المقاومة العراقية : إضاءات على كتاب الصحوة : النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الاميريكية  للكاتب ديفيد ديوك (عضو الكونكرس الاسبق) - المسألة اليهودية

﴿ الحلقة الرابعة ﴾

 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي

نجح اليهود  من  خلال اموالهم واستثماراتهم واستغلال عقولهم في علاقاتهم العامة بين معظم دول العالم بل واستطاعوا اختراق الممنوع والتوغل فيه حتى وصلوا الى مفاصل اكبر واكثر الدول في العالم ومنها الدول العظمى وحيدوها في بداية الامر لصالحهم ومن ثم جيشوها اعلاما وقوة ومال لصالح قضيتهم التي خططوا لها لان تكون على حساب العرب وعلى حساب اسلام العرب وبالتالي هددوا وجودنا كقومية بدأ بتقسيم الوطن العربي الى امارات بائسة ضعيفة اسموها الدول العربية..ليس هذا فقط بل راحوا ابعد من ذلك من خلال الدول العظمى لايجاد البديل العاجز لنا ,وهنا اقصد بالبديل عن الوحدة العربية وهو الكيان الهزيل الذي نسميه اليوم بالجامعة العربية تلك المؤسسة التي تقاسمتها الدول العربية وكل حسب هواه ووظيفته العالمية  التي رسمت له مسبقا قبل ان يعين سلطانا او ملكا او رئيسا او اميرا على كانتون عربي هزيل ومبتذل..لو كانت هناك سياسة وكانت هناك رغبة وقوة وايديولوجية عربية بل ونظرة عروبية عند الحكام العرب ومنذ بداية القرن العشرين لاستبدل اسم الجامعة العربية بالاتحاد العربي على الاقل ولتم توصيف اهداف وواجبات هذا الاتحاد بما يخدم قوميتنا ووجودنا ومن ثم يخطط لقيام الوحدة العربية مستقبلا من خلال التمهيد لها والقتال من اجلها كوسيلتنا الوحيدة لظمان وجودنا على الكرة الارضية كأمة تاريخية رسالية لها شأنها الذي لا يستطيع الطامعون ومنهم بالدرجة الاولى اليهود وحلفاؤهم التاريخيون الفرس من التدخل في شؤونها ومن ثم قضمها وبلعها لقمة لقمة  وهذا ما يحصل لنا كأمة بائسة ومشاعة عالميا للفوضى والتخريب والاستهتار العالمي بحقنا ودون استثناء ...

 
اين النظام العربي من افعال اليهود ومن جرائمهم التي فاقت كل التصور وما زالوا يتحدثون عن المحرقة وعن جرائم العالم بحقهم وهم الذين يقودون العالم القوي والمتقدم وصاحب الفيتو في مجلس الامن ومن تلك الدول الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا القيصرية اليوم..لقد استطاع اليهود بتشغيل عقلهم الذي لا يختلف عن عقولنا ومقدرتها سوىباستغلالها وبالنيات وبالارادة وبدقة الحسابات والتخطيط المتقن للمستقبل,نعم لقد استطاع اليهود من اختراق الحزب الشيوعي والاممية ومنذ تاسيسها وبرمجتها لصالحهم من خلال مؤسسي الشيوعية اليهود الذين استبدلوا حتى اسمائهم اليهودية لتتخفى عن يهوديتها ومن ثم تصبح اكثر قبولا كشيوعية مادية كافرة بحتة بكل الفكر الروحاني ومنه اليهودية والمسيحية والاسلام..هذا هو التخطيط المتقن الذي نجح من خلاله اليهود من السيطرة على القرار العالمي وبالتالي من استخدام القوة الاعلامية والعسكرية والاقتصادية لصالحهم..اما النظام العربي العشائري المتخلف فبقى مراوحا ومأخوذا بالمال والجنس والليالي الحمراء وبناء قصوره الاسطورية ليصدق العالم مرة ثانية حكاية الف ليلة وليلة  وأن العرب لا يجيدون غير التخطيط المتقن لصالح ملذاتهم  وتبذير ثرواتهم لذات الغرض وملذات الهوى الغبية..

 
ذكر احد اعداد صحيفة الشعور العام Common sense مقالة غطت صفحة كاملة من الجريدة بقلم (ونستون تشرشل)رئيس وزراء بريطانيا الشهير عنوانها (الصهيونية مقابل البلشفية:كفاح من اجل روح الشعب اليهودي).وذلك عام 1920 .كان تشرشل يعتقد ان يهود العالم كانوا متوزعي الولاء بين الشيوعية والصهيونية.وكان يامل ان يتبنى اليهود الصهيونية بديلا ما اسماه البلشفية الشيطانية والشريرة.وصف تشرشل في مقالته تلك المعدة اعدادا جيدا والمعاصرة للثورة الروسية,بانها كونفدرالية شريرة لليهود العالميين الذين قبضوا على الشعب الروسي من شعر راسه واصبحوا عمليا سادة تلك الامبراطورية الضخمة بلا منازع.

 
يقول الكاتب ديوك مؤلف كتاب الصحوة((لقد صدمتني المقالة صدمة قوية جعلتني ادقق في مصداقيتها وتبين لي انها صادقة واصيلة.والواقع اني وجدت بعض الاشارات اليهودية الى المقالة تندب حقيقة ان مقالة تشرشل غذت اللاسامية في العالم.وفيما يلي مقتطف من مقالته التي نشرت في المجلة:(تبرز خطط اليهود العالميين معارضة عنيفة لكل هذا المجال من الجهد اليهودي.فالمنتمون الى هذه الفيدرالية هم رجال نشؤوا بين البؤساء من اهل البلدان التي اضطهد فيها اليهود بسبب عرقهم.وقد تخلى معظمهم ,ان لم يكن كلهم ,عن معتقد اسلافهم ,وطردوا من اذهانهم الامال الروحية للعالم الاخر.


ليست هذه الحركة جديدة بين اليهود فمنذ ايام (سبارتاكوس ويشاوبت Spartacus-(Weishauptالى ايام كارل ماركس وصولا الى تروتسكي (روسيا)وبيلاكون(هنغاريا)وروزا لوكسمبورغ(المانيا)وايما كولدمان (الولايات المتحدة),ما زالت هذه المؤامرة الشاملة لجميع انحاء العالم تتنامى من اجل الاطاحة بالحضارة,واعادة بناء المجتمع على اساس التطور المكبوح,والحقد الحسود,والمساوات المستحيلة,والان,جاءت اخيرا هذه العصبة من الشخصيات الشاذة من العالم التحتي لكبريات مدن اوروبا واميركا ,فأمسكت بالشعب الروسي من شعر رؤوسهم واصبحوا عمليا سادة تلك الامبراطورية الهائلة بلا منازع.ولا حاجة للمبالغة بالدور الذي لعبه هؤلاء اليهود العالميون الملحدون في خلق البلشفية وفي تفجير الثورة الروسية)).

 
وهنا يكمن السؤوال الخطير ان تشرشل رئيس بريطانيا الشهير وفي زمن ما قبل اعلان وعد بلفور يقيم اليهود بتلك الاوصاف اللاذعة  ويوصمهم بانهم سقاطة شعوب الارض من الطبقات البشرية الواطئة الدنيا ومع هذا استطاعوا التغلغل الى قلب الشعب الروسي والسيطرة على ثورته البلشفية وقيادتها ليتم تشكيل اكبر امبراطورية في العالم الحديث وهو الاتحاد السوفيتي ذو التأثير الاممي الشيوعي على كل العالم بظمنه الوطن العربي  الذي انساقت الكثير من العقول العربية التي تدعي التقدم والحرية والعالمية والدين افيون الشعوب لتركب قارب الشيوعية  بقيادة اعدا اعداء العروبة والاسلام وهم اليهود الصهاينة قادة الحكم البلشفي ومؤسسيه؟!ترى ماذا يقول احدنا عن اصل الفكر الشيوعي العربي وعن اهدافه الوبيلة على القومية العربية وعلى الدين الاسلامي  والشيوعيون العرب امسوا سفراء للفكر والرسالة والاهداف اليهودية داخل القلب العربي وساروا في دمه وخلاياه والان دورهم واضح وضوح الشمس في معاونة اليهود والفرس على تدمير اكبر قلعة صمود عربية وهي العراق ..

 
اليس من حقنا ان نجتهد ونعيد قراءة التاريخ ثانية بعد الدراسة المتأنية لمقالة تشرشل بأن ربما وعد بلفور جاء بدافع التخلص من الوجود اليهودي الاممي الطموح والخطير على بريطانيا العظمى من خلال انشاء وطن قومي لهم في فلسطين ومن ثم تحويل وترحيل كل اهتماماتهم ومشاكلهم واجتهاداتهم نحو كيانهم بدل العبث بالشان الغربي ومنه بريطانيا لا بدافع العطف عليهم؟؟؟ثم ما الذي سيخسره تشرشل اذا ما احتل اليهود فلسطين العربية كجزء من الارض العربية اليباب سياسيا  وايديولوجيا واعلاميا ؟

 
في ذلك الزمان الغابر زمن تشرشل وحلفاؤه كانوا متأكدين انهم مهما يكتبون من مقالات ومن تقييمات ومن نقد لاذع لليهود وتحذير العالم منهم فلن تصل تلك الافكار وتلك المنشورات الى النظام الرسمي العربي انذاك لان مثل هذا النظام العربي المتخلف قطعا لا يقرا ولا يتابع وأن قرا فلن يفهم شيئا منه ولا يعنيه كون محور المقال لا يمس بشكل مباشر وسريع كرسي الحكم من ناحية ومن ناحية اخرى الغياب التام للاعلام العربي القومي المقاوم في حينه أي بداية القرن العشرين,الاعلام العربي حينذاك كان مأخوذا بالاساطير ومنها :حوته يا من حوته هدي قمرنا العالي,و السعلوة,والحنفيش,وسبع السبمبع,وجزر الواق واق سبحان الرب الخلاق,وجوج ومأجوج,وقرن دلهوث الخ من الروايات والقصص التي تميت الاطفال رعبا وتحولهم من مقاتلين ليل الى نوم هجوع...

 
حروب طاحنة حصلت بين العرب وبين الكيان الصهيوني وفي كل تلك الحروب كان صديقنا الاتحاد السوفيتي يصمت الايام الاولى من كل تلك الحروب الى ان يتمكن الكيان الصهيوني وحلفاؤه من دحر الجيوش العربية لتكون النتيجة لصالحه وبعد ذلك يلوح الروس امام مجلس الامن بوجوب ايقاف الحرب فورا والا ستقوم القيامة على راس الذين سحقوا العرب؟؟؟كل تلك اللعبة وتبادل الادوار اليهودية القائدة للغرب الحلفاء وللاتحاد السوفيتي المقاد من قبل اليهود تحصل والعرب بقادتهم وباعلامهم يصدقون الكذبة الكبرى ويرحلون الى الاتحاد السوفيتي الصديق الحميم مستنجدين اياه للوقوف معهم وتزويدهم بالسلاح القاهر لدحر الكيان الصهيوني المنتصر علينا دوما والباطش بنا دوما وقد ملت اذاننا انشودة (الله اكبر فوق كيد المعتدي)..كل هذا يحصل لنا والفريسة ما زالت نفس الفريسة والجناة هم الجناة  والمحرقة عربية على الارض ويهودية في الاعلام والى اليوم والقادم اسوأ ان لم ينتبه العرب..

 
لقد نسي العرب او قل تناسوا الحقيقة ان معظم اليهود الذين هاجروا الى فلسطين جاؤوا من الدول الشرقية وخاصة روسيا ؟أي بمعنى اخر لقد اشترك المعسكران الغربي والشرقي في تفتيت الوطن العربي لصالح الكيان الصهيوني وبالتالي لصالحهم من خلال طمر أي امل بقيام دولة عربية موحدة ..المعسكر الغربي شارك بالتخطيط والتنفيذ العسكري والاقتصادي المباشر والمعسكر الشرقي شارك بهجرة اليهود الينا أي من خلال مد المؤامرة ضدنا بالعنصر البشري وكلا الحاليين بتخطيط متقن من قبل اليهود الاشرار..ثم اين روسيا العملاقة نوويا وصديقتنا من احتلال العراق  اليوم ومن دورها الخبيث والمصلحي الذي لعبته مع العراق ؟من هنا اثبت النظام العربي الرسمي ولاؤه للغرب والشرق وغباؤه في السياسة  وفشله والى اليوم بالاتيان بشئ لصالح الانسان العربي الذي ما زال يعيش الخيبات تلو الخيبات الى ان انتهينا بدخول الكيان الفارسي اليوم للسيطرة على ما تبقى من شتات الوطن العربي وبدون حياء بعد ان قدم له العرب العراق على طبق من ذهب والقادم امر وادهى...

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٠٣ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٧ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور