نفق الاحتلال ومحطاته

 
 
شبكة المنصور
زياد المنجد
دخل العراق مع بداية الاحتلال الامريكي نفقا مظلما مفتوحا على كل الاحتمالات ،يتحكم في محطات هذا النفق مخططات الاحتلال وضلوع ادواته في تنفيذ هذه المحطات، التي تصب جميعها ضد مصلحة العراق وشعبه .


ولعل احدى المحطات المتميزة في هذا النفق كانت في شباط (فبراير) عام 2006 حيث عاش العراق والعراقيون اياما عصيبة ،عندما اقدم الاحتلال واعوانه على تفجير قبتي الامامين في مدينة سامراء ،وكاد العراق ان يدخل نفق الحرب الاهلية ، حيث ساهمت الميليشيات الطائفية في تأجيج الحقد الطائفي باستهداف المساجد في مناطق مختلفة من العراق، وقتل الاشخاص على الهوية لمجرد انهم يحملون اسماء معينة ،وانتهت تلك الفترة العصيبة باستنفار جهد الخيرين من العراقيين لانهاء هذا الاحتقان، وعودة الامور الى مجاريها.


المحاولات استمرت من الاحتلال واعوانه من اجل ايقاظ الفتنة الطائفية بعد هذا الفعل الاجرامي، وتواترت الانباء انذاك عن وجود مخطط لاغتيال احدى الشخصيات الدينية المؤثرة على الساحة العراقيه، كالسيستاني ،والشيخ حارث الضاري ،او تدمير مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني من اجل عودة الاحتقان بين مكونات الشعب العراق ،الا ان هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح.


هذه المحاولات كانت جزءا من مخطط الاحتلال من اجل اشعال الفتنة الطائفية التي تؤدي تمزيق وحدة الشعب العراقي وتقسيمه على اساس طائفي ،وصولا الى الهدف الاساسي وهو تقسيم العراق الى دويلات طائفية وعرقية ،وهو هدف اساسي من اهداف الاحتلال على طريق بناء الشرق الاوسط الجديد.


محاولات تفتيت العراق لن تتوقف طالما عجز الاحتلال طوال السنوات السبع الماضية عن تحقيق اهدافه ،ولعل محاولة تدمير مرقد الامام علي (كرم الله وجهه)في النجف بواسطة طائرة تقلع من مطار المدينة ،وتصطدم بالمرقد على طريقة احداث الحادي عشر من ايلول عام 2010 والتي كشفت عنها الحكومة العراقية الاربعاء الماضي، هي من ضمن المحاولات المستمرة التي يسعى اليها الاحتلال واعوانه لتأجيج الصراع الطائفي.


اذا ما صدقت السلطات الحكومية في روايتها تلك ،فانها محطة من محطات النفق الاحتلالي المظلم ،رغم ان المراقبين يشككون في صدقها ويعتبرونها محاولة من الحكومة المنتهية ولايتها الطامحة بالاحتفاظ بالسلطة ،عبرعملية شد لشريحة واسعة من المواطنين بافتراءات كهذه ،توهمهم بأنهم مستهدفون من الغير، وانها القادرة على حمايتهم من هذه التهديدات ،فيما يقول البعض ان اشاعة اخبار كهذه تمهد لعودة العنف والارهاب الى الشارع العراقي ،في حال فشل قادة الميليشيات والاحزاب الحاكمة في اعادة تشكيل الحكومة المقبلة ،مستمدين من تهديد نوري المالكي بعودة العنف الى العراق في حال عدم اعادة الفرز والعد اليدوي لاوراق التصويت مصداقية لتوقعاتهم.


الاحتلال وحكام العراق الحاليون رفعوا شعار تحرير العراق وشعبه ،فيما اثبتت مفردات السنوات السبع الماضية ان شعارهم الحقيقي هو تدمير العراق وتمزيقه ارضا وشعبا ،وسبع سنوات من التدمير والقتل والخراب كافية للدلالة على ذلك.


فهل نبقى صامتون تجاه مايجري في العراق ،وهل نعتقد ان نتائج ذلك لن تؤثر سلبيا على بقية اقطارنا العربية ، حيث سيصبح حلم الحفاظ على الدولة القطرية امرا مستحيلا، بعد ان تبخرت احلام الوحدة العربية.

 

baghdadsana1@gmail.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠٣ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٧ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور