المقاومة العراقية : اضاءات على كتاب الصحوة : النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الاميريكية  للكاتب ديفيد ديوك ( عضو الكونكرس الاسبق ) - المسألة اليهودية

﴿ الحلقة الثالثة ﴾

 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي

نام الاعلام العربي عن محيطه الخارجي واتكأ طويلا على اريكته في مجلسه الشعبي الرسمي العربي يشرب قهوته العربية المرة حارسا لسان الحاكم العربي ومطلقا موجباته الخارجية الاخرى خارج القصر الوثير, بل ونسي الاعلام العربي الرسمي احوال الرعية  رعبا ونفاقا من ولي نعمته الذي اساء  الينا كشعب وكمصير بعد ان حقنه سيده بمادة الدولار المخدرة وراح  يحدد خريطة حركته داخل وخارج القصر وكأن الحاكم العربي متخصصا بالاعلام  وهو لايعي في اكثر الاحيان حتى مفردة اعلام ووظيفتها المقدسة عند كل امم الارض كونها السكين البتارة لكل الاعداء الداخليين والخارجيين الذين يتطاولون على حق الشعب العربي لا حق الحاكم العربي كون الحاكم العربي محفوفا بمن يحافظ عليه بالالاف من الشباب السذج المدججين بالسلاح والذين لا يميزون بين مخلوقات الله حولهم غير الحاكم الاله القادر المقتدر والراهب الغريب في قصره المقدس الابدي ...اما الشعب العربي وما تطاله  من سكاكين الاعلام العالمي والاخرى المنحرفة من داخله لا تعني كثيرا الاعلامي العربي صاحب الحضوة عند حضرة الملك فكل الحكام ملوك وامبراطوريين وسلاطين بغض النظر عن ما يصدرونه من عناوين اخرى كالرئيس والامير والقائد والمنقذ  وحامي الحمى الخ من الالقاب التي نتداولها نحن العرب الشعب ولا نحسب لها غير السيول من الانهيارات التي تطال المستقبل العربي ووحدته من خلال المؤامرة العالمية الكبرى التي تطال الوطن العربي برمته اليوم والسبب ليس العالم بل نحن العرب حكاما ومحكومين على السواء,خاصة اذا ما كان الحاكم دكتاتورا واصيب شعبه بالذل والاستسلام له...

 
هذا هو الاعلام العربي الرسمي الذي عليه ان يخجل من ما هو عليه ويستقيل من مهنته اللازمة للحاكم العربي المعزول  عن روح الشعب  ومن ثم عليه ان يغادر دائرة القصر الملوثة والمخدرة له ويهاجر الى حيث المكان الذي يتنفس فيه هواءه العربي الاصيل  وينفث كلماته  المقاتلة من اجل وجوده في جسد اعداء الامة العربية وكما نرى من حرب اعلامية شرسة صهيونية المنشأ والصناعة راحت موغلة في اذانا ومصورة ايانا اننا قتلة اليهود واعدائهم  مرددين تلك الكذبة ملايين المرات الى ان صدقهم العالم وراح يتعاطف معهم تاركا ايانا وراء ظهره كوننا قتلة اليهود المساكين  ومضطهديهم  على مر العصور والايام ؟!..لا ننسى ان تحديد وطن قومي لليهود رشحت له اكثر من دولة ومنطقة لكن بالاخير وبخبث المخططين ودهاة اليهود تم اختيار فلسطين لهم وربما ذلك قد جاء ردا على الاذى العربي المصنوع اعلاميا الذي عانى منه اليهود  -والذين استبدلوا باليهود الخزر لاستيطان فلسطين-  والذين هم من سكنة بلاد العرب الاصليين ..تحديد فلسطين كأرض الميعاد مرتبطة بالارهاب المصطنع يهوديا الذي عانوا منه على ايدي العرب ومن هنا جاءت فلسطين لتكون  الجزاء القضائي الالهي للعرب على ما اقترفوه بحق تلك المجموعة السامية المظلومة؟؟؟وفلسطين بالنتيجة وكما مخطط لها  يهوديا ومن تحالف معهم ضدنا يعني اعطاء الوطن العربي برمته لليهود مكافأة لهم على الماضي الاسي وهم يسكنون الارض العربية..كل هذا يجري وما ترتب عليه والاعلام العربي الرسمي ما زال يغطي برأسه عن الحقيقة ناسيا ان باقي جسده عاريا ماثلا خجولا ومكشوفا لكل من يريد ان يبصق على قبحه  والذي باعنا بالتقسيط  وسهل لليهود ترعرع دولتهم بيننا بل وقسم منه اصبح اكثر رحمة باليهود من اليهود انفسهم  وتلك مأساة عربية اخرى تقاتلنا على مصيرنا وعلى حقنا بأسم الاعتدال العربي وبأسم  فكرة العالم الجديد التي لا وجود لها الا في عقولنا نحن العرب وكأننا منظريها ومنظري تكوين وطن قومي لليهود وعلينا بأمر الرب حماية اليهود المغتصبين لاراضينا ناسين انهم هم البلاء  وهم مصدر وتخطيط كل ما يقع علينا من جور وتعسف وتقسيم وأبادة واحتلالات  فاقت محرقة اليهود الالاف المرات..

 
عن اي محرقة يتحدثون اليهود  اليوم ويطبلون لها ولدينا كل الاحصائيات حال المنظمات العالمية الاخرى من ان محرقة العراقيين اليوم فاقت كل محارق الامم والشعوب التي ذكرها التاريخ  وفي سبع سنوات عجاف فقط وما زال الاعلام اليهودي يتفوق علينا ويصورنا على اننا مجموعة من القتلة والابالسة والشياطين العتاة والاعلام العربي غافي عن تلك المأسي التي تحصل بحق العرب..ليس هذا فقط بل هناك محارق عربية اخرى طالت الملايين منا ففي فلسطين محرقة كبرى وفي لبنان محرقة كبرى وفي اليمن محرقة كبرى  وفي السودان محرقة كبرى وفي ارتيريا محرقة كبرى وهناك محارق اخرى قادمة لا محال ستطال الخليج العربي والمغرب العربي ومصر العربية وسوريا والاردن والحبل على الجرار, وما زلنا في اعلامنا الرسمي نتحدث عن الامبراطور حفظه الله اينما وجد في اي امارة عربية تسمى دولة وهي ليست كذلك بمعنى الدولة العصرية سياسيا واقتصاديا وسوقيا الخ...

 
نرجع الى كاتبنا ديوك اذ يقول((ليست المحرقة هي الجرم اليهودي الوحيد الذي علينا جميعا ان نحزن من اجله,فنحن نرى العديد من الاحداث التاريخية المؤلمة ,والنتاجات الدرامية الهولووديةHollywood تتعلق باضطهادات تاريخية اخرى لليهود .فاليهود هم ضحايا الارهاب العربي في الشرق الاوسط والفاشيين في اوروبا ,وحتى انهم ضحايا الكلانسمنKlansmen في الولايات المتحدة ( والكلانسمين هم اعضاء جمعية سرية اميريكية من البيض متهمة بممارسة التمييز العنصري ضد الهنود الحمر الاميريكيين,ولكنها في الواقع تسعى للدفاع عن سيادة الاميريكيين على بلادهم ضد من يحاولون الهيمنة على مقدرات اميريكا وسياستها ومصالحها من الاقليات مثل اليهود.).وهناك سيل لا ينضب من الكتب والمقالات والافلام والروايات حول افراد يهود عانوا من اللاسامية الشريرة.


كما يقول الكاتب ديوك:وتملأ شاشات التلفاز والسينما كل عام عشرات الالاف من القصص حول يهود اذكياء ,عطوفين غير انانيين,واخلاقيين شجعان,كما تملا مثل هذه الحكايات صحفنا ومجلاتنا وكتبنا ومسارحنا ومنابرنا ومنصاتنا وحلباتنا وامواجنا الاذاعية ومحطات البث عبر الاقمار الاصطناعية.


وهناك الالاف من صور يهود ابرياء ونبلاء وابطال اضطهدوا وظلموا في حين يصور خصومهم بأنهم تجسيد للشر ,ولا توجد مجموعة على الكرة الارضية تتمتع بافضل علاقات عامة اكثر من اليهود.)).

 
هذي هي براعة اليهود  فقد استرخصوا كل مالهم من اجل تصوير انفسهم على انهم مضطهدين في العالم ومن انهم الشعب الوديع المظلوم وقد نجحوا في مسعاهم هذا وانتصروا علينا نحن العرب المتخمين بالدولار بعد ان غادرنا دينارنا وجافيناه وجعلنا نفطنا من اجل الدولار الاميريكي وبالتالي من اجل دعاية اليهود  ضدنا ..لم نستطع نحن العرب استثمار اموالنا التي لا يمتلك بكثرها أي شعب في الارض في صالح قضيتنا ولم نستطع تصوير محارقنا التي تفوق محرقة اليهود الالاف المرات ومن ثم نوصلها الى العالم الذي اكثره ما زال لا يعرف حتى اسماء دولنا  الحديثة كما ندعي نحن انها حديثة ,اما العالم في الطرف الاخر من التحضر والتمدن والتقدم فلا يجد فينا غير شعب مستهلك مبذر لما يمتلكه متخلف بسلطته  لا يعي ما يدور حوله وليس له القدرة على اكتشاف زلازله قبل وقوعها من اجل ان يتقي بعض شرورها..

 
انها فرصتنا نحن العرب ان نحول ونغير صورتنا عند العالم من اننا قتلة يهود ومن اننا جزارين لا عقل لنا,فاليوم نحن نمتلك ترليونات الدنانير وقد اصابتنا مئات المحارق ومنذ بداية القرن العشرين ولو احسنا صنعا لاستطعنا  استمالة عقول مفكري العالم ودهاقنته للتعاطف معنا وتكذيب  او تحجيم كل ادعاءات اليهود بمحارقهم التي قزمها التاريخ المنصف عندما قارنها بمحارق العرب والتي يقبع خلفها بالتخطيط المتقن اليهود وينفذها  لهم دعاتهم الموهومون بهم ومنهم الغربيين والشيوعيين  والسلطة السياسية العربية الغبية والعميلة فكلاهما يفعلان فعلهما لصالح الدعاية اليهودية وضد بني جلدتهم من حيث يدرون ولا يدرون..

 
الاعلام العربي النزيه والذكي الحر مطالب اليوم  بالكشف المتقدم عن كل المخططات التي تجري في الخفاء ضدنا كقومية عربية لها حقوقها التاريخية بالوجود ظمن اراضيها المعترف بها,والاعلام العربي القومي النزيه مطالب اليوم اكثر من أي زمن مضى بعد ان توفرت له كل امكانات الاتصال والحصول على المعلومة ان  يحدد مصادرها  بالسبق الاعلامي ويقاتل ويقاوم مقاومة الابطال من اجل ايصالها الى الجمهور العربي التي جففت عنه منابع المعلومات الخطيرة التي تهدد مصيره حتى وأن كان ذلك ثمنه قتال الحاكم العربي الذي يمثل اليوم الكاتم لمعلومات الاعداء  والحافظ الامين لها خوفا ان تصلنا ومن ثم نتململ منه او ربما نثور عليه لا من اجل الثورة عليه كقوة باطشة متخلفة بل من اجل الثورة  لوجودنا السرمدي كشعب بعيدا عن اماني الحاكم العربي الذي همه الوجود الزمني  المتعلق بحياته ووجوده بالتالي على كرسي الحكم ناسيا ومتناسيا ان هناك اعداء للعروبة  اوغلوا في اذاها وهناك مصير عربي على كف عفريت بسبب السلطة العربية الدكتاتورية المتخلفة ولانها متخلفة  اصبح عدوها اللدود الاول هو الاعلام الهادف المقاوم العروبي الاصيل الذي يستطيع وحده ومن دون سلاح من صد ورد اعدائنا  المتحالفين ضدنا من قديم الازمان وهم اليهود والمجوس ومن تعاطف معهم لغاية شريرة في نفسه ضدنا كعرب وكمسلمين.لا بد ان نتذكر دوما ولا يغيب عن بالنا لحظة واحدة ان كنا اعلاميون حصيفون ان الاعلام الهادف الدقيق في العالم استطاع تسقيط حكومات من دون ان تخسر دولته طلقة واحدة ومن هنا علينا ان نتصور خطورة الاعلام  وواجبه الاستثنائي المقاتل وكما يقول المثل الشعبي العراقي (ام لسان غلابة النسوان).

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ٢٨ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٢ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور