أين تبخر العقل ... و أين اختفت الحكمة ؟ دفاعا عن ... سعد داود قرياقوس

 
 
شبكة المنصور
علاء جواد الشمري

طالعنا موقع الرافدين الالكتروني الاسبوع الماضي بخبر غريب تضمن إتهامات مبطنة وساذجة لكنها مفهومة وموجه لشخصية وطنية عراقية, بشكل لا يليق بالموقع وسمعته .  

 

هذا الخبر المبهم أثار جملة من التساؤلات عن هوية ومصداقية ودرجة وعي ادارة الموقع، بالاضافة الى الهدف من إثارة هكذا موضوع في هذه المرحلة الدقيقة.؟ أقل ما يجب ان يقال عن هذا التصرف اللا واعي واللامسؤول بانه تصرفا لا يليق في من يقدمون أنفسهم كمنبرا وطنيا مناهضا للاحتلال، وداعما للمقاومة العراقية ومشروعها التحرري الوطني.   

 

ستبرهن الاسابيع والاشهر القادمة ان موقع الرافدين هو الخاسر الاكبر من هذا التصرف المدان، لا بل انه كان ضحية تآمر عناصر مشبوهة نجحت في التسلل الى ادارة الموقع وتوريطها في هذا التصرف الصبياني.   

 

لقد تضمن خبر الرافدين إتهامات شخصية باطلة وساذجة وتفتقرالقرائن والادلة، كما انها إفتقرت للحد الادنى من اللياقة الادبية والسياسية والاخلاقية المتعارف عليها، ومحاولة غير موفقة للاساءة الى شخصية وطنية معروفة بحرصها الوطني والتزامها في ثوابت المقاومة والوطن وتحضى باحترام وتقديرعراقي وعربي ودولي واسع.الاتهامات المقدمة ينطبق عليها المثل العربي : حدث العاقل بما لايعقل فأن صدق فلا عقل له ! 

 

الشخصية الوطنية العراقية التي أكيلت لها الاتهامات بشكل مبطن وغير رجولي هي الاستاذ الرفيق سعد داود قرياقوس! وهنا مربط الفرس!

 

سوف نتجاوز الاسلوب المتردي الذي إستخدمه موقع الرافدين في الاساءة الى هذا العقل الوطني النير, وندخل بصلب الموضوع وتحديدا الهدف الحقيقي من توجيه هذا الاتهام الساذج. إن مسالة إستهداف الرفيق سعد داود قرياقوس يجب ان توضع في سياقها المنطقي السياسي ويجب ربطها في طبيعة الصراع القائم في العراق وهذا الاستهداف يتجاوز الجانب الفردي او الشخصي. ان التوصل الى الهدف الحقيقي من هذا التصرف يتطلب طرح السؤال التالي :

 

لماذا أستهدف موقع الرافدين الرفيق سعد داود قرياقوس؟

الاجابة على هذا السؤال تتطلب التوقف امام بعدين مهمين :

 

البعد الشخصي : فإستهداف الرفيق سعد امرمتعلق بشكل وثيق بمواقفه المبدئية الوطنية الجلية والصائبة فيما يخص الصراع الراهن على أرض وطننا. ولتصديه الصلب من خلال قلمه ولقاءاته ومحاضراته ومشاركاته في المؤتمرات والندوات الداعمة للمقاومة, ومنذ الايام الاولى للاحتلال, لمجمل مشروع الاحتلال, مقدما تحليلا دقيقا لطبيعة الاحتلال وركائزه الاقليمية والعربية ومكوناته وادواته العراقية, مؤمنا في أستراتيجية المقاومة العراقية كمشروع وحيد مقابل ومجابه لمشروع الاحتلال الامريكي الايراني. هذا التحليل والقناعة الراسخة المبدئية أرفدها الرفيق قرياقوس بحرص منقطع النظير على ضرورة التصدي الواعي والمسؤول لكل محاولات ومبادرات الالتفاف السياسي حول المقاومة العراقية بكونها الممثل الشرعي الوحيد للعراق وشعبه، واضعا نصب عينيه التمسك بالخيار الصعب ومجابهة كل محاولات الارتخاء والميوعة السياسية تحت حجج "العقلانية" و "الواقعية" وخيارات المفاضلة بين الخيار "السيئ" و"الخيار الاسوء" الى المفاضلة بين "عملاء ايران" و"عملاء امريكا" !

 

وما مساهماته الاخيرة فيما يخص انتخابات المحتل الامريكي الايراني ودعوته الى مقاطعة الانتخابات ووجوب التصدي الحازم والواعي لمحاولات رهن المشروع الوطني المقاوم في "العملية السياسية"، إلا دليلا حيا على صلابة ومصداقية الرفيق سعد وعلى تمسكه في مشروع المقاومة كخيار وحيد لانهاء الاحتلال ومعاناة شعبنا الابي. هذة المواقف المبدئية استدعت الاستهداف الشخصي للرفيق سعد داود قرياقوس.

 

البعد الوطني – العقائدي : إن معرفة مرجعية الرفيق سعد داود قرياقوس السياسية تسلط الضوء بصورة جلية على هدف إستهدافه كقلم وكاتب مقاوم: انها حزب البعث العربي الاشتراكي. وهنا يكمن البعد الاخر لدوافع تصرف ادارة موقع الرافدين. إن بديهية الترابط السيامي بين المقاومة العراقية وحزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته السياسية الشرعية, بديهية لن تلغيها المحاولات البائسة لالغاء هذا الترابط! ومن البديهي ايضا إن محاولات تمرير مشروع الاحتلال تستوجب إسكات الاصوات والاقلام المقاومة الصلبة، وتستوجب نحر حزب البعث ومقاومته.

 

اذن المطلوب والمستهدف من موضوع  نشر خبر الرافدين وان كان  الرفيق سعد قرياقوس العنوان الواضح له, إلا ان الهدف الاكبر هو المقاومة الوطنية العراقية وفصيلها الطليعي حزب البعث.

 

لهذة الاسباب يستهدف الاستاذ سعد داود  قرياقوس, ولنفس الاسباب يستهدف رفاق الاستاذ سعد داود قرياقوس في حزب البعث, وللاسباب ذاتها  يستهدف رفاق الاستاذ سعد داود قرياقوس في الصف الوطني المقاوم!

 

من المؤسف حقا إن عملية إطلاق التهم إلاعتباطية اصبحت ممارسة لايتردد البعض في ممارستها دون اي وازع مهني واخلاقي. ان تصرف ادارة موقع الرافدين المرفوض بصرف النظر عن ما اذا كان تقديرا خاطئا وساذجا لادارة الموقع  او يعود نتيجة تحريض او تآمر  جهة ما او دولة ما, يبقى تصرفا لا يمكن السكوت عنه. فادارة الموقع مطالبة في التحلي بالنبل وقيم الفروسية وتقديم الاعتذار الصريح للقراء وللرفيق سعد داود قرياقوس. السكوت على هذا التصرف الامسؤول سيفتح بكل تاكيد الباب على مصراعيه امام توجيه الاتهامات لكل القوى والشخصيات الوطنية, وبشكل ينصب في مصلحة المحتل وعملاءه. أنهي المقال بالاقتباس من مقال الاستاذ سعد عبد الحميد واقول للرفيق .....سعد داود قرياقوس ..."يارفيق سعد ستبقى جبلا لا يمكن لاية ريح ان تهزه "

 

allaa-alshemmary@hoymail.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ١٣ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٧أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور