تحالف جديد لتفتيت العراق

 
 
شبكة المنصور
زياد المنجد

واخيرا وكما كان متوقعا أُعلن في بغداد عن تحالف بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني ،لتشكيل كتلة داخل البرلمان العراقي تكون الاكبر بين الكتل، استجابة لرأي المحكمة الاتحادية القاضي بأن تشكيل الحكومة تقع على عاتق الكتلة الاكبر في البرلمان، وليس على القائمة التي تحصل على المقاعد الاكبر في الانتخابات.


طرق شتى يتبعها القابضون على السلطة في المنطقة الخضراء ،والهدف بقاء المالكي في السلطة مدفوعا بحب السلطة التي تذوقها ويصعب عليه مغادرتها ،وبشعار المظلومية التي رفعتها ظلما وعدوانا شريحة من الشعب العراقي دون وجه حق.


التحالف بين دولة القانون والائتلاف الوطني يأتي ضمن خطة بمسارين اتبعها المالكي لضمان بقاءه في السلطة ،الاول تم باعلان الائتلاف بينه وبين الحكيم الذي يضمن له الكتلة الاكبر في البرلمان، والثاني طلب اعادة الفرز والعد اليدوي لاصوات بغداد ، والذي من المؤمل ان يؤدي وعبر طرق شتى تتحكم فيها السلطة التي يملكها كقائد اعلى للجيش والقوات المسلحة في التقدم على القائمة العراقية ،ليصبح كيانه السياسي الكتلة الاكبر في عدد المقاعد البرلمانية ، والذي يؤهله اذا ماغيرت المحكمة الاتحادية رأيها السابق لتشكيل الحكومة ،علما انه وبعد ساعات من بدء العد والفرز اليدوي ،قدم طعنا في هذه العملية حتى يسبق الاخرين في هذه الطعون ،وحتى اذا ماتغيرت النتائج لصالحه يفوت الفرصة على الاخرين بقوله انه كان غير راض عن هذه العملية.


في كل الاحوال لابد من القول ان العراقيين بعد هذا التحالف العتيد عادوا الى المربع الاول في وضعهم السياسي ،وتبخرت احلامهم في حدوث تغييرسياسي يخرجهم من حالة التخندق الطائفي الذي وضعتهم به سياسة الحكومات السابقة بمباركة احتلالية واقليمية، وبات عليهم في افضل الاحوال الانتظار اربع سنوات اخرى يحلمون بها بتغيير واقعهم السياسي .


ولربما لايجد العراقيون انفسهم خلال السنوات الاربعة القادمة قادرين على الحفاظ على وحدة بلدهم ،فهاهو المالكي يدعو بعد ان عارض في السابق الى اقليم البصرة ،وهاهو البرزاني الحليف المتوقع للتحالف الجديد في الحكومة المقبلة يؤكد ان الحفاظ على العراق الموحد كأحلام العصافير، وهو امر كان هدفا رئيسيا من اهداف الاحتلال، ويبدو ان الامور الواقعية لم تنضج لتحقيقه ،ولربما تسمح السنوات الاربعة القادمة بسلطة طائفية، ودعم احتلالي واقليمي ،ومباركة برزانية وطالبانية بتقسيم العراق.


قد يعتبرني البعض متشائما ،اذا ما قلت ان الوضع في العراق اصبح في ظل هذا التحالف الجديد في مرحلة اللاعودة ،وان الامور تسير الى واقع لايتمناه اي عراقي او عربي غيور على وحدة وطنه وبلده، فما يجري في العراق يعزز التقسيم الذي يجد في دستور العراق الحالي ارضية خصبة ،وفي تصرف الساسة وسيلة لتحقيقه، وفي احلام الصهاينة وبعض الدول الاقليمية منهجا للوصول اليه، في حين اننا نحن العرب غائبون عن التأثير فيما يجري، وكأننا ننتظر تحقيق ذلك في العراق ليصلنا الدور ،مستفدين من تجربة اشقائنا في العراق ،حتى لانتعب انفسنا ونتعب غيرنا في التعامل لتحقيق ذلك في اقطارنا في المستقبل القريب.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٢٤ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور