الفاو ذاكره وصدق رؤية

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد
بانبثاق ثورة 17 - 30 تموز 1968 القومية الوطنية تعرض العراق إلى جملة من الممارسات العدوانية من أطراف دولية وبأدوات محلية وإقليمية كان من أبرزها المؤامرة الانكلو إيرانية عام 1969 والتي أطلق عليها تسمية الغزال و كانت تستهدف بالدرجة الأساس القائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه وأرضاه عندما كان يمارس مسؤولية النائب لما يشكله من ثقل نضالي في المسيرة التي تعبر في جل أهدافها والإستراتيجية التي اعتمدتها عن أماني وتطلعات الجماهير العربية وخاصة على مستوى القضية المركزية فلسطين وتحرير كل التراب العربي المغتصب أو المسلوب ، وكان أخر مطا ف الجهد العدواني المتغير السياسي على الساحة الإيرانية المعد سلفا والمبرمج من اجل تطويق اليقظة القومية التي شهدها الوطن العربي وخاصة قاعدته المحررة العراق ، فكان أولى شعاراته تصدير الثورة الإسلامية إلى العراق ورفع شعار تحرير القدس مرورا بالعراق وغيرها من الدعوات التي أطلقها الخميني والملا لي المتسلطين على الشعوب الإيرانية ، وكان العدوان المسلح على التراب العراقي في 4 / 9 / 1980 بالرغم من التحذير العراقي المتكرر إلى النظام الإيراني وهيئة الأمم المتحدة بمذكرات تحدد التصرفات العدوانية ونتائجها المخلة بالأمن الوطني والقومي والإقليمي والمناشدات المتكررة التي أطلقتها الحكومة العراقية في حينه إلى المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية ومن أبرزها المؤتمر الإسلامي لحقن دماء المسلمين وضرورة أن يتجه النظام الإيراني إلى قواعد حســن الجوار والاحترام المتبادل للسـيادة وعدم التدخل بالشـأن الداخلي من كلا الطرفين ، إلا أن الملا لي استمروا في نهجهم وتماديهم فكان الرد العراقي المشروع والصاعق يوم22 / 9 / 1980 حيث انطلق الاقتدار العراقي بزحفه الشامل ليدمر الآلة العسكرية التي تعد القوة الخامسة في العالم وتحقق النصر المبين واندحرت الريح الصفراء في عقر دارها وما تحقق من نصر كان مرد وفا بنية السلام والإصرار على البناء السليم للعلاقات الدولية ، مع التوضيح لحقيقة الصراع بأنه صراع حضاري نابع من روح الحقد والكراهية والبغضاء التي تسيطر على العقلية الحاكمة بروحية الصفوية الجديدة الغرض منها تدمير معالم النهضة القومية التي تشهدها الأمة العربية وحرمانها من ذلك انسجاما وتوافقا والأهداف التي يعمل على تحقيقها التحالف الامبريا صهيوني وما النظام الإيراني الجديد القديم إلا ورقه من ذات الأوراق التي كانت رائجة ونظام الشاه إحداها في عملية التلويح بالعصا الغليظة


استمر العراق بالتذكير بما طرحه على الأنظمة العربية وخاصة من كان لها موقف من العدوان والرد العراقي فكانت معركة الفاو وتمكن العدوانيين من احتلالها بدعم ومشورة أعداء العراق والتي اعتبرتها حكومة طهران المفتاح للانتشار في منطقة الخليج العربي لما يشكله موطئ القدم الذي تمكنت من الحصول عليه وبنت التحصينات الدفاعية التي تمكنها من المحافظة على التقدم والتغير النوعي في مسار العمليات العسكرية ضمن قاطع ألبصره ، ولم يتردد النظام الإيراني وعملائه بل أدواته الذين يسمون أنفسهم اليوم قادة العراق ما بعد الغزو والاحتلال من أن يعلنون بان مدينة الفاو التي حررتها القوات الإسلامية من قبضة البعث هي أرضية الدولة الإسلامية المنشودة وأطلقوا عليها تسمية الدولة الفاطمية مما كشف النوايا الحقيقية الغائبة عن ذهن غالبية الجماهير العربية والقسم المخدوع بالشعارات التي رفعها نظام الملا لي و الحركات البهلوانية التي أقدموا عليها في احتلال السفارة الأمريكية والكيان الصهيوني في طهران و رفعوا عليها علم فلسطين ، ولكن هذه المسرحيات المبرمجة أسقطتها فضيحة إيران كيت وأسرار التعامل ألتسليحي فيما بين إيران العدوان والكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين والمحتلة سفارته في طهران من قبل ألطلبه المهووسين بالشعارات الخمينية وترافق ذلك مع ارتفاع النعيق والتطاول على العرب وازدياد التدخل المباشر في الشأن العربي والكل يتذكر كيف تم استثمار موسم الحج من قبل الإيرانيين وماهية الشعارات التي رفعت تحت مسمى التوبة والتكفير ، حيث أرادوا أن يتحول الموسم إلى ممارسة صفوية ظاهرها معاداة الامبريالية والصهيونية وباطنها هو تسييس الشعائر الدينية وبث الافكار التي يراد منها خدمة الأهداف والنوايا التي جاء من اجلها النظام الإيراني الجديد بأسلوبه القديم بأهدافه ونواياه


اليوم تعاد ذات الأهداف والنوايا وما يتعرض إليه العراق وشعبه بفعل نتيجة الغزو والاحتلال الذي قامت به ونفذته بالمباشر قوى نصارى يهود وبدعم وإسناد النظام الإيراني والشرور التي بدأت تظهر هنا وهناك من ارض العرب والعالم الإسلامي لهو اليقين الحق والصدق بالتشخيص والرؤية المتأتية من وعي حقيقة الفكر الشعوبي الذي يتجسد في العقلية التي تتحكم بالمهوسيين الفرس ومن والاهم أو نشأ وترعرع برعايتهم وإعدادهم لليوم الذي يرغبون وها هم يحصدون ماز رعوا كي يدمر العراق وتحرم ألامه ويجتث الأمل المرتجى فيعم القتل والتهجير والتهميش والحرمان من كل شيء وبالأخص من العقول المبدعة والقيادة الحكيمة الوطنية العزوم ، وما الالتفاف على اختيار الشعب من خلال تمرد ألهالكي على ما أفرزته صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية وحزبه العميل والاصطفاف الطائفي والشعارات التي ترفع باسم المشاركة والشراكة إلا وسائل وأساليب الترويض والتطويع كي يقتل قرار الشعب بالتغيير الحقيقي وإسقاط من ارتكب الأفعال الطائفية وتستر على السارق وناهبي قوت الشعب وتعرية كل منابر المنكر والخبث والارتداد كي يتمكن العراق من النهوض من كويته والانطلاق بأمل الأجداد وأماني أصحاب المصلحة الحقيقية بالتغيير الذين سالت دمائهم انهارا على ارض العراق والقاتل المجتث يتفنن بالقتل باسم الديمقراطية والحرية ومقاومة الدكتاتورية والتفرد وغيرها من المسميات التي جاءوا بها من مواطن عمالتهم وخياناتهم واتفاقاتهم بتمزيق الأرض والشعب بالشعارات التي رفعوها والأهداف التي اتخذوها وسيلة للإيغال بالجريمة ،

 

وبهذا يتضح المشهد الذي كثيرا ما نبه عنه القائد الشهيد وحزب البعث العربي الاشتراكي وها هو الموقف الذي لابد وان يكون كي يتوقف نزيف الدم الغزير وتحمى الأرض ويصان العرض من قبل كل الخيرين الحريصين على العراق بوابة ألامه الشرقية التي تردع كل الحاقدين وتمنع الريح السموم من الولوج إلى جسم ألامه أكثر مما نفذ كي تصان ألامه وتمارس دورها الرسالي الإنساني الموكل إليها بقيم الإسلام المحمدي النقي من كل البدع والشوائب وإرهاصات الارتداد التي يراد اعتبارها جوهره وحقيقته كي يقتل (( أن الذكرى الثالثة والعشرين لملحمة تحرير الفاو التي تتعرض اليوم للتهديد بالاحتلال الإيراني من جديد في إطار أحلامهم الســــــود في احتلال العراق كله , خسئوا تحفز العرب جميعاً أنظمة وجماهير لدعم المقاومة العراقية الباسلة ، ففي الوقت الذي تظاهر فيه ثلاثة ملايين أميركي ضد الاحتلال الأميركي للعراق في ذكراه السابعة يغلب الصمت مع الأسف الشديد على مواقف الأنظمة العربية وقطاعات واسعة من الجماهير محيين مواقف الدعم والصمود لبعض الأنظمة العربية وبعض النخب والقطاعات الجماهيرية العربية في الوقت الذي نتطلع فيه الى المزيد من الدعم والإسناد الفاعلين لموقف المقاومة العراقية المجاهدة التي كسرت ظهر الاحتلال الأميركي وألحقت الهزيمة المنكرة بقواته وقوات حلفائه التي خرج البعض فيها من ارض العراق ولاذ البعض الأخر بالقواعد التي لم تعد أمنة بفعل الضربات الماحقة لمجاهدي المقاومة الأبطال . ))


ألله أكبر   ألله أكبر   ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٠٤ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٨ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور