مطالبة إيران العراق بتعويضات

مشاركة إيران في العدوان الثلاثيني وغزو العراق واحتلاله وجرائم قتل العراقيين وتهجيرهم وتدمير بلدهم يرتب عليها حقوق وفق القانون الدولي، فمن يعوض من ؟ / حقائق ودلالات

﴿ الجزء الثالث والأخير ﴾

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

لم يعد دور الحكومية الإيرانية ومنهجها السياسي ( المعتمد على نظرية ولاية الفقيه السياسية) خافيا في المشاركة في الإعداد والمشاركة المباشرة في غزو العراق واحتلاله واستمرارها كدولة أساسية في العمل العدوان الإرهابي اللامشروع على العراق منذ عام 1991، ولا يحتاج إلى قرائن وأدلة كثيرة فكما يقول المثل العربي (من لا يرى الشمس ما فائدة عينيه)، ولكن نذكر بعضها ولو أردنا أن نذكر كل ما فعلته إيران خلال الفترة 1991- 20010ومازالت مستمرة بجميع أشكالها وتفاصيلها لكانت مجلدات لكن نذكر بعض منها كوقائع وحقائق للدلالة لا للحصر والتحديد :


1. رغم ما سببته حكومة إيران من جراح للعراق في كل شيء، تعامل العراق بنية صادقة بعد وقف الحرب في 8/8/1988 وبدأ العمل على ضوء قرار مجلس الأمن والاتفاقات الثنائية للجان المشتركة، وعندما بدأت بوادر العدوان الإرهابي الثلاثيني بقيادة أمريكا وحلفائها الصهاينة، واكتمل تحشد كل قوى الشر في العالم ضد العراق بأرض العرب بشبه الجزيرة العربية، زار السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة الفريق الأول الركن عزت إبراهيم على رأس وفد عراقي كبير ومهم إيران، وبحث معها كل الاحتمالات وموقفهم من العدوان ، ورغم تعهد إيران بدعم وإسناد العراق وإعلانها رفض العدوان عليه، لكن الأيام اللاحقة أثبتت حقيقة موقف إيران تجاه العراق، وبانت حقيقة النظام حيث ينطبق عليهم إنهم من ناكثي العهد وممن لا عهد لهم ولا ميثاق، فمن لم يكن قد فهم وعرف من بدأ العدوان عام 1980 يفترض أن يكون قد أدرك بعدها حقيقة من بدأ العدوان والحرب ؟


2. اعتراف نائب الرئيس الإيراني الأسبق ابطحي بذلك صريحا حين قال: لولا تعاون إيران ودورها لما استطاعت أمريكا من احتلال العراق، وهذا يعني إن إيران كانت إحدى دول العدوان ومتعاونة مع الصهيونية وحشد الشر والإرهاب بزعامة أمريكا، وهذا يحملها مسؤولية دورها.


3. زار وفد رفيع المستوى قبيل العدوان الثلاثيني بزعامة أمريكا أم الإرهاب وصانعته وممولته ودعامته وحاميته برئاسة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة المجاهد عزت إبراهيم وتعهدت إيران بدعم العراق والعهد عند المسلم وثيقة، ولعن الله كفار بني إسرائيل لخيانتهم العهود، واعتراف ابطحي إضافة إلى كل الوقائع تجعل النظام الإيراني في ذات الخانة بنقض العهود.


4. ما إن انسحب الجيش العراقي من الكويت عام 1991 كان لإيران وحكومتها موقفا عدوانيا اخطر مما سببه العدوان، عبر الصفحة المتداخلة في ذلك العدوان والتي تمثلت بما أسميناه صفحة الخيانة والغدر وأسموها الثورة الشعبانية، والتي تعرضنا لها في مقالات شتى، والتي تمثل عدوانا وتضليلا وفتنة كان لها آثارا كبيرة ألحقت خسائر وتضحيات كبيرة بالشعب العراقي وبناءه، واستمرت آثارها لاحقا، وهذا يرتب عليها حقوقا قانونية وفق القانون الدولي ويحملها مسؤوليات مادية وقانونية وسياسية وفق القانون الدولي.


5. كان العراق وعلى ضوء اللقاء رفيع المستوى بين الحكومة الإيرانية والعراقية قد اعتبر ما تم عليه التزاما دينيا وأخلاقيا ومبدئيا فوجه الطيارين العراقيين بعد أن تعرضت المطارات وكل مواقع القوة الجوية العراقية باللجوء بطائراتهم إلى إيران لتفادي طيران العدوان وعدم إمكانية الهبوط في القواعد التي تعرضت لضربات طيران العدو المكثف، فكان موقف إيران بعد انتهاء الحرب كما هو معروف أصدرت قرارا بمصادرة الطائرات العراقية وطائرات الإنذار عدنان 1و2 والمعروفة إعدادها وقالت إنها جزء من تعويضات حربهم علينا.


6. استمر نظام خميني وخليفته علي خامنئي بدعم المتمردين في شمال العراق جنبا لجنب مع أمريكا والكيان الصهيوني وهذا يعني إن إيران إحدى دول العدوان الساعية لتقسيم العراق وتدمير بنيته الاجتماعية والتنموية والاقتصادية.


7. استمرت إيران وطيلة فترة الحصار والقتل الجماعي بتشجيع ودعم تهريب المواد الغذائية والمكائن الإنشائية والمعدات والأدوية والأجهزة المسروقة من المستشفيات وحتى مولدات الكهرباء وكل ما يمكن تهريبه من العراق لأجل إفراغ العراق من موجوداته، وهذا عدوان متعدد الآثار التخريبية، اجتماعيا وعسكريا واقتصاديا وتنمويا.


8. استمرار إيران بدفع مجاميع تخريبية وعصابات لداخل العراق عبر الحدود المفتوحة بسبب تغيير مواقع الجيش باتجاه المناطق المحتملة لدخول قوات التحالف المجرم بزعامة أمريكا والصهيونية، وهذا يعني إجبار العراق على إعادة القوات للحدود، ومعناه مشاركة إيران في تشتيت الجهد العسكري العراقي لدعم العدوان وتمكينه،كما انه يمثل عملا عدوانيا وحربا مفتوحة منهم على العراق.


9. تحالفهم العلني مع أمريكا والكيان الصهيوني ضد العراق بعد عدوان 1991 والذي كان بواسطة ممثلين هم احمد جلبي ممثلا عن المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني وباقر الحكيم وأخوه عبد العزيز ممثلين عن النظام الإيراني والولي الفقيه، ومن ثم فتح مكتب باسم جلبي في طهران وحقيقته مكتب للمخابرات الأمريكية والموساد ومن خلاله تطورت الأمور، فكانت اللقاءات المباشرة تحت مسميات عديدة منها شركات استثمار ووفود للمعارضة العراقية وجمعيات خيرية وإنسانية وسياسية.


10. أما موقف حكومة إيران في الغزو والاحتلال فلا يحتاج لدلائل وهو علني ومعروف وهذا يجعلها إحدى دول العدوان المسؤولة عما تعرض له العراق من جرائم ودمار.


11. أما ما قام به عملاء إيران ومرتزقتها وفيلق القدس الفارسي في العراق من جرائم قتل ونهب وتدمير فلا يمكنني تعدادها بمقال وصفحات ولكنها مثبتة ومعروفة، ولا يمكن لهم التنكر لها ولا زالت مستمرة وتمثل جرائم ضد الإنسانية ومنافية لأحكام الدين وعلاقات الجوار.


12. استخدمت إيران كل الوسائل القذرة والعدوانية والمنافية للدين والإنسانية في دعم الاحتلال فالقتل للمقاومين وقيادات المقاومة من البعثيين وكبار ضباط الجيش والعلماء والطيارين، وهذه الجريمة وحدها تعادل كل تملك إيران وليس ما تطالب به من تعويضات.


13. دعم منهج العدوان ومخططه ألتدميري ليس للعراق فقط بل لكل المسلمين والمعادي لله ورسوله عبر تدمير واستهداف الإسلام كدين، وهذا واضح من خلال بث الفتن الطائفية والمذهبية التحريفية التي لا تستخدمها غير الصهيونية والامبريالية ولا يحتاج ذلك إلى شرح وإسهاب فهو أكثر وضوحا من شمس الضحى.


14. تبني إيران واحتضانها للعملاء المرتزقة ممن يدعون إنهم تنظيم القاعدة وفتح حدودها لهم لتضمن تنفيذهم لمخططها قتل العراقيين وتخريب وحدتهم الوطنية.


15. نهب موجودات العراق ومعامله ومصانعه ومكائنه الثقيلة وأجهزة المستشفيات ومختبرات الكليات والمدارس والوثائق والمطبوعات النادرة والعدد والعجلات والسيارات و... كل شيء عن طريق عملائها وهيئات وجهات إيرانية مهيأة مسبقا لهذا الغرض، حتى مستخرجات الطمي من الثرثار ودجلة التي كان العراق محتفظا بها ويجمعها كونها تحوي الحديد ومعادن أخرى هربها عملاء إيران وصنائعها عبر خطة مبرمجة ومعدة سلفا لهذا الأمر، وكذلك أموال البنوك وغيرها والتي تساوي وتزيد عن الناتج القومي الإيراني لعشر سنوات.


16. دور فيلق القدس و مرتزقة وأتباع وصنائع حكام إيران في فتنة 2006و2007 لا يمكن أن ينساها أو يعتبرها أي إنسان إنها مجرد فتنة طائفية، بل حرب عدوانية وجريمة قتل للشعب العراقي نفذتها إيران، ولا أبريء إيران من المشاركة في تفجير مرقدي الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء بغية تسعير الفتنة وإشعال الحرب الأهلية بين العراقيين، وعليها تحمل تبعاتها القانونية وما يترتب عليها.


17. اجرءات إيران المائية والسياسة المعادية في هذا الجانب يمثل عدوانا وخرقا للمعاهدات والاتفاقات بين البلدين وقوانين المياه البينية، وإيران تتحمل كل ما ترتب على ذلك من أضرار اجتماعية واقتصادية وأخرى غيرها.


18. تصريحات احمدي نجاد رئيس جمهورية إيران وتبعه الجنرال صفوي القائد في الحرس: بان إيران لن تسمح لأمريكا بإعادة البعثيين للسلطة، في تقويم إيران الغبي للقائمة العراقية التي تعني رفض الشعب للطائفية والتناحر المذهبي والعرقي يعني أن إيران احد ابرز دول وقوى العدوان وهي لها القدرة على أن تفرض ما تخطط وترى.


19. تدخل إيران السافر في ما يجري في العراق يجعلها الدولة الأولى في تخريب البناء الاجتماعي والقيمي وتقويض وحدة العراق الاجتماعية والسياسية.


20. احتلالها لحقل الفكه النفطي يعني إعلان إطماعها السياسية والاقتصادية في العراق، ولا فرق بينها وبين أمريكا ودول الاحتلال الأخرى.


21. مطالبة إيران بتعويضات ليس مناقض لأحكام القانون الدولي بل هو غوغائية وهرطقة ودعاية سياسية ومحاولة تأثير على الداخل الإيراني عبر تحشد فارسي متطرف، ومحاولة يائسة من أركان النظام الإيراني للملمة الصفوف في إيران التي يحكمها المتطرفين الفرس بالحديد والنار.


22. يظهر هذا الإعلان وسابقاتها إن إيران ضالعة في مخطط تدمير واحتلال العراق ومستخدمة مجموعة الجواسيس والخونة اللذين صنعتهم ودورهم مع أمريكا لتنفيذ مخططها التوسع على حساب الأمة العربية والوطن العربي.


23. كل هذا وغيره الكثير أمام حكومة العملاء التابعة لحكومة إيران وبإمكانها الرد على مطالبات إيران غير المشروعة، بل مطالبة إيران بالتعويض للعراق ورفع دعوى إلى مجلس الأمن بذلك، ولكن من يفعلها عبيد إيران وصنائعها؟


بعد كل هذا من الذي يفترض أن يطالب بالتعويض؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يا حلفاء الصهاينة والأمريكان وحشد الشيطان الإرهابي وسارقي العراق حكام إيران ومرشدهم.


اكتب هذا كوني مواطن عراقي لا لكي أدليكم على الطريق أيها المرتزقة في تحالف المجرمين أمريكان وصهاينة وفرس اللذين نصبوكم حكاما للعراق، فانا اعرف من انتم.


هذا ما يجب أن يعرفه الإيرانيين والعراقيين والعرب كلهم والمسلمين عموما عن حقيقة النظام في إيران، وعلى الهيئات الدولية والرأي العام العالمي أن يعرف حقيقة نظام إيران ودوره الاستعماري، ويؤيد مطالب الشعب العراقي وممثله الشرعي المقومة البطلة بحقوق العراق، والله محق الحق وماحق الباطل ونعم بالله نصيرا.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ١٥ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور