جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي إن الجرائم بحق العراقيين لم تكن عملا فوضويا بل هي مخطط مرسوم ومعدة تفاصيله بدقة

﴿ الجزء ٢٣

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

إن تبني ودعم أمريكا لما قامت به مليشيا إيران في وسط وجنوب العراق وعصابات بارزاني وطلباني وكل الانفصاليين في منطقة الحكم الذاتي، لم يكن عملا فوضويا، كما أرادت أن تصفه المجرمة كونديزا رايس بأنه فوضى خلاقة، بل هو مخطط مدروس ومرسوم وموضوعة خطواته بعناية وحساب خبيث وتفصيلي من قبل أمريكا والصهيونية ممثلة بكيانها الإرهابي العنصري في فلسطين ومدرّس بشكل كامل لقيادات الحزبين العميلين لتنفيذه.


هذا السلوك القذر تبناه الأمريكان لتحقيق عدة أغراض أهمها:


أ‌. لجوء المواطنين العراقيين من الأقليات الدينية المسيحيين خصوصا إلى جهة تحميهم مما يتعرضوا له من عدوان وقتل واستهداف، وكان الأقرب في بداية الأيام الأولى للاحتلال هي الميليشيا الكردية التي اظهروا فيها هيمنتهم على محافظات شمال العراق العربية خصوصا نينوى وكركوك وبعض مدن محافظتي ديالى وصلاح الدين بدعم وإسناد وموافقة أمريكية، وهذا يخدم المخطط الأمريكي الصهيوني، ويدعم المنهج الانفصالي لبارزاني وطلباني العميلين واللذان ينفذان مخطط عنصري مدعوم صهيونيا من خلال الكيان الصهيوني الذي تربطهم وإياه تحالفان قديمة منذ زعامة ملا مصطفي البارزاني للحركة الكردية.


ب‌. هذا المخطط يرمي إلى سيطرة العميلين وحزبيهما الانفصاليين على سهل نينوى وكركوك بحجة إن المسيحيين والازيديين أكراد.


ت‌. قامت قوات البيشمركة بممارسات لا أخلاقية وجرائم تصنف في حكم جرائم المعادية للإنسانية من خلال إرهاب المواطنين في المناطق التي يطمع بها العملاء إلى حد إجبارهم على التخلي عن انتمائهم القومي، وذلك بان يقولوا إنهم أكراد وما الغارات والاغتيالات والتصفيات الجسدية التي مورست ضدهم إلى دليلا على ذلك، وما تم بشراء ذمم أشخاص بالمال الحرام ودعمهم بالقوة والسلاح والمال وإبرازهم كمنافسين للشخصيات الوطنية العربية الرافضة لذلك وادعوا الأخ الأمير أنور معاوية الأمير العام للازيديين في العالم أن يعزز ما كتبت بالأسماء والممارسات، حيث تم شراء ذمم أناس رخيصين ليدعوا الإمرة على بعض الازيديين وتجنيد مرتزقة كمؤرخين مزورين للحقائق، ليكتبوا تاريخ محرف بان الازيديين أكراد تماما كما يجري تزوير التراث والتاريخ العربي في فلسطين وبذات المنهج العنصري الفاشي الذي يمارسه الصهاينة في فلسطين، وبدعم صهيوني وموافقة ودعم أمريكي من المتطرفين في الإدارة الأمريكية الكافرة والمتصهينة.


ث‌. إن الغارات العدوانية التي شنتها مليشيا الحزبين، الذي أعاد تشكيلها وتكوينها كجيش نظامي الكيان الصهيوني، خلال فترة الحصار وفرض الحماية الأمريكية على منطقة الحكم الذاتي بموجب قرار فرضته أمريكا على مجلس الأمن أسموه حماية المنطقة شمالي خط العرض 36، والذي هو في حقيقته إيجاد مكان أو ملاذ امن لعمل المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني في شمال العراق كما مر في الأجزاء السابقة، تلك الغارات على قرى المواطنين المسيحيين والازيديين والشبك أيضا والممارسات الإجرامية والإرهابية التي كانت تمارسها قوات البيشمركة جعلت هذه الأقليات أمام خيارات محدودة هي :


1) إرغامهم على الهجرة إلى خارج الوطن، أو داخله.
2) إرغامهم على قبول الأمر الواقع والخضوع لمنطق القوة والتزوير.


3) بيع دورهم وممتلكاتهم للأكراد من أتباع العميلين بارزاني وطلباني والهجرة مما يتيح للعملاء الانفصاليين استقدام أكراد موالين لهم ولمنهجهم الخياني، بغية تغير التركيبة السكانية والديمغرافية للسكان في تلك المناطق التي يسموها الآن المناطق المتنازع عليها التي صارت تمتد لمساحات تساوي أو تزيد عن مساحة إقليم كردستان الذي يطلقوه على منطقة الحكم الذاتي.


4) توظيف ممثليات الأمم المتحدة في دول الجوار والدول العربية بضغط أمريكي وصهيوني لتسهيل هجرة هؤلاء المواطنين العراقيين بمنحهم اللجوء وإعادة توطينهم في دول أوربا الغربية وأمريكا الشمالية (كندا والولايات المتحدة الأمريكية) بفترة قصيرة جدا لا تتجاوز اشهر في حين اللاجئين العراقيين من الديانة الإسلامية يمتد انتظارهم سنوات طويلة لقبولهم كلاجئين ويستمر انتظارهم سنوات أخرى حتى تحصل الموافقات على إعادة توطينهم، الغالبية العظمى من اللاجئين العراقيين من المسلمين مرت سبع سنوات ولم يشملهم إعادة التوطين ومنحهم أي مساعدات وهذا عمل مرتبط بالمخطط الأمريكي الصهيوني وليس عفويا.


5) هذا التوظيف الدنيء لممثلات الأمم المتحدة دفع عوائل أخرى كثيرة وشجعها على الهجرة مما أتاح للحزبيين العميلين برئاسة بارزاني وطالباني زيادة الاستيلاء على دور وممتلكات العراقيين العرب من المسيحيين والازيديين وإحلال أكراد محلهم.


6) بذات الأسلوب كان الأمر يجري مع المواطنين العرب في كركوك وخانقين وطوزخرماتوا ومناطق أخرى بتهجير العرب والتركمان واستقدام مواطنين أكراد من محافظات الحكم الذاتي أو دول الجوار حيث إنهم يقوموا باستخراج وثائق عراقية لهم كون سجلات منطقة الحكم الذاتي منفصلة فعليا عن السجلات العراقية المركزية منذ أكثر من عشرين عاما.


هذا السلوك الدوني للإدارات الأمريكية يؤكد إن أولئك اللذين يحكموا أمريكا لا دين لهم ، وإنهم أناس كافرون وما تحججهم بالدين المسيحي إلا غطاء لإلحادهم، وإنهم عبيد للصهيونية التي تتحكم بوصولهم للمناصب كي يخدموا أهدافها، لذلك نجد إن أي مرشح للرئاسة في أمريكا والدول الأوربية الغربية يحرص على أن يقدم في برنامجه الانتخابي ضمانات ملزمة يتعهد بموجبها بأمن الكيان الصهيوني العنصري الإرهابي الغاصب، ومن لا يلتزم بذلك التعهد الذي قد يكون تعهدا خطيا شخصيا سري فان تلفيق تهمة له تجعله يترك موقعه ليست صعبة بل قد تكون جاهزة قبل أن يستلم مهامه، وما ادعائهم بالمسيحية كدين إلا وفق المنهج الذي استطاعت الصهيونية وغلاة اليهود المتطرفين اللذين يقودوا اللوبيات الصهيونية في أمريكا والدول الغربية أن تحرف المسيحية وتجعلها جزءا من الديانة اليهودية وتحرف حتى المعتقدات وجعلت المسيحيين يعتقدوا إن المسيحية هي امتداد وجزء مكمل لليهودية وان الإنجيل هو مجموعة أسفار مكملة للتوراة، وهذا منافي للحقيقة حيث إن الرب أرسل سيدنا المسيح بن مريم لبني إسرائيل منذرا ومحذرا وداعيا لربه وللدين الحق، بعد أن ضلوا بني إسرائيل وحرفوا التوراة وكفروا وأشركوا،

 

ولذلك كان اليهود الضالين المحرفين عادوه ووصفوه بأبشع الأوصاف واتهموا العذراء مريم البتول بأشنع التهم ، لذلك لعنهم الله وتوعدهم بالعذاب المهين في الدنيا والآخرة، فما كان منهم إلا أن تآمروا على رسول الله المسيح عليه السلام وأرادوا صلبه (قتله) ولكن الله رفعه إلى السماء، وشبه لهم إنهم قتلوه وما قتلوه ولكن شبه لهم، حتى هذه الحقيقة المطلقة تآمر اليهود لقتل رسول الله المسيح بن مريم عليه السلام أنكرها كثير من المسيحيين المضللين، ومنهم رجال دين كبار بالديانة المسيحية ولكنهم ضلوا وحرفوا وهم ليسوا غافلين، بل هم من اللذين انحرفوا وبدلوا ما جاء من ربهم فاستحقوا غضب الله ووعده لهم بالعذاب المهين، وعلى المسيحيين المؤمنين حقا أن يدركوا الحقيقة ويدعوا إلى سبيل ربهم بما جاء به نبي الله المسيح حقا ويفضحوا المحرفين، وهذا هو وفق قناعتي السبب الحقيقي لعداء الامبريالية للمسيحيين في الشرق والتخطيط للفتن ضدهم والعمل على تسعير العداء بينهم وبين إخوتهم المسلمين اللذين هم اقرب الناس لهم مودة كما وصفهم الله في القرآن الكريم، وهذا المنهج أي العمل على إحداث الفتن بين مؤمني الشعوب وخاصة في مهد الرسالات ومبعث الأنبياء الوطن العربي وأمة الإيمان المختارة من الرب لحمل رسالاته للبشرية (الأمة العربية) هو الذي نجده الآن في العراق ولبنان ومصر وفلسطين والأردن والسودان وكثير من دول آسيا وأفريقيا وهو مخطط ومنهج وليس نزاعات أو احتقان عفوية نتيجة خلافات دينية اعتيادية بل هو مخطط منظم وراءه من يموله ويغذيه ويسعى في تسعير نار الفتنة، لعن موقظ الفتنة والساعي لها.


بهذه الأساليب القذرة والتي تمثل ليس فقط جرائم ضد الإنسانية واستباحة لحقوق الإنسان بل تمثل عدوانا إرهابيا صارخا على البشرية عموما والإنسانية وقيمها وتؤسس لنمو إرهاب جديد في العالم، فأين القانون الدولي ومحكمة الجنايات الدولية من ذلك؟

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠٨ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٢أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور