الذكرى السابعة للاحتلال البغيض .. ودور المقاومة العراقية الباسلة

 
 
شبكة المنصور
زيد احمد الربيعي

منذ أن دنس الاحتلال ارض المقدسات ارض الرافدين في 9-4-2003، ومن خلال وقع سطوة الإخراج الأمريكي الصهيوني لمشاهد الحرب على العراق، والكيفية التي تمت بها السيناريوهات العسكرية، ووعي مدى تأثير الصورة على العقل ورؤية المشاهد، وانعكاس ذلك على أداء واليات الفعل الشعبي كان ذلك كله ضمن مخطط مرسوم ومعد ليس فقط لاحتلال العراق، احتلال بغداد، ، وتدمير الأسطورة البابلية، التي ما انفك العرب يعيشون على أمجادها طيلة مراحل السقوط والهوان العربي، وإنما لأحداث وتكريس وعي السقوط العربي، سقوط الحضارة العربية، وسقوط العقل العربي. .


هذه هي منهجية العقل الأمريكي الصهيوني، وبخاصة بعد فاصل زمني تم فيه التعاطي مع العقل السياسي العربي الرسمي باعتباره زاوية الفعل السياسي العربي برمته، كانت تخلق وقائع معينة، لتعود وتخلق أخرى، وبالتوالي تخلق وقائع جديدة فينسى ما كان سابقه، ليتم التعامل مع المستجد أي كانت وقائعه أو معطياته. بل كان الفعل الرسمي العربي يتسابق ولوجا في الهرولة لإثبات حسن النوايا وتقديم الولاء.


وعليه فإن ردة الفعل الشعبي المقاوم كانت على عكس توقعاتهم، مما أوقع في روعهم مخاوف من تصاعد أعمال المقاومة، وأي متابع للوضع العراقي سيرى دون أدنى جهد مدى الارتباك الذي وقع في سلوك الاحتلال وقواته العسكرية التي وصلت الحال في الجنود الأمريكان حد الانتحار والهروب من الخدمة، وعدم قدرتها في الرد على عمليات المقاومة المتصاعدة ونوعيتها.


ومن هنا يأتي دور المقاومة، ومجموعة الأسئلة التي تدور في أذهان البعض الذي يشكك في قدرات المقاومة أو لم يتعرف بعد على طبيعتها، من هي المقاومة؟؟.. ما طبيعتها؟؟.. ما هو برنامجها؟؟..


وأما أهدافها فأنه بات من العيب الشديد، أن نتحدث عن هذا الأمر كونه من البديهيات التي لا تحتاج إلى شرح أو تبيان أمر.


فإن الهدف الأساسي هو التحرير، تحرير العراق من الاحتلال الصهيو-أمريكي- الإيراني، واستعادة السيادة الكاملة كما كانت على كل العراق دون أي نقصان منها. وهذا لن يتم إلا بالتحرير وطرد الاحتلال، بل وإلحاق الهزيمة به


ولكن... ولمن لم يستطع بعد أن يقرأ ليس خلف سطور المقاومة، وإنما التعرف على طبيعتها بعد ما يزيد عن سبع سنوات من وجود الاحتلال، لمن لم يستطع أن يكتشف ماهيتها، وبرنامجها، وتكتيكاتها، وعن الأهداف المرافقة للهدف الرئيسي، إلا وهو التحرير (تحرير العراق)، فإن أحد أهم أهداف المقاومة العراقية المرافقة للهدف الرئيسي، هو إلحاق الهزيمة بقوات الاحتلال الصهيو-أمريكي، وهذا الهدف لا يقل أهمية، بل وخطورة عن هدف التحرير كهدف رئيسي. وهذا ما تحقق فعلا على الأرض بعد أن أعلن المحتل الانسحاب من العراق مجبرا نتيجة الضربات الماحقة للمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية التي أربكت القوات المحتلة


وان هدف إلحاق الهزيمة بقوات الاحتلال الأمريكي، لا يخص العراق وحده، وإنما هو هدف قومي، بل يتعدى ذلك إلى المستوى العالمي. كونه يؤكد في طياته، إنه هدف يرمي إلى تأكيد أن القوى المتوحشة ومهما بلغت قوتها، يمكن للشعب إذا ما امتلك إرادته من أن يحقق الانتصار على أعتى الدول الكبرى كدولة (الولايات المتحدة الأمريكية). وهو ما تسعى إليه المقاومة العراقية منذ التحضير للمقاومة، لأن التحرير أضحت مسألة وقت لا أكثر، ولكن ما هو مهم إلى جانب التحرير هو إلحاق الهزيمة بالغطرسة المتطرفة والشوفينية المتوحشة الأمريكية.


هذا هو الحال الذي به المقاومة، وتسعى إليه منذ ما قبل احتلال بغداد. فإن طبيعة المقاومة وأسلوبها وتكتيكاتها، واختيار الأهداف التي تعمل على تنفيذها يوميا، إضافة إلى القدرة الخارقة على الحركة في الظهور والاختباء.. الكر والفر.. وانتشارها على كل مساحة جسد العراق.. والقدرة اللوجيستية.. واصطفاف الشعب إلى جانبها، كل ذلك لا يؤكد فقط التحضير للمقاومة مسبقا، وإنما يؤكد على الأهداف المرسومة من قبل الإعلان عن بدء عملياتها التي لم تهدأ منذ إعلان قوات الاحتلال عن تدنيس ارض الرافدين. وعن القدرة السياسية، العقل السياسي الذي يقود هذه المقاومة، وعدم قدرة القوى المعادية من الاحتلال وعملائه وبما يمتلكونه من إمكانات على تشويه المقاومة، أو على فرض أجندة الاحتلال على سياسات المقاومة.


وهنا نشير إلى مدى استجابة كل أطياف السياسة العراقية الوطنية، وعلى اختلاف أيديولوجياتها، للانخراط في صفوف المقاومة مسقطة من حساباتها كل الصغائر أمام المصلحة العليا للعراق والأمة، والمتابع لفعل المقاومة وما يصدر عنها من بيانات ورؤى وتحليلات، يستطيع أن يرى مدى العمق في أبعاد الرؤيا الإستراتيجية لأهداف العدو المحتل وعملائه ، وتحديد آليات الفعل المقاوم طبقا لما تفرضه الوقائع من معطيات على الأرض. .


وهذا ما أكدت عليه المقاومة العراقية، بأن الصراع مع العدو الأمريكي الصهيوني، ليس صراعا عراقيا مع قوى الاحتلال، وإنما هو صراع الأمة العربية والإسلامية مع أعدائها التاريخيين. وهو ما يؤكده المتعاطين مع السياسة الأمريكية وعملائها، برفضهم ليس المقاومة للمحتل، وإنما رفضهم المطلق للمقاومة العربية والإسلامية في العراق ضد الاحتلال، واعتبارهم( غرباء، ومندسين تكفيرين وصدامين وإرهابيين...) الخ.


وعليه فان أهمية المقاومة العراقية يتمحور حول التأكيد على طبيعة الصراع، باعتباره ليس صراعا عراقيا أمريكيا، وإنما هو صراع الأمة مع أعدائها، ومن أهم الدلائل على ذلك ما يلي:


أولا - يعتبر احتلال العراق أهمية جدا خاصة لدى الدوائر الأمريكية المعنية بتنفيذ مخططاتها باحتلال العراق وثم بتفتيت الدول الأكبر، مثل مصر، السعودية، سوريا وتهميش دورها، وتغليب أدوار لقوى طرفية هامشية، بدفع وحماية أمريكية.


ثانيا - التحالف الواضح ما بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع العدو الصهيوني، ضد كل ما هو عربي وإسلامي، من فلسطين إلى أفغانستان إلى العراق إلى سوريا والسودان، حتى السعودية.... الخ.


ثالثا - تصريح كل الدوائر في الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة، بأن العراق سيكون أنموذجا للمنطقة. وها نحن اليوم نرى هذا الأنموذج في (فن التجريد الأمريكي) في سجون أبو غريب والبصرة ونينوى وغيرها وقتل الأبرياء بدم بارد من قبل القوات الأمريكية او البريطانية والعملاء المتعاونين معهم في حكومة المنطقة الخضراء وما حصل في قرية زوبع في أبي غريب من ذبح ثلاثة عشر مواطن من قبل لواء 24 سيئ الصيت التابع المجرم جواد المالكي إلا واحدا من هذا الأنموذج الأسود


رابعا - بناء (24) قاعد ة أمريكية في أنحاء متفرقة من العراق قابلة للزيادة


خامسا- إقامة أكبر سفارة أمريكية في المنطقة بل في العالم أجمع وفي مكان يعتبر رمزا للسيادة العراقية. وتشير الدلائل إلى أن عدد الموظفين في هذه السفارة سيصل إلى ما يزيد عن 3000 موظف أمريكي. إن عددا كهذا يوضح النوايا الأمريكية اتجاه العراق، أي في إعداده ليكون قاعدة أمريكية كبرى للسيطرة على المنطقة برمتها وهو ما يثير تخوفات عدة من بعض الدول التي لها مصالح في منطقتنا


خامسا - انفضاح أمر التلفيقات الكاذبة بشأن أسلحة الدمار الشامل، في كل من أمريكا وتابعتها بريطانيا، وكان أخر الفضائح، اعتراف وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد اليوم، أمام تجمع الصحفيين، بأن الرئيس العراقي صدام حسين لم يثبت أنه كان على علاقة بأسامة بن لادن و"تنظيم القاعدة".


سادسا - من يريد تحقيق الديمقراطية، لا يسعى لتنصيب العملاء والقتلة، ولا يشكل فرقا يطلق عليها اسم فرق الموت والاجتثاث ((أي اجتثاث المخلصين)).


فالمقاومة العراقية اليوم تقدم درسا في المواجهة المتميزة ضد أعتى دولة في العالم من حيث العدد والعدة والعتاد ونوعيته والتقنية المتطورة التي لا يمتلكها غيرها. وما أساليب القوة والوحشية والإبادة التي تتبعها القوات الأمريكية في العراق من الفلوجة إلى سامراء وتلعفر والقائم إلى مدينة الثورة وباقي المدن العراقية، إلا التعبير عن حجم المأزق الكبير الذي تواجهه أمريكا في العراق.


إن الضرورة التاريخية لتقتضي منا جميعا الانخراط في صفوف المقاومة ودعمها، حتى لا تصبح المقاومة العراقية منعزلة عن امتداداتها العربية والإسلامية.مثلما يريدها المحتل وعملاءه ، بعد ان ألحقت الهزيمة بهم وبدأت بوادر النصر تلوح بالأفق وان هذا اليوم ليس ببعيد بعون الله ناصر المجاهدين..

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ٢٤ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٩ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور