الأمة العربية ...!! والمحنه في ساستها

 
 
شبكة المنصور
ابو احمد الشيباني

إن المحنة التي تمر بها الآن،  الامه العربية، وحركة التوحيد العربي، تعود بلا شك، إلى حد كبيروتدهور مركزها في العالم العربي، كما تعود إلى الضعف الذي أصاب ما تشعر به شريحة واسعة من الطبقة الوسطى العربية، من ولاء وانتماء لأمة أوسع من دائرة الدولة الصغيرة التي تنتسب إليها.


ومع ذلك فإني أعلق أهمية أكبر بكثير على دور العوامل الخارجية، في المحنة الراهنة التي تمر بهاالامة العربية. بل إن ما يمكن تسميته بعوامل داخلية، أي تتعلق بما يحدث داخل العالم العربي نفسه، لا يمكن فهمه إلا بفهم بعض العوامل الخارجية.


وضعف الولاء للامة العربية الذي أصاب شرائح واسعة من الطبقة الوسطى العربية، يعود إلى حد كبير إلى ما طبقته الدول العربية من سياسات الانفتاح على الغرب،. وهي سياسات كانت في رأيي نتيجة ضغوط خارجية، أكثر من كونها اختياراً حراً من جانب السياسيين العرب.


ولكن مسؤولية العوامل الخارجية في إضعاف الامة العربية اتخذت أيضاً، خلال الأربعين عاماً الماضية، شكل سياسات وإجراءات متعمدة، من جانب قوى خارجية بقصد إضعاف المشروع العربي. وأقصد بهذه القوى بالطبع، وعلى وجه الخصوص، إسرائيل والولايات المتحدة.


فمن اللافت للنظر كيف تحوّل وجود إسرائيل في داخل العالم العربي، من عامل موحّد للعرب منذ إنشاء هذه الدولة عام 1948، وحتى حرب 1967، إلى عامل مفرق ومشتت للعرب بعد حدوث هزيمة 1967.  


كان غرس الدولة الإسرائيلية في العالم العربي في 1948، بمثابة دخول الشوكة المسمومة في الجسم العربي. وطوال العشرين عاماً التالية لم يفقد العرب الأمل في قدرتهم على انتزاع هذه الشوكة من جسمهم، وكان اجتماعهم على تأييدهم الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله والسير وراءه، ناتجاً إلى حد كبير عن هذا الأمل. من الوصول إلى الهدف هو النصر الكبير بعد الهزائم التي لعقت بآلامه العربية..


 وتغيّر الأمر بصورة مأساوية بوقوع هزيمة 1967، إذ أخذ اليأس يحل بالتدريج محل الأمل، وأغرى ذلك جزءاً بعد آخر من أجزاء العالم العربي، بالبحث عن آمال وطموحات أخرى، بعيدة الصلة عن تحقيق مشروع النهضة العربية، والتوحيد العربي.  


ما أن انتهت حرب الخليج حتى رفع شعار «الشرق أوسطية»، وهو مشروع إسرائيلي أميركي يهدف إلى القضاء إلى غير رجعة على مشروع القومية العربية، وإحلال مشروع جديد محله، يقوم فيه العرب بدور التابع، سياسياً واقتصادياً، للدولة الإسرائيلية، وتحل فيه محل الهوية العربية، هوية تسمى الشرق أوسطية، أو بالأحرى هويات متعددة لا يجمعها إلا خدمة الأهداف الإسرائيلية. 


وقد لعبت وسائل الإعلام، وما زالت تلعب دوراً مهماً في خدمة المشروع الجديد، بما في ذلك للأسف، كثير من وسائل الإعلام العربية.  


كان من الممكن أن يأمل المرء في أن يؤدي تيار العولمة، الذي ازداد قوة خلال الأربعين عاماً الماضية، إلى تقريب الدول العربية بعضها من بعض، وتقوية درجة الالتحام بين الشعوب العربية، كما يؤدي إلى تقويتها بين شعوب العالم بأسره.  


ولكن المذهل أن نجد أن العولمة، وإن كانت قد سهلت الاتصال المادي بين أجزاء العالم العربي، وزادت من تنقل العمالة والسلع فيما بينها، ومن تسهيل نقل المعلومات بين بلد عربي وآخر، لم تساهم بأي درجة تذكر في تقوية الروابط الفكرية أو العاطفية بين الشعوب العربية.


بل حتى في ما يتعلق بالمعلومات، فإني أقارن اليوم بين كمية الأخبار والمعلومات التي تنشرها الصحف عما يجري في سوريا مثلاً أو السودان أو المغرب أو تونس، وما كنا نقرأه من أخبار هذه الدول في صباي وشبابي، فألاحظ تدهوراً مدهشاً، يزيد من الدهشة له السهولة التي يمكن بها نقل الأخبار والمعلومات من مكان لآخر في عصر العولمة.  


لا يمكن أن نفسر ذلك بمجرد الخطأ أو قلة الكفاءة، إذ لا بد أن يكون نتيجة لسياسات متعمدة للتفريق والتشتيت، بالإضافة إلى ضعف الهمة وقلة المبالاة ببذل الجهد اللازم للخروج من هذه المحنة.


على الرغم من كل هذه الأسباب الداعية للتشاؤم، لا أعتقد أن الوضع خال تماماً من دواعي الأمل في مستقبل أفضل للامة العربية، سواء في ذلك الوضع الداخلي في العالم العربي، أو في العالم ككل.. ولكن هذا يحتاج لتفصيل أكثر .فان صدام حسين الذي كان الأمل الكبير ولأكن للأسف إن بعض الساسة العرب وخاصة في الخليج طعنوا الامة العربية في ظهرها وتأمروا على العراق بعد أعاد الأمل للشعب العربي بالنصر الذي حققه العراق على إيران عام 1988 قاموا بجلب القوات الغازية لتحتل العراق وتدمره عام 2003 وبهذا العمل المشين فقده المواطن العربي ذلك الأمل الكبير .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠١ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٥ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور