أولئك والحبوبة زباري

 
 
شبكة المنصور
الشاعرة منتهى الرواف
الاحداث التي تعصف بالعراق المحتل وتنوع صفحات الخبث فيه والحقد والاجرام من الشياطين من العملاء واسيادهم الكفرة الين اجتمعوا على قتل العراق العربي الحر, واشهرفنونه ابداع تصريف عمليات القتل الجماعي بالمفخخات والتي لا تتعدى حقيقة توفر فرص التحكم بها عن بعد لطبيعة المتمكن من الارض والتحكم بمنافذها وبث وشراء النفوس الضعيفة للوشاية بالناس,وتقرئها نشرات الاخبار والاعلاميين انها عمليات انتحارية,في كل يوم عبر سنوات الاحتلال المريرة لوطني الجريح وجراحه التي غدت لا تشبه جراح اي وطن محتل قبله ولاشك انها لن تكون لبعده, لصبر العراق على مر التاريخ ومقاومته البطلة هي التي افشلت مشروع الاحتلال وافرغته من محتواه مه استمرار افعال المحتلين الشنيعة والتي تجاوزت موضوع السلب والنهب ليطفوا الهدف الرئيسي من كل الحملة الفاصهيوكية,تصفية العراقيين وخفض نسمتهم بضع الاف بدل تصاعد معدلات نموه على كل الاصعدة في زمن النظام الوطني السابق,لاخلاء الاجواء وصفائه لهم للتمتع والاسترخاء والتحكم بخيرات العراق دون وجع راس ولا يهم ان قيل فيهم قتلة لان القتلة اطبقوا احكام الانفاس لا للعراق والعراقييين بل احكموا قبضتهم شرق الكون ومغربه,وفشل عمليات التجميل ليزدادوا قبحا اكثر مما هم عليه من قباحة


وفي صباح اسبوعنا الدامي من شهرنا الساخن وسنتنا المرة بين سنوات اسعمارنا العجاف,قفزت ذكرى الحبوبة زباري المراة العجوزوكيف كانت امي تبعث اليها كل خميس ثواب على روح ابي دجاج وتمن كانت تقتطعه من حصة ايتامها حيث كنا ناكل هذه الطبخة كل خميس كالمعتاد حيث بركة الخميس وليلة الجمعة لتطعم من كانت احوج منا زباري امراة عجوز كانت تسكن صريفة بالقرب من منزلنا تقع على مفترق دربونتين,وجارها يمدها بالكهرباء على حسابه والاخر ياتي لها بالفطار من مطعمه والجارات يتناوبن على مساعدتها بغسيل ملابسها وتحميمها,رحلت زباري الى منطقة سكنية كان اسمها مدينة الثورة بعد ان قامت الدولة باسكان كافة من كان يعيش في الصرائف ووزعت لهم الاراضي وانتقلوا وانتقلت هي ولا اعرف عنها شئ,ازيلت الصرائف حينها وغابت زباري ونسيتها طيلة هذا الزمن منذ عقد السبعينات لتحضرني هذا الصباح لاترحم على روحها ذكراها فرضت نفسها لما نراه مما يجري لشعبنا من الفرقة وتدبيرها المخيف لفناء طبيعة التراحم والتوادد بين ابناء شعب العراق, كيف كنا نعيش متسامحين متحابين اهل بغداد واهل الجنوب يرعى بعضهم البعض سنة وشيعة والكرد كانوا بين اعداد العوائل ممن يعيشون منطقتنا السكنية,وحضرت ذكرى بيت ام خماس وابو خماس رحمهم الله وكيف كانوا لطبيعتهم الريفية الصرفة وتحكم الرجل بين نساء الاسرة كيف كانت والدتي تهب لنجدة الكنة حين يضربها زوجها الابن البكر خماس ايضا رحمه الله,لا اعرف هل انا وحدي اعرف واتحسر قيمة جمال ذاك الزمن بسيط وطيب وشهي مع فقر الحال لا ضغينة ولا طمع بمال او جاه على حساب اخ من ام واحدة او كل امنا العراق
زباري رمز المراة العراقية الماجدة التي لم تحقد على احد لانها افقر بين الفقراء ولا تمنت لثري القتل والموت هي رمز لملايين الامهات الصابرات وزيارتها لذاكرتي اكبر ظني انها كانت تبكينا كما يبكينا كل شريف ومؤمن وطيب ولا يعرف ويستنكر لكل الاحقاد ويتبرا,زباري تبعث بتعازيها لكل الثكالى ولكل الجرحى تدعو لهم بالعافية والشفاء والسلامة وتهدي كل صابر سلامها


ونهدي باسمها ابياتنا المتواضعة والتي لا نجد ملكا نمد به اهلنا غيرها

 

أولئك والحبوبة زباري

 

أحلامي كانت ولم تزل كثيرة
صغيرة وكبيرة
كثير من الناس رأيت
أكثرمن الكثير حدثت
وأكثر الكثير صدمت
لسطوة اللذات اسلمت
عن الواجبات تخلت
وفي الحسابات مسلمة تكتب
وعلى الله ورسوله تحسب
وللحق تجحد
للاخلاص تفتقر تنكرت

الاكثر استحل استعمار الدولار
ولبريقه اسالوا لعابهم شلال
ولاسره طوابير تصطف
تنتظرعلى البوابات
اصناف عبيد افواج واسراب
لملاينه لاهثين كالطوفان
قنطايره بعيونهم ضئيلة اضحت
بجنونه غرقوا وفرارهم منه محال
أعرفهم وتعرفونهم أسماء وعدد
ولهم في البنوك حسابات وعدد
بأصقاع الأرض منتشرين
على حصن بوابتنا الشرقية
تمترسوا قابعين
تصدروا نشرات الأخبار والموجز
استمكنوا ذات الطباع قانون الغاب
اضحوكة التاريخ المفبرك
اليوم ساد
ما غادر الارض سوى 23 عام
خبى حتى تصيد
لوئد العدل دلال الاسلام
في الزوراء والاندلس يوما كان
ولولا نفع الاثار للدولار
لما بقي على الارض
تذكار او صفحة لنا تشهد
استعمار يتجاذب حبله شد
بعنق عبيده واحد ممتد
صنعه وباركه الشيطان
شجر خبيث اطاح بالشجر الطيب
استعمار وعملاء
وانصارالحق تصارع
ايها التاريخ الدامي سجل
لاستلم كتابي بيميني
واستعيذ بالرحمن من اهل الشمال
ملاك شيكل وتومان
يورو ودولار
قاصين ودانين
اداروا الفلك حطوا بدياري
اؤلئك حفظتني كنايتهم والدتي
دربونتي..أم خماس ..والحبوبة زباري
علمتني قواعدهم معلمتي
باطنان الكتب تلقاهم يتربعون
برفعة العلم كل خميس
وخطبة مديرة المدرسة
بعطاياهم تتغنى تمتلئ
ابلغتنا عنهم الأقلام قالت
أنت وأولئك في الحسابات واحد
اؤلئك وانت والحبوبة زباري
ذو دم واحد ..كذبة كونية
انى يكونوا أخوتي في الأنسانية
كيف والصوت في البلعوم
منهم يفر ويشنق
كيف وروحي منهم تفزع
كيف ووطني على أيديهم
يعدم ويحرق
كيف وبما اجرموا العنهم وابصق
امام عيون الامهات
تفننوا بتفتيت الاكباد
يتموا وحرقوا الاطفال
أنا وهم محال..أولئك نسوا أمرا ً
باطلهم وحقنا بيننا وبينهم بحراً
بيني وبينهم سماء وارضا
نسوا أمراً هاما جداً تعلمته في الصغر
بخطواتي الأولى على الحجر الاصفر
وامي تغني لي نغمات تاتي
سحر مغزاها كلمة رافقتني
أول عكاز والتاء مخدتي ولائاتي
الحب والكره اعداء
والظلمة والنور بنفس الزمان
يتناغمون الاضداد
طلقي الكذب وكوني
مع وللحق حبيبة ولبعضكما
اخلة واصدقاء
اؤلئك وزباري وانا من مدار واحد
كيف وأولئك نسوا أمرين أسمو بها
أن أؤلمهما اخشى أو أبكيهما
نسوا وان تمنطقوا
الافتراس فقها اجادوا
للفوزبثراء الجاه والمال
فاحالتهم جيف عفنة
وبكنز الخالق عبثوا
محرار الضمير رقيبهم فطرة
يقيهم حيونة النفس
منظم رحماني دقيق وئدوه
واعدموا حلاوته عذابات الضمير
قتلوه سكرا بأعتق الخمور
دم الشعوب والاوطان
فداء كراسي كفرة
حجرا تحولوا بعصي
وعصيان السحرة
اشهر أعيادهم محو أجيال
والأصل يقال وان كان أشكال
مرده ماء وصلصال
أستصرخ النوم من حولي
الكل أصم وأطرش لا يسمع
أولئك الانجاس
عقروا ارضي وعرضي
ظلم وكذب وتهجير وقتل
نسوا بيني وبينهم معادلة
عدمت النسبية
فشلوا لينسوني امرا
غيبته لارفع قدره
وأعز شأنه عن قصد
تقدم ايها الضمير الحي خالد
يا من لايمضي به مثقاب
ولا يذيبه تيزاب
ولا تعقره عقاقيرسمومهم
من ادم وابراهيم ومحمد
شموسه اصلاب
لا تخطأه ثوابت ولا يستثقل صلاة
قبلة الحق اولى عنده اقدس محراب
لاتغريه قشور امرأة
بمسروق مال تجملت شمطاء
ولا تاخذ لبه زيف مخياط عذراء
ولا شهادات اللاحرة مصدرة
سماسرة العصر ليعتلوا
مناصب رفيعة
تهندموا عناوين الوجاهة دكاترة
لتعلق وتزين جدارانهم رداء

لا تعني ضمائر الاحرار
انشودة الجري الكل صار
اصحاب اطيان واملاك
ما همني من الوحوش غير
النصرة او الشهادة
واضعف الايمان نعيمهم طلاق
هجرت عن بيدائي قسرا
لتسيدهم فيها
طلقت الزيف احل الحلال بالثلاث
فما بالي واؤلئك
مادمت ازن حكمة ملكي
ان احيا ميتة اواموت حية
في نفسي حالهم أرثي
لجهنم قادهم ربهم العاصي
فيالق اليوم غدا وامس

بالغدر والظلم لشيطانهم اشتكوني
وللرحمن احتسب
ايمان ويقين منهم اشتكي

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ٢٨ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٢ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور