جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي - أمريكا استخدمت كل وسائل الإرهاب والعنف المفرط وأرهبت الحكومات والشعوب فكانت بحق زعيمة الإرهاب الدولي

﴿ ٢٦

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

من التسمية يمكن لأي كاتب منصف أن يحكم على عدوان أمريكا وحشد الشيطان على شعب العراق _ الصدمة والترويع_ ، فاسألوا أي لغوي ومحلل نفسي ماذا يعني هذا الاسم؟ أمريكا وحلفها الشرير يعرفوا منهم العراقيين_ جند الرحمن وحملة الإيمان_ وشجاعتهم، ولو لم يكونوا متأكدين من الفارق الكبير بين بإمكانات المعسكرين، معسكر الطاغوت بزعامة أمريكا الذي يمتلك كل أسلحة القتل الجماعي والإبادة التامة تدعمه اقتصاديات كبيرة من بينها أول وثاني أعلى اقتصادين في العالم هما الاقتصاد الأمريكي والياباني، ومن ثم الاقتصاد البريطاني والايطالي والهولندي والدنمركي والنرويجي  الكوري الجنوبي وغيرها من دول العدوان، وهي اقتصاديات غير ضعيفة، وتآزره ثروات غير معلنة ولكن معروفة، تماما مثلما عرف العالم إن أمريكا كان لها جيشان عند بدأ العدوان وبعده، الأول الجيش الأمريكي المتكون من ربع مليون جندي نظامي، والآخر جيش المرتزقة المكون من مجموعة قوات تديرها جهات محترفة للجريمة أسموها الشركات الأمنية أبرزها شهرة في القذارة والجريمة بلاك ووتر، وكان هذا الجيش يفوق تعداده النصف مليون مرتزق، بل إن دوائر المخابرات والبنتاغون عجزت عن تحديد عدده عندما طلبت الخزانة الأمريكية تحديد العدد بالضبط والجهات التي تديره، نعم ثروات قد تفوق موجودات دول الحلف الإرهابي الشرير مجتمعة، هي:

 

1.  ثروات شركات الاحتكار الدولي خصوصا كارتل شركات النفط والغاز التي تعادي العراق وشعبه والبعث وقيادته لأنهم وحدهم اللذين أمموا ثرواتهم ونجحوا وأذلوا تلك الشركات التي تعتبر نفسها وبتحالفها مع اكبر إرهابيو العالم ومتطرفيه –الصهاينة ومافيا الجريمة المعروفة الخفية!- نعم تعتبر نفسها إنها الحاكمة الحقيقية للعالم عبر تحكمها بالاقتصاد العالمي.

 

2.  ثروات كل المتطرفين الصهاينة أو أولئك المتطرفين من الإنجيليين الذين هم يهود يدعوا النصرانية وغيرهم من المتطرفين.

 

3.  ثروات عربية هائلة مسجلة بأسماء أشخاص ولكنها تحت تصرف الإدارات الأمريكية، وثروات الأمة، التي أجبرت دويلات بعينها أن تكدس أسلحة لا تعرف استخدامها أو أعدادها ولم تراها ولا يمكن لأطول شارب في حكامها أن يصل قريبا منها ودفعت أثمانها من ثروات الأمة وحقيقة تلك الأسلحة والاعتدة مخازن متقدمة للجيوش الامبريالية الغازية لبلاد الإسلام.

 

نعم كل ذلك والحشد الإرهابي الشرير يمتلك وسائط نقل متطورة وكفوءة وضخمة قادرة على إقامة جسور عديدة بحرية وجوية وبرية لتموين وإمداد وتعزيز آلته الحربية والبشرية، ويسيطر بل يحتل كل الممرات المائية الجوية العربية بتواطؤ وتعاون الأنظمة التي تحكم العرب، ويخدمها ويحميها كل حكام العرب بين مشارك وخائف من إعلان المجرم بوش من لم يكن معنا فهو ضدنا، كل ذلك الحشد يواجهه معسكر الإيمان متمثلا بشعب العراق وقيادته، الذي يواجهه حربا همجية وحشية  منذ بداية العدوان في 17/1/1991 فاقت في جرائمها وخاصة جريمة القتل الجماعي والإبادة البشرية التي أسموها الحصار حتى وحشية حيوانات الغاب وقوانينها _ قانون الغاب _ ، شعب العراق المنزوع السلاح بقرارات فرضت على المجتمع الدولي وهيئاته خصوصا مجلس الأمن الذي كان تابعا بشكل مطلق للإدارة الأمريكية وهيمنتها، ويفرض عليه حصار يتعدى كونه حرب بل هو قتل جماعي وحرب إبادة بكل معنى الكلمتين، شعب يعاني من تمزق فعلته الإدارات الأمريكية المتعاقبة المجرمة ابتداء من إدارة المجرم بوش الأب، وسلطت عليه إعلاما ضخما بكل اللغات وبكل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وجند لها كل أشرار العالم، أخطرهم كان العرب والعراقيين الخونة حكاما وأفراد ممن جندهم الامبرياليون وابدوا استعدادهم الكامل ليكونوا أعداء لله وعباده ومرتزقة في حشد الطاغوت، ووظفت له ثروات كبيرة تتقدمها فضائيات أسموها عربية أو عراقية أو إسلامية تدار من كوادر مجندة في حشد الشيطان بزعامة أمريكا والصهيونية، فمزق وحدته عوامل عدة أولها وأخطرها  كان قرارات الحظر المفروض شمالي الخط 36 وجنوب الخط 32 ، وما فعله نظام الولي الفقيه الفارسي في صفحة الخيانة والغدر، وفيه أناس مضللون بحكم ما تقدم يعاني نقصا مريرا في الغذاء والدواء والمتطلبات الأساسية الإنسانية للحياة البشرية التي منعتها قرارات أمريكا والصهيونية ونفذها حكام العرب- نعم حكام العرب وليسوا الحكام العرب-  فالفارق كبير، ذلك هو شعب العراق، لا يمدهم ويعينهم إلا رحمة الله وشعب ممزق (الشعب العربي) مكبل بل يقتل من قبل أنظمة قد يكون العدو اخف وطئا عليه من هؤلاء الحكام الخونة العملاء، وإلا كيف يفسر أي محلل سياسي وعسكري موقف الشعب العربي بكل أقطاره الذي توقف حتى عن التظاهر والاحتجاج ؟ تصوروا كانت شعوب دول العدوان تتظاهر وتشجب وتستنكر العدوان وأهلنا صامتون مستسلمون؟ الواعي منهم والمؤمن انكفأ في المسجد أو بيته يدعوا ربه ويلجأ لدموعه ويكبت حسراته يدعوا الله لينصر العراق، هل النصر بالدعاء يا بني إسماعيل وأتباع عيسى وقوم محمد  صلى الله عليهم وعلى آل بيته وسلم(العرب) ؟ لو كان النصر بالدعاء لما احتاج الأنبياء خصوصا خاتمهم حبيب الله محمد العظيم صلى الله عليه وعلى آل بيته وسلم للقتال ولدعا ربه وهو المجاب الدعاء وانتهى الأمر، وهل هناك من هو مجاب الدعاء أكثر منه ومن صحابته؟ اللذين أسماهم الله السابقون السابقون وأسماهم النبي النجوم كلهم دليل للهداية،وكانوا (الصحابة رضوان الله عليهم) يقدموا الفرسان إجلالا لبطولاتهم واعتزازا بهم، والأشد بأسا على الكافرين ويعتبروهم الأقرب لله وليس للموت كما يتصور المترددين أو يصفوا الشجعان.

 

نعم كان دور الشعب العربي وموقفه سلبي بل إن شرائح واسعة منه كان موقفها محبط، لمن يتصور الأمور بشكل عفوي من الثورية والاندفاع، كمؤمن عبر توقعه إن العرب أولا والمؤمنين عموما كان عليهم أن يكون لهم موقف واضح وعملي بعد أن انكشف كل التضليل وبانت الحقيقة وأزهق الله الكذب والدجل، وكعربي قومي أيضا يتوقع أن يكون للجماهير موقف على الأقل مع الأنظمة التي كانت هي الداعية والمسببة والداعمة للاحتلال وما جرى للآمة العرب والعراق ذراعها وحامل لوائها ولكن موقف الجماهير كان مخيبا للآمال، هنا علينا كمثقفين ثورين ومؤمنين مجاهدين أن نتساءل ونحلل لماذا كان دور الجماهير العربية مخيبا للآمال، الجماهير بفطرتها مؤمنة بما أمر الله وفرضه على المؤمنين بكتبه وعلى لسان كل انب يائه ورسله، والعرب منذ خلقنا وكنا صبية وكانت وسائل الإعلام اقل وهم لا يمتلكون ابسطها، وقد لا يسمعوا الراديو ومعظمهم أميين لا يقرءوا صحيفة ولكن كانوا يتناقلون الأحداث خصوصا تلك التي تهم وجودهم كأمة ودينهم ومقدساتهم كمؤمنين، أتذكر كنت صبيا لم أصل سن المدرسة في العدوان الثلاثيني على مصر الكنانة، كان الفلاحون في منطقتنا يتوافدون كل وقت صلاة إلى بيتنا ليسمعوا أخبار العدوان، وكانوا يلحوا على والدي رحم الله الأموات منهم جميعا سيد كيف نفعل أهلنا يقتلون؟ وكان يقول لهم رتبوا حالكم واجمعوا ما تستطيعوا فان إخوانكم في مصر لا ينقصهم الرجال ولا يهابوا القتال، ولكنهم سيحتاجون المدد والسلاح والمال، والمال كفيل بجلب السلاح فادخروا كل عند نفسه في بيته قدر ما يقدر وننتظر الموقف، فان طالت سنجمع كل ما ادخرتم ونفوض جماعة بالتصرف وعندها لابد أن يصل المال لهم، فالجهاد أنواع أعلاها القتال وهيئوا الشباب فهم القادرين على المدد متى ما طلبوا منا إخوتنا في مصر نكون جاهزين، ويلتحقوا إلى حيث يكونوا اقدر على إيذاء العدو وإنزال الخسائر به، النصر يأتي بهذا، بالإعداد والاستعداد، الإعداد للنفس والولد والاستعداد للجهاد بالنفس والمال، فكيف غاب هذا عن المؤمنين بالله سبحانه وما جاء به أنبيائه وكتبه وعن القوميين والثوريين.

 

سنتناول الموقف تفصيلا لا من باب جلد الذات كما يقول المنظرون، ولكن لتوضيح الأمور وكشف الخلل وعدم ترك الأمر ملتبسا على احد وعندما تأتي أختها سيقول لم تأتي هذه الفكرة على بالنا.

 

قد أخالف الضوابط التي تربينا عليها في البعث العظيم بعدم النقد خارج الجلسات الحزبية والجماهيرية وعدم نشر غسيل قذارات ما يجري في الداخل على صفحات الإعلام، لكن الله سبحانه وتعالى أباح للمضطر أن يخالف الأحكام ولا إثم عليه (فمن اضطر غير باغي ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم) والحكمة العربية (تقول الضرورات تبيح المحظورات) ولأني أرى ضرورة وضع النقاط على الحروف لتعي جماهير الشعب العربي من المحيط للخليج الحقائق وتحتكم أولا لعقلها وثانيا لمبادئ الدين والعروبة، فتعرف من هو الذي يعمل لخدمتها في سبيل الله لا ينتظر شكرا ولا مكسبا ومن المتاجرين بها وبقضاياها، لذلك اكتب هذا علانية فمن لا يخشى الله وعباده لا يستحق التستر على فضائحه، والله مجزي الصادقين والساعين للخير والفضيلة.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢٢ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥ / حزيران / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور