقاء تال مع لقطة جديدة مستلة
من خضم اللعبة الأنتخابية المستظلة ببركات الخيمة الأميركية , تابعونا

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠٤ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور