فتنة الغزو والاحتلال ياهالكي

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

عندما تمتلئ القلوب بحب العروبة والعراق تصبح المناطقية والمذهبية في خبر كان وتذوب فوارق الجنس والألوان والأزياء واللهجات ويغدو كل شبر من التراب عزيزاً وغالياً على كل نفس في الوطن العربي الكبير وهذه الأرض المعطاء ارض الرسالات والأنبياء والصالحين والأولياء العراق العربي الأشم عراق المحبة والألفة والتآخي منذ فجر التأريخ ولحين وطأة أرضه الطاهرة القدم الهمجية التي جاءت بروح الحقد والكراهية والانتقام لما خسرته بعدوانها المتكرر وتصديها للمشروع النهضوي الذي جاهدة القيادة القومية الوطنية بفكرها القومي الثوري المتجسد بأيديولوجية حزب البعث الخالد لبلورته وطرحه على الجماهير العربية صاحبة المصلحة الأساسية فيه ، بغزوها واحتلالها وبث شرورها وتشريعها لقوانين عبرت عن ذاتها وتطلعاتها السوداوية ، جباهنا لم تخضع إلا للواحد الأحد الحي القيوم قيوم السماوات والأرض.. وأحببنا في امتنا إنسانها وجبالها وسهولها ومياهها وهوائها وفنونها وتراثها وأنبنا إلى كل ما يجعل القلب ملتمساً روح المجد أملاً في رضوان ربنا يوم يقوم الأشهاد


في فتنة الغزو والاحتلال التبست على الناس الرؤية وتألم جزء من الوطن تحت سنابك الطامحين لأمجادهم ولو على حطام وطن هي فتنة قذرة ظلامية أساسها القتل والتهجير والحرمان ورفض الأخر ليس موجهة للعراق بل أراها مفتاح لكل الوطن العربي والعالم الاسلامي لان المستهدف الإسلام المحمدي أولا وحاضنته امة العرب وهنا أشير إلى مقولة رائعة للمرحوم القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق عام 1975 يحدد فيها وبها الترابط الجدلي فيما بين العروبة والإسلام (( لولا السيف العربي لما انتشر الإسلام ولولا الإسلام لما عرف العرب )) الفتنة هي الآن تلتهم خيرة شباب العراق سواء من أبناء القوات المسلحة العراقية الباسلة التي وثق التاريخ لها المواقف المشرفة في فلسطين وسيناء والجولان بل في أكثر من موقع على امتداد الأرض العربية وأينما كان هناك دور تحرري لأبناء ألامه أو العلماء والمبدعين والخيرين الذين سهروا الليالي كي ينعم العراق وشعبه بالأمن والأمان وتدحر كل قوى الشر على البوابة الشرقية للوطن العربي ، بل الفتنة أخذت تكوي أبناء الأمة في اليمن والسودان والصومال ولبنان والمغرب والخليج العربي من خلال إثارة الصراعات والمطالبة بما يوجد خللا اجتماعيا ضمن بنية المجتمع الخليجي والوقائع اليومية التي تتناقلها وكالات الإنباء العالمية والمحلية تبين من يقف ورائها وما هي أهدافها وإبعادها


المغرر بهم من أتباع الشيطان الذين ظنوا أنهم بقتلهم أبناء وطنهم يحاربون أمريكا وها هي أمريكا تقف إلى جانب المتمرد على الدستور الذي صنعته كي يمزق العراق ويبقى الصراع والتناقض والمجهول في مفرداته ، ويسعى المتحدثون باسم خارجيتها وقيادة عملياتها في العراق إلى الضبابية في المواقف ودعم كل ما يزيد من تعقيد الأزمة التي يصطنعها ألهالكي وهيئة المسائلة واللاعداله التي أعدها الغزاة المحتلون سيف مشهور على رقاب الوطنيين الحقيقيين والعاملين على التواجد في ساحة الرفض ومقاومة كل أفعالهم السياسية التي يراد منها شرعنه كل أفعال الغل والجور والعدوان ، أمس الأول تطرق ألهالكي إلى موضوع العد والفرز مستشهدا بما حصل في عهد سيده بوش وفي ولاية فلوريدا وبريطانيا بلير ولي نعمته مطالبا الجلوس مع من يقول عنهم سياسيين على طاولة الحوار في الشأن الوطني كما يقول ولا ادري هل هو سياسي وهل هو وطني حقا" وهل يؤتمن وهل نواياه سليمة أم هذا استهلاك للوقت ولحين اختمار اللعبة الكبرى التي يعد لها هو وأسياده ومن يتظاهر بأنه حريص على المشاركة والتنوع وإعطاء كل ذي حق حقه كي يقع الوقع المشئوم ويكون التيه هو الفعل الفاعل أيها المجرمون ، وذلك حتى تظل البلاد مفتوحة على الموت الذي لا ينفد


سبق وقلنا إن الإدارة الأمريكية تتسم بالغباء في أكثر الأحيان وهذا نابع من قصر التجربة الإمبراطورية التي تحبوا حاليا نحوها من خلال ترسيخ مفهوم العولمة والقوة الأوحد ومن هنا أقول هناك تصوراً مغلوطاً لدى الدوائر المخابراتية الأمريكية مفاده أن القضاء على إرهاب تنظيم القاعدة لن يتم إلا عبر إشعال فتنة مذهبية في المنطقة تُحصد الأرواح في أتونها وتموت الأوطان ومن خلال ذلك اتجهت إلى العمل على إيجاد نظام حكم ديني متطرف مسيطر عليه في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق جملة الأهداف ومن أولاها القرض المستمر في المنطقة الرخوة من خاسرة الاتحاد السوفيتي الزاحف نحو المياه الدافئة وتطويق النضج القومي العربي وكان هذا البند متحقق بالشعار الذي رفعه الملا لي بكل قوتهم تصدير الثورة الإسلامية ، وأن كل طقوس التشيع ألصفوي ليست سوى تعبئة قتالية ضد الآخر الذي هو في نظرهم عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية والظالمين لإل البيت عليهم السلام ولابد من محاكمة ..... ولا ندري من هم الظالمين والى أي مسار هم يعزمون وهذا الذي حصل في العراق ما بعد الغزو والاحتلال وما ارتكب من جرائم يقع تحت صيحات بالثارات أل محمد بل وصل الأمر إلى نشؤ حركات وتيارات سياسية تحمل هذه المسميات وكان لها الدور الإجرامي في التأجيج والقتل ومسببات ردود الأفعال التي عمقت الهوة الاجتماعية وكما يقول احد القائلين أي جهل هذا وأي خبال أصاب هذه الأمة، لكن ومهما طال ليل الدجل والتضليل فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.. و(( قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد))


يدفع العراقيون بهذه الفتنة ضريبة نسيانهم لحب العراق لما أصابهم من هوس وخداع وتضليل وتعرضوا إليه من تهويل إعلامي ظلامي موجه من خارج الحدود ومن الداخل بأدوات تدربت على ذلك عقود واعدت لهذا الزمن الرديء كي تبث سمومها وتنفذ حقدها وكراهيتها بلسان أهل البلاد ولكن الحقيقة أن لسانها ليس لسان عربي مليح ، فتنت العقول وها هم يدفعون ضريبة إهمالهم لدراسة التاريخ وإهمال معرفة من كان قبلهم و يدفعون بها ضريبة السماع من طرف واحد ، والتصديق أن عجلة التاريخ ستعود إلى الوراء ويعود زمان السادة والعبيد الذي ما أنزل الله به من سلطان.. وأياً تكن الشائعات الآن فعلى الباغي تدور الدوائر، والله ناصر جنده ولو بعد حين



يتبع بحلقة أخرى

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٨ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور