سيدي الرئيس الشهيد ... استفقدك جدا

 
 
شبكة المنصور
أحمد عطا الله النعسان

من الطبيعي جدا أن يفتقد كل شخص منا شخوصا كانوا ولا زالوا يحتلون مكانة كبرى في عقولنا و قلوبنا وحتى وإن رحلوا وتركونا، وعندما يتعلق الأمر بشخص تجاوزت مكانته درجات الحب إلى مراتب الوله والهيام الذي لا رجعته عنه ولا احتمال للنسيان أو التناسي فيه، فهذا العملاق جمع كل معاني الرجولة والإباء والعزة والشرف والكبرياء والتضحية والثبات، وضرب أروع الأمثال لرئيس دولة تمتلك مخزونا مروعا من الذهب الأسود لو أراد أن يعيش كما غيره لغرق في الملذات والقصور (جميع القصور التي قالوا أنها له لم يكن واحدا منها بإسمه الشخصي بل ملكا للشعب وهذا مثبت) ولم يسعفه الوقت ليفكر بشعوب الدول العربية الجارة والبعيدة التي تعاني من الفقر والأزمات ليساعدها، ولو كان لا يهمه إلا جمع الثروات وفتح الحسابات ما كانت فلسطين لتحتل المرتبة الأولى في سلم أولوياته، حمل همها وحلم بتحريرها وما فارقته إلا بخروج روحه الطاهرة إلى بارئها، سيدي الرئيس الشهيد ... كلما استمعت لنشرات الأخبار ...

 

استفقدك كلما مرت هذه التواريخ (20-3/9-4/23-12/30-12) ... استفقدك كلما سمعت خبر اغتيال عالم عراقي من بين آلاف العلماء الذين رعيتهم وساعدتهم ليصلوا إلى هذه المراتب ... استفقدك كلما تحدثوا عن البطالة والفقر والجوع في السودان والصومال وغيرهما ... استفقدك كلما سمعت كلمة السيد الرئيس ... استفقدك كلما راقب الناس هلال عيد الأضحى ... استفقدك كلما تذكرت عمرتي الأولى التي قمت بأداء عمرة فيها عنك خالصة لوجه الله من قلب أحبك بصدق... استفقدك كلما عدلت حكومتنا الرشيدة أسعار المحروقات ... استفقدك كلما ذكرت البطولات والتضحية والشموخ والأصالة العربية ... استفقدك كلما ذكر دجلة والفرات ... استفقدك كلما سمعت بكلمة الله اكبر وليخسأ الخاسئون ... استفقدك كلما سمعت عاشت فلسطين ... استفقدك كلما مرت ذكرى النكبة والنكسة وذكر اسم لاجئ أو نازح ... استفقدك كلما سمعت أخبار غزة الجريحة ... استفقدك كلما نظرت في حال أمتنا المشتتة ... استفقدك كلما تحدثوا عن الشهادة والأضحية والثبات ... استفقدك كلما أسمع صوت أذان الفجر أو التلبية للحج أو قرأت أوائل سورة الفجر ...

 

استفقدك كلما تذكرت أن الموت سيجمعنا في الجنة بإذن الله ورحمة منه وشفاعة من رسولنا الأعظم عليه الصلاة والسلام ... استفقدك وأستعجل الموت حقا كلما تذكرت أمنيتي الوحيدة ... استفقدك؛ لأنها كانت أن أجتمع بك مع العلم أنني لم أزر العراق ولم ألتقي بك سيدي ولم يكن يجمعنا لا حزب ولا فرقة ولكن كانت تجمع بيننا آلاف الأشياء، أنا لا أزكيك على الله ولكن أنظر في خاتمتك فأسأل الله أن يغفر لك ويسكنك فسيح جنانه يا شهيد الحج والعشر والفجر.

 

 

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٥ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٩ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور