سجون الديمقراطية

 
 
شبكة المنصور
زياد المنجد
نحمد الله ان انعم على العراق( بالديمقراطية) ،ونشكر المولى عز وجل اننا استوردنا هذه الديمقراطية من منبعها الاساسي في عالم اليوم ،فلا احد يعيب على حكام المنطقة الخضراء ان ديمقراطية العراق المستوردة ليست اصلية او انها مزورة، او مقلدة ،او معاد تصنيعها في بلد لايمت اليها بصلة ،بل هي من منبع الديمقراطية ،واتتنا معلبة ومغلفة محمولة بصواريخ كروز ودبابات ابرامز ،التي نقلت طواقم الديمقراطية من منافيهم واماكن تسكعهم ،ليكونوا امناء على تطبيق الديمقراطية في عراق ما بعد (التحرير).


دواعي التحرير كانت خلاص الشعب العراقي من الديكتاتورية ،وبناء العراق الذي دمرته الارادة الوطنية ،وجعلت منه قلعة وطنية على طريق التحرر وتسخير طاقاته لخدمة الامة ،فكان لابد من وضع حد لهذا التصرف (الارعن )الذي لايتماشى مع مصلحة الكيان الصهيوني.


في عهد (الديكتاتورية )كانت سجون العراق معدودة ومعروفة ،وفي عهد (الديمقراطية )اصبح العدد فلكيا ،فما هو معروف منها لايعد ولا يحصى، حتى اصبح في مقر كل فرقة عسكرية سجنا، وفي كل مقر للامن سجنا ،وفي كل مقر حزبي لسلاطين المنطقة الخضراء سجنا ،اما السجون السرية فهي من املاك امراء الديمقراطية القابعين خلف متاريس في منطقتهم الخضراء، لممارسة ديمقراطية الدم على طريقة القرون الوسطى.


معالم الديمقراطية المستوردة خلال السنوات السبع مميزة ،فالقتل العشوائي ،والاعتقال العشوائي، والاقصاء والحرمان من الحقوق المدنية، والتعذيب المنتظم داخل السجون لارضاء الذات الماسوشية لدى هؤلاء، هي معلم من معالم ديمقراطيتهم المستوردة.


فباسم الديمقراطية يقتلون ،وباسم الديمقراطية يجتثون، وباسم الديمقراطية يخططون لتقسيم العراق وفدرلته ، وباسم الديمقراطية يسرقون اموال الشعب، وباسم الديمقراطية تستباح كرامة الانسان في سجون سرية ،فهل سمعتم عن سجون سرية في ظل نظام ديمقراطي!؟.


وهل سمعتم عن نظام (ديمقراطي )ينفي زعيمه العلم بممارسة التعذيب داخل هذه السجون السرية؟ ،ثم اين هي وسائل الديمقراطية الكفيلة بايصال صوت المظلومين داخل هذه السجون الى رعاة الديمقراطية!.


لقد اراد الاحتلال ان يجعل من العراق (الجديد) نموذجا يحتذى به في المنطقة ،فكان نموذجا سيئا ،لم يستطع اقناع العراقيين بتقبله، وباتوا يترحمون على ايام (الديكتاتورية).


لقد كانت الديمقراطية الامريكية المستوردة للعراق ،والتي اراد الامريكان تعميمها على دول المنطقة ضربة في الصميم للمشروع الامريكي الصهيوني، فلم يعد حتى المروجون للمشروع الامريكي بقادرين على اقناع انفسهم بمشروعية الديمقراطية الامريكية ،ولم يبق من المطبلين لهذا المشروع سوى عملاء الاحتلال، الذين وجدوا انفسهم حكاما مطلقين باسم الديمقراطية، وابانتهاءها سيجدون انفسهم في مزابل التاريخ .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٢ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور