التنافس على السلطة ..!! هدف وغاية في العراق الجديد ؟

 
 
شبكة المنصور
ابو احمد الشيباني

لا تلوح في الأفق أي إمكانية للخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق منذ المفاجأة التي أحدثتها انتخابات السابع من آذار الماضي, وخصوصاً لجهة تكريس موازين قوى جديدة, ألغت بموجبها قواعد اللعبة السياسية والحزبية التي تكرّست منذ التاسع من نيسان 2003, والتي أخذت منحى طائفياً ومذهبياً وعرقياً نظام طالما اتهمه حكام العراق «الجدد» القمع ومصادرة الحريات وانتهاك حقوق الإنسان, العراق الى ومرتعاً للفساد والإفساد والمزاجية..


لم تختلف حال العراق كثيراً بعد الاحتلال الأميركي, اللهم سوى أن «الدولة» العراقية قد تقوّضت وغدا التبرير الأميركي للغزو بعد انكشاف أكذوبة أسلحة الدمار الشامل والعلاقة السرية مع القاعدة, هو إطاحة ( النظام الديكتاتوري ) وبناء الديمقراطية في البلاد ..

 

الجهود المبذولة على أكثر من صعيد إقليمي لتشكيل حكومة جديدة ما تزال متعثرة, والانتظار الذي ميّز الأسبوعين السابقين, لمعرفة نتائج الفرز اليدوي لصناديق دائرة بغداد الكبرى, والذي جاء استجابة لاعتراض قدمه نوري المالكي, انتهى عملياً مع إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أن نتائج إعادة الفرز اليدوي لبغداد جاءت متطابقة مع النتائج الأولية التي أعلنتها في وقت سابق ..


الطريق إلى إعلان النتائج النهائية بات متاحاً, ما يعني أن مرحلة الاعتراضات والاستئنافات ستنتهي, رغم أن معظمها جاء من جهة رئيس ائتلاف دولة القانون رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي, الذي بات الان في وضع لا يحسد عليه بعد أن فشلت كل محاولاته (وإن كان في شكل غير نهائي حتى الان) للعودة الى موقعه عبر «كتلة» ائتلافية تمكّنه من الالتفاف على النص الدستوري, الذي يمنح الكتلة الفائزة (الأعلى في عدد المقاعد) فرصة تشكيل الحكومة, الامر الذي بات الان أكثر تعقيداً أمام المالكي, حيث تبدو القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي, أكثر إصرارا على «الشرعية الدستورية وعلى الاستحقاق الانتخابي», على ما قال طارق الهاشمي بعد تثبيت مقاعد مدينة بغداد ..


فهل ثمة فرصة أمام علاّوي للعودة الى الموقع الذي شغله قبل سبعة أعوام , ولم يكن وقتها منتخباً بل تم تعيينه بقرار من مجلس الحكم (كغطاء لقرار اميركي معروف)؟


الاحتمالات متساوية و»بيضة القبان» في هذا الصراع الدائر على الأوزان والإحجام, هو التيار الصدري الذي يُبدي تمايزاً نسبياً عن حلفائه في الائتلاف الوطني العراقي (الحكيم وإبراهيم الجعفري) ولا يتردد زعيمه (مقتدى الصدر) في وصف نوري المالكي ب (الكذاب) ما يعطي انطباعاً بأن العداء بينهما ما يزال مستحكماً وأن التيار الصدري يحاول تصدر المشهد وفرض قواعد لعبة جديدة في المرحلة التي ستشهد تطبيق الجداول الزمنية للاتفاقية الأمنية, التي وقعها المالكي مع جورج بوش والتزمها خلفه باراك اوباما, فيما يواصل أياد علاّوي في مقابلاته المتلفزة مع قنوات عراقية, توجيه الانتقادات اللاذعة لهذه الاتفاقية في غمز واضح من قناة المالكي, وتحميله مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والخدمية في بلاد الرافدين, فضلاً عن مأسسة الفساد ونهب المال العام وخصوصاً في تحذر الممارسات الطائفية والمذهبية..


هل قلنا الانسحاب الأميركي؟
نعم, فإدارة اوباما تستعد لسحب 30 إلف جندي في أوائل آب المقبل, إلا أن الانسحاب سيشمل القوات المقاتلة أما الوجود الأميركي فسيتواصل وهو «باق في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية وإعادة الأعمار» على ما أكد السفير الأميركي في العراق ديفيد هيل خلال زيارته محافظة نينوى قبل يومين..


ثمة اذاً أكذوبة أخرى تجري محاولات حثيثة لتسويقها – وهنا تتساوى الكتل والقوائم والكيانات السياسية والحزبية تقريباً – عند الحديث عن الانسحاب الأميركي, فالتضليل واضح ولم تأت «أميركا» الى العراق لتصرف كل هذه الأموال والأرواح وتآكل سمعتها وتشويه صورتها, لترحل بهذه السهولة وخصوصاً أنها لم تسترد بعد «رأس المال» الذي دفعته, مضافاً اليه الفوائد والغرامات والقيمة المضافة التي تتمثل في الاستحواذ على الكعكة العراقية الأهم (النفط) والتمتع بالمكانة الإستراتيجية التي يتوفر عليها هذا البلد العربي المركزي, دع عنك المغزى العميق لوجود أضخم وأكبر سفارة أميركية في العالم في عاصمة الرشيد ..


لهذا كله يبدو الصراع على رئاسة الحكومة مجرد فصل صغير في حرب (وليس مجرد معركة) لإعادة ترتيب الأوضاع لإدارة أميركية, لم تنجح حتى ألان في كتابة جدول أعمال واضح ومحدد للمرحلة التي يستعد العراق .. لعبورها ..

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ٠٧ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢١أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور