التغلغل الفارسي الصفوي

 
 
شبكة المنصور
قائد الفصيل الجهادي ٩٩٩٥

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
صدق الله العظيم

 

المقدمة


ان العداء الفارسي الصفوي المجوسي للعراق ليس وليد هذه المرحلة الراهنة من التاريخ وانما يرجع ذلك العداء الى العصور التاريخية التي عاشها الانسان العراقي البسيط عندما كان يسكن في الكهوف وبعض الاكواخ البسيطة التي انتقل اليها في جنوب العراق الذي عبر من هذه المرحلة اروع ماتوصل اليه العلم الحديث ومانت المرحلة الاساس والمنطلق الاول لتطور حياة الانسان وعبر مراحل التاريخ وعصوره فمن خلال هذا الانسان البسيط خرجت المدينة بمراحل عديدة من خلال اكتشاف الحروف والكتابة والصناعة والقانون والدين ومن ثم تم اختراع وصناعة الاختام والعجلة ، بالاضافة الى ان تلك الارض الخصبة التي سميت بارض السواد لخصوبتها وغناها كانت مهداً للحضارة ومهبط الرسل والانبياء. هذا الانسان العراقي البسيط الذي علم البشرية اسس ومراحل الحياة استطاع ان يؤسس الحضارة ويقع قانون الحياة الذي ساهم في انطلاقة نقل اسس الحياة من الحياة الشبيهه بالسبل البسيطة المتخلفة الى حياة المدينة والقانون واستطاع ان يبني ويؤسس المواحل الاولى لقيام مبدأ الحياة من خلال المبتكرات والصناعات والتقدم الذي احرزه في مراحل العصور التاريخية ، الا ان في بلاد فارس وعلى مر السنيين اصبحت هذه الدولة تحمل الضغينة والحقد لشعب العراق ليس لسبب ما وانما لانها كانت النبراس المضيء لشعوب الدنيا فكانت بابل حمورابي ونبوخذ نصر نبراساً يشع نوره لاطراف الدنيا بما حققوه من تقدم وازدهار في الحضارة وادي الرافدين العظيمة التي عملت الانسانية معنى الحياة لهذه الاسباب كلها جعلت بلاد فارس ان تحمل الحقد والكراهية والعداء لهذا البلد بلد الحضارة والانبياء والتاريخ.


الاحتلال الفارسي للعراق


ان من اولى الدول التي احتلت العراق هي جارة الحقد والكراهية والسوء ايران حيث جاء الاحتلال الاخميني قبل اكثر من (3500) ق.م. وقام هذا الاحتلال بتدمير كل ما بناه الانسان العراقي البسيط من معنى الحضارة والمدينة وحطم الارادة لذلك الانسان الذي اراد ان يعلم البشرية معنى الحياة ومعنى المدينة ولكن جاء ذلك الاحتلال الاخميني بكل مايحمله من حقد وضغينة وقام بتخريب وتدمير كل ماوجده امامه من بناء وعمران وحضارة لالشيء وانما لتحقيق مآرب الشر والحقد لتلك الارض الطيبة ارض الحضارة والتاريخ. وبقي ذلك الاحتلال جاثماً على صدور العراقيين لاكثر (150) مئة وخمسون سنه واستطاع الانسان العراقي ان يؤثر في هذا المحتل الذي اندمج مع حياة المجتمع العراقي وقبل ان يتنفس الانسان العراقي الصعداء جاء الاحتلال الفرثي منطلقاً من ارض السود والحقد والكراهية ايضا ارض فارس وهم قبائل بدويه همجية رعوية حاقدة استطاعت ان تحتل العراق وتعمل مثل اسلافهم بتدمير وتخريب كل ماهو موجود في ارض العراق الطيبة من حضارة وعمران. وجثم هذا الاحتلال لفترة طويلة على صدور العراقيين لالشيء وانما للحقد والكراهية لهذا الانسان العراقي الذي حاول ان ينقذهم من الظلمات الى النور ويعلمهم مبادئ الحياة من خلال المراحل العملية التي ابدعها العراقي من خلال اكتشاف الكتابة والقانون والصناعة والزراعة.


وبعد مرارت الاحتلالين السالفين الذكر جاءت مرحلة كبيرة من مراحل التخريب والحقد الفارسية المجوسية جاء الاحتلال الساساني بكل ثقله في هذه المرحلة من حقد والقضاء على كل مابناه الانسان العراقي من حضارة وعمران وتطور في مجالات الحياة الاخرى. لقد جاء احفاد ساسان بكل ثقلهم لاحتلال العراق واستطاع هذا المحتل الغاشم ان يبقى جاثماً على صدور العارقيين لاكثر من (600) ستمائة سنة لكنه لم يستطع ان يغير من ارادة العراقيين الصامدين الصابرين رغم مرارة الاحتلال وسياسة القتل والبطش التي استخدمها ، بقى ذلك العراقي الصامد ان يبني ويعمر ويتفاعل من مراحل الحياة والتطور رغم الظلم والعدوان وبقى ذلك الحال سائدا حتى اظهر الله سبحانه وتعالى دينه دين الاسلام – دين محمد صلى الله عليه وسلم- عندما اطلقها صرخة مدوية في سماء المعمورة قائدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عندما قال في نصر معركة ذي قار (اليوم انتصف العرب من العجم وبي نصروا) انها كانت بداية المراحل حاسمه في تاريخ العراق والعروبة والاسلام. انها صرخة الاسلام صرخة خالد بن الوليد الذي فتح وحرر العراق العظيم من دنس الفرس المجوس الحاقدين وصرخة سعد والمثنى والقعقاع في القادسية وذي قار و نهاوند التحرير وطرد المحتلين المجوس من ارض العراق الحبيب. وجاء الاصلام وجاء دين محمد صلى الله عليه وسلم الذي رفع راية (لا اله الا الله محمد رسول الله) عالياً في السماء المعمورة واصبحت دولة الاسلام دولة العدالة والتسامح وانطلقت الفتوحات الاسلامية من خلال دولة الخلافة الراشدة والتي سادت اطراف الدنيا من الصين وحتى فرنسا وايطاليا واسبانيا ، ودارت عجلة الايام من تاريخ العروبة والاسلام وانطلق رجال الاسلام رجال الفتح المبين يسطرون اروع الملامح البطولية في ساحات الوغى.


وجاءت وتيرة العدوان والتأمر على امة الاسلام وجاء احتلال وبعده احتلال وجاء المغول وتيمورلنك والتتر وجاء الفرس المجوس مرة اخرى حاملا بين طيات احتلاله مبادئ الحقد والكراهية بحقبه جديدة من اساليب الكذب ، التزوير والتخريب لسمات الاسلام عبر معتقداته الصفوية لغرض التغلغل في سمات الدين الاسلامي الحنيف واستطاع هذا المحتل ان يزرع مبادئ دينهم الجديد الدين المناوي والمزدكي الذي لايفرق بين الحلال والحرام هذا دينهم الجديد الذي جاء به الشاه اسماعيل حيدر الصفوي قائد الجيش الصفوي الذي عبث بالعراق من حقد وكراهية وتخريب وزرع بذور الفتنة والطائفية وعمل على انشاء واقامت الفرق الخاصة بقتل علماء الدين والعلماء والمثقفين من ابناء العراق وان هذه الفرق تمتد جذورها الى خلافة عمر وعثمان وعلي (رضي الله عنهم) عندما قامت فرق الاغتيالات بقتلهم بتشجيع من حلفائهم اليهود ووفق الدروس التي تعلمها ابنائهم من الموساد عندما طلبوا منهم بان يدخلوا في الاسلام ويظهرون ولائهم للاسلام وبعدها يقوم هؤلاء بتشكيل الفرق وقتل قادة الاسلام - فسبحان الله فما اشبه اليوم بالبارحة – فبقى ذلك الاحتلال البغيض جاثماً على صدور العراقيين لاكثر من سبع سنوات عانى الشعب العراقي مرارة الاحتلال وظلم الحكام البغاة الذين حالوا زرع الفتنه وتمزيق العراق ولكن ارادة الشعب العراقي الصامد كانت اقوى. لقد حاول المحتل الايراني ان يحصل على موطئ قدم في ارض العراق الحبيب ارض الحضارة والتاريخ والانبياء هذا العراق الحبيب الذي من ارضه انطلقة راية التحرير ونشر مبادئ الدين الاسلامي وكانت ارض فارس اول محطة لنشر الدين الاسلامي الجديد الذي نقلهم من عبادة الاوثان والنار الى عبادة الواحد الاحد ومن دين زرادشت الى دين محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم ) – وبقيت جذور الفرس المجوس وعبر مراحل التاريخ تمدد وتغلغل في ارض العراق الحبيب وفي جميع الاتجاهات لغرض محاولة تمزيق الشعب العراقي واضعافه وتفتيت الصف الوطني الذي ورثه عبر ارث عظيم متراكم لالاف السنين – وبقي الفرس المجوس يتأمرون على العراق عبر مراحل التاريخ ولم تمر فترة الا وكان الفرس المجوس يمدون يدهم في تخريب العراق ويعدون دائماً الى احتلال العراق وعبر وسائلهم الخبيثة الحاقدة تعاقبت السنين وروح الحقد تتفاقم عند الفرس المجوس. الى ان جاءت معركة القادسية الثانية التي تصدت لا اعتى احتلال وغزوا فارس من خلال اعتدائهم على ارض العراق الحبيب في عام (1979 - 1980) وواصلوا اعتدائهم طيلة ثماني سنوات كانوا يهدفون من خلال حلفائهم من اليهود والوساد الصهيوني الى احتلال العراق ولكنهم خسئوا فكانت هزيمتهم كما هزموا في القادسية الاولى وذي قار ونهاوند.


التغلغل في العراق وخيانة المعاهدات


لقد كان التغلغل الفارسي في العراق لم ينقطع عبر مراحل التاريخ وحتى يومنا هذا ورغم المواثيق والمعاهدات الدولية التي عقدت بين العراق ودولة الفرس المجوس الا انهم لم يكترثوا لتلك المواثيق والمعاهدات. وكان هناك مئات المعاهدات بين العراق وايران السوء وعبر مراحل الاحتلال الصفوي 1508م وحتى عام 1981م كانت معاهدات دولية ورسمية تنص على احترام السيادة وعدم التدخلفي شؤون الدول ولكن حكام ايران وعبر مراحل حكمهم لم يحترموا تلك المعاهدات ويخترقوا تلك المعاهدات وحسب اهوائهم وهذا ماظهر لنا ملياً في عصرنا الحديث خرقوا معاهدت الجزائر 1975م وضربوا بذلك كل القوانين والمواثيق الدولية وشنوا حربهم الظالمة ضد عراقنا الحبيب وكانت الحرب الثماني سنوات والتي تعززت بالنصر المؤزر في عام 1988م ضد الغطرشة الفارسية. وبعد النصر وتحرير اراضي العراق الحبيب التزم العراق بكل القرارات المجلس الدولي حول وقف اطلاق النار والمعاهدات الاخراى. ولكن بدء التأمر الفارسي المجوس الايراني ضد العراق منذ انتهاء الحرب عام 1988م وحتى بدء الغزوا الامريكي البريطاني وحلفائهم للعراق. ولهذا انكشف الحقد والكراهية لايران الفرس والمجوس من خلال التعاون الوثيق مع امريكا وحلفائها بغزو العراق ضاربين بذلك كل المواثيق الدولية وخيانتهم للعهد والمواثيق بين العراق وحكام ايران. واستطاعت ايران في هذه المرحلة والحقبة التاريخية ان تلعب دوراً لم تلعبه من قبل من خلال احتلال العراق والمساهمة مع الغزو الامريكي في تمزيق التلاحم والنسيج العراقي من خلال زرع بذور الفتنه والطائفية والرجوع الى دينهم الزرادشتي والمانوي والمزدكي واليوذي بقتل علماء ورجال الدين والمثقفين وقادة الجيش والبعث وتدمير البنية التحتية والمساهمة والمشاركة القضاء على حكومة العراق الوطنية من خلال حكومة المحتل من الخونه والعملاء.



الخاتمة


ان التغلغل الفارسي الصفوي في العراق اصبح واضحا لكل ابناء العراق من خلال الجرائم الكبيرة والتي يندى لها جبين الانسانية كالقتل والنهب والسلب و قتل علماء الدين وحرق المساجد والجوامع وحرق الجثث والتعذيب الجسدي للمعتقلين والتفنن في وسائل التعذيب الاخرى وحتى استخدام التعذيب النفسي من خلال ممارسة الغير اخلاقية مع المعتقلين وهذا ما يحرمه وبشدة ديننا الحنيف. وهذا التغلغل شمل كل مفاصل الحياة في العراق من خلال حكومة المحتل المتمثلة بالمالكي الذي استطاع ان ينقل العراق الى مرحلة التدمير والتخريب والقتل والتهجير الداخلي والخارجي.


ولكن كانت ارادة المقاومة الباسلة اقوى من تأمرهم وها هي اليوم تصول وتجول في ساحات الوغى من خلال الفصائل الجهادية الباسلة التي يحمل لوائها القائد الاعلى للجهاد والتحرير الرفيق عزت ابراهيم الدوري قائد المسيرة والجهاد والتحرير تسطر اليوم اروع الملاحم البطولية في معركة العز والشرف والتحرير وها عدونا قد انهزم امام ضربات وصولات المجاهدين البواسل، وكما أثرت مقاومتنا البطلة حيث اجبرت الرئيس الامريكي ولاول مرة في التاريخ ان يبدا خطابه الشهير في القاهرة (بسم الله الرحمن الرحيم) ويتلو بالخطاب عدة ايات من القران الكريم وان يعلن ولاول مرة انه سوف يترك العراق لاهله. وان النصر متحقق بعون الله وارادة المجاهدين التي انتصرت وانهزم الاعداء وسوف ترفرف راية الله واكبر في سماء العراق الحبيب (وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم).

 

قائد الفصيل الجهادي ٩٩٩٥
٣٠أيـــار / ٢٠١٠ م

 

 

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٦ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٣٠أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور