الوحدة احد إحكام الدين ولها رجحانا بالعمل القومي الإيماني ما المطلوب شعبيا وحكوميا من العرب وخصوصا شعبنا في اليمن لحماية النموذج - الوحدة في القرآن

﴿ الجزء الأول ﴾

 
شبكة المنصور
سعد علي ابورغيف

 اكتب وأنا أعيش ككل عربي ويمني شريف غمرة الفخر والاعتزاز بهذا الانجاز النضالي، الذي دفع شعبنا العربي وأهلنا في اليمن كل اليمن الملايين من القرابين على درب النضال الجهادي الملحمي المستمر والمتوارث بين الأجيال حتى تحقق، ونبت هذا الغرس المبارك مروي بدماء كل الشهداء العظام وبصبر كل المواطنين واخص منهم الأمهات والزوجات اللاتي أنجبن وشاركن أولئك الإبطال ومدنهم بالعزم ولم يخذلنهم عبر الشكوى أو القلق والخوف عليهم، فللشهداء العز والفخار في عليين بمناسبة الذكرى العزيزة العشرين لقيام الوحدة ولهن كل التقدير والاحترام ماجدات اليمن ومجاهداته.

 

ونحن نحتفي بذكرى الوحدة علينا جميعا حكاما ومحكومين فكلنا مواطنين قبل أي صفة، والمواطنة حق مقدس وانتماء مشرف له شروطه فهل سال كل منا نفسه ما المطلوب منه وما هو واجبه، وكيف يجد لنفسه دورا بأنه من المشاركين في انجاز الوحدة، وهل بالإمكان أن يكون لأي منا دورا مع أولئك الأكرم منا جميعا الشهداء والمناضلين، اللذين مضوا لربهم  ندعوه سبحانه وتعالى أن يتقبلهم في عليين، أو اللذين افنوا شبابهم بل أعمارهم أمد الله لهم بها ورزقهم حسن الخاتمة والرضوان، لتحقيق هذا الهدف الكبير، نعم أقولها بملأ الفم واليقين الثابت إن لكل منا مكان ودور إن أراد بعمله ومسعاه وجه الله وخدمة أمته وقضاياها واطرح لكل مخلص مجموعة من النقاط ليتلمس طريقه ويؤدي دوره بها.

 

1.  الإيمان الكامل بان الوحدة من ابرز عوامل قوة المؤمنين لذلك هي من واجبات المؤمن، فقد أكد الله ورسوله على وحدة المؤمنين ولكم في القرآن وأحكامه وسنة المصطفي صلى الله عليه واله وصحبة أفضل الصلاة والسلام كثير من الهدى والنهي عن الفرقة والتشرذم. (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والآيات التي تدعوا للوحدة كثيرة واكتفي بقول الله ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بها عدو الله وعدوكم...)، وليس هناك أقوى من الوحدة عدة وإعداد فهي كفيلة بالنصر والقوة، فمن يتمسك بالوحدة ينفذ أمر الله في ما جاء بقوله الكريم في هذه الآية.

 

·   ضمان حرية المواطنين عموما التي شرعها لهم الله وارث الأمة التليد في التعبير و العمل و المعارضة ، في الشؤون الشخصية و المذهبية والأمور الوطنية العامة، والمعارضة لا تعني عند المدركين المشاكسة والبغضاء، بل النصح وطرح البديل الأصح، الاعتراض على العمل الخاطئ وليس على الثوابت والمنهج العام، فالمعارضة هي معارضة الخطأ وليس المعارضة للمخالفة فقط أو للمطامع والرغبات الذاتية الأنانية.

 

·   أن الوحدةً تخدم مصلحة الوطن العليا في الدفاع، عن أرضنا و مقدساتنا ومصالح شعبنا وامتنا وتقهر عدونا والطامع فينا.

 

·   أن الوحدةً تخدم مصلحة الوطن العليا في التنمية، أي في أمور معاشنا وتطوير ثرواتنا ومجتمعاتنا، وكيف نستطيع أن نقدم ما يرضي الله وعباده في هذا الجانب المهم والأساسي.

 

·   أن الوحدةً تخدم مصلحتنا العليا في تهيئة مستلزمات التكامل لتطوير كل مجالات الحياة الزراعة والصناعة والثقافة والتعليم من خلال توحيد قدرات الأمة البشرية والاقتصادية فالأيدي العاملة  ورأس المال والمواد الأولية وتوفر الأمن وبيئة الاستثمار، كفيلة بتطوير بنائنا التقني والاجتماعي فعلينا أن نعمل وفق ذلك ولا ننسى إننا أمة اختارها الله لحمل رسالاته لكل البشر.

 

2.     آيات القرآن الكريم التي تؤكد على الوحدة في:

في القرآن الكثير من الآيات التي تؤكد على الوحدة وتحذر وتنهى عن الفرقة والتشتت، وتنبه من مخاطر الفرقة والتمزق، واليكم بعض من أي الذكر الحكيم مع فهمي لمضامينها اطرحها كنقاط واستشهد بآيات الله الكريمة.

أ.العائلة وحدة بناء المجتمع وأساس وحدة الأمة:

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

 

ب.أكد الله سبحانه إن فطرة الإنسان كانت الوحدة وبين لنا إن الفرقة كانت بسبب الكفرة والفاسقين:    

 

﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ .

 

) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(.

 

ج .إن الله يعلم النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم بان الهدى والكفر هما سبب الوحدة أو الفرقة والتمزق بين الأمم وانه سبحانه قادر أن يجعل الكل مؤمنين ولكنه أعطى الإنسان العقل ووضع الحساب:               
﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ

 

د .الله يريد المؤمنين امة واحدة ويحذر من الفرقة والتناحر والغلو والتطرف  والعصبيات ويأمرنا بالعمل الصالح . 

 

﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون*وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ)
﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾.

 

ح .يحذرنا الله عز وجل من الفرقة والتمزق ويقص علينا تفرق أهل الكتاب من قبلنا:

﴿ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ       

       

ط .أمرنا الله العظيم بالتمسك بالدين لان كل الدين هو الإسلام فما جاء به كل الأنبياء هو الإسلام ولكن البشر الشريرين حرفوا وغيروا وأغواهم الشيطان فتفرقوا:


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ                          

 

ي .يعلمنا الله إن الأمة التي لا يكون فيها دعاة للخير لا يمكن أن تستمر موحدة عاملة للخير والصلاح والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغي، ولم يحد أن يكون أولئك الدعاة والمصلحين متفرغين للدين: 

 

﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

 

﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 

 

ك .يحذر الله الناس من النزاعات والصراعات بسبب الدين والمعتقد ويوضح لنا إن الدين واحد،وان المشركين والكافرين يعملوا للفتنة واستغلال الدين لغير ما أراد سبحانه. 

 

﴿ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ * وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ                    

 

ل. العلي العليم يحذر المؤمنين من المنافقين والخونة والجواسيس وتظاهرهم بعكس ما يبطنوا من الكفر والبغضاء :

 

﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ .

 

م. يعلمنا الله انه أعطانا العقل ووضع الحساب والجزاء فللصالحين الجنة وللظالمين جهنم وبئس المصير:

 

﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ * وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ                                  .


﴿ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ               (.
﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ                           

   .

هكذا هي أحكام الله لكل المؤمنين، والمؤمنون في إدراكي لما جاء في القرآن كل من يوحد الله أي لم يعني الله فقط من امنوا بدعوة النبي الخاتم فقط، بل كل من يؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الأخر وهذه دعوة كل الأنبياء عليهم السلام وكل من يسعى للخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فهل يعي ويعملوا أبناء امة الرسالات  (الأمة العربية) التي كلفها واعدها الله لذلك، وسنتناول ما ورد في حديث نبينا وحبيبنا وشفيعنا وما جاء في تراث الأمة وسيرة الصالحين في الدعوة للوحدة، اللهم إني قد بلغت فاهدي العرب للعمل الصالح ومنه وحدتهم. إن الله ولي المؤمنين.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٠٩ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور