في إيران الملالي زلازل أرضية ومهازل عقلية

 
 
شبكة المنصور
علي الكاش / كاتب ومفكر عراقي

هناك العديد من الظواهر الكونية منها الأرضية كحدوث البراكين والزلازل. ومنها البحرية كالفياضانات والمد والجزر، ومنها السماوية كالبرق والرعد والزوابع والأعاصير وظاهرتي الخسوف والكسوف والنيازك وقوس قزح ونفضل إستخدام(قوس المطر) مثلما موجود في اللغة الأنكليزية( Rainbow) لأن قزح أسم لأحد الشياطين وليس من المنطق أن تنسب هذه الظاهرة الجميلة لشيطان أخرق. وهناك ظواهر أخرى كثيرة, وقد إنشغل العلماء منذ آلاف السنين بها وتمكنوا بجهود متطورة من إيجاد التفسيرات العلمية المعقولة لهذه الظواهر الطبيعية ويمكن الرجوع إليها في بطون الكتب.


الزلازل كما يفسرها العلم الحديث هي إهتزازات فجائية تضرب القشرة الأرضية بسبب تفجر الصخور في باطن الأرض عندما تتعرض إلى حالات التمدد بفعل الحرارة والضغط, فينجم عنها ستة موجات صدمية إثنان منها في باطن الأرض والأربع الأخرى على سطح الأرض, وتنشأ الزلازل في نقطة ما داخل الأرض تدعى البؤرة(focus) تتحرك عبرها الموجات الزلزالية إلى الخارج، فيما تعرف النقطة التي تقابلها على سطح الأرض بالمركز السطحي(epicenter). ويصنفها الجيولوجيون إلى ثلاثة أنواع أولهما: التكتونية(Tectonics) وهي الأكثر قوة وتدميرا وتنحصر بحزام طوله (38.600) كم ينتهي عند المحيط الهادي في منطقة تسمى( دائرة النار). وثانيهما: البركانية وهي المصاحبة للبراكين. والأخيرة: الصناعية وتتم بفعل الإنسان كالتفجيرات النووية. تمكن العالم الإنجليزي جون ميلن في عام 1913 من إختراع أول آلة لقياس قوة الزلازل. من ثم طورها العالم الروسي بوريس غوليزين في عام 1916. وإنتهت منذ عام 1985 بمقياس ريختر المنسوب للعالم شارلز ريختر وعرف المقياس بإسمه ويتألف من 1 ـ 9 درجات لوغاريتمية.


من سجايا الإنسان قديما وحديثا محاولة تفسير علة الأشياء بطريقة مرضية أو مقنعة لإشباع نهم العقل البشري المتعطش دائما وابدا للمعرفة. لذلك حاول تفسير بعض الظواهر الطبيعية وفقا لاساطير أبتدعتها مخيلته الخصبة. ففي العصور القديمة حاول الكهنة والسحرة ورجال الدين ربط تلك الظواهر الغيبية بتحذير أو تهديد وسخط الآلهة من تصرفات البشر وقد استلغوا هذا الشأن بطريقة مذهلة عادت عليهم بالفوائد. ففي إسطورة(إله الطاعون) كما ينقلها لنا الاستاذ فراس السواح يوضح الإله(إييرا) سبب غضبه على قومه وهلاكهم بإدعائه" أن الإنسان لم يعد يخشى كلماتي.. ولم يأبه بتعاليم مردوخ.. بل عمل وفق مشيئته ورغباته.. سأدمر جميع المدن وأحيلها خرابا.. سأهدم جميع الجبال وأمحي عنها القطعان.. سأزلزل المحيطات وأفرغها من الخيرات". وفي اساطير اليونان والمتمثلة بمنحوتات ونقوش ثعبان ضخم يبلع ذيله وتبين النقوش بأن تحركات هذا الثعبان وإنفعالاته تقف وراء حدوث الزلازل. وتشير الأساطير الهندية إلى سبعة ثعابين يتناوبون على حمل الأرض وبدور التسلم والتسليم بينهم تحدث الزلازل والأرتجاجات الأرضية. أما إسطورة الفرس فتشير إلى ثور ضخم يحمل الأرض على أحد قرنيه وعندما يشتد به التعب يحوله إلى القرن الآخر فتحدث الزلازل والتصدعات بسبب حركة الإنتقال. وتشير أساطير المصريين والأغريق إلى إسطورة شبيهة بأسطورة الفرس مع فارق إستبدال الثور بإله أو مارد عملاق يحمل الأرض على كتفه أو ظهره وبحركته المحورية إلى الشرق تارة والغرب تارة أخرى تحدث الزلازل. وكذلك في أساطير المنغول حيث يستبدل الإله أو المارد بضفدع عملاق أو بحوت كما في بعض الأساطير العربية. وقد تحدث البروفيسور(Thorkild Jacobsen ) في كتابه المشهور (Before philosophy ) عن تفسير هذه الظواهر من قبل الشعوب القديمة.


كما تناولت الكتب المقدسة هذه الظواهر لكنها لم تتفصل بها ولم تبتعد عن الأسباب التي وردت في الأساطير فربطت بغضب الرب كإستعاضه عن غضب الآلهة. ربما بعض الآيات الكريمة شجعتهم على هذا الأعتقاد, فالقرآن الكريم يحدثنا عن عقوبات إلهية كالحاصب وهي الريح المهلكة والصيحة وهي الزلازل وما يرافقها من برق ورعد وكذلك إنخساف الأرض كما حدث لقارون والطوفان كما حدث لقوم نوح. فقد أهلك قوم عاد بالرياح والأعاصير، وقوم ثمود اهلكهم الزلازل. وجنود فرعون بالغرق، وهذا ما يقال عن قوم لوط(سدوم وعمورية) الذين أهلكوا بحجارة من سجيل وطير ابابيل الذي اهلك جيش أبرهة وقد أول الأمام محمد عبدة ابابيل إلى الطاعون وقصص اخرى. فقد جاء في سورة العنكبوت/40 " فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ". لكن الاختلاف بين هذه القصص وما يحدث الآن إن تلك الأقوام كانت آثمة وكفرت بالله ولم تعترف بالرسل والأنبياء بل تمادوا في طغيانهم وكفرهم فدمرهم سبحانه وتعالى ماعدا الصالحين منهم, اي إنها حدثت في عصر النبوة والرسالات السماوية. اما ما يحدث الآن فهي كوارث طبيعية تؤدي إلى أبادة جماعية أحيانا. وهي تشمل الصالح والطالح, المؤمن والملحد، الطفل والشيخ والمرأة، المعافى والمريض والمعوق, وهذا يتنافى مع الحكمة الإلهية بأن كل نفس بما كسبت رهينة. فليس من المنطق والإيمان والعدل أن يحمل رجال الدين الله جل جلاله المسئولية عن قتل هؤلاء الأبرياء. فلو أحصينا على سبيل المثال عدد الضحايا بسبب الكوارث الطبييعة سنجد ان النسبة الغالبة هي من النساء والاطفال والشيوخ والمرضى لعدة اسباب من بينها ضعف بنيتهم وصعوبة تحملهم المشاق وشدة خوفهم وعدم تمكنهم جسديا من تخليص أنفسهم من الكوارث بالجري أو السباحة او الأختباء وغيرها من الأسباب. ومن الطبيعي أن الشيوخ والأطفال والمرضى هم أقل شررا وأبعد ضررا من البالغين والاصحاء الذين تكون لهم فسحة اكبر للإذاء والشر وفرصة أكبر للنجاة من الكوارث.


إن ربط هذه الظواهر الكونية بظاهرة الفساد الأخلاقي وإنتشار البغاء والزنا ليست حالة جديدة وإنما لها جذور قديمة منذ فجر السلالات. ففي بابل مثلا قرر الاله إييرا تدمير مدينة ( ايريك ) مدينة البغاء واللواط والمخنثين والغلمان بعد أن نالت عشتار من رجولتهم. وفي اسطورة( انانا والبستانى) السومرية تنتقم الآلهة( أنانا) من البستانى الذي اغتصبها. فتنزل الكوارث المهلكة على البلاد جميعا. جاء في الإسطورة " أنانا من أجل فرجها ماذا فعلت؟ لقد ملئت جميع آبار البلاد بالدم". وفي التوراة/ سفر التكوين نجد أن يهوه أهلك ودمر( أرض دائرة الأردن) أي سدوم وعمورية أرض قوم لوط بسبب فساد أهلها وانتشار اللواط بين اهلها. وقد جاء في سورة الاعراف" وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)".


إستنسخ بعض رجال الدين نفس هذه الأسباب لتفسير تلك الظواهر الطبيعية وربطوها بسخط الرب على الأقوام التي تتعرض لها بطريقة مجحفة محملين الله جل وتبارك مسئولية هذه الإبادة الجماعية, ومتجاهلين في ذات الوقت حقيقة علمية مهمة وهي إن الأرض تتعرض لنحو مليون زلزال سنويا، في حين تذكر وكالة الجيولوجيا الأمريكية USGS بأن عدد الهزات الأرضية التي تحدث كل عام عدة ملايين, لكن معظمها تكون خفيفة أو في أعماق البحار والمحيطات أو في مناطق نائية غير مسكونة، عادة لا يشعر الإنسان بالزلازل دون 4 درجات حسب مقياس ريختر. فإذا كان الرب تبارك إسمه ساخط على البشر ملايين المرات(بعدد الزلازل) وعلى مدار السنة فهذه كارثة بحق البشرية!


من تلك التفسيرات الظالمة الزلازل التي تعرضت لها هاييتي مؤخرا، وقبلها الزلازل التي تعرضت لها مصر فقد وصفها( د. احمد عمر هاشم) بأنها" تنبيه بسيط من الله" بسبب الفساد والأبتعاد عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف, لكن نسأل الدكتور أليست الأقوام الوثنية والتي لا تؤمن أصلا بوجود الربً هي الأولى بتلك الكوارث؟ حسب زعمه الكارثي! وفي عام 2004 دمر زلزال مخيف سومطرة عشية أعياد الميلاد مخلفا الملايين ما بين قتلى وجرحى ومشردين, وكذلك الزلازل التي تعرضت لها تركيا واليونان واليابان وإيران واندونيسيا ومكسيكو ستي ومئات المدن الأخرى. هي إذن ظواهر طبيعية لا علاقة لها بالشعوب وأديانهم ومذاهبهم وأخلاقهم وعنصرهم ومعتقداتهم ولا بنظام العولمة ولا مشتقاتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية. وإرجاعها لعوامل الفساد والرذيلة وغيرها إنما هو ضحك على ذقون البسطاء والجهلاء وتبرير سخيف لضعف الحكومات المستهترة بحياة شعوبها.


في الزلازل التي تعرضت لها إيران مؤخرا خرج علينا جمع من وعاظ السلاطين مرجعين هذه الظاهرة الطبيعية إلى تفشي الفساد والرذيلة في بلدهم الإسلامي! منهم حجة الإسلام (كاظمي صديقي) الذي صرح بكل بلادة بأن سببها "استشراء الرذيلة والزنا في أنحاء طهران وذلك نتيجة لإرتداء ملابس غير محتمشة من قبل النساء، إذ يريد الله معاقبتهن كمذنبات" لا أعرف كيف أستشف صديقي بأنها رغبة الله؟ ومن أنبأه بذلك؟ وبأية وسيلة تم الإتصال؟ وأضاف صديقي معانيا دماغه من وطأة ثقل عمامته بأن "النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب يقدن الشباب إلى الضلال، ويفسدن عفتهن وينشرن الزنا في المجتمع، وهو الأمر الذي يزيد من وقوع الزلازل". بربكم الا يجعل هؤلاء المفقهين الحمقى الغرب والشرق يضحك على المسلمين جراء هذه الضحالة الفكرية؟ لطالما هناك زواج متعة من عشرة دقائق فما فوق فعلام يلجأ الشباب للزنا والبديل موجود؟ وهل للزنا علافة بلبس أو نزع الحجاب؟ كيف نفسر إذن إنتشار الزنا في بعض دول أوربا الشرقية والغربية ودول أخرى غير إسلامية لا تعرف الحجاب؟ وأي معادلة فنطازية تلك التي اخترعها علامتنا الفطحل صديقي ـ ولا أعرف من أين جاءه لقب (صديقي) هل هو نوع من جمع النقيضين أم لتصديقه الدجل والشعوذة؟ وإذا صحت المعادلة الصديقية! لماذا لا تتعرض مناطق الملاهي والبغاء في العديد من دول العالم إلى هذه الزلازل بما فيها داخل إيران نفسها مثل حي العاهرات الذي نقل إلى منطقة(انوسراد افريقيا) وأطلق عليه (صادقي خلخالي) إسم(بيت التوابات) بعد أن فقه الغانيات بفقه المتعة وطهر اجسادهن من البغاء المحرم وغمسها في البغاء المقدس؟ أو بيوت الفضيلة(بيوت العفة) وكذلك المزارات الدينية التي وصفتها شهلا حفيدة آية الله الحائري بقولها "إن المزارات بشكل خاص تعتبر اماكن مناسبة للحصول على اللقاءات الجنسية" او في مدينة قم مركز العبادة ومستودع الرذيلة في نفس الوقت، حيث أعرب 197 من رجال الدين وأساتذة الحوزة العلمية الشيعية بالمدينة عن" قلقهم العميق حيال انتشار ظاهرة الرذيلة والبغاء في عاصمة المؤسسة الدينية الشيعية الحاكمة في إيران".


وكيف يفسر لنا صديقي إنتشار الرذيلة في دولتة ذات النهج الإسلامي وصاحبة ثورة إسلامية ترغب بتصديرها لجميع دول العالم رغم انوف حكامها وشعوبها! فأن فشلت الثورة الإسلامية في عقر دارها فكيف ستنجح في خارجه؟ وإذا لم تنجح في تربية شعبها فكيف ستنجح في تربية بقية الشعوب وتكون قدوة لهم وتستقطبهم إلى صفها؟ ما هو دور صديقي وبقية المعممين تجاه ظاهرة إنتشار الفساد؟ هل صعد الموج لزورقهم وأغرقه؟ أم انهم يقفون وراء هذا الفساد من خلال تشجيعهم البغاء المقدس؟ وما هي إجراءات الولي الفقيه وأحمدي نجادي وبقية رموز الشر أزاء هذا الوضع الشاذ ام أنهم وجدوا أن من الأسهل إناطة المسئولية برب العالمين واستراحوا منها!


نذكر صديقي ومن لف ودار معه في فلك الدجل والشعوذة بأنه في زلزال عام2003 الذي ضرب مدينة بام الإيرانية وخلف أكثر من ثلاثين ألف إيراني ما بين قتيل وجريح وشرد عشرات الآلاف من الإيرانيين. آنذاك كان الزلزال متوسط القوة ومع هذا كانت الخسائر جسيمة... لماذا الخسائر كبيرة مع إنه غير شديد؟ لأن رموز الشر الحاكمة أفقرت السكان، علاوة على هشاشة البناء، وعدم توفر الوسائل العلمية للكشف عن الزلازل قبل وقوعه، وقلة قوات الدفاع المدني وعدم كفائتهم في إدارة الأزمة, والتباطؤ في إخراج وإسعاف المصابين من تحت الإنقاض، وعدم توفر الخدمات الطبية الميدانية لمعالجة الجرحى. إذن الفشل كان بسبب الإجراءات الحكومية البطيئة واللامبالاة وعدم الشعور بالمسئولية وليس لأن الربً جل جلاله أراد ذلك! لذلك سيبقى تأثير الزلازل مدمرا مهما ضعفت قوتها لأن المشكلة في العقول وليس في الطبيعة فقط. فلا تقصروا في حق شعوبكم وترموا بالحمل كاملا على ربً العالمين.


الواعظ الآخر كان آية الله (عزيز خوشقت) فقد طالب المصلين أثناء خطبة له في شمال طهران بالخروج " إلى الشوارع وتوبوا من ذنوبكم. فالعذاب الإلهي واقع عليكم. لذا أتركوا المدينة". عجبي من هذا الآية العبقري ونصحه! أولا: علام التوبة إذا كان العذاب الإلهي قادم لا محالة؟ ثانيا: هل الخروج إلى الشارع سيجنب البشر غضب ونقمة الله؟ الا يقدر أن يصلهم سواء كانوا في بيوتهم أو الشوارع أو في باطن الأرض؟ ثالثا: لنفرض إتبعوا نصحه و تركوا مدينتهم لمدينة أخرى! هل تتوقف ملاحقة الزلازل لهم وينجوا من المطاردة؟ أي سخافة تحكم هذا المنطق الأعوج وأي إستغفال بعقول الناس! وكيف تسكت شعوبهم على هذا الهراء دون ان تنتفض أو تستنكر على أقل تقدير؟ هل هو الخوف أم الجهل والأمية؟


بمثل هذه الفتاوي الباطلة والأحاديث العاطلة التي يتمنطق بها علماء الشيعة والسنة( سبق أن تناولنا الفتاوى السخيفة للعلماء السنة في مقال سابق) على حد سواء يجعلون من الإسلام وسيلة للتندر والسخرية أمام العالم. فبدلا من أن يخدموا الإسلام فإذا بهم ينحروه بسكاكين ملثومة. وبهذه الفتاوى يستخف الغرب بعقولنا ويهزأ من هشاشة تفكيرنا. فلماذا نلومهم بدلا من أن نلوم أنفسنا؟ ولماذا يتدخل رجال الدين في شئون العلماء والنظريات العلمية بطريقة ساذجة؟ لماذا لا ينصرفوا إلى تخصصهم الديني ويتركوا العلماء لشأنهم؟ فيكفونا ويكفوا العلماء شر فتاويهم النافقه ونظرياتهم التافهة.


بديهيا لم يفوت الغرب هذه الفرصة ليثير المسألة على نطاق واسع إعلاميا وثقافيا, إنها فرصة ذهبية للنيل من المسلمين والإسلام وليس من رجال الدين المتفقهين فحسب. فقد إنطلقت حملة تعري نسائية واسعة تتحدى شعوذة صديقي ودجل خوشقت والسائرين في طريق الضلالة. ترأستها طالبة علم أمريكية تدعى(جنيفر ماك غريت) تحدت بجرأة نظرية صديقي لتثبت بأنه(لا علاقة بين إهتزاز الأرداف وإهتزاز الأرض البتة) وتمكنت جنيفر من جمع تواقيع عشرات الآلاف من النسوة اللائي أيدن التظاهرة وأعلن إستعدادهن للمشاركة بأخف وأرق ما يمكن من الألبسة الشفافة, بحيث يكون المكشوف من الجسد أكثر من المحجوب!


إنه التحدي الكبير والمنافسة المحمومة، يمثل الجانب العلمي فيها جنيفر طالبة العلم، وجانب الدجل العلامة الفهامة صديقي. فلمن الغلبة؟ مقياس التحدي يتلخص بأنه: إذا تعرضت تظاهرة العري إلى زلزال مدمر أو حتى بسيط( شرط أن يكون أقوى من إهتزاز أجسادهن كي يشعر به المحكمون) عندها ستصح نظرية العلامة صديقي وتقتنع طالبة العلم جنيفر ورهطها المتعري بأنه( كلما خفت ملابس النساء كلما تصاعدت حرارة الأرض وحمى الرجال وحدثت الزلازل)! وسيقدم علماء الزلازل شكرهم لعلامتنا الكبير صديقي وربما يكملوا مسيرته العلمية الظافرة فيخترعوا مقياس جديد ينافس مقياس ريختر يسمونه (مقياس صديقى الهزاز) ويكون ذو إستخدام مزدوج لقياس هزات الأرض من جهة و هزات الجسد من جهة اخرى. ربما يرشح أيضا (صديقينا) لنيل جائزة نوبل فينعش قلوب المسلمين المتعطشة لجائزة نوبل الكافرة التي حرمنا منها الغرب ظلم وعدوانا رغم وجود علماء كبار لدينا كـ (صديقي وخوشقت). أكيد ستتهافت أكبر الجامعات العلمية والعالمية لإستعارة خدمات صديقي وأفكاره التنويرية المبتكرة التي عجز عن فك طلاسمها كبار العلماء.


أخيرا يبدو أن جنيفر واثقة من الفوز لذلك صرحت بأنها ستكشف لنا عن معالم جسدها الممشوق هي مصرة على تحديها بالقول" بالقوة الكامنة في أجسادنا نستطيع حتماً إحداث هزة أرضية".


معشر الرجال حتما سيخذلوا صديقنا(صديقي) ويراهنوا على جنيفر بإعتبارهم الأكثر أحساسا بإهتزازالأجساد العارية والإستجابة السريعة لمؤثراتها الصوتية والصورية.


عزاءنا الأخير لصديقي! بأنه يوجد حل يمكنه من التملص من هفوته الفقهية! بإدعائه أنه في حال عدم حدوث زلازل طبيعية أيام التظاهرة! فإنه حتما ستحدث زلال إنثوية شديدة تؤثر في نفوس الرجال فتفطر قلوبهم وهذا ما عناه في فقهه. بذلك يحفظ العلامة ماء وجهه إن بقي له قطرة ماء، أو يمكنه أن يتيمم بالغبار الذي ستثيره زلازل أجساد المتظاهرات.


أستغرب حقا! لماذا يجني بعض المراجع من الشيعة والسنة على الأسلام بدجلهم وشعوذتهم؟ لماذا يدفعون أنفسهم ونحن معهم إلى مآزق هم ونحن في غنى عنها؟ لماذا يجعلون منا إضحوكة للآخرين؟ هل هي سذاجة أم غباء أو جهل؟ أم أن هناك مخطط شعوبي يرمي للإساءة إلى الإسلام على يد مراجع إسلامية؟ أو بالأحرى ممن يعلنون الإسلام ويبطنون الإساءة إليه.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٦ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور