مفهوم العنف والاجتثاث في العراق وتطبيق الديمقراطية

 
 
شبكة المنصور
زامــل عـبــد

العراق والعراقيون مازالوا يقدمون التضحيات بالنفس وبالنفيس لتحقيق أهدافهم السامية بتحرير بلدهم وبناء ديمقراطي يرتكز على تأسيس دولة تقوم على الديمقراطية والتعددية لِلَمْ شمل الشعب العراقي بكل أطيافه السياسية ومكوناته الأساسية بعد ما تمكن منه الأعداء لبث شرور الفرقة والاستعداء بين مكونات الشعب وهذا كان حلم أو بالأحرى مطلب كل عراقي لما تحمله من عناء ومآسي وحروب دامية ومستمرة  فرضت على العراق وشعبه من قبل  القوى الشريرة والمعادية لاماني وتطلعات الجماهير منذ انبثاق ثورة 17 – 30 تموز القومية الوطنية 1968 ولحين وقوع الغزو والاحتلال 2003   أدت إلى تهلكه وتدنى في مستوى معيشته بسبب الحصار الجائر وانعكاساته على مناحي الحياة ومن اجل الرقي بمستوى أفضل للعيش قامت القيادة السياسية القومية الوطنية العراقية بجملة من المشاريع النهضوية والبنيوية وبالجهود الذاتية لاستيعاب الكم الهائل من الشباب  في فرص العمل المتاحة ، ولكن الواقع يقرأ عكس ما تمناه الإنسان العراقي كفرد وكمجموعات أثنية وعرقية  من جراء الغزو والاحتلال وما نتج عنهما من ما يسمى بالعملية السياسية والانهيار التام بالبنية التحتية للحياة والمؤسسة ، 

 

 نعم هذا ما نلمســــــه اليوم وبكل آسف شديد ، تحول العراقيون بين ليلة وضحاها الى أداة بيد المختبرات السياسية الدينية التي أنشأها ووظفها الغزاة المحتلون قبل  البدء بجريمتهم النكراء في العدوان الثلاثيني عام 1991 والغزو والاحتلال عام 2003  كوقود ليس من اجل التقدم والتطور ، من اجل الأمن والأمان وتوفير العيش الكريم ، لا بل يستعمل هذا الوقود من اجل تنفيذ أجندة حزبية وقومية ضيقة للحفاظ على الكراسي المؤقتة والزائلة بزوال أسيادهم الغزاة المحتلين مقابل مزيد من دم الأبرياء ، متناسين ان هنالك أفواه تصرخ وأيدي ممدودة ، شعب كامل يدمر وتلك الدمى تتفرج ولا احد يحرك ساكنا ، إلا الذين يؤمنون كوننا شعب واحد ومصيرنا واحد باتجاه العيش المشترك الذي يعني التعدد والتنوع وقبول الأخر نعم  المؤمنون المجاهدون الذين نذروا حياتهم من اجل العراق والعروبة ، ولكن واقع الحال يبقى على ما هو عليه ونحو ألا سوء إن استمر الفرد مستغفلا منصاعا" للدجل والخداع والتضليل الذي يمارسه المنافقون الأفاقون مرتدي العمة البيضاء والسوداء وهم من قيمها وروحها الحقيقية فارغون بل ناكرون ،  فالحوادث إن لم تكن في تزايد إن كان قتل أو خطف أو تهجير فان الصراع الذي بثوا فكره لا نهاية فيه ومن اجل ماذا ؟؟ من اجل المال السحت الحرام ؟؟ أو من اجل من يصل إلى الكرسي ويتولى منصب ما ؟؟ نستغرب من هذا ونقول لهم انتم أيها الأشرار بهذا تعيدون التاريخ مرة أخرى ، تعلموا من تجاربكم السابقة ، تعلموا أن تأخذوا منها العبرة والحكمة وليس ممارسة الشيء نفسه ، واذكروا الله قبل كل شيء في معاقبتكم لخليقته وصنع يديه ، اليوم لكم وغدا عليكم ! ، طلبتم الحرية وقلتم نحن نريد بلد ديمقراطي وليس دكتاتوري نمارس فيه حقوقنا جميعا ، وكان لكم ذلك بعد جهود سنين من العمالة والذل والهوان كأدوات مجرمة بيد أسيادكم نصارى يهود وفرس صفو يون جدد ، طبقتم ما كنتم من اجله تضحون  كما تدعون وتتنافسون ، فما زال البعض ينظر إلى بناء الدولة الديمقراطية في عراق ديمقراطي مجرد شعار يرفع وكلام يكتب ،

 

فالديمقراطية لا تهب من السماء أو تأتي من فراغ ، بل هي نتاج صراعات ومعانات وتضحيات تاريخية وسياسية واجتماعية وفكرية متواصلة ومتراكمة النتائج ، وهي منهج سلوكي ونظام حياتي يشمل بنطاقه كل أوجه النشاط الإنساني ، فلا ديمقراطية مع الظلم أو الاســــــــــــــــتغلال والتمييز العنصري والقتل والتهجير والتهميــــــــش والإقصاء والمحاصصه ولكن لازلتم بالرغم من كل ما مر ويمر لا تتعلمون ، ولا تتعضون قليلا متمسكين بأنانيتكم وحقدكم وخصوصيتكم الفردية وبعيدين كل البعد عن الموضوعية وتحقيق الذات التي لابد وان تتوافق مع ماتدعون من فكر إسلامي وتظاهر إيماني ، وديمقراطيتكم التي قلتم نريدها أن تكون لهذا البلد والشعب كي نصل إلى حالة الرقي والتقدم أســـوة بباقي البلدان ولا نقول جميعها ، تحولت إلى إرهاب وقتل ودمار، مفضلين مصلحتكم على حساب مصلحة الوطن والشعب ، ماذا تريدون أن تُعَلِموا الأجيال القادمة ، الترهيب أم التهجير أم الخطف وسلب النفوس أو هتك الأعراض، هذا ما تريدون ان يتعلم أبنائكم ، هذا هو مفهومكم للديمقراطية أيوجد في العالم كله نموذج ثقافة الموت باسم الديمقراطية والعدالة الإلهية حُوِل العراق إلى بؤرة للإرهاب ، فما زلتم تسـيرون بعكس السير، وابتعدتم كثيرا عن الطريق المستقيم وذلك من خلال خلق فوضى دائمة كأمر واقع وبالتالي زيادة الفقر والبطالة والمرض والحرمان والنتيجة تفريخ ثقافة الموت بعد غسل أدمغه الشباب المحروم ، وستبقون هكذا ما دمتم على نفس المسيرة  ليس هكذا يا أخوان تحققون ديمقراطيتكم التي هي لكم لوحدكم كما هو ظاهر وواضح حتى للأعمى ، والتي تدفعون ثمنها ليس المال فقط بل عشرات الضحايا والنفوس الطاهرة التي ذهبت غدرا بين الأرجل كي تحصلوا انتم على السمن وباسم الديمقراطية وتحرمون غيركم منها ،

 

وواضح انه ليس أمامكم غير هذا ، ولنكون أكثر صراحة ووضوح مع أنفسنا ، من يقدم على هكذا أعمال لا يرى فيما يعمله ألا خير له، وتحقيق مصلحته، ويجاهد من اجل فرضه بالقوة  ، ويرفض الحوار الحر والحل الأمثل والمنافسة الشريفة ، نحن وهنا اقصد العراقيين الاصلاء لسنا جسر يعبر علينا من يشاء ، لتحقيق أغراضه متى شاء بل رقما صعبا" وليس فئة مهشمة لا يوجد من يدافع عنا ، لا، نحن لسنا كذلك ، إن كنا اليوم لا احد يسمع لصوتنا لجســــــــــامة الحملة الإعلامية المسمومة الشريرة ، فغدا الجميع سوف يسمع لنا كمحيط إقليمي وحكومات عربية ومؤسسات دولية ويعرفوا أننا أصحاب حق وحضارة وأننا من هذا البلد مثلنا مثل أي مكون آخر يعيش على ارض العراق ، ولكن نحن لا نحبذ العنف بل نحب الســـــــلام وتحقيق العدالة والمســـــــــاواة  ،

 

والسؤال الذي يوجه الى التيارات الدينية السياسية ضمن الأجواء التي ســـــــبقت الانتخابات البرلمانية وبعدها هو ( ما هو ردكم على ما حصل مؤخرا كم شخص استهدف بقانون الاجتثاث واللاعدالة لحد الآن وكم قتل خلال الأشــــــــهر القليلة الماضية ، أو خطف ، أو احتجز بلا جرم وكم عائلة هجرت من بيوتها ؟ ) ، قتلتم فســــلبتم فرحتهم بالأعياد ، استهدافكم لهم بين حين وآخر لماذا ؟؟ لأخلاء المدينة منهم والتي هي مطلب الكثيرين من الشعوبيين ، أم هي إرهاب منظم ، أم هي رسالة  أم ماذا ؟؟ هذه الأسئلة لنا الجواب الشافي عليها ، وهذه الأفعال جميعها معروفة المصدر باتجاه فرض واقع ديمغرافي جديد وهذه تدل على أننا كبش الفداء ليس من اجل خلاص شــــــــــــعب كما تدعون ودجاليكم يروجون وان كان العكس لكنا معه ولن نقف ضد ، ولكن من اجل ألبيع والشراء في السياسة كما انتم تفهمون  وهذا مالا نقبله على أنفسنا وعلى أجيالنا القادمة التي ســـــتقول لنا ماذا فعلتم لنا ؟

 

وهذه تدل على جبن وهزيمة من يرتكبها وفشله ،  فهذه المخططات الخبيثة والمجرمة للعمل بكل السبل من اجل الضغط على مواطني محافظة نينوى وخاصة المســـــــــــــيحيين وإخراجهم من بيوتهم ومن عراقهم ، وزرع الفتنة والحط من الجهود الرامية والهادفة إلى ترسيخ روح المصالحة الوطنية وإحلال الأمن والاستقرار والسلام بين جميع طوائف الشعب العراقي ، وكذلك لإخلاء البلد من هذا الشـــــعب المسالم الإنساني والحضاري  والحقيقة لا يجد المرء صعوبة في فهم السر ومحط اهتمام واستهداف من قبل جهات مجهولة لمسيحيه، وطبعا الأمر واضح وضوح الشــــــــــــــــمس، فهذه الاستهدافات باتت تتضح في كل انتخاب يمر على البلد ، وأصبح  مثلا أكرر مسيحيي الموصل على استعداد لتنفيذ حكم الموت عليهم وأصبحوا كذبيحة تقدم للتكفير عن ذنب ، ألا وهو الانتخابات نعم ليس لها تفسير آخر، فهذا الإرهاب ضدهم يبرز في كل تمثيل انتخابي والذي يدل على أدنى درجات الحقد والتجرد من الضمير الإنساني ، والى خرق كل الشرائع السماوية التي حرمت هكذا جرائم ، حقا أنهم فئة ضالة عن طريق الحق ، وطريق الرب ، فأعمالهم تدل على همجيتهم بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية ،

 

لنســــــــال ضمائرنا ونقول إن كنا قد وحدنا صوتنا وكلمتنا ، وتفاهمنا على مواقف تخص مصير شعبنا ، وجلســـــــــنا وتشاورنا على مائدة الحوار، وتباحثنا في كل الأمور التي تخص شعبنا نحن كسكان أصليين في هذا البلد وأظهرنا وحدتنا وتماسكنا وكنا بما نحن عليه اليوم من تمزيق وتفكك بيننا نحن أولا ؟؟ أو كان احد يتجرأ على اضطهاد شعبنا إن لم نكن نحن لدينا أياد خفية من داخلنا ساهمت وتساهم في اضطهاد شعبنا المسالم ربما ما كان قد حصل كل هذا ، لا نقول بنسبة كاملة ولكن بنسبة من واقع حالنا ، ربما لم يكن قد وصل الحال به كما هو اليوم ، وما كنا قدمنا كل هؤلاء الشهداء الذي وصل عددهم أكثر من  مليون و750 ألف وأكثر من هذا يترك بيوته ويهاجر وهو معذور في هذ ا تاركين بيوتهم وأملاكهم وأعمالهم، ولكن يتضح وكأن التاريخ يعيد نفسه ويتكرر، وها هو اليوم يتكرر ، وبأسلوب أشرس وأعنف ولكن لا يخفى على احد ، فهذا الشعب الذي انتم بصدد إنهاء وجوده ، هو نفسه الشعب الذي ضحى بأبنائه ، وقدم المئات من الشهداء خدمة لهذا البلد، وتحريره،على مدى سنيين ولكن انتم اليوم تكافئونه برد جميلهُ بصفعة من خلال الإرهاب الذي يمارس عليه من قبل حكومة الاحتلال الرابعة وأدوات الاحتلالين وإلغاء هويته الوطنية وانتمائه القومي من خلال مواد دستوريه تضمنها الدستور الشبه ، مرورا بقانوني انتخاب مجالس المحافظات ومجلس النواب  اللذات يشكلان خطوة دراماتيكية غير مفهومة الإبعاد النهائية وهل تصب في وعاء تفتيت العراق تهميشه إقليميا       


ألان المشهد يتكرر وبنفس الأسلوب والخطط والوقت ، ولا نسمع لأي مغيث أو جهة بادرت من جهتها ولكن اتقوا ربكم واذكروه ، فهذا الشعب المسالم الذي انتم بصدد إنهاء وجوده والذي لن يحصل أبدا،هو صاحب هذه الأرض، وله حقوق مثله مثل أي مكون آخر، فنحن جميعا شعب العراق وكلنا واحد ، ويجب أن نكون يدا واحدة للنهوض بالبلد، وذلك من خلال العيش بســــــــــــلام وروح الأخوة ، واحترام الآراء المتبادل ، والذي هو مطلب كل حر نظيف ونزيه ، يقدم على خدمة بلده وأهله بكل وطنية ، وكذلك وحدة الأفكار والآراء على أسس الديمقراطية وتوثيق أواصر الوحدة والمحبة والسلام بين أبناء الشعب كافة بمختلف قومياته وطوائفه ، للوصول إلى بلد أساسه تقديم الذات والتضحية من اجله وأخيرا نقول ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

 

 ألله أكبر          ألله أكبر          ألله أكبر

الخزي والعار يلاحق  كل منافق أفاق خاذل الشعب وموالي الكافر

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ٠٧ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور