من الذي بدأ الحرب ١٩٨٠- ١٩٨٨
مطالبة إيران العراق بتعويضات عن عدوان هم بدءوه، من يعوض من ؟
حقائق ودلالات

﴿ الجزء الأول ﴾

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
منذ فترة غير قصيرة والنظام الإيراني بدأ يعلن جهارا نهارا تدخله السافر بالشأن العراقي بشكل إلى حد كشف ما كان معروفا ولكن بشكل يحاول حكام إيران التدليس والتحريف فيه على بعض المغفلين والمضللين من قبل الإعلام الإيراني وعملائه في الوطن العربي الذي يحاول أن يظهر إن هناك خلافا بين إيران وأمريكا في العراق، نحن العراقيون نعرف الحقيقة ولا تنطلي علينا، وما الصور التي ينقلها الإعلام الذي بثه الأمريكان بعد الاحتلال وجعل مرتزقته يتوزعون على إدارته ليكون موافقا لأهدافه الآنية والبعيدة، وهو العمل على تفتيت العرب والمسلمين، من خلال ذات الوسائل التي تجرب في العراق ليختاروا أكثرها فتكا واقلها كلفة وأمضاها دمارا، إلى احد أساليب التضليل على العرب والمسلمين، فإيران ليست حليفة ومتعاونة مع قوات الاحتلال بقيادة أمريكا على الأقل في العراق بل هي شريكة أساسية فيه، بل هي تقوم بالدور الأكبر في تفتيت الشعب وتدمير البنية الاجتماعية والمادية للعراق وشعبه، وبعد كل ما قدمته حكومة إيران للاحتلال بشكل مباشر أو عن طريق صنائعها وعملائها باتت تطالب بالثمن، وصارت ترى لها الحق الأكبر في رسم سياسة العراق وتحديد من الذي يحكمه، وهذا الذي يجعل أمريكا تتصرف مع مراعاة دور إيران وعملائها ويجعل إيران تتصرف وكأنها تملك العراق من خلال عملائها، فدور إيران أعلنه ابطحي عندما قال لولا تعاون إيران ما استطاعت أمريكا احتلال العراق وأفغانستان، وكل الوقائع تفضح وتؤكد دور إيران وتحالفها مع قوى الامبريالية والصهيونية ضد العراق إن لم يكن ضد العرب عموما، وما صفحة الخيانة والغدر والعدوان المستمر من قبلها بإرسال العملاء للتخريب خلال فترة الحصار ومن ثم دخول عملائها وصنائعها مجندين مع قوات الاحتلال والغزو وما فعلته من 2003 لحد الآن ما هو إلا تعبير عن مشاركتها الفاعلة في احتلال وقتل العراقيين وتدمير العراق، ولكن عامي 2009و2010أعلنت إيران بشكل سافر عن تنافسها مع أمريكا على الهيمنة على العراق حتى بات المرء يقرأ أمور كثيرة في ذلك!!! وهذا يؤكد مسؤولية إيران كدولة عدوان على العراق ويحملها مسؤولية ذلك وفق القانون الدولي.


إما عن معركة قادسية صدام التي كانت ردا على عدوان خميني الممتد من 1980- 1988 فلكم ولكل العالم الحقائق الآتية :


بدأت إيران منذ الأيام الأولى الإيحاء إن النظام العراقي كافر وكان ذلك جليا برد خميني على تهنئة القيادة العراقية إبان نجاح ثورة الشعوب الإيرانية عام 1979، والتي ختمها بالآية الكريمة ( والسلام على من اتبع الهدى) وهي قول موسى عليه السلام لفرعون أي تحية المؤمن للكافر.


الإعلان عبر الإعلام إن الثورة الإسلامية ليست ضد نظام الشاه بل هي ضد كل الأنظمة الإسلامية، وكانت برقية خميني للسيد محمد باقر الصدر بأنه قائد الثورة الإيرانية في العراق، وعليه عدم مغادرة العراق تمثل ليس خرقا للقانون الدولي وحسن الجوار بل تحريضا للفتنة وتأسيسا للعدوان.


استخدام حكومة إيران التي تدعي الإسلام الدين والطائفية منهجا وأسلوبا لتمرير مخطط الفرس ومنهج الطامعين في ارض العرب خصوصا بعد تصفية الأجنحة القومية كالعرب والكرد والبلوش واليسارية والعلمانية في الثورة وسيطرة المتطرفين من المعممين لكن بلا دين على الثورة والحكم.


تغذية وتمويل المتمردين والخونة خصوصا الحزبين الانفصاليين في شمالنا الحبيب والتي توقفت منذ معاهدة الجزائر، وحزب الدعوة العميل صنيعة مخابرات الشاه والمخابرات البريطانية، ولا اضن أحدا نسي أعمال التخريب والتفجيرات التي كان أبرزها تفجير طلبة الجامعة المستنصرية في بغداد واستشهاد عدد من الطلبة وجرح كثيرين والتجاء المنفذين سفارة إيران في بغداد التي قام نفر من داخلها بضرب مسيرة التشييع الذي جرى للشهداء، وغيرها الكثير.


استخدام الجالية الإيرانية المقيمة في العراق أو اللذين اكتسبوا الجنسية كطابور خامس للفتنة ، وتجنيد شباب عراقيين ضللوا ببهرجة الثورة الشعبية الإيرانية، على أساس إنها عمل ثوري ضد الامبريالية والصهيونية وإنهاء للحكم الشاهنشاهي المحالف لهما، والذي اعتمدوه كشرطي للمنطقة العربية ومنطقة الخليج العربي بالذات، والذي سرعان ما كشفت ممارسات النظام المتطرف الجديد بعد هيمنة المعممين اللذين استغلوا الدين والمذهبية المنحرفة غطاءا لمنهج ومشروع الفرس الاستعماري.


تفجير طلبة الجامعة المستنصرية في بغداد مما تسبب بقتل بعض الطلبة وجرح كثيرين وتكرار ذلك من قبل عملاء من داخل السفارة الإيرانية في بغداد ضد مسيرة التشييع التي طالبت أثنائها الجماهير الطلابية بالثأر للشهداء.


اغتيال مسؤولين في مدن العراق المختلفة ومنتسبي الأجهزة الأمنية وموظفي الدولة من قبل عناصر ممولة ومدعومة ومقيمة في إيران بعد تسللها لداخل العراق.


تبليغ أتباع إيران وصنائعها خصوصا حزب الدعوة العميل بالقيام بأعمال العنف والإرهاب في العراق وجمع المعلومات عن القوات والدولة العراقية.


قصف المدن والقرى الحدودية العراقية خصوصا في قضاء بدرة وناحية إناء الذهب (زرباطية) وقضاء مندلي ومنطقة النفط خانة في محافظة ديالي.


التجاوز على الحدود وخرقها من قبل الدوريات البرية للجيش الإيراني وحرس الحدود والاعتداءات على المخافر الحدودية، وخرق الطيران الإيراني بشكل مستمر للأجواء العراقية، رغم الاحتجاجات التي توجهها الخارجية العراقية للخارجية الإيرانية والتحذير من مغبة هذه الاستفزازات والتي تعدت الـ1200 مذكرة احتجاج.


غلق المنفذ البحري المحدود والوحيد لتجارة العراق شط العرب والاعتداء على السفن العراقية والأجنبية المارة للعراق في الخليج العربي وشط العرب، ومطالبتها برفع العلم الإيراني عند مرورها.


قطع مياه الأنهار المشتركة والمارة بين البلدين مثل نهر الكارون وكلال جلات وكلال ونهر دويريج ونهر الطيب والشهابي وكلال بدرة وكلال ترسخ وفروع نهر ديالي خصوصا نهر الوند وكذلك العظيم والزابين الأعلى والأسفل ومئات الوديان الموسمية التي تغذي مناطق واسعة من المساحات الزراعية والمخصصة للرعي في مناطق الحدود في فصلي الشتاء والربيع، وهذا يسبب ضررا مركبا سياسي وديموغرافي واقتصادي وعسكري للعراق، وعدم الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية وعلاقات الجوار والدين والجغرافية والتاريخ.


فهو يسبب نزوح سكان المنطقة الحدودية إلى المدن وهذا يشكل عبئا كبيرا على جميع الجوانب السكن والعمل والخدمات.


ويسبب إفراغ المنطقة الحدودية من سكانها وهو يمثل انكشافا امنيا لان وجود المواطن في أي جزء من الوطن هو حماية واعمار له.


ونزوح السكان يسبب خلو المنطقة من الرقابة والتالي تسهيل تسلل المخربين من خارج الحدود واتخاذ المنطقة مثابة لأعمالهم الإرهابية والتخريبية الشريرة العدوانية.


توقفهم عن الإنتاج الزراعي والحيواني الذي يشكل جزءا من الناتج الوطني.
يمثل انقطاع ووحشة لقوات الحدود التي تقع بالقرب من تلك التجمعات السكنية والتي تشكل عاملا نفسيا في دعم حرس الحدود إضافة للدعم الفعلي في حالة العدوان عليهم.


كل ذلك ويحاول البعض فلسفته إنها مشاكل خلاف ومناوشات حدود ولا يعتبرها إعلانا للحرب، ويبرره وفقا لميوله وولاءه السياسي من العراق وإيران، ويعتبر كل ذلك الإعلام المعادي وتصعيد الفتن بأنها ليست عدوانا وحرب!، بل الحرب هو العمل العسكري المرافق لاحتلال مناطق من البلد وتحرك الجيش إلى الحدود، ولم يتأخر نظام خميني عن ذلك فكان احتلال منطقة سيف سعد وإعلان عدم الاعتراف بمعاهدة الجزائر بين البلدين واحتلال مخافر الحدود خضر وهبله والإعلان رسميا عن غلق شط العرب في 4/9/1980 ، وهذا يمثل بداية العدوان ولم يرد العراق على ذلك، بل أرسل مذكرات احتجاج وإنذار وطلب بسحب القوات الإيرانية من قبل حكومتهم ولن يعبأ النظام الإيراني بذلك بل صعد من لهجة التهديد والوعيد واصدر النظام الإيراني أكثر من بيان حربي عن سير العمليات العسكرية في الفترة بين 4/9/1980 والثاني والعشرين منه، واعتبروا الإنذار العراقي والتعقل وتحكيم العقل ضعفا منا، فجاء الرد العراقي مجلجلا في 22/9/1980.


هذا التقديم يوضح كيف بدأ نظام خميني التمهيد للحرب، وبدا العدوان والتخطيط له، وأعلن على الملأ انه يعد لتصدير الثورة، وهذا يوضح من الذي كان يعد للحرب، ويكشف الحقيقة لكل مخطئ في تصوره وفهمه للحالة، ومن الذي يحق له أن يطلب التعويض عما سبب له الآخر من خسائر وأضرار.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٢ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور