فتنة الغزو والاحتلال ياهالكي

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

تناولت في الحلقة الأولى حب الوطن وأثره في تكوين الموقف والاتجاه  لدى الحاكمين والشعب واليوم أتوقف أمام ما فرزته السنين العجاف التي سببها العدوان الثلاثيني في 1991  والحصار الظالم و الغزو والاحتلال في 2003  ليكون المدخل المهم في إكمال الحلقات التي اخترت لها العنوان فأقول جاء الغزاة والمحتلون الأمريكيون والبريطانيون ومن تحالف معهم ومهد لفعلهم الإجرامي للعراق على خلفية مصالحهم التي حددها سياسيوهم ، وفرضوا نمط سياسي حاكم على شعبنا العراقي ، وهنا يطرح السؤال كيف كان ردود فعل العراقيين ؟ لا أدعي ألقول أنَّ العراقيين واجهوا الغزاة المحتلين بشـكلين من الممارسة : إِحداهما مستسلمة لمنطق المحتلين متعاملة معهم وهؤلاء هم أدواة المحتل وموطئ القدم المتقدم الذي أعده واستخدمه الغزاة المحتلين ، والأخرى مواجهة القوات الغازية بالمقاومة المسلحة أو السلمية  وكلاهما عنيفان من حيث الآثار والنتائج ، فالشكل الأول المستسلم يصادر الإرادة والحق في الجهاد لاستسلامه لإرادة السيد المتخذة ولي أمر  خلافا لكل الأعراف والشــــرائع والانغماس في قتل الشـعب والوطن ، والثاني المعبر عن معيار الوعي الإيماني  والحق المشروع في التصدي للعدوان وأدواته من اجل الحفاظ على  الحقوق الوطنية  بعامها وخاصتها

 

هنا لا أريد ألتذكير بذلك لكونها وسمت وقائع كل تاريخ العالم ، وفي كل مكان تعرضت أرضه مثلما واجه مجتمعه ألاِحتلال العسـكري ، حدث ذلك في الدول الأوروبية  و في الدول المتأخرة علميا" وتقنيا" والمسماة الدول المتخلفة إجحافا بحق الشعوب ، واِستثمار عوامل الزمن من قبل الطيف الثاني الذي يحمل في عمق الضمير المعانات الشعبية والدمار الحاصل في البنى التحتية للعراق لان الغزاة أرادوها إنهاء دولة وسحق تأريخ يمتد لآلاف من السنين كانت إشعار إنساني للعالم و يدلل على ذلك الاِتجاه الموضوعي في التطور الذي شمل إرادة شعب العراق كونه شعب حي يتمكن من تخطي الصعاب بالرغم من شمولية الهجمة وبواعثها  ، يقابل ذلك استثمار للزمن من قبل الإطراف المنتفعة من المحتل  والعاملة من اجل التسريع بانجاز أجندته وما حصل في العراق لبرهان حي على ذلك وان ما يحصل حاليا من سلوك ارتداد على ما يسمى بالدستور والشرعية  هو استمرار لتلك المنهجية ،   لقد واجـه المسـتسـلمون واقـع غزو و احتلال نصارى يهود للعراق من خلال منطق الخنوع ، بالرغم من مخالفته لكل القوانين والشرائع السماوية والوضعية ولمنطق أغلبيتهم السابق ودعايتهم الفكرية والسياسية التي اِحتوتها أدبيات بعضهم الحزبية واقصد هنا تيارات وأحزاب وحركات الإسلام السياسي والضجيج الإعلامي الذي يضللون به البسطاء من كونهم المدافعون الحقيقيون عن الشعب ومصالحه وإنهم يتخذون من الإسلام منهاجا لمقاومة الظلم والاستكبار العالمي بل كانوا يرددون ذات الشعارات التي رفعها أسيادهم الصفيون الجدد ، تعاملوا مع قوة الاِحتلال على أرضية طائفية وأثنية معاكستان لمعاني التطور العراقي الذي شهده المجتمع العراقي منذ ولادة الدولة العراقية في أعقاب المواجهة الشعبية الشاملة للغزو البريطاني وهزيمة منطق الاِحتلال بثورة 1920  

 

بمتابعة بسيطة لمجريات الأحداث من اليوم المشئوم 9 نيسان 2003 ولليوم لقد جرى تأسيس مجلس الحكم الاذلالي  أي الانتقالي بموافقة الحاكم المدني بول بريمر الذي اِحتفظ لسلطة الاِحتلال بحق الفيتو على أي قرار لا ينسجم مع المصالح الأمريكية وهنا اســــتشهد بقول عضو المجلس المدعو يونادم يوسف كنو حول الطبيعة التكوينية لهذا المجلس الأثينية والطائفية  ليعطى الاِعتراف الصريح بالقرار الأمريكي والإقرار بما نجم عنه رغم إدعاء البعض بغير تلك الحقيقة ، حيث قال وبالحرف الواحد (( إنَّ التوزيع الطائفي والعرقي لأعضاء الوزارة جاء إقرارا لما  تم وفق تركيبة مجلس الحكم الاِنتقالي الذي انتهت مهامه وواجباته  )) لتعقبه حكومات الاحتلال وأخرى الرابعة التي لا تبتعد قاعدة تشكيلها عن ذات التوجه و المنتهية ولايتها حاليا بحكم نتائج الانتخابات النيابية وما ينص عليه دستورهم أي أنَّ هذا التكوين من حيث اِنتمائه جاء منسجماً مع المخطط السياسي الذي فرضه الأمريكيون منذ فترة ما بعد عدوانهم الواسـع على الدولة العراقية في 17 / 1 / 1991 الذي يعَّد أبرز عناوينه تتمثل بمناطق الحظر الشــمالية والجنوبية من أجل تكريس تمزيق الدولة العراقية إلى واقـع ملموس في مناطـق ثلاث ، وتفتيت المجتمع إلى أثنيات وقبائل عندما تسخر لخدمة نوايا الحاكم كمجالس الإسناد والارتزاق الحاصل وأديان ومذاهب كون ذلك هو المقدمة الضرورية لإثارة فتنة الاِقتتال العمودي والأفقي في المستقبل مما سيفسح المجال واسعاً إلى تجزئة العراق على طريق إلغائه من أية فاعلية على صعيد حاجة الأمة العربية للقوة الفاعلة والمؤثرة في ميزان العلاقات الدولية ومجابهة القوى الغاشمة والطامعة بثرواتها وموقعها الاستراتيجي و الأمة الإسلامية المتمسكة بالإسلام المحمدي النفي من كل البدع ومواطن الضلالة ووفق مشروع بإيدن نائب الرئيس الأمريكي الحالي  ، ولصالح السـياسة الإستراتيجية لكيان الاِغتصاب الصهيوني في فلسطين ، كما رآه قادة الكيان الإستراتيجيون المفكرون بذلك منذ سنوات صناعته ولحد ألان ،

 

ولكن يعاد طرح السؤال المهم والحيوي في تعرية الفتنة وأهدافها وغاياتها  وما يعمل ويتمسك به ألهالكي كيف واجه الشعب العراقي ذو الماضي المقاوم والحاضر الذي يحث على العنفوان والمجد والكفاح كيف واجه المحتلين الغزاة  ؟ ، وكيف تعامل مع مخططاتهم السياسـية الخبيثة والمسعورة ؟  ذلك ما سـنتحدث عنه في الحلقة  وبإعادة النظر الى اللقاء الأخير والمباشر فيما بين القائد الشهيد وأبناء الشعب في منطقة الاعظمية يوم تدنيس المحتل لأرض العراق  ومنها مدينة بغداد العصية على الشر والأشرار  يلاحظ الإصرار على عدم القبول بإقرار الأمر الواقع والوقفة المشرفة التي اتخذها مقاتلي أم قصر  بكرهم وفرهم  ماهي إلا حالة تواصل تجمع كل العراقيين وعلى الرغم من تمكن العدو من  العراق  إلا إن الإرادة الشعبية زادت ذات كل غيور ونشمي وتواصل الجهد الميداني فانبثقت القيادة العليا للجهاد والتحرير  وحددت معالم المستقبل الأتي بفعل  جهاد المقاتلين وقد استكمل هذا الجهد باحتواء الفصائل الجهادية ضمن بودقه مؤمنه بتحرير العراق وإعادة وجهه المشرق الى سابق عهد

 

 

يتبع بحلقة لاحقة

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ٢١ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور