جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي
عملت أمريكا على قتل وتدمير الأقليات الدينية المسيحيين والازيديين والصابئة والشبك

﴿ الجزء ٢٢

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

تركز عمل أمريكا والصهيونية في وسط وجنوب العراق على الإيحاء لعموم العراقيين بان هناك مؤيدين لها ومتعاونين لها، وأخفت فترة طويلة كل أعمال المقاومة وما تتعرض له قواتها من عمليات بطولية من قبل المجاهدين من أبناء الجنوب، لإظهار إن العرب العراقيين من المسلمين (الشيعة) والأقليات الدينية الأخرى كالمسيحيين والصابئة المندنائيين مؤيدين ومتعاونين معها، لزيادة الاحتقان المذهبي وعدم الرضا بين العراقيين عن بعضهم بسبب المواقف من الاحتلال، وتضليلا للرأي العام خصوصا العربي والإسلامي وكذلك الرأي العام العالمي بان المقاومة العراقية ما هي إلا مجاميع من (السنة) المتضررين من إسقاط النظام السابق وآخرين من المتطرفين الإسلاميين! من تنظيم القاعدة، وهذا يخدم مخططهم الكبير ومنهج الاحتلال الآني من خلال عدد من النتائج منها :


1. إظهار المقاومة العراقية مشوهة الانتماء الوطني والقومي، وأنها تمرد وقتال في سبيل مصالح شخصية.


2. حرمانها من عمقها ومددها القومي العربي والإسلامي بشريا وماديا، وقطعها عن دعم حركات التحرر الوطني العالمية سياسيا والاعتراف بها كمقاومة شعبية وطنية ممثلة للشعب ضد احتلال أجنبي غاشم وإرهاب دولي عنصري.


3. زيادة التضليل والكذب الإعلامي الأمريكي أو المجبر عبر الإرهاب والمجند من فبلهم أو الممول من أمريكا وأتباعها (حكام معظم الدول العربية والإسلامية المتعاونين مع أمريكا وقوات الغزو) لخدمة المخطط الإمبريالي الصهيوني لنقل صورة مشوهة عربيا وعالميا عن الشعب العراقي ووحدته والتركيز في تصديق الكذب الأمريكي ومرتزقته بان النظام الوطني الذي كان يحكم العراق قبل الاحتلال هو نظام طائفي مذهبي كان يضطهد عموم العراقيين من غير السنة ولذلك فان موقف جميع مكونات الشعب مهادنة للاحتلال وتعتبره خلاصا لها.


4. إعطاء انطباع لمعظم المجاهدين العرب الملتحقين بالمقاومة العراقية بان المقاومة مذهبية، وهذا يعزز ويمثل إسناد لمرتزقة أمريكا والصهيونية اللذين يدعوا إنهم تنظيم القاعدة وأعمالهم التي لا تخدم إلا الاحتلال كما وضحنا سابقا، ولذلك غطى الأعلام الأمريكي وتابعه من الأعلام المرتزق أو الممول أمريكيا والمسمى عراقي إبراز العمليات التي كان يقوم بها التيار الصدري المخترق تماما مثل تنظيم القاعدة من قبل قوات الاحتلال وحكومة إيران لإظهار الصفة الطائفية على المقاومة العراقية.


5. عملت المخابرات الأمريكية على إظهار المسيحيين العراقيين وهم في الغالبية العظمى والمطلقة مع المقاومة ومناهضين للاحتلال، بأنهم متعاونين مع قوات الاحتلال من خلال عدة جوانب منها:


• دفع كثير من الجنود الأمريكان والبريطانيين للتواجد الدائم في الكنائس وكأنها باتت مقرات ومأوى لهم، بل أكثر من ذلك اتخاذ القوات الأمريكية دير الكلدان في منطقة الميكانيك في حي الدورة ببغداد مقرا لإحدى قياداتها، كي توحي بان المسيحيين متعاونين معها – حاشا المسيحيين العراقيين من ذلك – وبذر العداء بين العراقيين على أساس الدين، وللحقيقة فان كثير من الشباب المسيحي هم في المقاومة وكل المسيحيين العرب مع المقاومة كباقي أهل العراق.


• اعتماد مترجمين مع القوات الأمريكية من المسيحيين المغتربين والمجنسين كمواطنين أمريكان أو بريطانيين منذ أجيال في دول الغرب بسبب هجرة آبائهم وأجدادهم لتلك البلدان، في محاولة مقصودة لإظهار المسيحيين متعاطفين مع الدول الاستعمارية الغربية.


• هذا أمر لم يكن عفويا بل عمل منظم ليؤسسوا لفتنة دينية، فلم يكن تواجد الجنود الأمريكان لأداء طقوس ومناسك دينية بل هو لزرع الفتنة، والتأسيس لنزاع بين المسلمين والمسيحيين، وخلق بؤر لنزاعات فرعية وقودها العراقيين تؤدي غرضين خبيثين الأول تقويض الوحدة الوطنية والثاني تقليل أعداد المقاومين واشغالهم عن واجبهم الأساسي وإضعافهم من خلال التفرقة وشرذمة الشعب.


• كما انه مخطط خبيث للإيحاء إلى التنظيمات المتطرفة (تنظيمات القاعدة) المجندة من قبل أمريكا وحكومة إيران بشكل وآخر باستهداف المسيحيين كمواطنين ودور العبادة (الكنائس والأديرة) كأهداف لعملياتهم الإجرامية، خاصة في بغداد والمدن الرئيسية كالبصرة ونينوى والتأميم (كركوك) وبابل والانبار التي يتواجد بها عراقيون مسيحيين أكثر من المدن الأخرى.


• توجيه الأعلام المجند أمريكيا من الذي أسسته أمريكا والصهيونية ومولته، وسمته بأسماء العملاء كفضائيات بأن يركزوا في برامجهم خصوصا تلك الأحزاب المرتبطة بإيران والعملاء الذين أسموهم رؤساء لوزارات الاحتلال الجعفري والمالكي بترديد مصطلح قذر بتسمية المسيحيين العراقيين بالجالية المسيحية في العراق، هذا أيضا لم يكن جهلا من تلك الفضائيات أو المجندين في قوات الاحتلال والعملاء المتعددين الارتباط بأمريكا وحكومة إيران والكيان الصهيوني بل هو إيحاء خبيث وكأن المسيحيين طارئين وليسوا هم سكان العراق الأصلين.


6. إطلاق يد المليشيات الكردية المرتبطة بالعميلين مسعود بارزاني وجلال طلباني وحزبيهما باستباحة مناطق كركوك وشرق نينوى والاعتداد على العراقيين من المسيحيين والازيديين وتهديدهم بان يقولوا إنهم أكراد أو قتلهم وحدث ذلك فعلا وليس مجرد تهديد وإرهاب، وكذلك تم ممارسة ذلك مع الأقلية الشبكية المسلمة والمعروفة الانتماء القومي، بحيث بات سلوك المليشيا الكردية المرتبطة بالعميلين بارزاني طلباني وكأنها قوات احتلال استيطاني أجنبي، وتصرفت وفق المنهج الاستيطاني الصهيوني في القدس والأراضي الفلسطينية المغتصبة، حيث صار اغتصاب ومصادرة أملاك العراقيين من الأقليات الدينية المذكورة أمرا اعتياديا ولا يوجد من يحميهم، مما ينمي حالة عداء عميق بين العرب بكل أديانهم وانتماءاتهم الدينية والمذهبية مع الأكراد بحيث يصل إلى حد عدم إمكانية التعايش مستقبلا، وهو خطوة باتجاه فرض تقسيم العراق وشرذمة الشعب العراقي وخلق العداء المستحكم بين مكوناته.


كل هذه الجرائم كانت تجرى برعاية ودعم أمريكي وبمنهج وتوجيه صهيوني معادي لأجل دق إسفين في وحدة شعب العراق وجعلها أمرا مستحيلا، وهذه هو تماما ما جاء في تصريح العميل الصهيوني والجاسوس متعدد المرجعيات مسعود بارزاني بدعوته إلى تقسيم العراق لثلاثة أقاليم، وقوله الفج بان وحدة العراق باتت أحلام العصافير. اللهم أنت ناصر عبادك المؤمنين المجاهدين وخاذل البغاة وقاصم ظهر الجبارين، فلا نستعين إلا بك ولا ندعو سواك، أنت ربنا فثبت أقدامنا وسدد رأينا ورمينا وانصرنا على أعدائنا، واحفظ شعبنا الذي وعدت به كفار بني إسرائيل المحرفين الضالين، انك ناصر المؤمنين الصابرين.


بهذه الأساليب القذرة والتي تمثل ليس فقط جرائم ضد الإنسانية واستباحة لحقوق الإنسان بل تمثل عدوانا إرهابيا صارخا على البشرية عموما والإنسانية وقيمها وتؤسس لنمو إرهاب جديد في العالم، فأين القانون الدولي ومحكمة الجنايات الدولية ممن فعلوا ذلك؟

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ٠٧ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢١أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور