جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي

أمريكا والصهيونية أعدتا مشروعا لتدمير للعراق جندتا له ذلك الجمع الهجين من الخونة

﴿ الجزء ٢٤

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
كما جاء في الجزء السابق فان أمريكا قد خططت مسبقا لاعتماد التفتيت لبنية المجتمع من خلال إذكاء التفرقة العرقية والدينية والمذهبية بين مكونات شعب العراق، عملا بالمبدأ الاستعماري فرق تسد، لذا اعتمدت منذ تجنيدها لمجاميع اللصوص والخونة والمنحرفين كجواسيس مبدأ المحاصصة حتى في أروقة الخيانة والجاسوسية، وأسمت هذا التجميع الهجين معارضة، وهو نفس المنهج الذي نفذته بعد الاحتلال، فقد عين قائد قوات الاحتلال الجنرال الأمريكي حاكما عسكريا للعراق لحين تعيين حاكما أمريكيا مدنيا، وكان كل أفعال وإعلام وممارسات القوات المحتلة توحي بان أمريكا تعمل على تسعير فتن متعددة بالتعاون مع مجموعات المرتزقة اللذين دخلوا العراق تحت بساطيل (أحذية) جنود الاحتلال،فكما أسلفنا أطلقت يد مليشيا أحزاب إيران في محافظات الجنوب والفرات الأوسط والجانب الشرقي من بغداد (جانب الرصافة)، وأطلقت يد مليشيا الحزبين العميلين الاتحاد والكردستاني في محافظات نينوى (خصوصا الجانب الشرقي منها وسهلها) والتأميم (كركوك) وبعض مدن محافظتي ديالى وصلاح الدين والتي يدعي الآن بارزاني وطلباني بأنها مناطق متنازع عليها، كل ذلك كان تمهيدا لتنفيذ المخطط الصهيوني الإمبريالي العازم على تقسيم العراق على أسس أثنية عرقية ودينية لضمان تدمير التكوين الإنساني ألقيمي في العراق القائم على المحبة والألفة والإخاء والتسامح والتعايش السلمي، لا أقول بأن شعبنا لم يكن يعيش أي حساسية في هذا الجانب، بل أقول وبثقة أكيدة بعدم التفكير بها، حيث إن مجرد التفكير بذلك يعتبر تخلفا اجتماعيا وثقافيا ونقصا بوعي الفرد وشخصيته، وكان بايدن هو صاحب مشروع التقسيم في الكونكرس الأمريكي، فقد عملت الإدارة الأمريكية برئاسة المجرم الدولي بوش دبل يو الكلب ومعها الإدارة البريطانية برئاسة المجرم الدولي بلير الكذاب وبرغبة ودفع صهيوني وتعاون ومشاركة إيرانية، من خلال عملاء كل من حكومة إيران والكيان الصهيوني اللذين دخلوا العراق تحت حماية قوات الاحتلال وبتمويل منها ونفذوا كل جرائم القتل والتدمير والنهب والاغتصاب بمشاركة من جنود القوات الأمريكية أو برعاية وتسهيل منها وغطاء جوي لهم، إذن المسالة اكبر من مجرد احتلال للأرض واستعمار للبلد والسيطرة على موارده خاصة النفطية منها.


كان اسلوب تنفيذ استراتيجية أمريكا والصهيونية وحكومة إيران المتعاونة معهم باعتراف أركانها كالآتي:


1. تصفية أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي جسديا مع التركيز بشكل اكبر على القيادات، وتوجيه الإعلام الدولي والعربي والداخلي على تشويه فكر ومنهج البعث وإظهاره وكأنه ما كان يعمل إلا قتل واضطهاد العراقيين، والتعتيم على حقائق لا يمكن إنكارها في حقيقة فكر البعث العربي الاشتراكي، والمسيرة العظيمة التي أرساها البعث عبر فترة حكمه منذ عام 1968وحتى احتلال العراق بقيادة المرحومين الأب القائد احمد حسن البكر وخليفته القائد الشهيد صدام حسين جزاهما الله عنا خيرا لما قدماه في خدمة الأمة والعراق.


2. تصفية منتسبي الجيش العراقي الذي أذاق حكام إيران أثناء العدوان الخميني على العراق 1980 – 1988 الهزيمة، وافشل مخطط الكيان الصهيوني باحتلال دمشق وتغيير النظام السوري عام 1973واتبديله بنظام استسلامي على غرار ما حدث في مصر، الانتقام من أبطال الجيش العراقي اللذين أهانوا الغول الأمريكي المتفرد بالعالم عام 1991واوقفوا زحفه ضد العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عهد إدارة المجرم الدولي بوش الأب، أيضا مع التركيز على قيادات الجيش والطيارين وكبار الضباط اللذين أذاقوا خميني السم الزعاف.


3. تصفية وإرهاب الوطنيين من رؤساء القبائل والعشائر ورجال الدين والسياسيين الوطنين الرافضين للاحتلال واللذين بدا بعضهم يحشد المواطنين من عشيرته وقبيلته ويحرض باقي إخوته من العراقيين للالتحاق بالمقاومة والجهاد لطرد الغزاة المحتلين.


4. إرهاب وتهجير الأقليات الدينية كما جرى للمسيحيين العراقيين خصوصا في نينوى وكركوك وبغداد والازيديين في نينوى والصابئة في وسط وجنوب العراق وهم جميعا عرب عراقيين ومواطنين مخلصين لوطنهم وشعبهم وكذلك مورست ذات الأساليب ضد إخواننا الشبك من أبناء العراق والأرمن من اللذين قدموا للعراق إبان الحرب بين الدولة العثمانية وأوربا واكتسبوا الجنسية العراقية وعاشوا بوئام وسلام ومحبة وانسجام وصاروا مواطنين مخلصين للعراق فهم جزء من مكونه ونسيجه.


5. استهداف العلماء والخبراء والمهندسين والأطباء وكافة الاختصاصات الفنية والكادر الفني المتخصص في مجالات الصناعة والنفط والكهرباء والمجالات الحيوية بالقتل والسجن والإبعاد عن الوظائف باجتثاثهم من وظائفهم ضمن مخطط خبيث لتهجيرهم وسرقة العقول والكفاءات العراقية من خلال مهزلة إعادة التوطين في بلدانهم بتوظيف قذر للأمم المتحدة ومثلياتها، حيث أدى العنف والقتل والاستهداف إلى هجرة العقول العراقية بغية إفراغ البلد من كفاءاته، وفي ذات الوقت لجوء معظمهم إلى دول الاحتلال أمريكا وأوربا الغربية، وهذا يجعل الأمر مهيئا لاستقدام شركاتهم للعمل في العراق ونهب ثرواته على أساس عدم وجود كفاءات علمية للقيام بذلك.


إن أمريكا والصهيونية كانتا تعدان مشروعا تدميري للعراق وظفت له أمريكا ذلك الجمع الهجين من الخونة واللصوص والمزورين، كما هو معروف عن المالكي وصولاغ والمنحرفين والمطلوبين للقضاء العراقي بل منهم مطلوبين بقضايا سرقات دولية مثل رئيس المؤتمر الوطني! احمد جلبي، ومواطني دول أخرى كانوا مقيمين في العراق ومنهم اكتسبوا الجنسية بالإقامة ولكنهم خانوا العراق وتآمروا عليه فسقطت بذلك شروط التجنس عنهم، ومنهم من عاد لبلده مثل باقر الحكيم وأخوه عبد العزيز اللذان هاجروا لبلادهم الأصلية إيران، وأمثالهم من مواطني إيران اللذين جاءوا للعراق لأسباب عديدة منها العمل ومنها التجارة أو الدراسة خصوصا الدراسة الدينية في النجف واستقروا، وعندما عادوا لبلدانهم يفترض تسقيط الجنسية العراقية المزدوجة لهم لثبوت ولائهم لبلادهم الأصلية خصوصا إن خروجهم كان بسبب الحرب بين بلدهم الأصلي وبلدهم بعد التجنس، كما هو كريم شاه بوري (موفق الربيعي) وإبراهيم الاشيقر (الجعفري) وجلال الصغير وعلي سندي وغيرهم، ومنهم من سفر نتيجة الخيانة وهرب إلى إيران بعد انكشاف تورطه بأعمال الخيانة العظمى والتجسس لصالح بلد أجنبي في حالة حرب مع بلده (العراق)، وسنضيف لما تقدم دور كل من الأحزاب الدينية ومواقفها وتناقضها مع الدين ونصوص القرآن وسنة المصطفي الهادي البشير صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحبه وسلم كما سنركز على توضيح مواقف حكومة إيران وأتباعها ممن يدعوا الولاء لآل بيت النبوة عليهم السلام، وإظهارهم التشيع بهتانا ونفاقا وتوظيفه لأغراض سياسية وأطماع قومية متعصبة، وهي محاولة غزو ارض العرب تحت غطاء الدين والمذهبية. والله ولي التوفيق ومن الحكمة والصواب.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٢ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور